أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 439 من 631 الأولىالأولى ... 359409429430431432433434435436437438439440441442443444445446447448449469519 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 4,381 إلى 4,390 من 6308

الموضوع: صفحات من تاريخ الثورة السورية 2011 \ 2012/2013

  1. #4381
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    أعاصير الأسد
    حسام عيتاني


    الرئيس السوري بشار الأسد قادر على صناعة الأعاصير. لا شك في ذلك. لكنها أعاصير من نار وحديد يسلطها على أبناء شعبه وليس إعصاراً يوجهه بمساعدة حلفائه الإيرانيين إلى الولايات المتحدة.

    وسائل الإعلام الأميركية استهزأت بإعلان صفحة «شبكة أخبار القوات المسلحة السورية» (المؤيدة للنظام السوري لكن غير الرسمية) وقوف «محور المقاومة» وراء إصابة الإعصار «ساندي» الساحل الشمالي الشرقي الأميركي باستخدام تكنولوجيا فائقة التطور واستغربته. وهو خبر جدير بكل استهزاء واستغراب.

    الخبر الذي أوردته الصفحة الموالية واضعة الإعصار في خانة العقاب الذي ينزله «محور المقاومة» بمن يهاجم «سورية الأسد» ويهدد أمنها، ليس الأول من نوعه وليس فريداً في بابه. فقد نشرت قبل شهور مواقع موالية عدة قصص عما اسمته «عملية الياسمينة الزرقاء» عن إنجازات عناصر الاستخبارات والقوات المسلحة التابعة للنظام في مطاردة جواسيس الغرب والعرب الساعين إلى تخريب سورية («الأسد»، طبعاً) وإسقاط نظامها الوطني المقاوم. وتعددت قصص «الياسمينة الزرقاء» وتمادى كتابها في الخيال إلى حد صارت حكايات ألف ليلة وليلة ومغامرات السندباد والشاطر حسن، تبدو معها قصصاً شديدة الواقعية.
    لا تستحق قصة إطلاق النظام السوري وحلفائه للإعصار «ساندي» ولا خرافات «الياسمينة الزرقاء» اهتماماً من وجهة النظر السياسية والأمنية. لكن عدم سعي الحكم في سورية ووسائل إعلامه و «مثقفيه» إلى وقف هذا السيل من القصص الخيالية الهابطة المستوى، يشي بأمر آخر.

    فمنذ شهور يحتل شاشات وسائل إعلام النظام وصفحات صحفه محللون وخبراء تخصصوا في تقديم روايات لا تقل كثيراً في مستوى الخيال الذي تلجأ إليه، عن أسباب الثورة والجهات التي تؤيدها والمؤامرات التي تحاك ضد سورية. ودأب هؤلاء على استغلال أنصاف الحقائق وأرباع المعطيات والتقارير الدولية، استغلالاً صبيانياً للدفاع عن وجهات نظرهم. وجل هؤلاء يأتي من «القطر الشقيق» لبنان ليعلم السوريين معنى الوطنية والقيمة الفائقة الأهمية للنظام الذي يحكمهم. شذرات من الحقائق تخفي وراءها أكوام التفكير الرغبوي الطفولي غير القادر على مواجهة الواقع والحقائق المرة والحائط المسدود الذي أوصل نظام الأسد سورية إليه، غير الهروب إلى الخيال ومحاولة إسقاطه على العالم الملموس وعلى معطيات التاريخ والجغرافيا والثقافة.

    وليس أصعب الأسئلة ذاك القائل أنه لو امتلك محور الممانعة قدرة على ضرب الولايات المتحدة بأعاصير من طراز «ساندي»، لماذا يعجز عن السيطرة على أحياء تبعد رمية حجر عن القصر الجمهوري في دمشق؟ تختزل الإجابة على هذا السؤال البسيط وعلى أسئلة أخرى من صنفه، كل الفارق بين الشعب السوري الذي حزمت قواه الحية قرارها بإسقاط النظام بالوسائل والأدوات والتحالفات المتوافرة من دون انتظار دعم خارجي متعثر، وبين نظام يبرر بقاءه بضرورات وتصورات لا صلة لها بغير مصالح الطغمة الحاكمة والحلفاء الأجانب.

    الإعصار «ساندي» لم تطلقه القيادة السورية ولا أي قيادة حكيمة في محور الممانعة. والإنجازات الأمنية المذهلة ليست غير زج مئات آلاف السوريين في المعتقلات وقتل الآلاف في إعدامات ميدانية ومجازر جماعية وتحت التعذيب. وفيما يجذب النظام المجتمع السوري إلى الغرق في لجّة العنف والدماء، لا يجد مخرجاً من أزمته الأخيرة غير خبرائه الاستراتيجيين ومحلليه ينهلون من أراجيف خيالهم الضحل والمريض.
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  2. #4382
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    أخيراً، استراتيجية أميركية خاطئة

    ياسين الحاج صالح



    حيال الصراع السوري ليس مقبولاً، ولا ينبغي أن يكون مقبولاً، الأسلوب الأوامري الذي تكلمت به هيلاري كلينتون قبل أيام قليلة عن ضرورة تشكيل هيكل قيادي جديد للمعارضة السورية، بخاصة حين يعلم المتابع أن هناك خططاً جارية بالفعل لتشكيل مثل هذا الإطار، على ما كشفت «فورين بوليسي» الأميركية مؤخراً، وما هو مثار جدال صاخب في أوساط الناشطين والمعارضين السوريين في بضع الأيام المنقضية.

