أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: ما يضير الحجاب نباح الكلاب

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد دلومي قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    المشاركات : 54
    المواضيع : 19
    الردود : 54
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي ما يضير الحجاب نباح الكلاب


    التي دأبت عليها بعض الأنظمة العربية وأركان الحكم فيها هي الطعن في قيم الإسلام والرسالة الإنسانية لهذا الدين ,فمرة أخرى طعنة من الخلف تتلقاها الأمة الإسلامية من طرف من يفترض فيه انه أحد حامي رسالة الإسلام ورسالة هذا الدين لكن للأسف " حاميها حراميها كما يقولون " في تصريح غريب وجريء لوزير الثقافة المصري أكد على أن الحجاب عودة إلى الخلف
    ولا أعرف صراحة لمَ اختار سيادته هذا التوقيت بالذات ليفجر قنبلته . أهو تشفيا فيما يحدث للمسلمين أم هو مزايدة سياسية تشفع له عند الجارة إسرائيل وتكسبه حبل المودة أم هو التسابق نحو العار لتسجيل الكثير من الأهداف ضد مرمى هذه الأمة .؟
    والأغرب من هذا ما صرح به بعض أدعياء الثقافة في أن الوزير حر ولا داعي لتكميم حرية التعبير . الظاهر أن الإفلاس الأخلاقي والمعنوي عند فئات كثيرة من المسؤولين العرب جعلهم يعيشون حالة من التأزم النفسي فمن فشلهم الذر يع في التسيير وإدارة الأمور إلى الفضائح المالية التي عمت روائحها القذرة كل الأمكنة حتى أصيب الكل بالزكام , كل هذا جعلهم يعودون إلى الواجهة بتصريحات أقل ما يقال عنها أنها صادرة من أشخاص مرضى نفسيا وعقدة العقد عندهم هي هذا الدين ’ لو اهتم سمو الوزير بشؤون وزارته و ما يعانيه المثقف المصري لكفى نفسه عناء تلقي هذا الكم الهائل من الغضب والسخط ولكان خير له من هذا الابتذال وهذه الهبة المجانية لأطراف لا مصلحة لها إلا في تركيع هذه الأمة , ثم ما معنى أن يخرج علينا بعض الممسوخين أخلاقيا ومرتزقة الفكر والثقافة ليتضامنوا مع الوزير تحت ذريعة الحرية والديمقراطية و بحجة أن الأمر لا يعدو أن يكون حرية للتعبير ويعبر عن ديمقراطية المجتمع المصري ورآها البعض زلة لسان " وما هلك الناس إلا ألسنتهم " ولا أعرف صراحة لما لا تظهر حرية التعبير إلا ندما نطعن في الإسلام , أين حرية التعبير عندما يخرج الشباب العربي طالبا بلقمة العيش الكريمة وتحسين أوضاعه الاجتماعية ..؟ أين تكون حرية التعبير حينما يطالب البعض بالحرية ورفع حالة الطوارئ , ؟ ماذا لو صرح أحدهم أو كتب عن الفساد وكشف عن أسماء الوزراء والنواب وأصحاب الفخامة والمعالي وحجم أرصدتهم والأموال المبيضة والمغسولة بعرق الشعب ودمه و كشف لنا عن الوجه البشع للذين جعلوا من الأوطان العربية مجرد مغارة عالي بابا .. ؟ الأكيد أن المحاكم سترتب له تهمة تؤدي به إلى مكان لا تشرق عليه الشمس أبدا وتلبسه تهمة المساس بأمن الدولة أو القذف في شخصية رسمية ..
    ما جدوى أن نرفع عقيرتنا بالاحتجاج على الدنمرك ورسومات الكاريكاتير المسيئة للإسلام ’ و نحن أول من ندوس قيمه , إما بصمتنا وإما بتجرئنا عليه ..
    هل أخطأت الدنمرك ..؟ سؤال أتركه لسيادة الوزير وكل علماء الإسلام ...
