أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: زائر آخر الليل : الحلقة الثانية ..

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 52
    المواضيع : 14
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    Exclamation زائر آخر الليل : الحلقة الثانية ..

    رابط الحلقة الأولى :
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=17027

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    " نشرة الأخبار من قناة ( الجزيرة ) .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
    أعلن سماحة الشيخ ( ..... ) الأمين العام السابق لحزب الله و القائد العام الحالى للجيش الاتحادى اللبنانى أن الصواريخ اللبنانية قادرة على الوصول الى العاصمة الاسرائيلية ( القاهاراة ) .. و جاء ذلك فى مجمل رده على تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلى بقصف ( بيروت ) اذا لم تتم اعادة الفرقة العسكرية الاسرائيلية التى تم أسرها منذ عدة أيام .. " ..
    قطع .. ثم يظهر على الشاشة تسجيل مصور لسماحة القائد العام و هو يقول بمنتهى الهدوء و الثقة :
    - " و أقول لرئيس الوزراء الاسرائيلى الغاضب هدئ من روعك ، و انظر حولك ، و فكر جيدا قبل أن تخرف بكلام فارغ لا قدرة لك على تنفيذه .. نحن لم نعد كما كنّا فى الماضى، و تعلمنا الدرس جيدا من تجاربنا السابقة معكم .. سماء ( بيروت ) لم تعد مفتوحة كما كانت سابقا ، و دعنى أقل لك أن أى طائرة اسرائيلية ستخترق مجالنا الجوى لن تغادره ، و ذلك بفضل الله تعالى و من بعده قوة نظام دفاعنا الجوى المتطور ..
    و فى المقابل فان طائراتنا و صواريخنا قادرة على ضرب العمق الاسرائيلى ، بل و على هدم عاصمتكم ( القاهاراة ) فوق رؤوس قاطنيها .. " ..
    قطع ثم تظهر المذيعة مرة أخرى لتقول :
    - " ورد الينا الآن نبأ عاجل من العاصمة المصرية ( الاسكندرية ) ... فى تمام الساعة الرابعة و النصف صباحا بتوقيت ( مكة المكرمة ) انطلقت صافرات الانذار من القصر الملكى الذى يقطنه ملك ( مصر المحروسة ) ..
    و معنا الآن على الهاتف ( حسين عبد الغنى ) مدير مكتبنا فى ( الاسكندرية ) ... ( حسين ) .. هل تسمعنى ..؟.."..
    تظهر على الشاشة صورة ثابتة ل ( حسين عبد الغنى ) ، و يسمع صوته ممتزجا ببعض الشوشرة الاستاتيكية و بأصوات هدير قريبة لأمواج البحر :
    - " نعم أسمعك ( فيروز ) .. "
    - ما الموضوع بالضبط ( حسين ) ..؟.. "
    - لا نعلم بالضبط ما الذى حدث ( فيروز ) .. منذ دقائق دوت صافرات الانذار صادرة من القصر الملكى للمرة الأولى منذ انشائه ، و هرع طاقم ( الجزيرة ) على الفور الى الساحل المصرى الشمالى على مسافة مأمونة تسمح برصد القصر الملكى دون الوقوع فى مرمى نيرانه .. "
    يظهر على الشاشة بث مباشر لصورة القصر الملكى القابع على تلك الجزيرة فى قلب البحر ، و قد أضيئت أضوائه الكاشفة و راحت تدور بجنون فى كل الاتجاهات ، فى حين تعوى صافرات الانذار بلا انقطاع ..
    - و ماذا وجدتم ( حسين ) ..؟..
    تدور الكاميرا لتواجه المراسل الذى قال :
    - الأمر غامض حقا ( فيروز ) ، فالمعروف أن القصر الملكى محاط بأسيجة أمنية و نظم حماية و دفاع فى غاية التطور ، و لم يحدث منذ انشائه أن تعرض لخطر ما يستدعى لانطلاق صافرات الانذار على هذا النحو و ..
    - هل تعتقد ( حسين ) أن القصر تعرض لهجوم خارجى ..؟..
    - من الغير وارد وقوع مثل هذا الهجوم ( فيروز ) و بخاصة بعد الضربة القاصمة التى تلقتها قوات المعارضة المصرية منذ ما يقرب من العام .. دعك أيضا من أن القصر مصمم لصد هجوم برى و بحرى و جوى عنيف من جميع الاتجاهات ..
    - و ماذا عن هجوم من الداخل ..؟..
    - أكثر استحالة نظرا للأسباب السابقة و للنظم الدقيقة التى تخضع لها عملية اختيار العاملين بالقصر و ... لحظة .. نلاحظ الآن ( فيروز ) اقلاع طائرة ما أظنها الطائرة الملكية رقم واحد ..
    تعود الكاميرا لترصد القصر البعيد فى ضوء النهار الرضيع ، و تبدو الطائرة بالفعل محلقة مبتعدة جهة الشمال ، فى حين استطرد المراسل :
    - اقلاع الطائرة الملكية رقم واحد الخاصة بتنقلات الملك المصرى له دلالات خطيرة بعد انطلاق صافرات الانذار ( فيروز ) اذ يعنى أن جلالة الملك أو أفراد عائلته تعرضوا لخطر ما اضطرهم الى مغادرة القصر فى مثل هذا التوقيت المبكر من اليوم ..
