أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 42

الموضوع: في القصّة

  1. #11
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2011
    المشاركات : 1,505
    المواضيع : 345
    الردود : 1505
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    درس قمة في الروعة ما زلنا نريد مثل هذا
    كما أننا نريد فكفكته ومعرفة ؟ التفاصيل أكثر عنه وعن غيره
    جزيت الجنة حبيبنا الأديب القاص
    لك التحية

  2. #12
    الصورة الرمزية محمد حسن النادي أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : بين رفات الذكرى
    العمر : 40
    المشاركات : 194
    المواضيع : 16
    الردود : 194
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    الأديب الجميل..أستاذي مصطفى
    هنا أحجز مقعداً وسط الأحباب
    فأتعلم الكثير
    غير أني لا أحب القصص كثيراً..لكن هناك من الأسلوب والشرح ما يجعلني أستمتع فأحب
    فجزيل الشكر لك سيدي الفاضل

    cryheart
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كل اللي باقي فـ دنيتي حبة صور على ذكريات

  3. #13

  4. #14
    الصورة الرمزية مليكة الفلس قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 128
    المواضيع : 17
    الردود : 128
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي


    الأستاذ مصطفى حمزة
    شكرا لك
    درسك هذا يرسم خارطة طريق لكاتب القصة
    نفعنا الله بسديد رأيكم

    والسلام عليكم

  5. #15
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    لمحةٌ إلى النزعة الدراميّة في القصّة القصيرة
    ( الدّراما Drama )

    هي إنشاء نثري ( أو شعري ) يعرض قصة تتضمن صراعاً بأنواعه ( داخلياً ، خارجياً ماديّاً نفسيّاً أخلاقياً ..الخ ) .
    * من ملامح النزعة الدراميّة في القصّة القصيرة *
    - العناية بالتفصيلات الحيّة والجوهريّة .
    - الاعتماد على الحركة والحركة المقابلة ( الفعل وردّ الفعل ) .
    - طرحُ الفكرة والفكرة المقابلة .
    - البعد عن التجريد ، واعتمادُ التجسيد ، وتصويرُ الوقائع المحسوسة التي تصنع نسيج الحياة .
    - تأتي لغة السرد الدرامي متوائمة مع الحدث ومع الشخوص وبيئاتهم ورغباتهم ومستوى تفكيرهم.
    * أهميّة النزعة الدراميّة في القصّة القصيرة *

    - النزعة الدراميّة عنصرٌ رئيسٌ من عناصر الفنّ القصصيّ ، تعملُ على دفْعِ أحداثِ القصّة من جهةٍ وتخلقُ في القارئ – من جهةٍ أخرى – صِراعاً يتمثّلُ في حَفْزه لمتابعة بقيّة الأحداث وترقّبـِهِ لِما ستُسفرُ عنه السّطورُ القادمةُ من القصّة .
    - وتؤدّي النزعةُ الدراميّةُ إلى تحريك النصّ القصصيّ ، ودفعـِه للأمام حَدَثاً بعدَ حدث ، لينتقلَ القارئُ معه من حَدَث لآخَر وهو متشوّقٌ لمعرفة ماذا سيأتي بعدُ ، وكيفَ ستسيرُ الأحداثُ إلى أنْ تنتهيَ القصّةُ .
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  6. #16
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 84
    المواضيع : 18
    الردود : 84
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    جزاك الله خير. تستحق لقب الأستاذ فعلا.
    و أرىأن أطرح لك فكرة ، أريد رأيك فيها
    في العصر الحديث أيهما الأفضل نفعا للمجتمع ؟القصة التي تكتب بأسلوب بسيط ،تفهمها جميع الفئات ،تواكب سرعة العصرو لا تنافس قراءتها انشغالات الإنسان الحديث، أم القصة معقدة الطرح، ضمنية الحبكة تعتمد على فلسفة الكاتب و تغيب منها لذة القراءة المريحة و التي غالبا لا يكمل قراءتها إلا الأدباء الكبار و بالتالي توجه لفئة معينة فقط؟ فئة تعمق أدبها حتى أصبح يهتم بالأسلوبية لا بالأسلوب فقط. شكرا