    ومن شدة إعجاب سيادة الوزير بنفسه وخرجته فضل الاعتكاف في بيته على أن يقدم اعتذارا رسميا وهكذا بكل بساطة يغضب سيادته على أمة وتأخذه العزة بإثمه , ربما وجب علينا كمسلمين أن نقدم له خالص اعتذارنا لأننا خدشنا مشاعره وجرحنا كرامته وللإسلام رب يحميه أي جاهلية هذه ’ وأي ضمير بقي للذين يستوزرون على رقابنا وعلى أرزاقنا والذين يفترض فيهم أن يكونوا حصنا منيعا يسد كل هجمة على هذا الدين .؟
    وما جدوى أن ندستر الدولة بمادة تقول أن الإسلام دين الدولة .؟ والإسلام صار بضاعة سياسية يتاجر بها من يتاجر ويزايد بها من يزايد بل صار حملة انتخابية وملصقة إعلامية , كيف تريدون أن تحاربوا الإرهاب وتقنعوا شبابا بأن يعودوا إلى جادة الصواب و أن طريق العنف غير مجدي وهم يرون وزيرا بجلالة قدره وعظمة سلطانه وضخامة فكره يقول عن حجاب أمهاتهم وأخواتهم انه علامة تخلف .. نعم سيادة الوزير من حقك بل هو حقك الذي تكفله لك قوة المنصب وحجة القوة بأن تقول هذا ,, نعم التحضر هو ما تبثه شاشات التلفزيون العربي من كليبات العري وأفلام العار , أما الحياء "فدقة" قديمة وموضة راحت مع الناس المتخلفين .. وليتنا نعود إلى الوراء يا وزير يوم كانت الأمم تركع للظاهر بيبرس في مصر وتحنى للجباه للناصر صلاح الدين الأيوبي نعم معالي الوزير الحجاب علامة تخلف ورجوع إلى الخلف إلى زمن كانت أمهاتنا معززات مكرمات زمن لا يوجد فيه وزراء مثلك يبعنهن من أجل إرضاء الروم أو الفرس , ليته يعود هذا الزمن المتخلف كي تعرف حجمك وتعرف قدر نفسك ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه يا وزير , وعلامة استفهام بحجم الكوارث التي تحل علينا تقف على رأسي وأنا أرى صمتا مطبقا لرئيس الجمهورية مصر العربية . أليس هو حامي الدستور .. الذي ينص على أن الإسلام دين الدولة .؟ أليس هو من أقسم على حماية الإسلام .؟ فما رد فعله على وزيره ..
    ماذا لو كانت هذه الإهانة موجهة لشخصه .؟.. وإن كان الإسلام لا يروق لكم فأعلنوها صراحة نظاما علمانيا أو شيوعيا كي نفهم على أي ارض نقف ..
    أسئلة كثيرة نود أن نطرحها على حكام هذه الأمة .. لكن لي سؤال واحد فقط
    ماذا تريدون بالضبط .؟ إنكم تنعمون في الحكم وحدكم لا شريك لكم , ولا أحد يحاسبكم وتخلدون في الحكم إلى أن يأذن الله لملك الموت أن يأخذ أرواحكم .. فلمَ هذا التطاول على الدين .. وهذه الوقاحة .. التي يندى لها الجبين .
    لم أكن أنوي الكتابة في هذا الأمر . ولا حتى كنت أتمنى أن يحتج الكثيرون على هذا الأمر فالاحتجاجات لم تعد تنفع بل أهدافهم من وراء هذه التصريحات هي أن يحتج الشارع العربي ويصنع لهم مجدا ’ أمثال هؤلاء كان الأجدر بنا أن نترك تصريحاتهم تمر مرور "اللئام " ونستصغرها ونحط من شأنها ونمضي في سبيلينا غير مبالين ’ ليموت الذي يريد أن يصنع مجده غيضا , فالصمت حكمة وأمثال هذا الوزير كان الواجب أن نتجاهله , وكان الواجب من وسائل الإعلام أن تهتم بأمور أخرى , فثمة بشر في العراق يموتون , وثمة آخرين في فلسطين , كل هذا كان الواجب ان ننتبه له ولنترك سيادته مثل دونكيشوت يصارع طواحين الهواء .. ويعيش في غيه ويرسل إشارات الولاء إلى أسياد العالم كما شاء .
    وما يثير الضحك أن أنظمتنا العربية التي لها وزراء على شاكلة فاروق حسني تريد أن تقنع أسامة ابن لادن وأيمن الظواهري والملا عمر أنهم على خطأ وأنهم مجرد إرهابيين لا غير , وليس ثمة خطر على هذه الأمة من إرهاب الفكر وإرهاب التصريحات ..
    يا وزير ,,, الإسلام ماضي إلى أهدافه الإنسانية وبرسالته الحضارية , ولا يضير الحجاب نباح الكلاب .

  2. #2
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 111
    المواضيع : 16
    الردود : 111
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    إخي محمد
    أنت دائما ثائر في كتاباتك غيور على دينك و قيم الأمة تقول رأيك بكل بساطة الكبار، تذهب مباشرة إلى الهدف دون التواء و تلمس الأشياء من جانبها الذي يجب، دمت صوتا و قلما ثائرا.

