أنسنة الحب
وكان يزهو ويتيه بالحب، محبا ومحبوبا.. كما كل البشر .. أو هكذا يظن!
يباهي بما يلقاه من مشاعر رقيقة حانية، ومواقف نبيلة لا تكون إلا ممن كانت في مثل سموها!
يثور إذا غاضبته معابثة، أو تدللت عليه..
يغضب إذا صدت عنه، أو أعرضت، أو تجاهلت مشاعره، أو جرحت إحساساته ولو بدون قصد..
يشكو هجرها وصدها.. تمنعها وإعراضها، لصديق نديم يواسيه في محنة قلبه..
يقرر مقابلة هجران بهجران وصد بصد.. لتشتاق إليه نصف اشتياقه لها.. تحتاجه لتكتمل سعادتها كما يحتاجها ليحيا!!
يحبها لتكتمل ذاته بها.. يسعدها لتسعده.. ويناجيها لتناجيه.. يعطي ليأخذ.. يسامح لتصفو.. يقترب لتقترب، ويندمج بكيانه كله فيها لتدمج بكيانها فيه..
هكذا كل المحبين والأحباب.. أو هكذا يظن!!
علمته أن يحيا بحبها وحده.. لا يباهي ولا يفاخر، لا يثور ولا يغضب ولا يشكو..
يقابل كل ما يعترض حبهما، مما يعترض طريق العشاق دائما، بمزيد من الصبر والإيمان..
سعادته في سعادتها، ولو ظن انه شقي.. راحته في راحتها ولو أقعده الجهد في بلوغها..
ينتظرها بلا حدود.. يتقدم إليها كل يوم.. يقترب إليها بكل خطوة يخطوها نحو نجاح يليق بمن يخطب ودها!!
يشكو بثه وحزنه كما "يعقوب" – عليه السلام-إلى ربه –تعالى-لا سواه .. فنبي الله لم يكن يشكو هجران يوسف، وإنما يشكو فقده ذاك الذي لا حيلة له ولا ليوسف تجاهه.. إنه اختبار الله وابتلاؤه!!
مثله يشكو بثه وحزنه إلى الله وحده لا سواه..
مثله يؤمن بعودتها إليه بقدر الله..
ومثله يعلم من لطف الله ووده ما لا يعلم مَن حوله..
في طريقه إلى حبها يعرف أنه في الطريق ليصبح إنسانا!!
ح.خ