    كلام الوزيرة الأميركية متعجرف في كل حال، وسلبي النتائج على الأغلب. فإذا لم يستجب المعارضون السوريون، والمجلس الوطني السوري تحديداً، للخطط الأميركية جرى إضعافهم أكثر والعمل على شق صفوفهم، وإن استجابوا كانوا معرضين لفقدان استقلاليتهم وتآكل شرعيتهم. ومن سيمتنع عند أول عثرة عن وصف الإطار الجديد بأنه أميركي أو موال للأميركان؟
    في معلومات «فورين بوليسي» (31/10/2012) أن الأميركيين ألغوا موعداً مع ممثلين للمجلس الوطني في حزيران (يونيو) الماضي لأنهم كانوا يريدون أن يلتقي المجلس بالروس أولاً، وهو ما حصل فعلاً، لكنه لم يثمر شيئاً على الإطلاق. وبعد نحو شهر، يبدو أن المجلس هو الذي ألغى لقاء مجدولاً مع الأميركيين. وقد يكون للأمر صلة بمحاولات أميركية معلومة منذ مطلع الصيف الماضي لتطويق المجلس عبر التواصل المباشر مع مجموعات سياسية وقادة عسكريين في تركيا ومصر، ومع شخصيات في المجلس نفسه الذي قلما كان قوة متماسكة.

    وما يمكن استخلاصه من معلومات ومؤشرات متناثرة أن مآخذ الأميركيين على المجلس تتمثل أساساً بسقفه السياسي الذي يطابق ما يقوله الثائرون على الأرض، إسقاط النظام، ولعله بهذا يبدو أقل مرونة في نظر الأميركيين من أن يسمح باستجابة مرنة لما قد يعرض من مبادرات سياسية.

    والحال أن التماهي بالثورة والتمسك بهدف إسقاط النظام هما الفضيلة الوحيدة للمجلس الوطني، فإذا جرى التفريط بها لا يبقى منه شيء. يمكن أن تؤخذ على المجلس فاعليته المحدودة، وأن تماهيه بالثورة يمنعه من ممارسة دور توجيهي أو قيادي، لكن ما يقابل التماهي في الشروط العيانية السورية هو تنويعات من سياسة إصلاحية، تحسّن النظام ولا تغيره.
    وليس واضحاً ماذا يتوقع الأميركيون - الذين يبدو أن ظهور مجموعات سلفية محاربة في سورية هو ما يشــــغل بالهم كثيراً، على ما قالت كلينتون في تصريحها نفسه - من التشكيل الســـياسي الجديد أن يفعل في هذا الصدد؟ هل، مثلاً، سيدعمون المقاومة السورية المـــسلحة بأســـلحة نوعية تساعد على تقصير أمد المعركة، والحد من فرص تجذر وانتشار المزاج الجهادي؟ لكن لماذا يلزم تشكيل ســـياسي جـــديد من أجل ذلك؟ أم ربما، بالعكس، يدفعون هذا التشكيل في اتجاه الحوار مع النظام على ما يشتبه معارضون آخرون، في المجلس الوطني وخارجه؟ لا يلزم أن يكون المرء سيء الظن (وفي السياسة «سوء الظن من حسن الفطن») حتى يرجح هذا الاحتمال. لكن هل يمكن لتشكيل سياسي مكون من مستقلين أساساً من داخل المجلس وخارجه، يلتفون حول رجل محترم مثل رياض سيف، أن ينهض بهذا التكليف الصعب؟

    يبدو أن الأميركيين يطورون استراتيجية سورية تتمحور حول مواجهة الجهاديين والتشكيلات المشبهة بالقاعدة بعد أن لم تكن لهم استراتيجية محددة، وهم بحاجة إلى توجيه الأوضاع السورية نحو إبقاء النظام من دون بشار الأسد، بما في ذلك الجيش، وربما الأجهزة الأمنية. هذه السياسة تتعارض مع استراتيجية مبنية بصورة أساسية على إسقاط النظام، هي نهج الثورة، والوجهة التي يتبناها المجلس الوطني. ويبدو أن تفكير الفرنسيين ليس بعيداً عن تفكير الأميركيين في هذا الشأن، على ما يستدل من تصريح لوزير الخارجية الفرنسية قبل أيام، يؤكد فيه ضرورة الحفاظ على أجهزة الدولة السورية، كي لا يحصل في سورية مثل ما حصل في العراق إثر الاحتلال الأميركي.
    ولعله من هذا الباب يحتاج التشكيل الجديد إلى جهود رياض حجاب، رئيس الوزراء المنشق، الذي حضر اجتماعاً في الأردن لهيئة المبادرة الوطنية (رياض سيف ومستقلون حوله) في أول أيام الشهر، وليس بعيداً أن يحتاج إلى مناف طلاس وما شابه أيضاً.