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    الاخ المحترم
    تقديري واحترامي لغيرتك على الاسلام ولهجومك الحق على من تجرا على هذا الدين
    اخي :ما بجرح لميت ايلام
    ان هؤلاء الناس قد وصلوا للقمة في الحقارة والنذالة والخنوع هم وسادتهم لانهم جميعا يمثلون انظمة عميلة لا هم لها الا حرب الاسلام والمسلمين لانهم قد طبع على قلوبهم وعميت عيونهم وصمت اذانهم فهم كالانعام بل اضل سبيلا .
    ولكن اخي ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
    وليس المقصود هؤلاء الذين طمست عيونهم بل المقصود نحن الغيورين على دين الله فلا يجب ان نكتفي بالتصدي للدفاع عن ديننا هنا على الصفحات فقط ؟صحيح ان العمل الذي نقوم به مطلوب لبيان حقيقة هؤلاء المرتزقه ولكن يجب ايضا العمل الجاد من اجل اعادة استئناف حياة اسلامية واعادة الحكم بما انزل الله بتنصيب خليفة يبايع على السمع والطاعة في المنشط والمكره ليطبق على الامة احكام الاسلام وهذا العمل فرض ايما فرض ولا يجب القعود عنه حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الظالمين
    اسال الله ان يكون اليوم الذي ترفرف فيه راية الخلافة على بلاد الاسلام قريبا اتيا ان الله على ذلك لقدير وبالاجابة لجدير واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
    [motr]من اراد الله به خيرا فقهه في الدين[/motr]

  4. #4
    الصورة الرمزية د. محمد إياد العكاري شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 40
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    أجل والله لايضير حجاب الطهر والعفة نباح كلاب الغرب
    فقد تقززنا من فعالهم قبل تصريحاتهم
    شكر الله لك نبضك والسلام أيها الود
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    قاص
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 598
    المواضيع : 65
    الردود : 598
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    ننشر هنا نص البيان الذي صدر عن مجموعة من المثقفين المصريين ممهورا بتوقيعاتهم كما ورد ببعض الصحف ، لعل يكون في نشره ما يجلي بعضا من غموض الصورة
    عشرات المثقفين وقعوا علي بيان يحذر من «الإرهاب الفكري»:
    « الحجاب».. معركة وهمية لقوي تستغل الدين لتحقيق أغراض سياسية

    دخل مثقفو ومفكرو وأدباء وفنانو مصر، علي خط المواجهة إلي جوار وزير الثقافة فاروق حسني بعد الضجة التي ثارت حوله إثر تصريحاته التي قال فيها إنه ضد «الحجاب» وأصدر هؤلاء بياناً يعلنون فيه تضامنهم مع وزير الثقافة، ورفضهم لوصاية بعض القوي السياسية علي المجتمع باسم الإسلام ومحاولتها افتعال معارك وهمية لفرض سطوتها وممارسة إرهابها الفكري، قد بلغ عدد الموقعين علي البيان حتي الساعة الثانية من بعد ظهر أمس الاثنين 112 مثقفاً ومفكراً وأديباً وفنانا، ومازالت التوقيعات تتوالي.
    وفيما يلي نص البيان:
    «لقد دأبت قوي سياسية بذاتها التحدث باسم الدين باعتبارها وصية علي الإسلام ومحتكرة استنباط الأحكام الشرعية، وفي محاولة لتحقيق أغراضها السياسية راحت تبحث عن معارك وهمية مستغلة حديثاً خاصا للفنان فاروق حسني وزير الثقافة قامت بنشره إحدي الصحف لم يخرج عن كونه مجرد رأي شخصي في قضية لا تمثل جوهر الدين وأهدافه.
    لكن هذه القوي استغلت القضية في محاولة لفرض سطوتها وممارسة إرهابها الفكري، متجاهلة رصيداً ضخماً من التاريخ المصري، لم تكن قضية الحجاب هي جوهر القضايا، وإنما كان الفكر والحوار هما لغة الخطاب تعبيراً عن روح الإسلام وفلسفته الرائعة، التي عليت بجوهر الأشياء في سمو جعل الدين علاقة خاصة بين الإنسان وربه دن ادعاء.