    - خطر مثل ماذا ..؟..
    - لا أعلم حقيقة ( فيروز ) و لا أحد يعلم .. بالواقع – و فى ظل سياسة التعتيم الاعلامى التى تنتهجها الدوائر الملكية فى كل ما يخص شئون الملك المصرى و عائلته – ليس أمامنا الا انتظار تصريحات المتحدث باسم القصر الملكى حول هذا الحادث ..
    - ( حسين عبد الغنى ) مدير مكتبنا فى ( الاسكندرية ) .. شكرا جزيلا ، و فى انتظار ما توافينا به من أخبار ...
    هذا و نعيد لسيادتكم سرد النبأ العاجل حيث أنه فى تمام الساعة ....الخ ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    - " أويت الى فراشى بعد منتصف الليل بقليل .. كنت مشغول الذهن جدا بالحرب الموشكة على الاندلاع بين ( لبنان المتحدة ) و ( اسرائيل الكبرى ) .. "
    المكان : كابينة جلالة الملك فى الغواصة الملكية ( القوة البحرية - 1 ) .. على عمق 20 مترا تحت سطح البحر المتوسط و على بعد 10 أميال من الساحل المصرى ..
    - " رغما عنى غرقت فى النوم العميق .. "
    الزمان : الساعة السادسة من صباح نفس اليوم ..
    - " لا أذكر متى حدث هذا بالضبط ، و لكننى استيقظت من نومى غارقا فى العرق برغم التكييف .. تقلبت فى فراشى محاولا الوصول الى وضع أكثر راحة للنوم .. و هنا أحسست أن شيئا ما فى الغرفة ليس على مايرام .. " ..
    تتسع عيون الحاضرين فى مزيج من الرهبة و التوجس و الترقب و الفضول ..
    - " كانت النافذة العريضة المطلة على الحديقة فى مواجهتى مباشرة ، و ضوء القمر الفضى يتسلل عبرها مضيئا ظلام الغرفة – تعلمون أننى أطفئ أضواء جميع المصابيح لأتمكن من النوم - .. كان المشهد عاديا جدا ، و كدت أغمض عينىّ و أستكمل نومى ، عندما لمحت ظلا يعبر أمام النافذة .."
    سرى توتر عنيف فى المكان ، و ندت شهقة خافتة من جلالة الملكة ، و شحذ الميجور ( ستيفن ) انتباهه و تركيزه أكثر ، فى حين لم يتخل ولىّ العهد سمو الأمير ( المحروس : كمال ) عن قناع البرود الذى كسا ملامحه و هو يستمع الى والده جلالة الملك الذى تابع بصوت مرتجف و حروف مرتعشة :
    - لأول وهلة لم أستوعب ما رأيته .. و عندما استوعبت ظننت أننى أحلم .. نهضت مفزوعا ، و أسرعت أضئ ( الأباجورة ) المجاورة لفراشى .. و هنا رأيته ..
    قالها و تلاحقت أنفاسه مع تصاعد انفعاله ، فأسرع طبيبه الخاص يحقنه بمهدئ خاص ، فى حين ربتت المدام – جلالة الملكة – على كتفه فى حنان واضح الافتعال و صبت له كأسا من مشروبه المفضل تجرعه دفعة واحدة .. و بينما ظل ( ستيف ) صامتا برغم الفضول الذى ينهشه ، قال الأمير ( كمال ) بلهجة نافدة الصبر :
    - رأيت ماذا ..؟
    نظر اليه الطبيب نظرة معاتبة ، فى حين قالت الملكة :
    - اصبر قليلا يا ( كيمو ) .. ألا تر أن أعصاب " بابى " منهارة ..؟
    نظر اليها ( كمال ) نظرة حادة جاوبتها هى بنظرة أشد حدة ، و لم تغب هذه النظرات المتبادلة عن عينى ( ستيفن ) المدربتين ، و عينى الدكتور ( أبو العزم ) – رئيس الديوان الملكى – المخضرمتين .. و ظل كلاهما – ( جيلر ) و ( أبو العزم ) – صامتين و كأنهما لم يلاحظا شيئا ، بينما لم يلحظ الملك أى شئ من كل هذا بالفعل ، و تابع بصوت مختنق :
    - كان رجلا متوسط القامة رث الثياب .. و كان يتحرك فى الغرفة ببساطة و كأنه لا يشعر بى .. دب الرعب فى قلبى ، و صحت به : " من أنت ..؟.. " .. و هنا التفت الىّ ..
    و عادت أنفاسه تتلاحق ، فعاجلته الملكة ب " المنكر " ليتجرعه ثم يستطرد :
    - كان شخصا غريب الملامح ، و كانت على وجهه علامات ضرب مبرح ، و كأنه تلقى لتوه " علقة ساخنة " .. نظر الى ّ نظرة جمدتنى فى مكانى بمزيج من الشراسة و الغضب و الاتهام ، فصحت به فى هلع مكررا : " من أنت ..؟.. و كيف وصلت الى هنا ..؟.. " و هنا تكلم بصوت عميق و كأنه آت من قبر قديم ..
