لما أستفيق بعد ...

كنت شاباً حين علمني العزة والكرامة ، وكنت شاباً حين أعلن النصر الزائف ، وكنت شاباً حين تنحى بعد نكسة وطعنة في العزة والكرام ، وكان هو كذاباً أفاقا ...
قالت التي صارت زوجتي : خبىء في القلب ما شئت ، وأغلق هذا الفم للأبد ، ولم افعل ..
القلب أعلن العصيان، فانطلق اللسان ، فصرخت وصرخت.
تزوجتها وأنجبت طفلين ، ثم لم تعلم عني شيئا لا هي ، ولا الذباب الأزرق كان يعلم، حتى أنا صدقوني لم أكن اعلم عني شيئاً ؟ فالذي يذهب ليس له أن يعلم.
بعد عشر سنوات قالت : كان علي أن أتزوج .
وصرخ مظفر "القدس عروس عروبتكم" أهلا أهلا أهلا ....
وقلت : " فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها"؟ .. لا هكذا قال: مظفر فحاسبوه ان شئتم ..
وقلت : أين طفلاي ؟
قالت: ماتا .. فابتسمت ابتسامة رائعة، فيها من الوسامة ما يغزو قلوب العذراوات جميعا ....
"كوني عاقر يا أرض فلسطين فهذا الحمل من الأعداء مخيف" ..
وحيث الصورة مشوشة في ذهني ، وحيث الخواء حل ، بعدما فرغت الكأس التاسعة عشرة بعد الكأس الثامنة عشرة ، صرخت مرات أخر ، وصرت الآن عالما في الكون ، فقد عرفت ماذا وراء الشمس بدقة ...
ويوم استقبلني في الجريدة، كنت لما أستفيق بعد ، منحني كوباً من الشاي الدافئ ، أظن منحني سيجارة ... أظن أنى كنت أردد :
يا أمراء الغزو فموتوا .. سيكون خرباً .. سيكون خراباً .. سيكون خرباً
هذي الأمة تحتاج إلى درس في التخريب ...

العزيز اسامة...
في كل حرب خاضه العرب ضد الصهاينة خسروا ارضا باضعاف ما احتلته دباباتهم من قبل، وبعد كل هزيمة كنا قرأنا كيف حولا هذه الهزائم الى انتصارات اذهلوا بها عقولنا الان، وما ان كنا نجلس في خلاء وعزلة نفكر ونستعيد الارقام والاحداث والتواريخ حتى كنا نخرج من عزلتنا الا تبا لكم من كاذبين حمقى ، تبررون تخاذلكم وجبنكم بانتصارات تريدون ان توهمونا بها، أ هي البلاغة وفنون الصرف وعروض الفراهيدي ما تريدون ان تتباهوا بها وبها تصنعون انتصاراتكم..؟ أ هو جبنكم ومجونكم وعبوديتكم ما تريدون ان تخفوها عنا..؟
كأني بهم يلقنون كل جيل بعد جيل الهزيمة هذه الدروس وكاني بهم يظنون باننا نبقى ابد الدهر رهن هذا الوهم وهذه المسارات الخاطئة التي رسموها لنا، وكانهم يظنون بان صورة الابطال التي رسموها هم لانفسهم خالدة في اذهاننا، وكأنهم نسوا بان لنا عقولا لن تعد تقبل الخرافة ولا الخضوع لتاريخ كتب من قبل وعاظ السلاطين، عقول ترفض التاريخ الذي كتب ويكتب على لسان الجبناء والمتخاذلين، عقول ترى وتيمع الان هزيع الخوف والجبن فيهم، ويعلم بان المجون هو الذي يقودهم..لذا اليكم يادعاة الامس والتاريخ الزائف المغلف بالانتصارات والاوهام فلسفة جديدة اسمها لاتاريخ لنا غير الهزيمة وها نحن نخرب تماثيلكم واسواركم المنيعة بايدينا، لتكن فلسفة العصر التخريب ما دامت ستجلب لنا جيلا يعلم بان ابائه هزموا حتى يستعدوا هم لمواجهة اعدائهم.

تقديري ومحبتي لك
جوتيار

أخي الفاضل الأديب المبدع الأستاذ أسامة يس

تحية لهذا التضفير الرائع بين الواقع والقصيدة والنشيد بمهارة

أستأذنك في تصويب العنوان لغويا:
من : لما أستفيق بعد
إلى : لما أستفق

لأن "لمَّا" هنا جازمة ، ثم هي لا تحتاج إلى كلمة "بعد" فهي تغني عنها لأنها تفيد النفي مع توقع الحدوث.
فإن كنت ترى ضرورة لاستعمال كلمة بعد فيمكن استخدام "لمْ"
فيصير" لمْ أستفقْ بعدُ" وإن كان "لمَّا أستفق" أكثر فصاحة.

