أعود بعد الغياب، بقصيدتي (( من جنة السرداب))، فأقول
عَيْنِي مِنَ الأَضْوَاءِ أَضْحَتْ مُوجَعَة == وَالْقَلْبُ لاَ يَنْفَكُّ يُسْبِلُ أَدْمُعَهْ
وَغَيَاهِبُ السِّرْدَابِ تُغْرِينِي بِأَنْ == أَسْتَكْشِفَ السِّرَّ الْمَهِيبَ وَأَتْبَعَهْ
فَوَجَدْتُنِي إِذْ خُضْتُ غَيْهَبَهُ أَرَى == نُوراً يُبَدِّلُ كُلَّ آلاَمِي دَعَةْ
هُوَ كَالسَّرَابِ وَلاَ سَرَابَ وَإِنَّمَا == شَيْءٌ كَمِرْآةِ الْجَدَاوِلِ مُبْدَعَةْ
فِيهَا وَفِيهِ أَرَى الْغَيَاهِبَ جَنَّةً == مَا أَحْسَنَ الزِّرْدَابَ؛ بَلْ مَنْ أَبْدَعَهْ؟
فَبِدَاخِلِ السِّرْدَابِ أَمْوَاتٌ يَعِيـــــــشُونَ الْحَيَاةَ الْمُسْتَحِيلَةَ، مُتْرَعَةْ
وَبِهِ وَقَدْ يَبِسَتْ وُرَيْقَاتٌ مِنَ الْـــــــخَابُورِ وَالثَّكْلَى دَعَتْ : مَا أَرْوَعَهْ
وَمَدَامِعُ الْخَنْسَاءِ جَفَّتْ إِذْ رَأَتْ == أَيَّامَنَا رَقْصاً؛ لِنَنْسَى الْفَاجِعَةْ
وَجَرِيرُ غَضَّ الطَّرْفَ مُنْتَحِراً وَقَدْ == ثَارَ الْفَرَزْدَقُ وَهْوَ يَقْتُلُ مِرْبَعَهْ
وَرُبَى الْعِرَاقِ تَخَضَّبَتْ وَازَّيَّنَتْ== لِحُسَيْنِهَا طَوْعاً أَتَتْ ؛ لِتُبَايِعَهْ
وَالشَّامُ تَلْفِظُ نَعْجَةً مَشْؤُومَةً = = وَدِمَشْقُ عَادَتْ كَالْحَبِيبَةِ وَادِعَةْ
وَتِهَامَةُ الأَبْطالِ تُهْدِي فَحْلَهَا== للهِ بُغْيَةَ وَجْهِهِ مُتَضَرِّعَةْ
وَبِمَدْخَلِ الْحَمْرَاءِ أَلْقَى طَارِقاً ==طَوْداً يُزَمْجِرُ وَالأَسِنَّةُ مُشْرَعَةْ
وَأَرَى السجين مُتَوَّجاً رَغْمَ ( الْمُلُوكِ ) وَتَاجهُ مِنْ جَيْبِهِ قَدْ رَصَّعَهْ
وَبِهِ أَرَى وَطَنِي عَزِيزًا، أَسْمَعُ الْــــــــــقَعْقَاعَ يَبْعَثُ كُلَّ يَوْمٍ زَوْبَعَةْ
في جنَّة السِّردابِ لي وَطَنِي الَّذِي == أشْتَاقُ فيهِ صَهِيلَ تلكَ الْمَوْقِعَةْ
في جنَّة السِّردابِ لِي حُلُمٌ بَدَا == حَقَّا، وَعَيْنِي لاَ تُصَدِّقُ دَامِعَةْ
في جنَّتِي أَلْقَى رَبِيعًا دائِمًا == وَإِذَا خَرَجْتُ بَدَتْ فُصُولٌ أَرْبَعَةْ
لَوْ زَارَ سردابي سبيل عابر == لأَنَاخَ فِيهِ رِحَالَهُ وَالأَمْتِعَةْ
فَعَلاَمَ يَا تُفَّاحُ تُغْرِينِي لِتُخْرجني مِنَ الْفِرْدَوْسِ؟،،،، لَسْتُ مُوَدِّعَه