س:- أنتاجك الادبي : نبذة عنة - وبعض النماذج من قصصك ؟
عندي فوق المائة وعشرة قصص منقسمة بين القصة القصيرة والقصيرة جدا غالبيتها قصص اجتماعية منوعة: كوميدية مضحكة، ورومانسية، ودراما حزينة، وبعضها عن الجرائم والمجرمين، وواحدة منهم عن الاشباح..
حرصت فيها ان تكون لغتها سهلة بسيطة لتصل إلى أكبر شرائح المجتمع
..وهذة بعض من القصص:-
ليالي الشتاء الباردة
-------------------------
تجلس وحيدة على أريكتها الوثيرة ..
يداعبها دفء ذكرى، حين ذات شهوة،
التفت مع زوجها بغطاء واحد،
وشرعا يتناولان المثلجات المجمدة...
من نفس العلبة....!
******************************************
** بين يديّ الرحمن **
--------------------------
رافعا يديّ إلى السماء: "يا إلهي أنقذنا..."
- يا للمصيبة لقد فقدت السيطرة على الشاحنة...
هتفت مخاطبا الشاب صاحب هذه الشاحنة الضخمة، والذي يجلس قربي...
منذ بضعة دقائق تركت سيارتي في منتصف الشارع الشديد الانحدار، واستلمت قيادة الشاحنة صعودا إلى أعلى التلّة، بقصد تجربتها قبل شرائها، كي نستخدمها في توصيل البضاعة التي يتم تجهيزها في المصنع خاصتنا...
"لقد أوهمني اللعين بأنها بحالة جيدة."
- أستاذ يوجد فيها مشكلة بسيطة فقط ( بالبريك ) ..
"أتقول مشكلة بسيطة؟! قبحك الله، كلها مشاكل يا أخو الــــــــ ... " فكرت في نفسي،
حتى ذراع تغيير السرعة لا يتجاوب بسهولة، آآخ.. لقد توقف المحرك عن الدوران، يا للهول.. رغم أنني أدوس دعسة الكابح إلا أنه لا يتجاوب وتعطل أيضا...
- ما العمل الآن؟ بدأت الشاحنة تتقهقر إلى الخلف بسرعة مخيفة ومتسارعة. مددت يدي الى ذراع الفرامل اليدوية أسحبه فانكسر في يدي خارجا من مكانه، كسيف دون كيشوت من غمده... صرخت:
- ويلاااااااه.. رحنا فيها وانتهى أمرنا.
رميته فزعا وقد اجتاحني شعور عارم بالغضب، التفت باتجاه الشاب أرغب في صفعه.. وإذا به مكوم على أرض الشاحنة يرتعد خوفا... من العبث التحدث معه الآن ...
ما زالت الشاحنة تتراجع بسرعة، يقولون في اللحظات الحرجة يرى الشخص حياته تمر أمامه، أنا لا.. بل انصب كل تفكيري على كيفية إيقاف آلة الموت تلك،
"الله يستر، اللهم أبعد المشاة والسيارات عن طريق هذه المجنونة، يا للهول أسمع بوق سيارة تحاول تنبيهي، عذرا يا صاحبي أنت من عليه الهرب من طريقي."
أخرجت رأسي من النافذة لأرى ما الذي أستطيع فعله.
أحد جانبي الشارع يطل على هاوية، وفي الجانب الآخر محال تجارية أمامها سيارات متوقفة على جانب الرصيف.
- يا الله ارحمنا، ستخرج عناوين الجرائد بخبر حادث مؤسف.
"يجب عليّ السيطرة على الموقف، ها هي سيارتي وابني ينتظرني قربها، ماذا؟ إنه يحمل سيجارة، تبا له، ليس وقته الآن بل يجب التركّز على وضعي المنيّل حاليّا."
نظرت إليه يرمي السيجارة وينظر حائرأ، من الواضح أنه لم يفهم مصابي: "لن أسمح للموت بالتمكن مني، لم يحن وقتي بعد".
هنالك فراغ بين السيارات قرب الرصيف.. هذه فرصتي الوحيدة وعليّ أن استغلها، سأدخل الشاحنة عرضيا بينهما باستعمال المقود...