    إن الموقعين علي هذا البيان باعتبارهم في طليعة القوي الاجتماعية والثقافية يشعرون بالقلق أمام تلك الهجمة التي تستهدف تحقيق أغراض سياسية مستغلة الدين، مما ينذر بشيوع مناخ من الإرهاب الفكري، يعوق حرية الرأي وينذر بمخاطر تهدد الوطن وتحول دون أن يتبوأ العقل مكانته اللائقة.
    الله والوطن من وراء القصد والسبيل» الموقعون علي البيان:
    السيد يسن- كاتب وباحث- مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام سابقا/ يوسف شاهين- مخرج سينمائي/ توفيق صالح- مخرج سينمائي/ قدري حفني- أستاذ جامعي/ يونان لبيب رزق- أستاذ جامعي وعضو مجلس الشوري/ سعد أردش- مخرج مسرحي وأستاذ بأكاديمية الفنون/ محمد طه حسين- فنان تشكيلي وأستاذ جامعي/ عدلي رزق الله- فنان تشكيلي/ عمار الشريعي- موسيقار/ سيد حجاب- شاعر/ سمير فريد- ناقد سينمائي/ لينين الرملي- كاتب مسرحي/ عطيات الأبنودي- مخرجة سينمائية/ إبراهيم أصلان- قاص وروائي/ أحمد نوار- فنان تشكيلي/ خالد يوسف- مخرج سينمائي/ عبد الهادي الوشاحي- فنان تشكيلي/ بهيرة مختار- صحفية/ عبد الرؤوف الريدي- سفير سابق/ جاب الله علي جاب الله- أستاذ جامعي/ وجيه وهبة- فنان تشكيلي/ محسن بدوي - رجل أعمال/ شهيرة محرز- أستاذة الفن الإسلامي/ منير عامر- كتاب صحفي/ سيف عبد الرحمن- ممثل سينمائي/ جابر عصفور- ناقد وأستاذ جامعي/ جهاد عودة- أستاذ جامعي/ مهدي بندق- كاتب وباحث/ أبو الحسن سلام- مسرحي وأستاذ جامعي/ محمد بغدادي- كاتب صحفي/ سهير فهمي- نائبة رئيس تحرير «الأهرام إبدو»/ إبراهيم عبد المجيد- روائي/ محمد حامد راضي- ناشر/ أيمن العزباوي- مصمم ديكور/ فاطمة المعدول- كاتبة مسرحية/ غادة شهبندر- أستاذة لغة والمتحدثة الرسمية لحركة «شايفنكوا»/ عزة شلبي- كاتبة سيناريو/ محمد الجوادي- أستاذ جامعي/ عاصم حنفي- كاتب صحفي/ بثينة كامل- إعلامية/ قاسم عبده قاسم- أستاذ جامعي/ دينا الخولي- خبيرتصحر/ رؤوف عباس حامد- أستاذ جامعي ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية/ محمد صابر عرب- أستاذ جامعي/ نبيل حلمي- أستاذ جامعي/ فريدة النقاش- كاتبة ورئيسة تحرير مجلة «أدب ونقد»/ سلمي الطرزي- مخرجة تسجيلية/ صلاح قنصوة- أستاذ جامعي/ سامح مهران- مخرج مسرحي وأستاذ جامعي/ عبد القادر حميدة- شاعر/ إنجي الحداد- استشاري تسويق وعضو حركة «شايفنكوا». أسماء يحيي الطاهر عبد الله- مسرحية ومعيدة بآداب حلوان/ أحمد أبو النور- رجل أعمال/ نادية حمادة- مرشدة سياحية/ إبراهيم البحراوي- أستاذ جامعي/ مهيب سالم- مدرس/ راجح داود- مؤلف موسيقي وأستاذ بأكاديمية الفنون/ محمد عفيفي- أستاذ جامعي/ ماهر فهمي- كاتب صحفي/ وفاء إبراهيم- أستاذ علم الجمال/ صلاح عيسي- كاتب صحفي/ أحمد زكريا الشلق- أستاذ جامعي ووكيل كلية الآداب بجامعة عين شمس/ أحمد الشهاوي- شاعر وكاتب صحفي/ ناجي محمد حميد- رجل أعمال/ أحمد مرسي- أستاذ جامعي وعميد كلية الآداب بجامعة بني سويف/ أحمد الراعي- طبيب وأستاذ بمعهد تيودور بلهارس/ شريف محيي الدين- قائد أوركسترا/ نيفين علوبة- أستاذة بأكاديمية الفنون/ جمال زكريا قاسم- أستاذ جامعي/ خالد زغلول- كاتب وناشر/ أحمد سعيد- كاتب/ علي أبو شادي- ناقد سينمائي/ سعد توفيق- أستاذ جامعي/ مني غنيم- موسيقية وأستاذة بأكاديمية الفنون/ عبد الوهاب بكر أستاذ جامعي/ محمود يسري- كاتب/ منال محيي الدين حسين- أستاذة بأكاديمية الفنون/ حمدي حسن- عميد كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر/ أحمد مجاهد- ناقد ومدرس جامعي/ أحمد الجمال- كاتب صحفي/ يوسف القعيد- كاتب وروائي/ سحر صبحي عبد الحكيم- أستاذة جامعية/ عماد بدر الدين أبو غازي - باحث في التاريخ والوثائق/ وحيد عبد المجيد- نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام/ أنور مغيث- أستاذ جمعي/محمد حاكم- باحث سوسيولوجي/ مجدي عبد الحافظ- أستاذ جامعي/ عطيات أبو السعود- أستاذة جامعية/ كاميليا عتريس- صحفية/ فتحية العسال- كاتبة/ حلمي النمنم- كاتب صحفي/ هاني أبو الحسن سلام- مسرحي وأستاذ جامعي/ عبير الجنزوري- مصرفية/ عادل وسيلي- مهندس/ داود عبد السيد- مخرج/ سيد سعيد- مخرج/ محمد كامل القليوبي- مخرج/ حلمي التوني- فنان تشكيلي/ د. بثينة عبد الرؤوف- باحثة/ سمير غريب- كاتب وناقد فني/د. حامد عمار- أستاذ جامعي/ سامي نصار- أستاذ جامعي/ محمد الباجس- كاتب/ عبد الودود مقرون- أستاذ جامعي/ د. مي شهاب- أستاذة جامعية/ د. إبراهيم عيد- أستاذ جامعي/ د. نادية جمال الدين- أستاذة جامعية/ د. رفعت رضوان- أستاذ جامعي/ د. مني قطب- أستاذة جامعية/ يحيي الفخراني- ممثل/ هاني فوزي- سيناريست/ أنس أبو سيف- سينمائي/ جلال جميعي- ناقد/ د. يحيي عزمي- أستاذ فنون/ د. مني إبراهيم- أستاذة جامعية/ د. فوزي فهمي- أستاذ جامعي / صلاح إبراهيم - مدير بالدلتا للتأمين/ وائل الغرباوي- مدير بشركة دلتا/ أنديرا بحر - ربة بيت/ باسم ناصف- مدير بشركة أوراق مالية/ سحر عودة- مهندسة معمارية/ نانا الجلولي -ربة بيت/ هيام الجلولي - ربة بيت/ راوية سعد عبد الهادي- مدير عام شركة/ عفاف السيد- كاتبة/ صلاح العمروسي- كاتب وباحث سياسي واقتصادي/ عمر عبد الرازق- مراسل صحفي/ أحمد إمام -محاسب/ رضا عبد السلام فنان تشكيلي/ أيمن السمري - فنان تشكيلي/ عماد عبد الوهاب- فنان تشكيلي/ سيد هويدي - فنان تشكيلي وناقد/ صلاح المليجي -فنان تشكيلي/ رأفت الميهي - مخرج سينمائي/ سحر الموجي -كاتبة/ عمرو سليم- كاتب ورسام كاريكاتير/ محيي الدين حسين -فنان تشكيلي/ ميرفت عزمي- فنانة تشكيلية/ مصطفي يحيي - فنان وعميد معهد النقد الفني/ مروان الشيمي -طالب/ لطيفة فهمي- مواطنة مصرية مسلمة/ آثار الحكيم -فنانة/ هدي وصفي -ناقدة وأستاذة جامعية/ أمينة النقاش- كاتبة صحفية/ ناصر عبد المنعم- مخرج مسرحي/ عطية عادل خيري -مخرجة سينمائية/ طلعت الشايب -مترجم/ طارق الشناوي -ناقد وكاتب صحفي/ شهرت العالم- مترجمة/ إنعام محمد علي -مخرجة/ زينب إبراهيم كرم- صيدلانية/ سحر الجعارة -كاتبة صحفية/ نهال خلاف - مديرة إدارية/ خالد جلال -مخرج مسرحي/ وائل حسين -موظف/ أحمد الخميسي - كاتب/ أكرم المجدوب -معماري/ لقاء الخميسي -ممثلة/ كمال مغيث- باحث/ مني طلبة - أستاذة جامعية/ هيثم الخميسي -موسيقي/ وائل لطفي -كاتب وصحفي/ خالد الخميسي- منتج/ يسري حسان -شاعر وكاتب صحفي/ مسعود شومان -كاتب/ طاهر