    تحقق الاستراتيجية الأميركية الجديدة مطلباً للثورة، هو تنحي بشار الأسد، وتحقق مطلبها هي بدولة فعالة أمنياً تواجه الجهاديين. لكنها على الأرجح ستولي الاهتمام الأكبر لاستعادة الاستقرار في وجه أية مطالب جدية بفتح النظام السياسي على سعته، وضد أية إعادة نظر جدية في هيكل توزيع الثروة، ولا يبعد أن تجد نفسها في مواجهة قطاعات من الجمهور الثائر الأكثر حرماناً الذي لا تعده هذه الاستراتيجية بشيء، وربما تواجهه بالقمع إن لم «يتضبضب».

    غاية ما يمكن أن تؤدي إليه هذه السياسة هو إنقاذ النظام من نفسه وليس إنقاذ سورية منه، وذلك عبر توسيع دائرة النخبة السياسية، وإعادة إنتاج النظام بما لا يلحق الضرر بمصالح الطوابق العليا من المجتمع، وبما يؤمن للأميركيين والقوى الغربية موقعاً مهيمناً في تسيير التفاعلات ضمن النخبة الجديدة الموسعة، والسياسات السورية ككل.
    إن كان هذا التقدير قريباً من الصواب، على ما نرجح، فإن هذه سياسة قصيرة النظر، متمركزة حول هواجس الأميركيين والأوروبيين، وليس حول حاجات السوريين ومطالبهم.
    تستفيد هذه السياسة بلا شك من نقاط ضعف حقيقية في سياسة الثورة: ما العمل بخصوص المجموعات الجهادية؟ لا يكفي قول عبد الباسط سيدا، تعليقاً على كلام كلينتون، إن ظهور مجموعات دينية متطرفة يعود إلى تمادي النظام في وحشيته وافتقار الثورة السورية إلى دعم جدي من أي كان.

    ثم، ما وضع الجيش؟ هل هو مؤسسة عامة يتعين الحفاظ عليها كما هي؟ وكيف؟ والجيش الحر؟ وأية سياسة بخصوص الأقليات؟ ظاهر في هذا الشأن أن سياسات الغربيين تتجه نحو «حماية الأقليات»، أي عملياً تأمين أوضاع خاصة، وربما امتيازية، وليس المساواة الحقوقية والسياسية، والاجتماعية.
    أما الأخطر بإطلاق فهو احتمال إبقاء أجهزة الأمن الإرهابية المتمرسة بترويع عموم السوريين وحراسة النظام الامتيازي القائم. تحطيم هذه الأجهزة هو الفارق بين إسقاط النظام وإبقائه، أياً يكن مصير بشار.

    هذا لن يمشي. ولا يبعد أن يتسبب في تحطيم البلد، وإن بطريقة مغايرة للطريقة الروسية.

  3. #4383
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    اطلبوا الحل السوري ولو في... الصين!

    عادل مالك



    يصح في وصف المندوب العربي - الدولي الأخضر الابراهيمي بأنه «ابن بطوطة» العصر نظراً الى كثرة اسفاره وجولاته بحثاً عن ايجاد بيئة دولية حاضنة لأي حل يمكن التوصل آلية في شأن الأزمة في سورية.
    وكانت آخر محطات جولتة الصين حيث يصح فيه القول: «اطلبوا الحل في سورية حتى ولو في الصين». وهو حض المسؤولين الصينيين على لعب دور بارز، بل اكثر بروزاً في السعي للعثور على السلام الصعب، ان لم يكن المستحيل في سورية في ظل المكونات والعوامل الاقليمية والدولية القابضة على الحل الذي يمكن أن يأتي، وربما لن يأتي ابداً في مستقبل منظور ليتحول الواقع الى مسلسل سوري طويل.

    واستناداً الى كل المعطيات المتوافرة حتى كتابة هذه السطور على الأقل لم يعد من الذكاء السياسي التحليلي القول إن ازمة حل ازمة سورية لم يعد متاحاً بالسرعة التي راهن كثيرون عليها بسقوط او بإسقاط رأس النظام السوري. وأكد المسؤولون الروس مع الصينيين مرة جديده لكل من يتصل بهم سعياً لأي حل يوقف النزيف والدمار ان كل الحلول يجب ان تمر عبر بشار الأسد، وان العبور الى وضع جديد في سورية لنقل الازمة من الجانب العسكري الى الجانب السياسي. يجب ان يتم بمعرفة ومشاركة الأسد شخصياً فيما المعارضة بل المعارضات السورية ترفض حتى الآن التسليم بهذا الواقع وهي تصرعلى استبعاد بشار الاسد قبل الانخراط في الجولات الحوارية التي يمكن ان تؤدي الى اي حل او اي شبه حل.