  7. #17
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زليخة ارقاقبة مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير. تستحق لقب الأستاذ فعلا.
    و أرىأن أطرح لك فكرة ، أريد رأيك فيها
    في العصر الحديث أيهما الأفضل نفعا للمجتمع ؟القصة التي تكتب بأسلوب بسيط ،تفهمها جميع الفئات ،تواكب سرعة العصرو لا تنافس قراءتها انشغالات الإنسان الحديث، أم القصة معقدة الطرح، ضمنية الحبكة تعتمد على فلسفة الكاتب و تغيب منها لذة القراءة المريحة و التي غالبا لا يكمل قراءتها إلا الأدباء الكبار و بالتالي توجه لفئة معينة فقط؟ فئة تعمق أدبها حتى أصبح يهتم بالأسلوبية لا بالأسلوب فقط. شكرا
    -------------
    أهلاً أختي الفاضلة ، الأديبة زليخة
    أسعد الله أوقاتك
    لعلّ في مشاركتي التالية بعنوان ( مكونات الإبداع في القصّة القصيرة جداً ) جواباً على طرحك وأكثر . فأرجو أن تقرئيه
    دمتِ بخير

  8. #18
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    * مكونات الإبداع في القصّة القصيرة جداً *
    =========================
    للدكتور مسلك ميمون
    القصة القصيرة جداً very short story بدعة فنية في إطار فن القصة. و أقول بدعة لأنّها شيء مستحدث ،إذ لم يظهر في عالمنا العربي كفن و كتابة إلاّ في تسعينات القرن الماضي . و لكن استطاع بسرعة أن يجد له مكاناً تحت الشمس، و وسط الزحام ، بل استطاع أن يملك مريدين و مريدات ، و معجبين ومعجبات. و قد يكون الفنّ الوحيد الذي لم يجد معارضة من المحافظين ، إلا ما لا يكاد يُذكر .
    ربّما لأنه ولد مكتملاً و إن كان البعض يحاول أن يجد لها – القصّة القصيرة جداً - مسوغاً للوجود في العصر الحاضر و متطلباته : من سرعة و ضيق للوقت، و كثرة الهموم اليومية التي تصرف الإنسان عن مطالعة النصوص الطويلة …. و يحاول البعض الآخر أن يبحث عن جذورها في التراث العربي سواء منه المعاصر أو القديم . بغية إثبات شرعيتها في الوجود كاعتبارها امتداداً طبيعياً لبعض كتابات رواد السّرد العرب و بخاصة كتاب (المستطرف في كل فن مسظرف) للأبشهي ، و بعض كتابات نجيب محفوظ في سنواته الأخيرة ، و كتابات نعيمة ، و جبران خليل جبران في كتابه (المجنون) تماماً كما حدث في الشعر الحديث في الأربعينات و الخمسينات حين رُفِض من طرف شعراء الكلاسيكية . فمال الطرف المدافع لإثبات وجود جذور الشّعر الحديث في الموشحات ، و البند ، و النثر الشّعري لجبران ، و الشّعر المنثور لأمين الريحاني ، و توشيحات المهجريين والشّعر المرسل لعبد الرحمــن شكري…
    و لكن ـ عموماً ـ القصة القصيرة جداً وجدتْ لها مكاناً في الكتابة السّردية . وأصبحت تستقطب رواداً في الكتابة القصصية . و مهتمين دارسين في مجال السّرديات و التّحليل و النّقد رغم قلتهم .
    و تبعاً لذلك ، ينبغي أن نتعرف أولاً على هذا النوع من الفن السّردي ، من خلال خصائصه . و نتساءل عن مبدعيه و مميزاتهم .
