|
جمـالٌ مالـه وصْـفٌ وحَــدُّ |
فكيف أتت بهِ الصحراءُ نجْـدُ ؟ |
فما بيـن الحسـانِ لـه مثيـلٌ |
وليس لمثلـهِ فـي الأرضِ نِـدُّ |
فمن ( ليلى ) إذا ما مـال منهـا |
كميلِ الغصـنِ للأنسـامِ قَـدُّ ! |
ومن ( ليلى ) إذا مـا رَقَّ منهـا |
كما رَقَّ الصباح الحلـو خَـدُّ ! |
ومن ( ليلى ) إذا ما ثـار منهـا |
على صدرٍ كصدرِ البدر نهْـدُ ! |
وإن صمتت فكم في الصمت نطقٌ |
وإن نطقت فكم في النطْقِ شهْـدُ |
كأن الصمت في فمهـا حديـثٌ |
لــه الآذان مرهـفـةٌ تُـشَـدُّ |
ملامحُـهُ يلـوحُ بهـا جـوابٌ |
لأسئلتـي وإن هـي لا تَــردُّ |
كأن النطق يورق كـلّ حـرف |
ٍبه عطـرٌ وينظـم منـه عِقْـدُ |
فما فـوق البيـان لديـه سحـرٌ |
يخِرّ الصخْرُ منـهُ وهـو صَلْـدُ |
أعاهـد فيـك أغلـى أمنياتـي |
فهل مـا ظـلّ للشعـراء عهْـدُ |
ومن أحلى المطالع عند شعـري |
أتـاك يـقـدم الأوراقَ وفْــدُ |
هلمي .. فانظري الأشواق جاءت |
إلى الأبواب عندك وهـي حشْـدُ |
وما زالت هنـاك وفـي يديهـا |
مواثيـقٌ وآمــالٌ ..ووجْــدُ |
شكوت إلى الرياض وفي جفونـي |
يشن الغزو تلـو الغـزو سُهْـدُ |
فما أصغت إلـيَّ ومـا أجابـت |
وهـلْ للصخر إصـغـاءٌ ورَدُّ |
أيـا بنـت الرياض وأي نـار |
ٍتمور بها الشغـاف فأنـتِ بـرْدُ |
بربك كيف جئتِ من الصحـاري |
بغـصـنٍ كـلّـهِ عـطـرٌ ووِدُّ |
وكيف الجدب يورق فيه غصـنٌ |
وكيف الرمـل يونـق فيـه ورْدُ |
لقـد أقسمـتُ أن ألقـاكِ حتـى |
ولو بينـي وبينـك حـال سَـدُّ |
ولو عَدَتْ الصواعق في طريقي |
وعربـد فوقـهُ بـرقٌ ورعْـدُ |
ولو ما لاح لي في الأفقِ ومـضٌ |
وران عليـه فـوق البعْـدِ بُعْـدُ |
فما في الحبِّ حين يثـورُ جُبـنٌ |
وما في الحبّ حين يثور رُشْـدُ |
وحين يثـور كالبركـان يومـا |
ًفكيـف جفـون ثورتـه تُــرَدُّ |
وحين يثـور ُ كالزلـزال يومـاً |
فهلْ للعنفِ فـي الزلـزال صَـدُّ |
أيا بنت الرياض وليـس فيهـا |
سواكِ بذكره المعطـار أشـدو |
وما فيها سـواكِ لهـا القوافـي |
تروح بشوقي المضنـيّ وتغـدو |
وحيث لمحت من ذكراكِ عطـرا |
ًلكـلِّ مطالـع الأشعـار أحـدو |
يَمُرُّ غـدٍ وفـي شفتيـه وعـدٌ |
ولم ينجز علـى شفتيـهِ وَعْـدُ |
فهل وقوافـل الأشـواق ذابـت |
سيدنو من غَدِ المشتـاق قَصْـدُ؟ |
أيا بنـت الرياض وأي حسـنٍ |
له في مهجـة الصحـراء مَجْـدُ |
فمدي من شـذاك الحلـو ظـلاً |
تـذوب لـه الرمـال إذا يُـمَـدُّ |
ومدي مـن سنـاكِ إلـيّ سيفـاً |
لهُ مـن قلبـي الملهـوف غِمْـدُ |
إذا مـا مـزْقَ الأغمـاد حَــدٌّ |
فمن قلبـي سيلقـى الثلم حَـدُّ |