    صاح الأمير و الملكة بصوت واحد :
    - ماذا قال ..؟..
    - ( فى هلع متزايد ) : قال " أنا واحد من رعاياك يا جلالة الملك ..".. اعتدلت جالسا و صحت به " كيف وصلت الى هنا ..؟.. و ماذا تريد ..؟" أجاب " وصلت الى هنا بطريقتى الخاصة .. أما ما أريده منك فهو القصاص .."
    ضاقت حدقتا ( جيلر ) و هو يستمع :
    - سألته " أى قصاص ..؟" جلس على مقعد و بدأ يتكلم ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    " محسوبك ( ربيع ) .. ( ربيع عبد الدايم ) .. أجدع أسطى نقاش فى ( الابراهيمية ) .. أسكن فى بدروم فى ( عزبة أولاد علام ) .. ورثت حرفتى عن أبى الذى ورثها بدوره عن أبيه .. أعمل فى هذا ( الكار ) منذ كنت فى السادسة من عمرى .. متزوج و أعول خمسة أطفال ..
    ترانى أستيقظ يوميا مع أذان الفجر .. .. أؤدى الصلاة .. أتناول افطارا من الفول المحبش تعده زوجتى " بحرفنة " .. أنطلق الى عملى .. ينتظرنى ( الصبيان ) على ناصية الحارة و النعاس يملأ عيونهم .. نستقل ( الميكروباس ) الى موقع العمل ( شقة / مكتب / محل / .. الخ ) .. هناك نستبدل ثيابنا بثياب العمل الملطخة ببقع المعجون .. نعد دورا من الشاى الثقيل بواسطة سخان كهربى عتيق نتركه دوما فى الموقع .. ثم نبدأ العمل ..
    تمر الساعات ببطء .. أتشاغل عنها بمحاولات اتقان العمل .. من آن لآخر أصرخ فى أحد الصبيان أن " الوش ده تعبان .." و " ستّر المعجون كويس ياله .." و " ة الله ان ما اتعدلت لأطين عيشة اللى خلّفوك " .. الخ ..
    مع أذان العصر نبدأ فى تجميع حاجياتنا .. نستبدل ملابسنا .. نغادر موقع العمل .. نعود الى ( عزبة أولاد علام ) .. أجد الأطفال عادوا من مدارسهم و قد ملأوا البيت ضجيجا .. ما أن يرونى حتى يتوقفوا فورا عن " الشيطنة " .. أتناول طعام الغداء مع زوجتى .. آخذ حمّاما منعشا ، و أنام قليلا .. بعد صلاة العشاء أجلس قليلا على المقهى القريب لأدخن بعض المعسل قبل أن أرد عائدا الى بيتى لأغيب فى نعاس عميق ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    - ما شأنى أنا بكل هذا .. ؟.. ماذا تريد منى ..؟..
    - الصبر يا جلالة الملك .. الصبر ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    " فى هذا اليوم المشئوم .. كنت على وشك الانتهاء من تشطيب شقة أحد المدرسين .. رحت أمر ب ( الرولة ) على بعض المناطق رديئة الدهان من الأبواب عندما دلف الى الشقة مالكها ، و كان بصحبته شاب أدركت من النظرة الأولى أنه ضابط شرطة برغم ملابسه المدنية .. الجسم الممشوق .. العضلات المفتولة .. و قبل أى شئ تلك النظرة التى تفيض بالغرور و الخيلاء .. ألقيا علىّالتحية فرددت بأحسن منها ، راح المالك يطلع صديقه الضابط على الشقة ، و أثنى بشدة على براعتى و أمانتى " لسطى ( ربيع ) ايده تتلف ف حرير .. و ماشاء الله مابيفوتهوش فرض .."..
    ثم : " سيادة النقيب ( مجدى الدسوقى ) عايزك ف شغلانة كده يا اسطى ( ربيع ) .."..
    - أنا تحت أمر الباشا ..
    و هكذا تجدنى بعد عدة أيام من هذا اللقاء أعمل بمعاونة ثلاثة من صبيانى فى تشطيب شقة ( مجدى ) باشا المطلة على البحر.. فى الواقع كنت أعمل ، و الدماء تغلى فى عروقى غضبا .. أنا يا جلالة الملك رجل حار الدماء و أكره أن يجبرنى أحد على فعل ما لا أريد .. لذا فلا تتوقع منى أن أكون سعيدا بهذه العملية التى ضغط علىّ ( الباشا ) لاتمامها ( بتراب الفلوس ) مستغلا مركزه ..
    كانت عملية بغيضة حقا الى نفسى ، و لكننى " عصرت على نفسى لمونة " و اجتهدت لاتمام عملى على خير مايرام .. و لكن ..
    - اللون ده مش عاجبنى يا ( مجدى ) .. بيئة أوى ..
    - و ماله يا حبيبتى .. اختارى اللون اللى يعجبك ، و احنا ندهن بيه ..
