يوميات مكررة

استيقظت..وجدت نفسي أتدثر باالأوراق و الكتب,عبرت شفتاي ابتسامة هاربة,نهضت سريعا حتى لا أستسلم مرة أخرى ل خدر النوم اللذيذ,ألتقطت منشفتي ..جفوني مازالت مستلقية في كسل!
رذاذ الماء الساخن يدغدغ رأسي ..يحاول انتشالي من الفجوة..مابين النوم و اليقظة..غيرت حرارة الماء فجأة ليصبح مثلج أنتفضت مبعثرة آثار النوم.
احتضنت فنجان قهوتي التركية..تشممت البخار الساخن المعبق برائحة البن المحمص و الحبهان..ارتشفته بإستمتاع طاغي..
أرتديت ملابسي سريعا ,دون أن ألقي حتى نظرة عابرة على المرآة,كما تعودت من سنين حتى لا ألاحظ التغيرات التي تحتلني!
أغلقت الباب..هبطت سريعا..أستقليت سيارتي..
اممممممممم..ماتزالين عنيدة..نصف ساعة كل يوم لإقناعك بالدوران!!
انطلقت أخيرا..
تنهدت ارتياحا..
دلفت إلى عملي..حاملة في يدي كوب ورقي يمتلأ بالقهوة الأمريكية..أتشمم بخارها..انها تفتقد رائحة الحنين و الدفء.!
دخلت غرفتي مبادرة:
صباح الخير
...
صباح الخير ياكوب القهوة المتحرك..
ضحكت ساخرة من التعليق الدائم..
أوراق..مناقشات..مشاحنات..
انتهيت من عملي هاربة نحو مكاني المفضل..
انتظار غروب الشمس..رطوبة النيل المحببة لدي..جلست مسترخية أقرب إلى الإستلقاء..
جاء النادل قائلا:
الطلب المعتاد؟؟
أومئت بالإيجاب مبتسمة.
حضر رفيقي الدائم..فنجان قهوتي..ببخاره المعبق الذي أحن اليه..متذكرة عشقنا المتماثل للقهوة..انتظار غروب الشمس..الجلسة المستلقية..
والهروب من المواجهة أيضا!!
حنق ملأ نفسي..لتطفو ابتسامة غير مكتملة..لتذكرني بحياتي الغير مكتملة!
الشمس غربت سريعا..أو هكذا شعرت..وضعت النقود..مودعة ذكرياتي هامسة لها بتكرار زيارتي لها غدا..
همست بحزن..أخاف من النسيان؟
أجبتها ب شبح ابتسامة:هل نسيت من قبل؟؟
و رحلت تاركة قلبي يتفاوض معها مثل كل يوم!!

نحن من نصنع الروتين
لعلك تملكين التجديد
جربي وغيري من نمط حياتك ستصبح الحياة أجمل
لم كل يوم قهوة امريكية فقط
مرة ااسبيرسو
ومرة بالموكا
ومرة كابتشينو
نحن نستطيع ان نغير الكثير من الروتين
نص جميل

الأخت الفاضلة والأديبة الأريبة / د.أسماء علي ..

جميلة هي ومضاتك التي ترسيمينها بريشة القاصة
وأراك في تقدم مظطر وفقك الله إلى ماتصبين إليه
ومزيدا من الإبداع ، فقد كاد هذا النص أن يخلو من الهنات
لولا تلك الهنات المطبعية الطفيفة .

لك مني خالص الود .

سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة منقوشة في كفّ القمر

المبدعـة د. أسمـاء،

رقيقـة شفافة كعادتك، ترسمين بمدادكِ حرفاً مرهفاً يقتاتُ من الروحِ ونبضِها، ليقدّمَ لنا طبَقاً متكاملاً من الصدق والإحساس ..
بوركتِ وبورك مدادُك ..

هناك بعضُ الخيوط الهاربة التي تحدثُ أثناء الكتابة بلوحة المفاتيح، أرجو أن تسمحي لي بالإشارة إليها :

عبرت شفتاي ابتسامةٌ هاربة =شفتيّ
ألتقطت = التقطت
ليصبح مثلج = مثلّجاً
أنتفضت = انتفضت
بإستمتاع = باستمتاع
طاغي = طاغٍ
حاملة في يدي كوب = كوباً
يمتلأ = يمتلئ
الإستلقاء = الاستلقاء
أومئت = أومـأت

ننتظركِ دوماً على ضفاف الحرف
تقبّلي خالصَ تقديري ومحبّتي
وألف باقة من الورد والندى

الدكتورة..اسماء
معالجة غير مكتملة لحالة تبدو وكانها ليست بسهلة بل حالة مستعصية لكونها بتكرارها قد خلقت نوع من الالفة..والانسان عندما يتالف مع شيء تآلفا طبيعيا غير مفروض عليه من قبل اخر او المحيط فأنه في النهاية يدمن عليه وفي الادمان تراكم..وفي التراكم..انتظار لانفجار..ولااحد يسلم كيف يكون الانفجار.. هل يكون داخليا ام خارجيا..واي كان فانه يبقى انفجار يخلف وراءه كم هائل من التساؤلات..بل حتى االجراح التي قد لاتلتئم ابدا..ولعل من جملة الاسباب المؤدية لهذه الحالة الفراغ المغلف باللافراغ..
فالمرء يظن بانه لايملك وقتا كافيا للكثير من الامور الضرورية من وجهة نظره..واذا ما سأله احد ما لماذا لاتفعل كذا وكذا..يرد وبحزم لست املك الوقت..واذا ما جلس وفكر..وجد بانه يعيش الفراغ داخل اللافراغ..لان الوقت لديه يمضي دون يعلم لماذا يفعل..ولماذا لم يفعل..وهكذا الحالة..تستمر..فالعمر..
لاينتظر..بل لن ينتظر..والقهوة..يمكنها ان تنتظر..بل يمكن للمرء ان يشربها مع اخر..اذا اقتضت الحاجة..خاصة وان الاخر هذا قد يشغل فراغا شاسعا في داخل الذات.
هناك ضرورة الى ان ننتفض على الروتين اليومي..فنحن بحاجة ماسة الى تجدد عضوي وفكري..
ولااعلم..لماذا الرتابة نفسها تهل علينا من كل صوب..
وكأننا في ذواتنا نمتلك عنصر الجاذبية لها...
نص اكثر من رائع...
تقديري واحترامي
جوتيار

كلمات اتفقت لتعطينا الاحساس بقمة الابداع
لاهنت
تحياتي لك
الشاعر

لا تهربي من المراة وانظري الى نفسك جيداً .. لتلاحظي خبرات الحياة


الى اين وصلت على ملامح وجهك . وتطوري مع تطور ذاتك ولا تطوري

بالاجبار جميل ان تتحولي ... من الجمال الذي انتِ فيه الى الاجمل

ومهما تنوعتي كوني كما انتِ الدكتورة اسماء .. ولنرى اطياف اسماء امامنا

لعل وعسى ..



محبتي

يوميات جميلة ، وكلمات من كاتبة جيدة لولا ما شابها من بعض هنات لغوية منها على سبيل المثال غير الخلط بين همزات الوصل والقطع:

ليصبح مثلج
ليصبح مثلجا.

والحبهان
بل الصواب لغة هو الهيل

ارتشفته بإستمتاع طاغي..
طاغٍ

أومئت بالإيجاب مبتسمة.
أومأت.

لتذكرني بحياتي الغير مكتملة!
غير المكتملة.

وأستأذنك في نقلها إلى ملتقى فنون النثر حيث مكانها.


تحياتي