    ورغم انسداد كل الآفاق المتعلقة بأي حل، فإن الأخضر الابراهيمي لم يستسلم للفشل حتى الآن، ويبدو انه يريد ان ينهي حياته بانجاز ولو تمكن من فتح كوة صغيرة في جدار الأزمة.
    وانقضت اجازة عيد الاضحى من دون الالتزام من قبل الاطراف المتنازعة على اختلافها بما اتفق على تسميتها بـ «هدنة الأضحى». ولم يكن ذلك مفاجئاً لمن يعرف تعقيدات الازمة السورية.
    ومع تواصل الازمة تبرز بعض التداعيات التي تضيف الى الدراما السورية الحقيقية والفعلية المزيد من التعقيد. فعلى سبيل المثال لا الحصر لوحظ في الايام القليلة الماضية وجود بعض «التحولات والتبدلات» في مواقف دول كبرى متدخلة ومتداخلة في لعبة الحل ومن ابرزها الولايات المتحدة الغارقة حتى اذنيها في الانتخابات الرئاسية بعد ايام قليلة، والصورة الى الحياة بعد اعصار «ساندي» المدمر برز موقف جديد تجلى في تصريحات للوزيرة هيلاري كلنتون والتي حملت جديداً لا يساهم في الحلول المتداولة، بل يزيد في مخاطر مطبات الازمة السورية حيث طعنت بتمثيل «المجلس الوطني السوري» ودعت الى «ضرورة توحيد صفوف المعارضة مع الاعراب عن القلق الأميركي العميق من تزايد تأثير المتطرفين وحرف الثورة عن مسارها».
    ومثل هذه المواقف من شأنها ان تطيل أمد ازمة حل الازمة السورية، كذلك هي تنطوي على تبرير فشل الطروحات والتوجهات الأميركية منذ اندلاع شرارة الأحداث في سورية حتى الآن، في ما يطلق بعض المراقبين على المواقف الاميركية المتراجعة بعد الاندفاعات المعلومة بـ «التخاذل الأميركي خاصة والغرب الاوروبي بشكل عام»، واستطراداً بقية الدول التي سعت بشتى الوسائل لإقتلاع «جذور حكم بشار الأسد، وهذه هي العقدة الاساسية التي تحكم وتتحكم بالأزمة وفي مفاصل الوضع البركاني المتفجر في سورية والمنطقة.

    وهنا تبرز المخاطر الجديدة التي انعكست بوضوح على دول الجوار السوري، حيث تأكد بشكل قاطع ما تم التحذير منه مرات عديدة من حيث انتقال عدوى «الفيروس السوري» الى الدول المتاخمة للجغرافية السورية («الحياة» 20 تشرين الأول / اكتوبر 2012) والامثلة باتت واضحة مع «تناسل الثورة» في سورية الى دول الجوار وخير الامثلة على ذلك ما يشهده لبنان في هذه الازمة بالذات كتداعيات واضحة للمرجل السوري المتقد. فقد ذهبت قوى تجمع «14 آذار» الى توجيه الاتهام بشكل واضح وصريح بأن سورية هي التي اغتالت مدير فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء وسام الحسن، وما ترتب وسوف يترتب عليه توجيه مثل هذا الاتهام لجهة تأزيم الوضع اللبناني المأزوم في الأصل والامعان في تأجيج حالة الجاذب الحادة والقائمة بين مختلف «الفصائل اللبنانية». ذلك ان البيان الذي صدر عن «تجمع 14 آذار» كان عالي النبرة من حيث مقاطعة المعارضة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي عكس سقفاً عالياً من التصعيد بلغ حد الاصرار على استقالة الحكومة قبل متابعة الحوار بين مختلف الفرقاء.

    وفي حقيقة الأمر وجد بعض المتابعين عن قرب للشأن اللبناني ان بيان المعارضة هو عبارة عن «بلاغ انقلابي» وكأنه جاء رداً على «الانقلاب الدستوري» الذي قامت به المعارضة في حينه بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري. ويعمل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على احتواء الوضع المتفجر لأنه يدرك المخاطر التي ينطوي عليها خروج الحالة الامنية والسياسية العامة عن السيطره في هذا التوقيت بالذات.
    وفي خضم هذه التطورات شهد القصر الجمهوري في بعبدا صورة لم نشهدها من ذي قبل والتي تمثلت بظهور سفراء الدول الخمس الكبرى، ودول اخرى فاعلة ومؤثرة امام الاعلام بعدما اكد السفراء دعمهم الكامل لاستقرار لبنان في هذا الظرف العصيب بالذات، ومعارضة بلادهم لاستقالة الحكومة الميقاتية الآن، تحت ضغط المعارضة. واقترن هذا التحرك غير المسبوق بوصول مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط اليزابيت جونز الى بيروت حيث ابلغت الرئيس سليمان والرئيسين نبية بري ونجيب ميقاتي حرص الادارة الاميركية على بقاء الوضع الداخلي في لبنان متماسكاً بخاصة في الظروف البالغة الحرج التى تجتاز المنطقة.