    فالقصة القصيرة جداً عمل إبداعيّ فنيّ . يعتمد دقّة اللّغة ، و حسن التّعبير الموجز ، و اختيار الّلّفظة الدّالة ، التي تتّسم بالـدّور الوظيفيّ fonctionnel و التّركيز الشّديد في المعنى . و التّكثيف اللّغوي الذي يُحيل و لا يخبر . و لا يقبل الشّطط و لا الإسهاب ، و لا الاستطراد و لا التّرادف ، و لا الجمل الاعتراضية ، و لا الجمل التّفسيرية . و المضمون الذي يقبل التّأويل ، و لا يستقر على دلالة واحدة . بمعنى يسمح بتعدّد القراءات …و وجهات النظر المختلفة …
    إذا كانت القصة القصيرة جداً بهذه المواصفات،فحتماً لن يكتبها غير متمرس خبير باللّغة . قاصّ بارع في البلاغة : متقن للّغـة المجازية langage figuré متنبه لكيمياء الألفاظ ، و فلسفة المعنى ، و عمق الدّلالة . قاص لا تتحكم فيه حلاوة الألفاظ ؛ فيقتنصها لحلاوتها ، بل لما يمكن أن تخدم به السّياق المقتضب . قاصّ لا يغتر بالقصر المجمل لقصره . أو الإسهاب المطول لإسهابه ، و لكن يهتمّ بالمعنى على أن يقدَّم بنسق لغوي فنيّ في غاية من الاقتصاد . ليمكن القارئ الشّغوف بفن القصّ القصير، أن يقرأ داخل اللّغة intra - linguistique لأنّ القراءة السّطحية لا تجدي نفعاً إزاء هذا النّوع من القصّ .إذ لا بد من قراءة ما بين السّطور القليلة . و خلف الكلمات المعدودة . فهناك لغة التّضمين homonymique
    و إذا كانت القصّة القصيرة جداً و صاحبها كما رأينا ، يبقى من الضّروري أن نقول صراحة إنّ هذا الفن ليس من السّهولــة في شيء. لكن كم هو سهل على من يستسهله ، فيكتب جملاً تدخل في إطار مايعرف بالكتابة البيضاء écriture blanche التي لا تدل إلا على اللاشيئية nullité ويعتقد أنّه دخل صرح القصة القصيرة من بابها الواسع . إلا أنّه ينبغي أن نقول :إنّ رواد هذا الفن في عالمنا العربي قلة قليلة . أمّا الكثرة الكثيرة ، فهي من تكتب خارج دائرة هذا الفن . و تعتقد نفسها ـ في غياب النّقد و المتابعة ـ أنها داخل الدّائرة .
    أعتقد ـ جازماً ـ أن الذي لم يزاول كتابة القصّة القصيرة والقصّة ، و الذي لم تتوفر فيه بعض من الصّفات الآنفة الذّكر . فهو كاتب يبحث له عن اسم في فن لا يعرفه. و في لغة لا يُحسن سبكها ، و صياغتها، لأنّها لغة السنتمتر وأقل .و لغة التكثيف الفني . و هذا يدعونا لنوضح ذلك قليلاً:
    1 ـ التّكثيف: عملية ضرورية في مجال القصّة القصيرة جداً . و لا أكتم أنّني ؛ حين أقرأ نصاً : منفرجاً ،منفتحاً،بلغة إنشائية بسيطة وعادية …ما يعرف بالإنجليزية natural langage أو حين أجد الفائض اللّغوي الذي لا يخدم النّص في شيء ما يعرف l’inguistic redundancy أتضايق وأشعر أنّني أقرأ كلاماً عادياً لا صلة له بالفن ، فبالأحرى القصّة . و هذا لا يعني أنّ التكثيف وحده يضمن نجاح القصّة ، بل هناك عناصر أخرى لا بدّ منها . و إن كان ليس من الضّروري أن تكون كلّها موجودة في النّص . بل ظروف الكتابة ، و معطيات النّص، و الحالة النّفسية للمبدع …. كلّ ذلك يساهم في إظهار عناصر، و احتجاب أخرى…
    2 ـ الرّمـــز : الرّمز أداة ووسيلة و ليس غاية . و هو يوظف بعناية في كلّ عمل فني : في الشّعر، في القصة ، في الرواية، في الرسم التشكيلي ، في النّحث ،في المعمار، في الرّقص …. أستطيع أن أعمّم و أقول: الرّمز يسكن الحياة كلّ الحياة .
