الآنَ فَقطْ
أيقَنْتُ بِأنَّ المَوتَ لَنْ يُخيفنِي
سَأرقُصُ فَوقَ المَذْبَحِة
مَا دَامَ الذَئَب فِي جَيْبِي
وَ لاَ يُلَطِّخُ قَمِيصِي بِـدِمَاءَ الحَقِيقَة
غَدًا تَطفُو عَلى زَبَد المَوتَى
أحلْاَمُ عُشْبٍ و فِكْرَةُ ظِلٍّ مَنْسُوخ..
فِي أعْلى الخَلاَءِ أعْوي وَحْدي
لاَ أحَدَ يَسْمَعُنِي
أوْ يَدُقُّ بَابِي المُجَاوِر لِلسَرَابِ اللاَزَوَرْدِيّ
كَأنِّي اقْتَرِبُ مِنْ نَشْوَةِ الهَاويَة
كَأنِّي أحَلِّقُ فَوقَ سَمَاءِ الاحْتِمَالِ الأخِيْر...
خَلْفَ بُيُوتِ البلِاَدِ
صَوتُ سماءٍ غَائمَة وَ نَشَيْجُ مَطَر
أتَذكّرُ شَجَنَ مِئْذَنَةٍ و ابْتِهَالَ أجْرَاس
و أرْصِفَةُ الدِمَاءِ الخَضْرَاءِ
تَغْرِبُ وُجُوهُهَا شَرْقًا عَنِ مَلَكُوتِ الخَرَاب
وَطَنٌ يُشْبِهُ أمِّي
أمِّي وَطَنٌ
يُرْضِعُ الشَمْسَ حَليْبَ الضِيَاءِ و الطَهَارَة
طِفْلٌ يَمُرُّ بِـوَدَيَانِ الرِمَالِ و بقَلْبٍ يَحْتَرِق
لَمْ يَعُدْ ذَلِكَ المَوْلِدُ مُنْتَظِرًا نُبُوءَةَ المَكَانِ
وَ لاَ أنَا وَاحِدٌ مِنْ الشُعَرَاءِ الغُرَبَاءِ
كَي أخَذُ بِــجُرْحِي كُلَّ الوَاقِفيْنِ أمَامَ مَحَطَّات اللاَرُجُوع..
يَاسَمينُ بِلَادي حَزِيْنٌ و حَزِيْن
سَافَر نَحو أحْدَاقِ الصَحْرَاء النَائِمَة
كَأنَّ فِي صَهيِل هَجِيْرهَا
صَوتَ نَايٍ و ازْرِقَاق الاعْمَاق...
أنَا لَسْتُ حَجَرَ طَريْق
أنَا لسْتُ أغْنِيةً فِي حَانَةِ مَجُون
تَوحَّدَتُ بَعيدًا فَـصِرْتُ كَلِمَةً قَلِقَة..
فَمنْ يُريدُ انْهَائي ... أقُولُ لُه شُكرًا..
أنَا لاَ أكَرَه البِدَايَاتِ
لاَ أكْرَه مَا بِي مِنْ جَوْقةِ الاضْمِحَلاَلِ
أخْتَلي بِاللَيْلِ حِيْنًا
ثُمَّ أرَتِّقُ مَا انْشَقَّ من جَسَدي
أنَا أتَشَظّى كَالفَرَاغِ المُوْبُوءِ
لاَ سَرَّ يُوقِظُ مَسَاءَاتِ بلِا قَنَاديْل الفَرَح
أحْمِلُ أبْعَادي الخَشَبِيَّةِ
و لاَ امْتَدِح سُقُوطَ النِهَايَةِ عَلَى أكْوَام التُرَابِ...
أينَ تَضيعَ كُلّ هَذِه الأسْئِلَة ؟
مَنْ قَالَ فِي الجُنُون يَعْصِفُ الهُرُوب ,
يَلْهَثُ مَصِيْري
فـلَا أعْرِف مِنْ أيَّة جِهَةٍ يَأتِي الوُصُول
النَخْلَةُ الصَفْرَاء تَقِفُ
مِنْ وَرَاءِ أسْوَارِ الصَحْرَاءِ المَغْرُورَة
لَيْسَ هُنَا مَكَانِي
أخَذْتُ ألْوَاحَ القِرَاءَةِ و الكِتَابَةِ
وَ نَسِيْتُ صُوفِيَّةَ أعْمَاقِي
لاَ مَفَرَّ ... لأفتَحَ بَابًا خَلْفِيًّا لِلمَهْزَلَةِ الثَانِيَة...