    - ايه رأيك فى البيستاج ..؟..
    - هه ..؟..
    - البيستاج يا حبيبى .. معقول مش عارفه ..؟..
    - أأأ .. بصى .. أنا هاجيبلك النقاش و انت قوليله ع اللى انت عايزاه .. يا معلم ( ربيع ) ..
    كانت أوقاتا صعبة قضيتها محاولا التوصل الى هذا اللون البس .. بس .. لا أذكر .. المهم أنه بعد محاولات مضنية تمكنت من تركيب اللون – قمت بتركيبه على يدى لأن ( الباشا ) " استغلى " ثمن الدهان المصنوع بواسطة الكمبيوتر – و قمت بدهان فراغات الشقة من هذا اللون و ..
    - لا لا لا لا .. مش هو اللون اللى فى دماغى ..
    - يا هانم ما هو كان عاجب حضرتك امبارح و قولتيلى " الله ينور .. " ..
    - الله .. و دلوقتى مش عاجبنى .. انت هاتلونلى شقتى على كيفك .. ؟ ..
    - يا هانم دى خامس مرة أدهن الشقة كلها .. هو أنا ماعنديش غير الشغلانة دى ..؟..
    - أيوه .. تدهنها مرة سادسة و سابعة و عاشرة كمان .. انت مش قابض فلوس ..؟..
    - فلوس ايه بس يا هانم..؟.. طب وعزة جلال الله العملية دى واقعة عليا بالخسارة ..
    - انت باين عليك راجل لبط و ملاوع .. بص بقى ..
    - ( مقاطعا ) : مفيش داعى للغلط يا ست هانم .. و اذا كان ع الشغلانة مش عايزها .. و ربنا يعوض عليا ف بقية حقى ..
    - ( بصراخ غاضب ) : و الله لأخلى ( مجدى ) يعرّفك شغلك يا حرامى ..
    - ( بغضب ) : حرامى ..؟.. ع العموم الله يسامحك يا بنت الاصول .. سلام عليكم ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    الليلة ليلة ( الجمعة ) ..
    أعود من المقهى حوالى الحادية عشر مساء .. أدلف الى المنزل بهدوء .. الصالة مظلمة .. ادلف الى غرفة النوم الوحيدة بالبيت .. أجد ( احسان ) – زوجتى – جالسة بمفردها على الفراش ترتب و تصنف الثياب المغسولة التى جمعتها من على حبل الغسيل بعد جفافها .. أحييها و أسألها :
    - أمال العيال فين ..؟..
    - ( بابتسامة ) : بايتين الليلة عند ستهم ..
    - عفارم عليك يا ( ام سليمان ) ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    الثالثة و الربع بعد منتصف الليل ..
    طرقات عنيفة على الباب .. هزّات من يد زوجتى المذعورة توقظنى .. الباب المتهالك ينهار بسرعة تحت وطأة الضربات .. أهب مفزوعا من نومى .. أسمع وقع أقدام تقترب .. أرى فى ضوء اللمبة ( السهّارى ) الخافت عدة أشباح تقتحم الغرفة .. تصرخ زوجتى و تسحب الملاءة لتستر جسدها .. أنهض صارخا :
    - انتوا مين .. ؟ .. و عايزين ايه ..؟ ..
    تجيبنى ضربة مزلزلة من كعب بندقية تهوى على فكى و تسقطنى أرضا لأتلقى ركلة عنيفة بين فخذىّ ، و أسمع صوتا غليظا يقول :
    - انت ( ربيع عبد الدايم ) ..؟..
    - ( بصوت مختنق من فرط الألم ) : أيوه أنا ..
    - قوم معانا يا بن الكلب .. ( ثم لزوجتى التى لم تتوقف عن الصراخ ) : اخرسى يا ولية يا ( ..... ) ..
    أحاول النهوض بصعوبة و أنا أقول متضرعا :
    - يا باشا طب أعرف بس أنا عملت ايه ..
    - انت هاتتسامر معايا يا بن ال ( ..... ) .. ( ثم لرجاله ) : هاتووه ..
    لا داعى لأن أشنّف أذنيك الشريفتين يا جلالة الملك بتفاصيل جرّى و سحلى بعد تغطية عينىّ بعصابة سميكة حتى مكتب حضرة الضابط ( الذى لا أذكر اسمه ) فى ادارة الأمن الداخلى .. لم أره .. فقط سمعت صوته الهادئ يسألنى :
    - انت قلتلى بتشتغل ليه يا ( ربيع ) ..؟..
    كانت الآلام لا تطاق ، و لكننى تماسكت و رفعت صوتى مجيبا :
    - نقّاش يا باشا ..؟..
    لحظات صمت قصيرة ثم :
    - قوللى يا ( ربيع ) .. انت بتروح تصلى ف جماعة ..؟..
    - ( بغباء ) : يعنى ايه يا باشا .. ؟ .. مش فاهم ..
    - تصلى ف جماعة يعنى تيجى ساعة الأذان تقابل مجموعة من الناس ف مكان اسمه المسجد و تقفوا صفوف ورا الامام و تصلوا جماعة مع بعض .. ماحكالاكش أبوك كانوا بيصلوا جماعة ازاى زمان ..؟..