توقفت الشاحنة بين السيارتين بالضبط دون أن تصطدم بأيهما ولكنها اصطدمت بعنف بطرف الرصيف العالي.. المكان الوحيد بالشارع الذي يعلو فيه الرصيف إلى هذا الحد، وكأن العناية الإلهية جهزته لإنقاذنا.
وأخيرا توقفت الشاحنة، دون خسائر.. قفزت منها على الفور غير مصدق أن قد كتبت لي النجاة.
ناداني الشاب بعد جلوسه في مقعد السائق ونجح في تشغيلها:
- هيا اركب يا عمي كي أوصلك إلى سيارتك.
- تبا لك أيها الجاهل انصرف وشاحنتك المهلهلة عن وجهي.
وصلت سيارتي ماشيا متقطع الأنفاس، أفكّر في أمر تدخين ابني، وأمه المريضة.
أخرجت مشطي الصغير لأرتب شعري المنكوش المنفوش، نظرت في المرآة فأذهلتني رؤية شعري الأسود قد تحول إلى اللون الرمادي ولقد غزا الشيب مفرقي....!
************************************************** ******
وفاء .. وانتظار ...!
-----------------------------
مشيت في جوّ مكفهّر، على طرف رصيف
مبلول زلق بعد عاصفة مطر ...
هنالك رأيتها أمي الضئيلة ..
ملصقة وجهها بين أصابع السور الحديدي ..
تنظر في الأفق البعيد، قبّلتُ رأسها المبلل ..
لم تلتفت، قالت:
أينه .. والدك؟! لم يأتني بعد وما زلت أنتظر!
س:- من هم الادباء والكتاب الذين تاثرت بهم ؟وكانوا كقدوة ومثال لك ؟
معظم قراءاتي كانت وأنا طفلة صغيرة من مكتبة جدي، لهذا غالبية الكتاب الذين أحببتهم من القدامى خصوصا يوسف السباعي ونجيب محفوظ من العرب، ومارك توين وارنست همنغواي وفيكنور هيغو من الأجانب..
قرأت لكثيرين غيرهم سواء بالعربية عموما، وأيضا بعض الكتب بالإنجليزية.
أحب السيرة الذاتية لانطوان تشيخوف، وأرى أن الذي يجيد الكتابة حقا هو المؤلف كثير الأسفار والترحال الذي يخالط الشعوب، وجميع فئات المجتمع.
اؤمن أن من عمق حجم الألم والمعاناة يأتي الإبداع.
لكن لا توجدعندي قدوة محددة أحذو حذوها.. انما أكتب بتلقائيتي وعلى السليقة.
س :- أيهما اصدق في كتابة الادب بشكل عام الرجل أم المراه ؟
لا يوجد فرق بالنسبة لي ولم أحاول التمييز بيتهما، أعتقدهما كليهما يكتبان تأثرا بعصف ذهني إلى درجة تصديقه، لكن الكاتبة حظوظها بالشهرة أقل من الرجل، لعظم المسؤوليات الملقاة على عاتقها تجاه أولادها وبيتها، ولم أك محظوظة بالقراءة إلا لعدد محدود منهن أهمهن أغاثا كريستي وحين اوستن.
في المسابقات التي بدون أسماء.. أستطيع أحيانا التفريق بين الكاتب الرجل والأنثى، خصوصا في القصص العاطفية، هو يصف الجسد حسيا بينما هي عاطفية تصف الأحاسيس والمشاعر...
س:- المشهد الثقافي الادبي الحالي في الاردن - كيف هو ؟
أنا بطبيعتي خجولة غير اجتماعية، لكن اعرف أن بعض الأديبات يعقدن صالونات ثقافية في بيوتهن، ويالإضاقة للأدب يهمهن واقع الأردن السياسي والاجتماعي. وحركة النشلر نشطة عندنا لحضور الكثير من الكتاب العراقيين لتنفيذ ذلك عندنا.
علما بأن الأردني إنسان مثقف واع على جميع الأصعدة إذ هو أغلى ما نملك.