ربّيتُ ديك الأمنيات لأذبحَه
قربان عشقٍ عند باب المشرحة
ونذرتُ آخر ما تبقّى من فمي
شعرًا دراميًّا لوصف المذبحة
حزنٌ ؛ مواجيدٌ ؛ نحيبٌ ؛ أدمعٌ
موتٌ جماعيٌّ ؛ نعوشٌ ؛ أضرحة
هذا وريدٌ نازفٌ ؛ هذي يدٌ
تهوي بسكّينٍ عليه لتجرحَه
وحرائقٌ في الغيم تحت رمادها
مطرٌ يضمّ الزند حتّى يقدحَه
فهدوء ما قبل العواصف مرعبٌ
جدًا وباسم الريح تهذي المروحة !
لي أَيُّهَا الموت المشاكس لحظةٌ
في العمر ضاعفت الرهان لتربحَه
كفٌّ تلمّ شتات نفسي مرّةً
أخرى فارجع للفراغ لأطفحه
أمٌّ تحيل الرمل في دعواتها
ريشًا وتبتدع الحجارة أجنحة
ما بين مصحفها وثوب صلاتها
سجّادةٌ عِدْل السماء موشّحة
جسرٌ من الصلوات تعبره إلى
باب الخلود بسورتين ومسبحة
وبسجدةٍ في الليل تسحب من دمي
قلبًا تأبّط مصحفًا كي تفتحه
منديلها : كفٌّ بخمس أناملٍ
علقت على خد الصَّبِيِّ لتمسحه
تدعو وخلف الباب طفلٌ متعبٌ
يستعطف الأشواق كي لا تفضحه
تبكي فتشتعل الشجون قصائدًا
خضراء ناعمة الحروف مُسرّحة
أمّاه والجرح الطريّ يشدّني
لألمّ دمع المتعبين وأسفحَه
والفجر شيخ العارفين يقول لي
ما أجبن الليل البغيّ وأقبحه !
فيصيح ملء الصوت صوت عروبتي
وأطير روحًا في الفضاء مجنّحهة
وجعي على الوطن الغضنفر كلّما
وقفت كلاب العالمين لتنبحه
أمّاه كيف ينام طفلٌ أمّهُ
لم تحتضن هندولهُ لتمرجحَه ؟!
ومتى سينعم بالرخاء مواطنٌ
وبلاده صِفر اليدين مشلّحة ؟!
نزفتْ إلى أن قيل : حسبكِ؛ فارتمتْ
مدنًا على سُرُر الفناء مُجرّحة
كفرتْ بما قدّمتهُ في موطنٍ
حدّقتُ في كلّ العيون لألمحه
والعمر كل العمر فيه أضعتهُ
ما كنت أملك غيره كي أمنحه
تركت لمن عذلوا شراسة لهجتي
واستغربوا وطتنيّتي المُتبجّحة
وطنًا يفتّش عن زعيمٍ ثائرٍ
يكفي لأعتزل الهجاء وأمدحَه
ليظل هذا الشعر تهمة شاعرٍ
الأبجديّة لعنةٌ لن تبرحه