    ومع ذلك لا تزال بعض المصادر المتابعة عن قرب لمسار التطورات تعرب عن خشيتها من حدوث المزيد من الاحداث التي تستهدف في جملة ما تستهدف تزايد حالة الارباك القائمة. وقد اختلف كل من الحكومة «الميقاتية» و «تيار المستقبل» مع سائر مكونات تجمع «14 آذار» حول الترجمه العملية لرسالة الدعم الاميركية والغربية بوجه الاجمال فيما اعتبرها الرئيس ميقاتي انها عملية دعم غير مباشر لاستمرار الحكومة في تحمل مسؤولياتها، وجدت المعارضة ان هذا التأييد للوضع اللبناني بشكل عام وليس للحكومة «الميقاتية» ستكشف الايام القليلة المقبلة مدى عمق الشرخ الداخلي اللبناني في ضوء اغتيال اللواء وسام الحسن، وتهديد عدد من الشخصيات المعارضة بالتعرض للاغتيال، لذا فان حراجة الظروف القائمة تحتم على كل الفصائل اللبنانية على اختلاف انتماءاتها تقدير الاوضاع الحرجة والارتقاء في تحمل المسؤولية الى اعلى درجات الحذر والحيطة حتى لا نكمل عمليات تصدير الازمة السورية من الجانب السوري، وعمليات استيرادها من قبل بعض الجهات والاطراف ولذا يكتمل حزام النار في تطويق لبنان وبقية دول المنطقة.

    ... وبعد:

    اولاً: في ضوء كل ما تقدم وحيال فشل جميع السيناريوات التي أعدت كمشاريع حلول للأزمة في سورية، على كل هذه الجهات الأقليمية والدولية اجراء مراجعه شاملة وتكوين بعض الرؤى الجديدة لمواجهة المزيد من التصعيد سواء في الداخل السوري او في دول الجوار.

    ثانياً: بشار الأسد بين العقدة والحل. وخلال الاجتماع الذي انعقد في باريس بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ووزير خارجية فرنسا لوران فابيوس حدث التالي: «أكد الجانبان ان بقاء الرئيس الاسد في السلطة هو العقبة الرئيسية التي تقف في طريق التفاهم بين روسيا والدول الغربية للتوصل الى تسوية». وقال فابيوس: ناقشت مع لافروف مسألة رحيل الأسد وكنا متواجدين معاً في جنيف، وعندما وقعنا البيان وظهر خلاف بين الجانبين حول قراءة البيان، اذ نحن (باريس) اعتبرنا ان لا حل ممكناً ببقاء بشار الأسد والعمل في حين ان الزملاء الروس قالوا: ان بشار الاسد موجود في الحكم وينبغي العمل معه وهذه هي الصعوبة الاساسية. وأضاف: «كلما استمرت الازمة السورية وتزايد عدد الضحايا وتزداد صعوبة السيطرة على الصراع لأن التشدد والانقسام الطائفي يزيد ويزداد تدخل اشخاص من خارج سورية، ونحن والروس نؤكد ضرورة ضمان حقوق كل الطوائف في سورية ولا نريد ان نواجه الخطر الذي واجهناه في العراق حيث تغير الرئيس ولكن خلق نزاعاً ادى الى صراعات داخل العراق».

    الم يقل الرئيس بشار: أنا او لا احد وانا او ارهاب «القاعدة»؟
    الم نقل في هذا المكان بالذات منذ اسبوعين ان التاريخ سيكشف ان الدكتور بشار الأسد هو الرئيس الاكثر تكلفة في التاريخ؟

  4. #4384
    الصورة الرمزية سامية الحربي أديبة
    غصن الحربي

    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    المشاركات : 1,578
    المواضيع : 60
    الردود : 1578
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    جزاك الله خيراً يا فاضلة دائما ما تتحفينا بالجديد . أحجز مقعداً لقراءة ما ينقل هنا . تحية بحجم جهدك الرائع.

  5. #4385
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    نحن وأميركا وتشومسكي

    حازم صاغية



    منطقة الشرق الأوسط ولاّدة لخرافات سياسيّة تؤمّن لنا اكتفاء ذاتيّاً، بل فائضاً، منها. أمّا أن نستورد، فضلاً عمّا نملك، خرافات من الخارج، فهذا كثير جدّاً.
    اللغويّ والمفكّر والناشط السياسيّ الأميركيّ نعّوم تشومسكي، الذي يستولي على لبّه العداء لأميركا، قال في القاهرة، قبل أيّام، إنّ بلاده تناهض الديموقراطيّة في العالم العربيّ لأنّ الديموقراطيّة تناقض مصالحها. وعبارة كهذه، شأن كلّ عبارة من طينتها، سرت في ربوعنا كما تسري النار في الهشيم.