    - لا و الله يا باشا أنا أول مرة أسمع عن الصلاة بالطريقة دى .. و لا عن المكان اللى اسمه مس .. مسجد ده يا باشا ..
    - التقارير اللى معايا بتقول انك بتروح بصفة دورية كل يوم جمعة تصلّى الضهر مع جماعة ف مسجد سرى ف ( العامرية ) .. وده مخالف للقانون الملكى رقم ( 7 ) اللى بينص على اغلاق جميع المساجد فى المملكة المحروسة و حظر اقامة أى صلاة فى جماعة حرصا على الأمن العام و منعا لاثارة القلاقل و الشغب ..
    - مظلوم و الله يا باشا .. أنا و عزة جلال الله عمرى ما رحت مسجد و لا صليت ف جماعة قبل كده ..
    - التقارير بتاعتنا مابتكدبش و ..
    ترررررررر .. التقط سمّاعة الهاتف .. ثم :
    - بااشااا .. أيوه يا سيدى .. أهو ملقح قدامى زى الكلب .. مااشى .. مااااشى .. خلاص بقى يا ( ابو الأمجاد ) ماتخوتنيش .. هاربيهولك .. ياللا .. سلام يا غالى ..
    و وجه كلامه الىّ :
    - شوف بقى ياله .. أنا مش فاضيلك .. بتصلى ف جماعة يعنى بتصلى ف جماعة .. مفهوم يا روح أمك .. ؟ ..
    - يا باشا بس ..
    - و لا كلمة .. ياللا علشان تمضى ع المحضر ..
    - أمضى ازاى يا باشا .. دا أنا مظلوم و ربنا ..
    - ( يصرخ ) : امضى يا بن الكلب ..
    - أمضى يا باشا على حاجة ما عملتهاش ..؟..
    - أوووه .. يا ( فرج ) ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    أصرخ .. أصرخ ... أصرخ ...
    مذاق الدم الصدئ يملأ فمى ...
    أحاول أن أقاوم بكل قوتى ، و لكن بلا جدوى ... عندما يتكالب خمسة أشخاص " حلاليف " على جسدك و يحكمون تكبيلك ، صدقنى يا جلالة الملك أية مقاومة ستكون بلا جدوى ...
    أنا الآن ملقى على أرضية الزنزانة مكبل الحركة تماما .. حذاء أحدهم يلتصق بخدى و يضغط عليه بقوة .. وجهى صار ملتصقا بأرضية الزنزانة المبتلة القذرة التى تفوح منها رائحة البول ...
    أقاوم .. أقاوم ..
    و لاجدوى ..
    ثم يأتى ( فرج ) ...
    تسألنى سموّك كيف عرفت ، و أقول لك أننى سمعت من بين الضحكات الماجنة من يرحب به و " أهلا يا عريس " .. " عروستك مستنيّاك على نار .. " .. " ابسط يا سيدى .. العروسة الليلة فرعة " ..
    أرتجف من فرط الرعب عندما أفهم ..
    أقاوم .. أقاوم ..
    أشعر بأيدى تنزع عنى سروالى و تمزق ملابسى ..
    أقاوم .. أقاوم .. أقاوم .. لاجدوى ..
    اذن لم يتبق لدىّ الا الصراخ ..
    أصرخ ..
    أصرخ ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    جزء من المحضر الرسمى الخاص بالقضية :
    " و عليه ، فقد اعترف المتهم ( ربيع عبد الدايم ) – رقم قومى ( ....... ) بالتهم المنسوبة اليه الواردة فى المحضر عاليه ، و بناء على ذلك حكمت أنا المقدم ( ...... ) الضابط رقم ( ..... ) بادارة الأمن الداخلى استنادا الى صفتى القضائية التى تمنحنى اياها وظيفتى بحكم مواد الدستور الملكى أرقام ( .. ) و ( .. ) .. حكمت على المتهم بالسجن لمدة 5 سنوات و ذلك لمخالفته الأمر الملكى رقم ( 7 ) .. و يبدأ تنفيذ الحكم فى ساعته و تاريخه ..
    الملك .. الأمير .. الله ..
    مقدم / ( ....... ) "

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    - المرور بمثل هذه التجربة يا جلالة الملك يعد نقطة فاصلة فى حياة المرء .. ماقبلها يختلف عمّا بعدها .. قبلها كنت رجل حار الدماء ( سبع ) كما يقولون .. أعمل و أكسب بشرف .. " اللى يكلمنى أحط صوابعى ف عينيه " .. أما بعدها .. ( يتهانف صوته ) .. بعدها لم أعد كما كنت .. تحوّلت الى نفاية بشرية .. انكسرت عينى .. و فى السجن صرت ألعوبة .. دورة مياة بشرية ..
    و خلال سنوات السجن كان سؤال ملح يؤرقنى : من فعل بى هذا ..؟.. من الذى مسخ روحى و حوّلنى الى نفاية بشرية ..؟.. ما رأى جلالتك يا سمو الملك ..؟..
