|
جودي على شاعر يا حلوةَ الكحَلِ |
بلحظة يلتقي فيها مع الأملِ |
أولا تجودي ففقد اليأس يُثكله |
فما سوى اليأس من شيءٍ بمتصلِ |
ماذا يريد؟ اضطراباتٌ تؤرقه |
قد عاش بين اصطراع الحلم والفشلِ |
فلتعذريه إذا استجداك ثانيةً |
سُرىً إلى عالمٍ ألفاه في المُقلِ |
بحاره موجُها بالشوق مصطخبٌ |
نسيمها قد سرى للسهل والجبلِ |
وفي ربوع له خضرٍ بواسقها |
كم ذا عليها شدا من طائرٍ ثملِ |
تغريده لغةٌ للوصل يعرفها |
مَنْ نأمةٌ منكِ تدعوه إلى الغزلِ |
يا ويحه من قيود اليأس إن أبقت |
أحلامه فتناسى فاتك العِلَلِ |
وراح يبني قصورا من تخيله |
من دونها ناطحات السحب والقُلَلِ |
إلى ذراها معا من دون أجنحةٍ |
تحلقان فتبدو الأرض كالطلل |
فكيف إن قلتِ : :" إني موطنٌ عبقٌ |
وما تضاريسه إلا من القبلِ" |
"فعد فما زلتُ مذ أن كنتُ يسكنني |
لك انتظاري غليلاً لاهبَ الشّعَلِ" |
وقلتِ :" كن غيمةً فالشمس ساطعةٌ |
فلتكتحلْ عينها من ظلك الخضِلِ" |
وقلتِ:"سوف تراني ألف واحدةٍ |
فكن وحيديَ، ما لي عنك من بدلِ" |
"في كلّ يومٍ ترى حوّاءَ مختلفاً |
أوارها فستحياني بلا مللِ" |
"أبيع ما راح من عمري وتاليَه |
بالقولِ عند اللقا : حيّيتَ يا رجلي " |
أتيتِ بعد انثقاب الروحِ نافثَةً |
سحرا بها، هلْ لها في السحر من بللِ ؟ |
وكان خرّقها حبٌّ به امتلأت |
من الذي عبّ من ثغرٍ من العسلِ |
وحال سمّا بما قالت وقد بشمت |
"بأن ذلك موقوتٌ إلى أجلِ" |
"وأنها فسحةٌ حانت نهايتها |
ما في المزاج ولا الترويح من خطلِ " |
يا للغباءِ الذي ما انفكّ يقذفني |
من وكف سقفٍ إلى مثعنجر هطِلِ |
ماذا أقول وجرح الأمس ذو وخَضٍ |
والقلب حاق به التخدير من كللِ |
أريد واحدةً لا غيرَ مخلصةً |
أو بعضَ واحدةٍ، بالغتُ في أملي ! |
أبيع أسمال عمري يا مخاطبَتي |
بنظرة منك لو ألقى بها أجلي |
هل تستطيعين إعتاقي محررتي |
من المخاوف، لكن آه وا واجلي |
أنّى سأنسى الذي ضيعت من عمرٍ |
خلف التماع سراب الأعين النّجُلِ |
منحتني فوق ما الأحلام تمنحني |
واها لخوفيَ منه القلبُ في شللِ |
أوصدتُ أبوابه حتى انفجرتِ بها |
بركان حبٍّ، فما مَنّي بِمُدّخَلِ ! |
أخاف فيه عليك البردَ طارقتي |
وددت لو أنّه بالدفءِ لم يزلِ |
مأوى من القرّ يستدفي النزيل به |
ما كان قاصده يوماً بمُنخَذِل |
بالله إن كنت للميثاق لاغيةً |
فلتتركيني بحضن اليأس وارتحلي |
ولا تكوني كخوّانينَ أمّتـَهم |
وُعودُ شهدِهم آلت إلى البصلِ |
أو الذين شعاراً كان عندهم |
تحرير يافا، وباعوها بلا خجلِ |
(وما البديل) جوابٌ حين تنقدهم |
ما لليهود عن الثوّار من بدلِ |
مراقصوه همُ في حلبةٍ حفلت |
بالمالِ والدّمِ والتزوير والدجلِ |
من الحسانِ انتظاري للوفاء غدا |
كاللدّ ترنو إلى الحكام بالأسلِ |
إنّي أجانس أحوالا لأمتنا |
في الاستكانةِ للرومانِ والخوَلِ. |
أدري فمثلي كلامي اليوم منهزمٌ |
ومثل أمتنا في خطبها الجللِ |
بها تحكّم منها معشرٌ عفِنٌ |
نعلاً غدت بهم تسعى لمنتعلِ |
جرحان في أمتي والقلب نزفهما |
وما لجمعهما أخشى من العذّلِ |
من كان منتقدا، إني لمتعرفٌ |
كرّ المصائب يرمي المرءَ بالخبَلِ |
فسامحيني فما وفـّى بموثقه |
إلا الإياسُ وما يأسي بذي ختَـَلِ |