    في سبيل مزيد من الدقّة، كان يمكن القول إنّ الولايات المتّحدة، إبّان الحرب الباردة، تآمرت حقّاً على تجارب ديموقراطيّة في إيران (مصدّق) وغواتيمالا (أربنز) في سياق صراع بين نفوذها ونفوذها الاتّحاد السوفياتيّ. وهذا الأخير كان، بدوره، معادياً للديموقراطيّة من ألفها إلى يائها. ثمّ بعد الحرب الباردة، ارتكبت الولايات المتّحدة خطأ شنيعاً في موقفها من الانتخابات في غزّة، ففشلت في امتحان من الصعب جدّاً النجاح فيه، بسبب تشابك الديموقراطيّة مع مسألة السلام الذي تتعهّده واشنطن، خصوصاً في ظلّ عدم اعتراف «حماس» بإسرائيل.
    لكنّ التعميم على طريقة تشومسكي أقصر الطرق إلى التجهيل.
    فأوّلاً وأساساً، هل كانت الديموقراطيّة، في الفترة الممتدّة منذ نشأة الكيانات العربيّة الحديثة حتّى 2005، مطروحة على جدول أعمال الفكر السياسيّ العربيّ؟ هل ظهر تيّار واحد قويّ وشعبيّ في العالم العربيّ يعتبر الديموقراطيّة قضيّته بحيث يمتحن ويتحدّى الموقف الغربيّ، والأميركيّ تحديداً؟ هل كانت القوى المؤثّرة في المنطقة، من الناصريّة إلى الخمينيّة مروراً بالثورة الفلسطينيّة، قوى تسعى إلى الديموقراطيّة؟ وهل كانت بُنى وتراكيب الأحزاب في العالم العربيّ، باليساريّ منها واليمينيّ، ديموقراطيّة؟ وما دام الأمر يتعلّق بالمصالح، فما هي الدول الكبرى التي تتّفق مصالحها مع قيام الديموقراطيّة في العالم العربيّ؟
    في هذه الأسئلة يكمن الموضوع الأهمّ، والنتيجة المتحصّلة هنا هزيلة جدّاً. هذا حتّى لا نذكّر بأنّ بعض القوى الأكثر جماهيريّة في التجارب السياسيّة العربيّة، والأكثر عداء للغرب، إنّما وصلت إلى الحكم عبر الانقلاب السياسيّ على أنظمة شبه ديموقراطيّة.

    وقد لا يكون من المبالغة القول إنّ التجربة اللبنانيّة، على قصورها، باتت، بعد الانقلابات العسكريّة العربيّة، التجربة الوحيدة القريبة من الديموقراطيّة. وليس الغرب هو الذي اغتال تلك التجربة التي كان يؤخذ عليها «عمالتها» للغرب!
    الموضوع المركزيّ هذا هو ما تطرحه بطريقتها الثورات العربيّة الراهنة حين تباشر استعادة السياسة إلى دواخل البلدان، بدل أدغال الجيوبوليتيك العابر للحدود، مؤسّسةً الفرصة الذاتيّة الأولى لاحتمال ديموقراطيّ. غير ذلك يبقي الموضوع تائهاً جوّالاً، لا وظيفة له سوى إعفاء النفس من مسؤوليّاتها وإحالتها إلى أميركا. وكم هو معبّر أنّ أبطال إعفاء النفس من مسؤوليّتها باتوا، بعد تلك الفرصة الجديدة، أكثر جهراً بالعداء للديموقراطيّة «إذا كان هذا ما تعنيه»! (وكان هؤلاء بعد سقوط الاتّحاد السوفياتيّ قد بدأوا يرطنون بالديموقراطيّة رفعاً للعتب).
    وفي الحالات كافّة، لا ينمّ أصحاب النزعة تلك إلاّ عن نباهة سياسيّة رفيعة حين يكون خطابهم الموجّه إلى أميركا هو التالي: «نحن نريد أن نحاربك ونضرب مصالحك ونقاتل إسرائيل. فهل أنتِ يا أميركا مع الديموقراطيّة التي لا نريد أن نبنيها؟».

    أغلب الظنّ أنّ شبّاننا وصبايانا باتوا أقلّ استعداداً لسماع تلك العظات البليدة والتعميمات الساذجة حتّى لو صدرت عن نعّوم تشومسكي.


  6. #4386
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراء المقدسية مشاهدة المشاركة


    تحية لك عزيزتي نادية

    وصل شكرك ولك مثله أضعافا كثيرة على مجهودك الرائع والمتميز في تغطية الثورة السورية
    فنشعر ونحن نتابعك كم نحن مقصرون بحقها وبحق الثائرين

    موضوع المقالات ضروري ومهم

    وحتما هو التثبيت

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ===========

    يكفيني مرورك لأشعر أنني أقدم شيئا يليق بقاماتكم السامقة ،

    أسأل الله أن ينال ما أدرجه من مواد رضاكم وقبولكم .