البرنبالي- شاعر/ محمود نسيم -شاعر وباحث/ أحمد فؤاد سليم -فنان تشكيلي/ فرغلي عبد الحفيظ- فنان تشكيلي/ مصطفي الرزاز-أستاذ بجامعة حلوان/ أحمد شيحا -فنان تشكيلي/ رشا رجب -فنانة تشكيلية/ يسري القويضي -سفير/ طارق التلمساني -مخرج سينمائي/ يسري خميس- ناقد وباحث/ ثناء عز الدين -فنانة تشكيلية/ مصطفي عبد الله -كاتب وصحفي/ نهي يحيي حقي -كتابة/ نجاة علي - شاعرة/ مصطفي بيومي- أستاذ جامعي/ صالح مهران -إعلامي/ ياسر التهامي -مهندس معماري/ أميمة مهران -إعلامية/ إيمان عبد الله فكري «مديرة مكتب بشركة خاصة/ سمر طبل - طبيبة تخدير/ جيهان عبد الله - مصرفية/ أحمد مهران- مهندس مدني/ أحمد التهامي - طبيب نساء وولادة/ منال أبو السعود -سيدة أعمال/ حسام البرلسي -محاسب بمصر الطيران/ فايزة حسن -صحفية/ بسكال غزالة -باحثة/ مصطفي قرش -محامي/ نسمة البطريق - أستاذة جامعية/ طارق عبد الجابر -إعلامي/ سامية الساعاتي -أستاذة جامعية/ نيفين إبراهيم رشاد - محاسبة/ سلوي عبد الباقي - أستاذ جامعي/ حمدي الحناوي -خبير استشاري/ رجاء عبد المنعم -مصرفية/ شريف فايد -موظف/ ناهد نصر الله -سينمائية/ كريم جمال الدين -سينمائي/ طارق لبيب -دكتور مهندس معماري/ طارق الجمال -رجل أعمال/ تاميلا جيرارد -محررة/ رجب الصاوي -شاعر/ محمود أمين العالم -كاتب ومفكر/ رنا أبو الأنوار - باحثة/ فاطمة الطناني - فنانة تشكيلية/ راندا حكيم -مترجمة/ ماجدة مسلم -صاحبة قاعة المرسم/ محمد حجي - فنان تشكيلي/ إقبال بركة -كاتبة وروائية ورئيسة تحرير حواء/ أحمد جابر -مهندس صوت/ سلمي رضوان -مهندس صوت/ عادل علي شام - مدير عام/ سمير وحيد رأفت -خبير مصرفي وباحث/ السفير د. نبيل العربي- القاضي بمحكمة العدل الدولية سابقا.
    ملحوظة : أنكر الأستاذ أحمد الخميسي توقيعه ونشر هذا الإستنكار بأخبار الأدب

  6. #6
    قاص
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 598
    المواضيع : 65
    الردود : 598
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    هذا المقال يقدم رؤية أخرى من زاوية ما ونشر بجريدة القاهرة وهي بالمناسبة تصدر عن وزارة الثقافة المصرية
    الدين والثقافة السياسية المصرية
    من تأليه الحكـام إلي تكفيرهـم
    ـ د. عمار علي حسن

    إذا كانت مصر "الجغرافية" هبة النيل، فمصر "التاريخية" تعد في أغلبها هبة الدين، فالأخير شكل برقائقه المتتابعة في معابد الفراعنة وكنائس المسيحيين ومساجد المسلمين، مكونا رئيسيا للشخصية المصرية، فبدت مصر وثيقة من جلد رقيق، الإنجيل فيها مكتوب علي ما خطه هيرودت، وفوقهما القرآن، وتحت الجميع لا تزال الكتابة القديمة تقرأ بوضوح وجلاء. والدين كان دافع الفراعنة إلي التفوق العلمي، في بحثهم عن الخلود بعد الموت، وهو الذي مثل جوهر الصراع بين الرومان والمسيحيين الشرقيين، والإسلام منح مصر هويتها العربية، منذ ما يقرب من أربعة عشر قرنا، والدفاع عنه، في مواجهة الصليبيين والتتار، شكل الملمح الرئيسي لتاريخ مصر في العصر الوسيط. وهذا التراكم متعدد الأبعاد جعل الشخصية المصرية متدينة بطبعها، ولذا لا عجب من أن عدد الجمعيات الخيرية بمصر هو الأكبر في العالم أجمع.