    و الرّمز كوسيلة حين يوظف فنياً ، يُغني النّص ، و يحمله على الاختزال . و يلعب دوراً جليلاً في منحه بعداً ، ما كان ليتأتى بلغة واصفة مباشرة … و لكن له ضريبته الباهظة ،إذ يجعل النّص للخاصة بل أحياناً لخاصّة الخاصّة ، فماذا سيفهم القارئ العادي البسيط أو المحدود الثقافة إذا وجد في قصيدة رموزاً كالتالي : تموز tammuz أدونيسAdonis عشتار Ishtar الفنيق phoenix سيزيف Sisyphus إيزريس Isis أوزريس Osiris….و القائمة طويلة من الرموز الإغريقية و الفرعونية و الإنسانيــــــــة عموماً …لاشك أنّ هذه لا تقول شيئا حتى ـ ربّما لبعض المثقفين ـ و من ثمَّ كانت الرمزية كتابة نخبوية ، أو تجعل النّص نخبوياً .
    و لتبسيط الرمز و جعله في المتناول . ترك بعض الأدباء الرموز العالمية ، و لجؤوا إلى ابتداع رموز لغوية اجتماعية معروفة أو قد تعرف من سياق النّص ، سواء كان شعـــــراً أو قصّة .و لكن الرّمز الذي يوظف توظيفاً فنياً : يرفع قيمة النّص إبداعياً ، و يثريه دلالياً ، و يحمل القارئ بعيداً ، إلى فضاءات لا يمكن أن تحددها الكلمات العادية ، أو التراكيب الواصفة البسيطة …
    3 ـ الحجـــم : أمّا من حيث الحجم ، فهناك خلاف كبير. فحين أقرأ ما كتبته نتالي ساروت من قصص قصيرة جداً في كتاب بعنوان (انفعالات)،أجد القصة عندها طويلة نسبياً . و لكن حين أقرأ للقاص و الروائي الكبير أرنست همنغواي ،أجده قد كتب يوما ً قصة قصيرة جداً في ست كلمات و هي : (للبيع، حذاء أطفال، غير مستهلك )، وأن بعض المواقع الأدبية أعلنت عن مسابقات للقصّة القصيرة جداً بشرط أن تكون كلماتها محصورة بين كلمتين إلى ثلاثمائة كلمة . بل و أجد رأياً آخر يحصر القصّة القصيرة جداً في 60 كلمة و ينصح الكاتبَ لكي يحافظ على المجموع (60) كلمة أو أقل ينبغي أن يضع (60) سطراً مرقماً على أساس أن يتضمن ـ أثناء الكتابة ـ كلّ سطر كلمة . و في هذا خلاف ….. فالقصة القصيرة جداً إن جاءت في نصف صفحة.أو في فقرتين من ثلاث مائة كلمة، أو أقل كمائة كلمة ، أو ستين و بدون شطط و لا زيادة غير مرغوب فيها؛ فهذا جميل . و عموماً التّكثيف و الإيجاز و اللّغة الشّعرية … كلّ ذلك لا يسمح بالاستطراد و الشّطط والإطناب . و من ثمّ أجد مبدع القصّة القصيرة جداً؛ من المبدعين البلغاء . فهو إن لم يكن بليغاً و متمكناً من ضروب البلاغة، لا يمكنه أن يأتي بالحدث في إيجاز بليغ فنيّ ، و إن حاول ذلك مــراراً.
    4 ـ الراوي العليم أو الرؤية من خلف . فهي من أخطر الرؤى الممكنة . كيف ذلك ؟ فالراوي الذي يعرف كلّ شيء؛ يبَسط النّسيج الفنيّ ، و يحلّ عقد البناء القصصيّ، و يكشف كلّ الأوراق … ما يجعل النّص؛ نصاً عادياً خال من المتعة و التّشويق …ما لم يتحكم الكاتب في السّارد بذكاء و تبصّر، فينطقه حيث ينبغي له النّطق . و يسكته حيث ينبغي السّكوت ، ويجعله يتجاهل و يتغاضى عندما ينبغي له فعل ذلك …و لكن مع الأسف هذا لا يحدث دائماً . فسرعان ما ينساق الكاتب نفسه خلف سارده المفترض، فيرخي الحبل على الغارب دون شعور. فتكون النتيجة نصاً مباشراَ و كأنّه تقرير مفتش شرطة ، أو ضابطة قضائية ، أو كاتب ضبط في محكمة …
    5 ـ القفلــة : القفلة هي جملة الختم شكلاً ، ولكنها مناط الّسّرد ، فمنها انطلاق التّأويل ، و إليها يستند الـتّعليل ، و عليها يندرج التّحليل …