    - لا تحمل الأمور أكثر مما تستحق .. اذا كنت مظلوما كما تدّعى ، فلابد أنه خطأ فى التحريات .. و هذا أمر وارد ، و مشروع اذا نظرت الى عظمة الغاية من وراء هذه التحريات ..
    - و ما هى هذه الغاية ..؟..
    - أمن المملكة و سلامتها ..
    - أمن المملكة و سلامتها من أمن و سلامة مواطنيها ، لا ينفصلان .. هذا بالطبع اذا افترضنا أن المشكلة هى مجرد خطأ فى التحريات ..
    - ماذا تقصد ..؟..
    - جلالتك كلك نظر ..
    - ( بنفاد صبر ) : تريد أن تقول أن ضابط الأمن الداخلى نكّل بك لارضاء زميله .. حسنا .. ما شأنى أنا بذلك ...؟..
    - ( بابتسامة غريبة ) : ما شأنك ..؟.. سأقول لك .. فقط أخبرنى : من الذى سمح لمثل هذين الضابطين بظلم الناس دون مساءلة ..؟..
    - ( بتوتر ) : مدير الأمن الداخلى ، فهو رئيسهما المباشر ..
    - و من الذى أطلق يد مدير الأمن الداخلى ليظلم الناس و ينتهك أعراضهم بهذه البشاعة ..؟..
    - ( بتوجس ) : أأأأ ... مستشار الأمن الداخلى .. انه رئيسه المباشر .. أعدك أن ...
    - ( مقاطعا ) : و من الذى اختار هذا الوحش ليحتل منصب المستشارية ..؟ ..
    - ( بحدة ) : أنا الذى اخترته ..
    - وصلنا الى بيت القصيد .. اذن جلالتك تعترف بمسئوليتك عن اختيار مستشار الأمن الداخلى و ابقائه فى منصبه لعقدين كاملين من الزمن برغم تورطه فى الكثير من الجرائم ضد المعتقلين و المعارضين داخل السجون و خارجها ، و برغم فشله فى منع العديد من التفجيرات الارهابية التى حدثت فى عهده و قتلت مئات الأشخاص ..؟..
    - ( بغضب ) : أعترف ..؟.. هل جننت ..؟.. هل نسيت أنك فى حضرة ملك البلاد فرعون المملكة المصرية ..؟.. انها مملكتى أيها الوضيع .. أحكمها كما أشاء .. أعين من أريد ، و أقيل من أريد ..
    - و مصلحة المملكة ..؟..
    - أنا المملكة و المملكة أنا .. و ما أريكم الا سبيل الرشاد .. أنتم شعب قاصر جاهل كقطيع أغنام يحتاج للراعى .. أنتم ملكى .. و بدونى لن تعيشوا لحظة واحدة .. ( يستدرك ) .. ثم .. كيف تجرؤ على مناقشتى و محاسبتى ..؟.. أنا فرعون ( مصر ) .. لا أحد يحاسبنى ..
    - ( ينهض و يدفعه بيده فى غلظة ليسقطه أرضا ) : هنا و الآن لسنا ملك و عبد .. نحن ظالم و مظلوم .. و سأعرف كيف أقتص منك ...
    - ( فى فزع ) : كيف ..؟..
    - ( يتجه نحوه ) : الجزاء من جنس العمل ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    كنت واقعا على الأرض اثر دفعته ، تتضارب بداخلى مشاعر الصدمة و الذهول و الفزع و الغضب .. و فى اللحظة التالية فوجئت به – بالرغم من ضعف بنيته الظاهر – يرفعنى من ملابسى و يهوى على وجهى بصفعتين مزلزلتين أدارا رأسى فصرخت بصوت واهن :
    - النجدة ..
    ثم طوح بى بقوة ، فوجدت نفسى أطير لأسقط على طرف الفراش .. و شعرت بدوار عنيف ينتابنى و بأننى سأفقد الوعى .. و فى اللحظة التالية أحسست بحركته العنيفة و هو يجذب سروالى و يجثم علىّ .. حاولت أن أقاومه ، و لكن مقاومتى جاءت ضعيفة للغاية ، فرحت أصرخ ، و من بين صرخاتى المشروخة شعرت بفمه يلامس أذنى ، و سمعته يهمس بصوت بشع :
    - ذق الآن بعض من أفضالك على شعبك ..
    رحت أتملص محاولا الهرب ، حتى تحسست أصابعى زر الانذار المثبت جوار الفراش ،فضغطته بما تبقى لى من قوة ، و ظللت أصرخ .. أصرخ .. حتى غبت عن الوعى ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    - نهاية الحلقة الثانية -

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    الأخ الفاضل الأديب / شريف ثابت
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    في الجزء الثاني نجحت في رسم صورة استشرافية للمستقبل ، وما يمكن أن يكون عليه من تمكن الكيان الصهيوني من تحقيق حلمه ( من النيل إلى الفرات ) مع تحول الجمهورية ال.... إلى مملكة ( وهذا نحن في الطريق إليه بالفعل ) مع تقلص المساحة لتكون من غرب النيل و
    " الإسكنرية " عاصمتها ، وفي نفس الوقت تقوى حركة لمقاومة لـ "حزب الله "وتكون هي القوة الوحيدة في مواجهة اسرائيل ، وكل هذا جائز حدوثه بشكل أو بآخر ، وإن كان الصهاينة لن يسمون عاصمتهم بـ " القاهراة " بل سيلجأون إلى اسم قديم ينتمي إلى تاريخهم ولغتهم .