وأرجو ألا تضيق ذرعا كما يفعل البعض بالإشارة إلى بعض الملحوظات اليسيرة الخاصة باللغة التي هي أداة الإبداع ، في النصّ:
خبىء = خبّئْ

ولم افعل = لم أفعل

ان شئتم = إنْ

كوني عاقر = كوني عاقرا (إلا إذا كانت في الأصل أغنية بالدارجة فتبقى كما هي)


ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع

أخوك: مصطفى

العزيز اسامة...
في كل حرب خاضه العرب ضد الصهاينة خسروا ارضا باضعاف ما احتلته دباباتهم من قبل، وبعد كل هزيمة كنا قرأنا كيف حولا هذه الهزائم الى انتصارات اذهلوا بها عقولنا الان، وما ان كنا نجلس في خلاء وعزلة نفكر ونستعيد الارقام والاحداث والتواريخ حتى كنا نخرج من عزلتنا الا تبا لكم من كاذبين حمقى ، تبررون تخاذلكم وجبنكم بانتصارات تريدون ان توهمونا بها، أ هي البلاغة وفنون الصرف وعروض الفراهيدي ما تريدون ان تتباهوا بها وبها تصنعون انتصاراتكم..؟ أ هو جبنكم ومجونكم وعبوديتكم ما تريدون ان تخفوها عنا..؟
كأني بهم يلقنون كل جيل بعد جيل الهزيمة هذه الدروس وكاني بهم يظنون باننا نبقى ابد الدهر رهن هذا الوهم وهذه المسارات الخاطئة التي رسموها لنا، وكانهم يظنون بان صورة الابطال التي رسموها هم لانفسهم خالدة في اذهاننا، وكأنهم نسوا بان لنا عقولا لن تعد تقبل الخرافة ولا الخضوع لتاريخ كتب من قبل وعاظ السلاطين، عقول ترفض التاريخ الذي كتب ويكتب على لسان الجبناء والمتخاذلين، عقول ترى وتيمع الان هزيع الخوف والجبن فيهم، ويعلم بان المجون هو الذي يقودهم..لذا اليكم يادعاة الامس والتاريخ الزائف المغلف بالانتصارات والاوهام فلسفة جديدة اسمها لاتاريخ لنا غير الهزيمة وها نحن نخرب تماثيلكم واسواركم المنيعة بايدينا، لتكن فلسفة العصر التخريب ما دامت ستجلب لنا جيلا يعلم بان ابائه هزموا حتى يستعدوا هم لمواجهة اعدائهم.
تقديري ومحبتي لك
جوتيار

اخي الرائع / جوتيار ...
سعدت جدا بعمق مداخلتكم ... فقد عبرت بتعليقكم عن الواقع .. وعما اراد ان يوصله النص ...
فلكم مني جزيل الشكر ..
ولا حرمنا الله من تكرار الزيارة ..
دمت بكل ود ....

أخي الفاضل الأديب المبدع الأستاذ أسامة يس
تحية لهذا التضفير الرائع بين الواقع والقصيدة والنشيد بمهارة
أستأذنك في تصويب العنوان لغويا:
من : لما أستفيق بعد
إلى : لما أستفق
لأن "لمَّا" هنا جازمة ، ثم هي لا تحتاج إلى كلمة "بعد" فهي تغني عنها لأنها تفيد النفي مع توقع الحدوث.
فإن كنت ترى ضرورة لاستعمال كلمة بعد فيمكن استخدام "لمْ"
فيصير" لمْ أستفقْ بعدُ" وإن كان "لمَّا أستفق" أكثر فصاحة.
وأرجو ألا تضيق ذرعا كما يفعل البعض بالإشارة إلى بعض الملحوظات اليسيرة الخاصة باللغة التي هي أداة الإبداع ، في النصّ:
خبىء = خبّئْ
ولم افعل = لم أفعل
ان شئتم = إنْ
كوني عاقر = كوني عاقرا (إلا إذا كانت في الأصل أغنية بالدارجة فتبقى كما هي)
ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع
أخوك: مصطفى

استاذي الكريم / مصطفى عراقي ..
شكرا على اطرائكم الكريم .. وملاحاظاتكم التي لا أضيق بها أبداً .. بل اسعد بها كثيراً ...
وان كنت اشاطركم الراي في الملاحظات النحوية ... الا ان ملاحظات الهمزات وخصوصا التشكيل لها علاقة بالكتابه على الكي بورد واستسهال النسخ لا أكثر ...
سعدت بكم ولا حرمنا الله من تكرار الزيارة .. والنقد ...
خالص تحياتي ...