دعيني أمارسُ تقاليد حُزني القديم
دعيني أمارسُ شعودة الحروف وأكتبُ تعويذة للعاشقين
النازفين حُباً .. الصامتون ألماً .. الكاتبون حرفاً لم يخون
دعيني أُداعب الكلمات كي نقدر أن نقول
أن نجول الكون نبتاع الغرام ..
نشتهي وجه الحبيبةِ ونمتطي حُلمً جميل
نقتفي أثر الذين تواعدوا سراً وتقابلوا جهراً ونهتفُ للئام
عائد عائد يا صدام
سائد سائد يا عدوان .. خائن خائن يا شهيد
ومن جديد نشتهي أرض الحبيبة والحبيبة تبحثُ في الوجوه عن وجه فارسها الجميل ، لكنها ما أستوعبت أنه اليوم قتيل ونُسميهِ شهيد
قتيلٌ أودعته محاكمنا سجناً جميل .. نهراً جميل .. وحوراً بتُ أرسمها حين ليلٍ وقبل الفجر تتطاير خيوط الكلام .
عند الصبح جئت أنظر ما كتبناه عشاءً فوجدناهُ هباءً ووجدنا وجه الحبيبةِ لطختهُ الدماء مارست جُند العدو كُل أنواع الرذيلةِ وتركوا منشوراً صغير
إن وجدنا أسم الحبيبةِ حتى ولو في ألوحة القبور سُنعيدُ تسمية الجميع ونذبح عجلاًَ ولن تسأونا كما سؤل موسى ما لونه .. سنكتبُ حينها ما ذنبهُ
هل كان ذنب الطفل حين عانقهُ التراب أنه جاء حين صُبحٍ ومات حين فجر وجاءت أمُ الشهيد لتسألُني ما عُمره .. أواه يا أمي ما كُنت أخشاهُ حين أستدرنا وتركنا أرضكم وكُنا نراها وقد بُنيت معابد لليهود وتساءلنا مساءً أين محراب موسى واليسوع .. أين قُبتنا الجميله وجاءني صوتٌ غريب
هل تقصد أين طفلتكم الجميله ، فجئتُ أبحث عن سعاد وكان قُربي من يبحثُ عن نسيبه وعن خُلود ، الكُل يبحث عن نساء ضائعاتٍ قرب خيمتهم الجميله .
وسمعتُ صرخات النساء ، تلك صرختها نُسيبه وتلك صرختها سعاد وجائني رجلٌ وقور تساءل بهمس هل تلك صرختها أُم أطفالي هل تلك صرختها بُنيتي وفاء ، وعُدت ألملمُ خيبتي وأهتف كاذباً لم ينالوا من نساء قريتنا حراماً رأيتهم في معبدٍ قُرب غزه يتداعبوا قبل وجبةٍ تُدعى نساء