لم يبق
لمْ يبقَ في زمنِ الحروب سوى الأسى....و تَكاثرِ الأَهْوال و الأسْقام
قَدْ أَخْرج الشرُّ اللئيمُ حُسامَه.................فغدا يبيدُ سعادةَ الأقوام
هُزمَ السلامُ و لمْ يَعدْ ذا قوَّةٍ............فَتزايدتْ أَيْدي الظلامِ الدامي
الصدْقُ في الأَخْبار صَار مُغيَّبًا..........و الظلمُ أصْبح شرْعةَ الأيام
كَثرَ الطغاةُ و لمْ يعدْ في عَصْرنا..........للحرِّ غيرُ القمْع و الإرغام
لا عُذْرَ للطاغي غدًا إنْ صارَ في.....أيْدي الذي خلقَ الوجودَ النامي
تُركَ السلاحُ بدُون أَيِّ مُراقِبٍ.........فغدا طليقًا في المدى المُترامي
بدرُ السماء غدا حزينًا غاضبًا...........منْ كَثْرة التَّخْريب وَ الإجرام
إنَّ المعاركَ لا تخَلِّفُ خَلْفها ..............إلا هَلاكَ الأرْض و الأجسام
كمْ منْ مصَابٍ غارقٍ في دمْعه............و مُحاصَرٍ لمْ يلْقَ أيَّ طعَام
و مُنعَّمٍ بعْدَ السَّعادة و الغنى............و الجاهِ صارَ مُحَالفَ الإعدام
قُتلَ الكثيرُ و ما يزالُ القتْلُ لمْ ............يظهَرْ له في الأفْق أيُّ ختام
في كل بيتٍ مأتمٌ و تعاسةٌ....................في كل قلبٍ حزْمةُ الآلام
الليلُ أضْحى للعُيون جهنَّمًا.............و الصبحُ قدْ غطاه ثوبُ رغام
لا خَيرَ في عيْشٍ مَريضٍ خارجٍ...........عنْ عالمِ الأفراح و الأحلام
يشْقى البرايا كلَّما رَكبوا الوغى............إنَّ الوغى منْ أَعظم الآثام
بِئْسَ الذين يُدافِعون عنِ الوغى............و يشَجِّعونَ منفِّذي الإجرام
فمتى تعودُ إلى الروابي بهجةٌ...............و يَعودُ شاديها إلى الأَنغام
و متى تعودُ الى الوجود عدالةٌ...............أحكامُها تَبْقى على الأيام