    بوركت من زهراء زادها بهاء كونها المقدسية .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #4387
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    موضوع رائع ومتابعة جادة للشأن السوري تستحق التقدير
    وسنكون من جانبنا في متابعة لصيقة لمائز اختيارك ومنقولك

    جعل الله جهدك هذا في ميزان أعمالك

    وأهلا بحضورك الفاعل في واحة الخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #4388
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غصن الحربي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً يا فاضلة دائما ما تتحفينا بالجديد . أحجز مقعداً لقراءة ما ينقل هنا . تحية بحجم جهدك الرائع.
    =========

    وأنت من أجل الجزاء والإحسان ،

    بوركت وحضورك المشرق .

    لك جزيل الشكر .

  9. #4389
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    دمشق.. الموت في كل الزوايا.. وطوابير لاستخراج جوازات السفر


    موظفة وأم لأربعة أولاد:
    نغادر المنزل وكأننا لن نلتقي مجددا

    كانت تسمع صوت الطائرة الحربية تحوم قريبا من سقف بيتها في الطبقة الرابعة من بناء يقع في حي العباسيين شرق العاصمة. وبينما تقلب ناريمان الطبخة على النار ترسل نظرها باتجاه جوبر القريبة حيث ترى أعمدة الدخان تتصاعد إثر سقوط القذائف التي كان دويها يهز الحي، وهي تدمدم «سترك يا رب لطفك يا رب». وتقول ناريمان «اعتدت على الأصوات. في البداية كنت أخاف وأفقد القدرة على عمل أي شيء، لكن مع مرور الوقت اعتدت على ذلك، كما اعتدت حالة القلق الدائم».

    ناريمان (46 عاما) موظفة في شركة خاصة وأم لأربعة أولاد، شابين في الجامعة وفتى وفتاة في المدرسة، وزوجها موظف في مؤسسة حكومية، تقول «كل يوم صباحا عندما أستيقظ أشكر الله أنني ما زلت وعائلتي بخير.. نغادر المنزل وكأننا لن نلتقي مجددا، وبات من العادي أن نختم كلامنا بجملة (إذا بقينا أحياء) بدلا من الدعاء (إن شاء الله)».
    الخطر يتربص بالسوريين أينما التفتوا، لكنه «في مدينة دمشق يلبس قبعة الإخفاء ولا ندري متى وأين يظهر»، بحسب تعبير ناريمان التي تفكر ليل نهار في تأمين سفر ولديها الشابين خارج البلاد خشية تعرضهما لمكروه أو للسحب إلى خدمة العلم الإلزامية حيث قاربا على إنهاء دراستهما الجامعية. والسحب إلى خدمة العلم أحد أكثر المخاوف التي يعاني منها السوريون، ويضاف إلى هاجس الهروب من البلد أو تأمين جواز سفر.

    يقول حسان، الذي يصطف في طابور طويل في مبنى الهجرة والجوازات وسط العاصمة «على من يريد الحصول على جواز سفر من دون ورقة دور أن يحضر فجرا إلى الهجرة والجوازات كي يتمكن من الدخول والحصول على استمارة لتقديم الطلب، وكي يتمكن من الدخول عليه ارتداء درع وخوذة وأنت يهيئ نفسه لخوض عراك في الازدحام، صديقي انكسر ضلعه في التدافع أمام كوة توزيع الاستمارات، وصديقة أخرى كادت تموت خنقا في العجقة».
    تزايد الطلب على جوازات السفر وتجديدها يوما بعد آخر، بالإضافة إلى تعطل العمل الحكومي في غالبية المحافظات الأخرى، ركز الضغط على العاصمة، حيث يفد إليها السوريون من كل المحافظات للحصول على جواز سفر، مما جعل الوصول إلى باب مبنى الهجرة والجوازات رحلة شاقة تستغرق عدة ساعات لا تخلو من اشتباكات وليس بالضرورة أن تكلل بالنجاح. ويحكي السوريون عن مغامراتهم أمام مبنى الهجرة والجوازات وهم يتذكرون أيام كان الحصول فيها على الجواز لا يستغرق أكثر من أسبوع، وفي حال دفع رشوة يمكن الحصول عليه خلال يوم واحد، خصوصا للسيدات، كونهن لا يحتجن لورقة من شعبة التجنيد. لكن بعد اندلاع الثورة زادت التعقيدات حيث بات حصول الشبان على جواز سفر يتطلب بالإضافة لإذن من شعبة التجنيد موافقة أمنية، يفضل الكثيرون عدم الحصول عليها خشية الاعتقال، لذلك كثير من الشبان يفضلون الهروب بشكل غير نظامي إلى الدول المجاورة، رغم المخاطر الكبيرة التي تكتنف عملية التهريب عبر الحدود.