    فهي ذات أهمية قصوى. حتّى إنّ البعض لا يرى قصّة قصيرة جداً بدون قفلة . و إن كان لي رأي مخالف ؛ فالقفلة ـ على ما هي عليه من أهمية ـ فقد يحدث ألا يأتي بها القاصّ شريطة أن تكون القصـة على درجة عالية من التّكثيف ، أو الرّمز ، أو الحذف والإضمار .. فنسقية النّص، و سياقهénonciation وتصويره البلاغي ….كلّ ذلك يجعل القفلــة استثنائية ، لأنّ ما سبقها ـ إن وجد ـ سيغطى على دلالتها و تأثيــرها .
    و من خصائصها الملازمـــة التّالي :
    1 ـ قفلة مفاجئة . غير متوقعة من قبل المتلقي . و لكن لها صلة بالموضوع .
    2 ـ تحدث توثراً و انفعالاً ، لنسقها الدّلالي و الّصدامي .
    3 ـ تبعث على التّأمل و التّساؤل .
    4 ـ تفتح آفاق التّأويل والتّحرّر من تخوم النّص .
    5 ـ تاتي عفوية مع سياق الكتابة .
    6 ـ لا تُصنّع ،و لا تعدّ ، سواء من قبل أو من بعـد ، ففي ذلك تكلف .
    7 ـ تضفي جمالية دلالية على النّص ، لما تكتنزه من معنى.
    8 ـ تأتي على نسق بلاغي forme rhétorique يضفي مسحة فنية على النص .
    9 ـ تتسم بطابعها الوظيفي fonctionnel في النّص.
    10 ـ تتسم بالميزة الجوهرانية essencialiste في النّص.
    أمام هذه الخصائص كلّها ، متجمّعة أو في معظمها ، يتبين مقدار الأهمية القصوى التي تحتلّها القفلـة . بل كثير من القصص القصيرة جداً تفقد دلالتها و متعتها و قيمتهـا ، فقط لأنّ القفلة اصطناعية artificiel خالية من العفوية الفنّية .
    6 ـ التيمة أو الموضوع : القصّة القصيرة جدا تتسع لكلّ الأفكار الممكنة . لكن ما ينعكس على مرآة النقد أن بعض كتاب القصة القصيرة قد يكررون أنفسهم ـ لا شعوريا ـ و لذلك أسباب ذاتية و نفسية .
    فأمّا الذّاتية: فتعود للقاص نفسه . فقد يكتب مجموعة من القصص في فترة زمنية متقاربة . و ذلك استجابة لداعي الإبداع . و تدفق الإلهام ، أو لدافع تجاري يتعلق بالنّشر … فلا يمكن للقاص غير المتمرس ، إحداث تميز كبير بين نسيج العمل الأول وما يليه . بل الأدهى إنْ أعجِبَ بعمله الأول ، أو كان ممن يسحرهم الثناء و كلمات المجاملة الكاذبة . .. فسيتخذ من عمله نموذجاً ينسج على منواله . و مع توالي الأعمال و قلة النقد و التّوجيه يتعمّق الخطأ و يتجذّر ،. فيصبح الإبداع في تعدد النّمط الواحد ، لا في ابتكار الجديد .. وهذا يوجد في السينما مثلاً ؛ إذ يحدث لبعض المخرجين أن تلاقي أفلامهم استحساناً فيتبعون نفس النّهج في الإخراج إلى أن ينتشلهم النقد و التقويم من دائرة النّمطية والتّكرار ….
    أمّا ماهو نفسيّ : فهو الأصعب . لأنّ القاص يجد لذّة لا تعادلها لذّة في اجترار تيماتthèmes تسكنه و تسيطر على إحساسه وقدرة تمييزه فلا يكتب إلا وفق السمة المميزة trait distinctif في لاشعوره ، فيمنعه ذلك من التفكير في التحولات transformations الممكنة فيكون في ذلك كجمل الطاحونة المعصوب العينين يدور و يدير الطاحونة . و لربّما يعتقد أنّه قطع مسافة طويلة ، حتى إذا أميط الغطاء عن عينيه ، وجد نفسه مشدوداً إلى عمود الطاحونة ولم يبرحه قطعاً! وهذا ما توضحه بجلاء الأسلوبية التعبيرية stylistique de l’expression