    وكثيرة هي الكتابات والأبحاث حول الدين والثقافة السياسية المصرية لكن أيا منها لم يتابع الخيط الممتد في الزمن لقيام الدين بتشكيل علاقة المصريين بحكامهم، رغم أن أيا من العناصر السابقة، في ظني، لم يكن له قوة تأثير وأهمية ما رسبه الدين من تصورات لعلاقة المحكومين بالحاكم في مصر طيلة تاريخها القديم والأوسط والحديث والمعاصر. أو أن هذه الجزئية لم تحظ بالقدر الكافي من الدراسة، مع أنها تشكل عصب هذا الموضوع في بلد قيل إن ما يبدو فيه للوهلة الأولي هو ظاهرة "السيد المطاع والعبد المطيع"، أو أنه البلد الذي علم العالم بأسره "الحكم الإلهي"، كما يذهب البعض، ممن يرون أن فكرة "حاكمية الله" التي رفعتها الجماعات والتنظيمات السياسية ذات الإسناد الإسلامي أصلها مصر القديمة، التي جعلت من الحكام آلهة. وقد انتقلت هذه الفكرة إلي أوروبا حين أعجب بها يوليوس قيصر بعد أن انضوت مصر تحت سلطان إمبراطوريته مترامية الأطراف، لكنه لم يتمكن من تنفيذها بحذافيرها، فظلت متوارية في بطن التاريخ الأوروبي، حتي جاءت قرونه الوسطي المظلمة، فعادت إلي الظهور بقوة، حين دفع الملوك والأمراء المستبدون رجال الدين المسيحي ليبرروا لهم زعمهم أنهم "ظل الله علي الأرض"، أو لهم حقوق مقدسة، ويحكمون بما تراه العناية الإلهية، فكان لهم ما أرادوا مقابل مكاسب وجاه دنيوي للبابوات ومن هم دونهم. وانتقلت الأفكار ذاتها إلي الإمبراطورية الفارسية، فادعي الملوك أنهم يحكمون وفق المشيئة الإلهية. ثم إلي الدولة الإسلامية، بعد تحولها من "خلافة راشدة" قدمت نموذجا رائعا في الحكم، إلي ملك عضوض، يخالف جوهر الإسلام. فمعاوية بن أبي سفيان قال ذات يوم "الأرض لله ... وأنا خليفة الله، فما أخذت فلي وما تركته للناس فبفضل مني"، وفي العصر العباسي قال أبو جعفر المنصور كلاما شبيها حين خاطب الرعية قائلا: "أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة، وعنكم زادة، نحكمكم بحق الله الذي أولانا وسلطانه الذي أعطانا، وأنا خليفة الله في أرضه وحارسه علي ماله".
    ونظرا لأن مصر هي أول دولة علي سطح البسيطة، فعلاقة المحكوم بالحاكم فيها، هي الأقدم والأعمق في الوقت نفسه. قدم بحكم الشوط البعيد الذي قطعته قافلة الزمن المصرية، وعمق بحجم ضخامة وقوة لحظة انطلاق الدولة والمجتمع، التي دعت أحد علماء الآثار إلي أن يظن أن مصر القديمة ولدت كاملة.
    وقد مرت هذه العلاقة بمحطات ثلاث، بدأت بالتأليه وانتهت بالتكفير ومرت بالتبجيل، من دون أن تفارق في كل مرحلة تنتقل إليها بعض خصائص المرحلة التي تسبقها، في تواصل واستمرارية ميزت جوانب عديدة من تاريخ المجتمع المصري.
    مرحلة تأليه الحكام
    نشأت الدولة المصرية القديمة في رحاب الدين، وكانت شعائر الملكية ورسومها ذات سمت ديني، وكان الملك يؤله في حياته، وبعد مماته، ليصبح الدين هو قوام الدولة، فالملك يقيم عبادة الآلهة، ويرعاها ويحرس البلاد، ويكفل رخاء أهلها. وهو في نظر المصريين الأقدمين الضمان الأكيد لاستقرار نظام الكون واستمرار الحياة، ولذلك شارك الناس، عن اقتناع تام، في بناء قصوره ومعابده، ومقره الأبدي علي شاكلة تعبر عن مدي إيمانهم بعظيم منزلته. من ثم كانت الأهرامات تعبيرا ماديا واضحا لمدي قدسية نظام الحكم الملكي في مصر القديمة، وكانت اللغة آنذاك مشبعة بما يعبر عن "ألوهية الحاكم" فحين يتوج أو يظهر في مناسبة عامة يقال "أشرق الملك"، أو "أطل من عليائه"، وعند مماته يقال صعد الملك إلي السماء لينضم إلي موكب إله الشمس. وبات كل ما يتصل بالملك مقدس مهما كانت قيمته، فتيجانه وصولجانه وكل شاراته مقدسة. بل وصل الأمر إلي حد اعتقاد المصري القديم في أن "العالم الآخر" بالنسبة للملوك يختلف عن عامة الناس، فالملوك إن ماتوا صعدت أرواحهم إلي السماوات العلا، أما العوام فإن قضوا فمثواهم باطن الأرض.
