عالٍ نواحك يا فؤادي كلّما سخر الوجودْ
طاغٍ عنادك لم تزلْ تبغي حكايةَ لن تعودْ
ضاع الزمان فما ترى غير الأفول؟
غير الصقيع المستبيح بلاد حلمك و الذبول؟
جاوزت أبعاد السنين وما أتى
أملٌ ينادي خطونا
أو شمسُ تدفئ حلمنا
او فرحُ يقتسم الرغيفَ مع الغريب
هذا نداءُ جنانك العذراء يا جرحي القريب
قبس العيونِ أراه يحكي الصمتَ مرتجف البريق
يسقي الزمانُ على حدائقِ نورها سقيا الحريق
هذا بكاءُ جنانك الخضراءِ يا عجزي الصديق
يحكي فتحكي
يروي فتبكي
أرحل فؤادي بعدما ضاعت جنانك و الرؤى
يأسٌ طريقك و الغناء ينوح من رجع الصدى
قنديل دمعك من حفيف الحزن أصداء القدر
خاوٍ يقينك من صلاة الحلم أذكار القمر
متعثر الأنوار مصطحب السهر
من كلِّ جرح منهمر
من كلِّ قلب منكسر
من كلِّ أنهار الحنين
من كلِّ أسماء الأنين
أرحلْ فؤادي لا تسلْ رفق السنين
تعبت سماؤك من رحيل النور منطفئ الجبين
وهماَ تفتش بين طيات القلوب
عن نبضها ؟
عن حرفها ؟
يكفي فقد جاء الغروب
عن نورها ؟
إصباحها ؟
يكفي فقد جاء الغروب
وضياؤها؟
بسماتها؟
عشقاً تذوب !
يكفي فقد جاء الغروب
ماضٍ حريقك فوق أشواك الهروب
وتقطعت أوصال وصلك وانحنى جذع اللقاء
و ترملّت أطفال عشقك في مدينتك الهباء
شادٍ حداء الموت فاسترق الخواء
إصمتْ ودعني يا فؤاد الحزن ... يا نبض الشقاء
إصمت و دعني لن أعود كما تشاء
إصمت و دعني لن أعود كما تشاء
الأندلسي
13 - 6 - 2003