لو لا جمــالك مـــا كـــان الذي كـــــانا
و لا رفعنا لهـــذا الشــــوق .. بنيــــانا
يا أخــت مــــوتي حياتي كــــلّها مطـر
و في عيونـــــك كــــاد المــــاء ينسانا
أتيت أحمـــــــل أشتـــــاتي ألمّــــعها
ألـــوّن الحــــــال بالسلــــوان أحيــــانا
ردّي إلـــي ذنـــــوبي إنّــني .. رجــــل
أمتـــــدّ في لغــتي رمــلا و شـــــطآنا
غرست فكـــــري نخيلا في شقــــاوته
إنّ الشقـــاوة نـــهـــــواها و تــهـــــوانا
أقسمت بالتيـن و الزيتــون يـــعــصرني
حتى جعلــــت شـراب العشـــق إدمانا
تململ الضـــــوء في ظلمـــــاء فـــرقتنا
هــــاتي يديك لنطـــوي بعـــــدنا .. الآنا
همسي و همســــك و الكتمان يفضحنا
بوحي بحبّك يمسي البــــوح نشـــــوانا
جاورت في لفظك المعمــــور عمر غدي
و كــلت منْ صبـــرنا المخــــدوش أوزانا
كـــــاد الفراش يصلّي في مخيّــــــلتي
توضّــأ الزهــــر قلبي الضحل إيـــــمانا
فتحت عندك أرض الحــــبّ أجمـــــــعها
و خــــضت فيك حروب الهجــــر عـــدوانا
أشبهت نفسي و نفسي نفسها علقتْ
بشــــــــاهق الانتظــار المـرّ .. أزمــــانا
اللوم يثــقـــــب أنفـــــاسي و ينبـــذها
أمسى نبيـــذ الرؤى الرمضــــــاء حيرانا
يا طــــول بسمتها و الحـــظّ يقصر .. بي
هلْ كنــــت أوّل منْ في هــــونه هــــانا
يـــوبا .. ينقّـب في الأبـــــراج يُــفرغني
و دلـــو دلّي دلال ســـــــاح .. مـــــلآنا
بوجه أبــرهة المسكــــــوب لي جــسد
ذاتي الأبابيـــل .. فيــــلٌ ذاب نكــــــرانا
تبرّج المـــــوت شـدّ القبــــر مئــــــزره
و العيش يسري كبيـــس الدرب عريـــانا
مــــــا لي أحبّـــــك حـبّا طـــــازجا لزقـا
و أقطف النفي إحســــانا و حرمـــــــانا
حجزت في زرق التهميــــش تذكـــــرة
سافرت في العـــدم الجــــوّال ربّـــــانا
تسيّس العطر في أحـــــزاب موعــــدنا
صــــــار التفتّـت للعـشّــاق سلــــطانا
مدّي إليّ جنـــــوني عــــــاقلا شرسا
ما عـــــدت في طيبتي الحدبــاء فتّــانا
يـــــا دار جدّي تربّى التـــوْق في كنفي
لولاه مــــا كنـت بــــــدء البــدء إنسانا
تنـــــعّم القهـــر فيــــنا يا معــاقــــرتي
إلى زبــــــانيـــة الإبــــداع .. مــثــــوانا
روحي الطــــريّة ذاق القيــــض قسوتها
و صحــــوها يجـــرع الأقـــدار سكـــرانا
هبّي كــعاصفة جـــــذلى و لا .. تقفي
بعــــض السكون سحيق في خطايـــانا
تحرّش الصمت بي جاش الهــوى صخبا
نــــافحت عنْ رزم الضـــوضاء لهـــــفانا
يــــا مـقلة قرعتْ أبــــــواب ذاكـــــرتي
هلْ تذكـــــرين لم الإحساس قدْ .. بـانا
ضـمّي وجـودي إلى أحضــــــان سنبلة
و قـدّمي الخصــب للصحــــراء قربـــانا
فالحبّ يـــــا جنّتي الخضــــراء مــروحة
فكيـــــف يصبح بعــــد الوصــــل نيرانا