    فاتح مهندس (50 عاما) الذي قام بتوصيل قريبه إلى مدينة درعا كي تتمكن جماعة تمتهن تهريب السوريين إلى الحدود الأردنية من تهريبه يقول «كي أصل لتلك الجماعة سلكت طرقا زراعية وعرة، وكان هناك من يرشدني عبر الهاتف، ولكن في طريق عودتي أضعت الطريق، كما أن الشخص الذي كان يرشدني في طريق الذهاب أغلق هاتفه، وبعد ساعتين من الضياع في الأراضي الزراعية فرغت بطارية هاتفي وفقدت الاتصال، وبعد بحث مرير وصلت إلى الطريق العام، وكان علي العبور من الحواجز، وهذا في حد ذاته مغامرة، ومع أنني نجحت في اجتيازها تقريبا جميعها عبر استدرار عطف الجنود فقد فشلت فشلا ذريعا عند الحاجز الرئيسي والذي قال الجنود الواقفون عليه بعد تحقيق ساعة إن الطريق إلى دمشق مقطوع، وعدت أدراجي، ونصحني أحد الجنود بالمحاولة عبر الطرق الزراعية. عدت إلى التجريب لكن الوقود كان قد نفد، والليل قد هبط، وفقدت الأمل في النجاة، حتى عثرت على مجموعة مسلحين كانوا من الجيش الحر وهم بدورهم حققوا معي، وبعد أن اطمأنوا وعرفوا أحد أقاربي ساعدوني مع طلوع الشمس وزودوني بالبنزين وأرشدوني إلى الطريق». ويتابع فاتح أنه عندما وصل إلى مشارف دمشق «لم أصدق أنني نجوت»، بعدها مكث في منزله عدة أيام منقطعا عن العالم ولم يرد على هاتفه، حتى جاءه هاتف أعلمه أن قريبه الذي هرب إلى الأردن أصيب في ساعده بطلق ناري وهو يعبر الحدود، وهو بدوره نجا بأعجوبة.

    ناريمان القلقة من كل شيء تقول «على السوريين أن يستمروا في حياتهم وكأنها طبيعية، مع أنه لم يعد أي شيء في حياتهم طبيعي، حتى شراء الخبز بات مخاطرة»، فالمخبز القريب من منزلها يوجد بالقرب منه حاجز للقوات النظامية، وكل حاجز هو هدف للجيش الحر. ولهذا تتهم ناريمان النظام باستخدام المدنيين دروعا بشرية وتؤكد أن «أغلب الحواجز داخل المدينة لا مبرر لوجودها، بل إن بعضها يضيق الشارع بحيث يخلق ازدحاما كبيرا، وتوجد أعداد كبيرة من السيارات والبشر، كلها تكون معرضة للخطر في حال استهداف الحاجز، لا سيما تلك الموجودة في شوارع قريبة من مقرات أمنية».

    فاتح الذي رأى الموت في درعا حسب تعبيره يقول «بعد تلك التجربة باتت لدي قناعة بأن أغلب السوريين لم يعد لديهم أي خوف من الموت. ربما هم يخشون من طريقة الموت بتفجير أو إطلاق نار أو ذبح. الموت في حد ذاته لم يعد يرعبهم». ومع أن فاتح كان قد جهز أوراقه لمغادرة البلد بشكل نظامي فقد عدل عن الفكرة بعدما أوصل قريبه إلى درعا «لا أحد يموت ناقص عمر. إذا مت في بلدي بين أهلي أفضل من الموت في الغربة». إلا أن ناريمان لا تتفق مع هذا الكلام رغم إيمانها بقضاء الله، وتصر على تسفير عائلتها. أما هي فتقول «أفضل البقاء مع زوجي هنا». وعن موعد تتوقعه لنهاية ما يحصل تقول «بعدما وقع كل هذا الدمار والقتل لم يعد مهما كثيرا لنا التفكير في موعد انتهاء كل ذلك..
    أنا أشاء وأنت تشاء والله يفعل ما يشاء. صديقتي مريضة بمرض عضال في مراحله النهائية. كانت في الطريق إلى المشفى لأخذ جرعة علاج كيماوي برفقة زوجها عندما حصل انفجار فقتل زوجها ونجت هي».

  10. #4390
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي

    موضوع رائع
    ومتابعة كما ذكرت استاذتنا ربيحة الرفاعي جادة

    شكرا لك أختي
    وسنحاول بإمكاناتنا البسيطة أن نكون معك في هذا الجهد


    بوركت

صفحة 439 من 631 الأولىالأولى ... 359409429430431432433434435436437438439440441442443444445446447448449469519 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. إبراهيم قاشوش: عندليب الثورة السورية[
    بواسطة نديم العاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 12-01-2020, 07:10 AM
  2. حتى لا تسرق الثورة السورية
    بواسطة عبد الفتاح الهادي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-02-2013, 01:49 AM
  3. الثورة مستمرة - 24 يونيو 2012
    بواسطة عدنان القماش في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-07-2012, 08:53 AM
  4. الثورة السورية في الشعر الأندلسي
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 12-06-2012, 06:07 PM
  5. عام على الثورة السورية
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-03-2012, 10:23 PM