    التخلي عن الدين طوعاً أو كرهاً كما ظهر في حوار المحقق وردود المتهم " بأنه لم يسمع عن ما يسمى بصلاة الجماعة ، والمسجد ، و...إلخ " كل هذا يحمل دلالات خطيرة عما سيكون عليه الحال.
    استخدمت اسلوب يقترب كثيراً من أسلوب سيناريو عمل درامي اكثر منه رواية وخاصة مع الا كثار من الحوار العامي ، وكذلك بعض التفاصيل ، وأرى هنا ان تحاول صبغ العمل صبغة أدبية لا صبغة درامية .
    استخدمت " فرج" الشهيرة من فيلم الكرنك ، ودلالاتها معروفة للجميع ثم أتبعتها " بالعريس والعروسة " وكان هذا كافياً للتعبير عن ما أردت أما التفاصيل " السروال وما بعده" فهو مباشرة غير مستحبة هنا فالتلميح هنا أفضل من التصريح ، وكذلك " دورة مياه بشرية" ، وقبل هذا عند القاء القبض على النقاش كان يمكن الاستغناء عن كثير من التفاصيل والحوار، واستبدالهم بسرد عادي فما أتى بعده يفسره .
    غير متصور أن يحكي ملك أمام زوجته وأبنائه وغيرهم عن انتهاك جسدي تعرض له وبالتفصيل كما جرى !!!
    هذه بعض ملاحظاتي وأرجو ألا تزعجك ..
    وفي المجمل فتطور الموضوع واضح وزاوية الرؤية تتسع تدريجياً لنعرف أكثر ، وإن كنت أنتظر تسارع أكبر في الأحداث وبشكل أعم .

    تقبل تقديري واحترامي .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب شريف ثابت

    ما زلت اتابع رواية "زائر آخر الليل" , ولعلني ابدأ بتسجيل اعجابي بك , بقيادتك للنص , بهذا الزخم , وهذه الحرفية المشوّقة , معتمدا على خيال خصب , وربما لااتوافق معك , في الرؤية المستقبلية , التي تطرحها , وكما اشرت سابقا , انا لااتوافق معك , بتعيين الاسماء والامكنة , بشكل مباشر , ولكن اعجابي بك , بقي اقوى من الملاحظات , وقد سرتني مداخلة الاخ الفاضل الاديب القاص حسام القاضي , فقد تدخل في التفاصيل بحرفية , من اجل الارتقاء بالعمل , ومداخلته هذه , فتحت امامي نافذة اوسع لرؤية العمل , والقراءة بشكل اكثر دقة, وتقويم الفنيات المستخدمة , وعلى الرغم من توافقي مع مجمل ملاحظاته , ولكنني قد لااتوافق معه , في ان العمل خرج احيانا , من الشكل الدرامي , الى الشكل الادبي .
    تقبل محبتي وتقديري

    اخوكم
    السمان

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 52
    المواضيع : 14
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل الأديب / شريف ثابت
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في الجزء الثاني نجحت في رسم صورة استشرافية للمستقبل ، وما يمكن أن يكون عليه من تمكن الكيان الصهيوني من تحقيق حلمه ( من النيل إلى الفرات ) مع تحول الجمهورية ال.... إلى مملكة ( وهذا نحن في الطريق إليه بالفعل ) مع تقلص المساحة لتكون من غرب النيل و
    " الإسكنرية " عاصمتها ، وفي نفس الوقت تقوى حركة لمقاومة لـ "حزب الله "وتكون هي القوة الوحيدة في مواجهة اسرائيل ، وكل هذا جائز حدوثه بشكل أو بآخر ، وإن كان الصهاينة لن يسمون عاصمتهم بـ " القاهراة " بل سيلجأون إلى اسم قديم ينتمي إلى تاريخهم ولغتهم .
    التخلي عن الدين طوعاً أو كرهاً كما ظهر في حوار المحقق وردود المتهم " بأنه لم يسمع عن ما يسمى بصلاة الجماعة ، والمسجد ، و...إلخ " كل هذا يحمل دلالات خطيرة عما سيكون عليه الحال.
    استخدمت اسلوب يقترب كثيراً من أسلوب سيناريو عمل درامي اكثر منه رواية وخاصة مع الا كثار من الحوار العامي ، وكذلك بعض التفاصيل ، وأرى هنا ان تحاول صبغ العمل صبغة أدبية لا صبغة درامية .
