رأيتُ عيونها غَضْبى كأن عيونَها تأبى ولم أرَ مثل ما حملتْ بفيْها انْ شكت كَرْبا ولم أرَ مثل ما تُخفي فلا أحلى ولا أصْبا تُحاكي في أنوثتها عبيرَ الصُبحِ انْ هبَّا حياءٌ كله نجوى وشكوى ما اكتفتْ نهْبا وكم طوقْتُها خوفاً وكم أردفتُها ذبَّا أرى سِرْبَ الجمالِ بها يُسبِّحُ في الرضى ربَّا أحبك لستُ مُضطرَّاً على أنْ أشرحَ الحُبَّا عيوني هاهنا لغتي وها قلبي سلي القلبا أهيمُ على ضفافِ الحب لا أنسى به دربا فكل قصيدةٍ كُتبتْ تركت خيالها خِصْبا وكلُ فريدةٍ فيها بنيتُ لأجلها نُصْبا أعانقُ كلَ قافيةٍ و مَن ِمنْ مائها غبَّا وأعشقُ كلَ من نقشوا على جسدي ثَنا عذبا وكم عشتُ الهوى زَمَناً فلمْ أهدأْ ولمْ أرْبا أحنُ الى صَفا عينيكِ مالي لا أرى قُربا حملتُ هواكِ في روحي الى أنْ ظهْريَ احْدَبَّا فمالي كلما ناجيتُ أمسي أمْطرَ الشُّهْبا أناجي كلَ قافلةٍ تمرُ وأسألُ الصَّحْبا عناويني أضعْتيها وأغلقتِ المدى الرَّحبا أمرُّ على مُخيلتي فينهبني الهوى نهْبا فكمْ أرهقتِ يا شَيْما فؤاداً لم يزل صبَّا وكم أعجزتِ يا شَيْما فتىً قَدْ أعْجز الطِّبا أنا من ظُلمِ عينيها رأيتُ الهولَ والصَّعْبا كأني عندما أحببتُ لمْ أحسبْ له حَسْبا غبيٌ قلبيَ الظَّامي ولم أرَ مثلهُ أغبى اذا أحببتها يوما فلا تَكتُبْ بها الكُتْبا ولا تُرسلْ لها ورداً ولا تلثمْ فماً رطْبا ولا تَشْغِلْ لها بالا ولا تقْطِفْ لها عِنْبا ولا تذرفْ لها دمعا ولا تُكثِرْ لها عُتبى فانك ان فعلت اليومَ عشتَ العُمرَ مُنكبُّا وأشْعلتَ الحِجا فِكراً وأرهقتَ الفتى نَقْبا هي العمرُ الذي أحيا هي القلبُ الذي شبَّا جميلٌ كلُّ ما فيها ولكنْ عزَّتي تأبى فلا تَرْكنْ الى الماضي ولا تتْبعْ هوىً صعْبا وذُدْ عن نفسِكَ الحرَّى نشيجَ الدمع انْ دبًّا فليس أعزُّ من نفسٍ سوى نفسٍ أبت لُعبا وليس أعزُّ من عينٍ سوى عينٍ رأت شَجْبا اذا باعتكّ أيامٌ فلا تُشغِلْ بها لُبَّا ولا تُجهدْ بها روحا ولا ترحمْ بها ذِئبا هو الماضي فلا تُذنبْ ولا تسْترجعِ الذَّنبا ودعْ مَنْ باعك الأوهامَ لو أرخى لكَ الهُدْبا وأعطاكَ الذي أعطاكَ مِن طرْفِ الرِضى ثوبا جميلٌ كلُ ما فيها ولكنْ عزَّتي تأبى فتباً ثُمَّ تباً ثُمَّ تباً ثُمَّ تبَّا