    و للتّخلص من النّمطية و التّكرار . يصبح من الضّروري على القاصّ الإكثار من مطالعة القصص،في تنوع …مع الاهتمام بالتنظير و النّقد القصصيّ . فهناك من لا يقرأ إلا إنتاجه فقط وهذا مؤسف جداً !! كما يجب عدم الشّعور ـ مجرد الشّعور ـ بالوصول و النّضج الفنيّ ،فذاك مدعاة للتقوقع و الانكفاء حول الذّات . و على العكس من ذلك ينبغي للقاص الحلم دائماً بالقصّة التي لم يكتبها بعد. و أن يكتب القصة فلا يعقبها بأخرى ، إلا بعد فترة يخصصها للمطالعة فحسب . و لا يغتر بالثناء المجاني الخادع . الذي لا يستند على برهان أو دليل. بل عليه أن يبتهج لأيّ عملية نقدية تقويمية ، تكشف بعض عيوب نصّه . و ليكن ناقد أعماله . فيكفي أن يترك العمل فترة ثمّ يعود إليه، متفحصاً متمعناً ، فإنّه ولاشك سيجد ما يرضيه و ما لا يرضيه . و عموماً قد يكرر القاص نفسه . سواء في موضوعاته ، أو طرائق الكتابة ، و نمطية الأسلوب . و لن يخرج عن هذا المسار . إلا من كان يؤمن بالتجديد أسلوباً و نهجاً .
    بين أيدينا الآن مجموعة من إنتاجات مختلفة في القصة القصيرة جداً .سواء التي صدرت في مجموعات ، أو التي نثرت في مواقع إلكترونية ، و منتديات ثقافية و أدبية … كلّها تشهد أن هذا الجنس الأدبي الجميل وُلد مكتملاً ، نتيجة تجربة القصة القصيرة ، و القصة عموماً .كما هناك ما أصبح يُعرف بالومضة. و الومضة أصغر وحدة قصصية سردية قد لا تتعدى السطرين أو ثلاثة تتميز عن غيرها ، أنّ الحدث يأتي كاملاً لا يقبل تطوراً . و تعتمد الدّهشة ، و المفاجأة ، و الدعوة إلى التّأمل فقط .
    و في هذه المضمومة الكبيرة ، و الباقة الممتعة من الق ق ج… اختلاف في الرؤية و الكتابة و الأسلوب و الديباجة …. و لكنها تعطي صورة بانورامية عن هذه الكتابة الفنية الرائعة في عالمنا العربي . و إن كانت كلها في حاجة إلى متابعة نقدية منهجية …تحدد خصائصها ، و تبرز محاسنها ، و تقف على نقائصها …

  9. #19
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 84
    المواضيع : 18
    الردود : 84
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    مليار أس مليار شكر ياأستاذ على هذا الإنتقاء، خاصة المصطلحات المترجمة .لا درس بعد هذا لكتابة القصة.

  10. #20
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.40

    افتراضي

    بوركت أيها الأخ الحبيب الأستاذ مصطفى لا شيء تركته للاستفهام وأعتقد أننا مطالبون جميعًا بالاستفادة قدر الإمكان مما أثريت به المتصفح الجميل الراقي
    جزاك الله خيرا
    محبتي هي وأكثر

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 24-12-2005, 10:04 PM
  2. يَا نَبِيَّ اللَّهِ .. أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ
    بواسطة قلب الليل في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-05-2005, 07:22 AM
  3. الصمت فيّ أبلغ من الكلام
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-05-2005, 08:32 PM
  4. "هَمسَةٌ فِي أُذنِك..."
    بواسطة hedaya في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 21-10-2004, 11:35 PM