    استخدمت " فرج" الشهيرة من فيلم الكرنك ، ودلالاتها معروفة للجميع ثم أتبعتها " بالعريس والعروسة " وكان هذا كافياً للتعبير عن ما أردت أما التفاصيل " السروال وما بعده" فهو مباشرة غير مستحبة هنا فالتلميح هنا أفضل من التصريح ، وكذلك " دورة مياه بشرية" ، وقبل هذا عند القاء القبض على النقاش كان يمكن الاستغناء عن كثير من التفاصيل والحوار، واستبدالهم بسرد عادي فما أتى بعده يفسره .
    غير متصور أن يحكي ملك أمام زوجته وأبنائه وغيرهم عن انتهاك جسدي تعرض له وبالتفصيل كما جرى !!!
    هذه بعض ملاحظاتي وأرجو ألا تزعجك ..
    وفي المجمل فتطور الموضوع واضح وزاوية الرؤية تتسع تدريجياً لنعرف أكثر ، وإن كنت أنتظر تسارع أكبر في الأحداث وبشكل أعم .
    تقبل تقديري واحترامي .
    أستاذى الفاضل / السيد : حسام القاضى ..
    و عليك السلام و رحمة الله و بركاته ..
    أتفق مع حضرتك أن النص عديد الثغرات ، و للصراحة لم تكن بى رغبة فى الاستمرار فى كتابته لأننى شعرت أن موضوعه أكبر من قدرتى على تجميع و تركيب تفاصيله ، و لكن الحاح الكثير من أصدقائى و اعجابى بفكرته الرئيسية - لم تتضح أبعادها بالكامل حتى الآن - دفعانى لاستكماله ، و يعلم الله ما أبذله من جهد فى سبيل ذلك ..
    قد أكون أقترب لاشعوريا من اسلوب الكتابة الدرامية ربما لشغفى بها .. أما بخصوص الحوار العامى ، فاستخدامه هنا لتمييز " الفلاش باك " و لتوضيح مدى ضحالة ثقافة و لغة المطحونين من الشعب ..
    سأحاول ان شاء الله استخدام الأساليب الغير مباشرة فى الوصف ، و الابتعاد قدر الامكان عن الأساليب المباشرة .. و بالنسبة لنقطة رواية الملك لخاصته عن تفاصيل تعرضه للتحرش ، فالسرد المفصل هنا جاء كنوع من " الفلاش باك " لنقل القارئ مباشرة الى قلب الحدث ، و ليس من الضرورى أن تكون رواية الملك على نفس الدرجة من الصراحة و الوضوح ..
    ختاما ملحوظات حضرتك سيدى الفاضل تسعدنى جدا لأنها سبيلى لتطوير أدائى و العثور على ثغراتى لذا فأتعشم دوما فى المزيد منها ..
    جزاك الله خيرا يا أستاذ ( حسام ) ، و ان شاء الله سأحاول أن يكون القادم أفضل ..
    و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ..

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 52
    المواضيع : 14
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب شريف ثابت
    ما زلت اتابع رواية "زائر آخر الليل" , ولعلني ابدأ بتسجيل اعجابي بك , بقيادتك للنص , بهذا الزخم , وهذه الحرفية المشوّقة , معتمدا على خيال خصب , وربما لااتوافق معك , في الرؤية المستقبلية , التي تطرحها , وكما اشرت سابقا , انا لااتوافق معك , بتعيين الاسماء والامكنة , بشكل مباشر , ولكن اعجابي بك , بقي اقوى من الملاحظات , وقد سرتني مداخلة الاخ الفاضل الاديب القاص حسام القاضي , فقد تدخل في التفاصيل بحرفية , من اجل الارتقاء بالعمل , ومداخلته هذه , فتحت امامي نافذة اوسع لرؤية العمل , والقراءة بشكل اكثر دقة, وتقويم الفنيات المستخدمة , وعلى الرغم من توافقي مع مجمل ملاحظاته , ولكنني قد لااتوافق معه , في ان العمل خرج احيانا , من الشكل الدرامي , الى الشكل الادبي .
    تقبل محبتي وتقديري
    اخوكم
    السمان
    أستاذى الفاضل / ( د . محمد السمان ) ..
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
    الحمد لله أن الحلقة أعجبتك برغم ما عليها من مآخذ لا أنكرها .. اعجاب حضرتك أسعدنى للغاية ، و يحفزنى حقا للاستمرار ، و ان كنت أتمنى أن تخبرنى بملاحظاتك بخصوص الطرح المستقبلى بالرواية ( هو طرح فانتازى على أى حال ) لأستفيد منها اذا سمح وقت حضرتك بذلك ..
    جزاك الله خيرا يا أستاذى ، و أتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنك ..
    و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ..

المواضيع المتشابهه

  1. مسلسل أرباب المهن ورباتها - الحلقة الثانية - القاضي .....
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-11-2019, 04:47 PM
  2. زائر آخر الليل : الحلقة الخامسة ..
    بواسطة شريف ثابت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-04-2007, 12:52 AM
  3. زائر آخر الليل : الحلقة الرابعة ..
    بواسطة شريف ثابت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-01-2007, 01:49 AM
  4. زائر آخر الليل : الحلقة الثالثة ..
    بواسطة شريف ثابت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-12-2006, 12:02 PM
  5. زائر آخر الليل ..
    بواسطة شريف ثابت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-09-2006, 12:05 AM