    وقد خصصت "متون الأهرام"، التي ليس لها مثيل من كتابات عن العالم القديم، لتشرح سعادة الملك في الدار الآخرة، وكيف تصور المصري القديم أن الملوك سيحتفظون بعد موتهم بالسلطان نفسه الذي يتمتعون به في الدنيا. فها هي تقول "الملك تيتي لم يمت موتا بل جاء معظما في الأفق" .. "هيا أيها الملك، إنك لم تسافر ميتا، بل سافرت حيا". ثم تمضي لتوضح حجم الحزن علي رحيل الملك: "السماء تبكي من أجلك، والأرض تزلزل من أجلك"، فإذا استقر الملك في السماء "يشاهد في قاعة قصره وهو جالس علي عرشه العجيب وصولجانه المدهش في قبضته، ثم يرفع يده نحو أولاده ليقفوا أمام هذا الملك، ثم ينزل يده مشيرا نحوهم فيجلسون ثانية".
    ووصل الأمر إلي حد تطويع الدين في خدمة السياسة، فعلي سبيل المثال، نجد أن الأحداث السياسية التي مرت بها مصر وانتهت بوحدتها نهائيا عام 3200 ق. م أفضت إلي سيادة معبود رئيسي، هو معبود الإقليم المنتصر، غير أن الكهنة، أتباع الآلهة المحلية، وآلهة الأقاليم المهزومة، لجأوا إلي حيلة تحول دون اندثار معتقداتهم بانزواء آلهتهم، بإعلان أن آلهتم مجرد أقانيم للإله الرئيسي، لا تختلف معه في الجوهر، أو تلعب هذه الآلهة دور الزوجة أو الابن لهذا الإله.
    وحتي يضمن الملوك استمرار هذا الاعتقاد وترسخه، جعلوا المعابد تحت سلطانهم. فكان الملك يعين كبار كهنة المعابد الكبري، وهو الذي يشرف، من خلال جهازه الإداري الخاص، علي أعمال المباني والإنشاءات الخاصة بالمعابد، ويدير ممتلكاتها من الأراضي والقطعان، وله الحق في التفتيش علي خزائنها.
    لكن ينبغي ألا نعتقد أن الملك كان إلها لدي المصريين القدماء مثل بقية الآلهة، تشيد له المعابد، وتقدم له القرابين، فلم يصل تأليه الملوك إلي هذا الحد، ولم تعد مناداته بـ"الإله الطيب" أو "حوريس" أو "ابن رع" أو "الشمس الحية" أو "لسان أتوم"سوي طريقة مهذبة في التعبير عن الخضوع التام له، ولسلطانه، حتي إذا شاع الاستعمال اللفظي لتلك الألقاب، بدأت مع مرور الزمن تفقد الإحالة إلي معانيها الأصلية، أو تنفصل عن الأسس والجذور اللغوية والاعتقادية التي نبتت منها.
    سمات الملك
    وعلي وجه العموم كان الملك في مصر القديمة لديه سمات خاصة، في نظر رعاياه وما يصوره المقربين منه عنه، وما يشيعه هو عن نفسه، وكان لهذه الصفات تأثير مباشر علي الحياة السياسية في البلاد خلال القرون الغابرة. ويمكن ذكر هذه السمات علي النحو التالي:
    أ ـ هو شخصية إلهية مقدسة، ولذا لا يصح أن يخاطبه أحد مباشرة، وإن كان يجوز له أن يتحدث في حضرته، من دون أن يوجه له الكلام، أو يدنو منه، ولا حتي من ظله المتمتع هو الآخر بالقداسة. ومعني هذا أنه لا يمكن معارضة الملك، مهما كانت سياسته خاطئة أو ظالمة.
    ب ـ يتمتع بعلم إلهي، يجعله عالما بكل خافية. ومن ثم لا يمكن لأحد أن يفكر في التآمر عليه، أو تشكيل تنظيم معارض له، لأن الملك سيكشف هذا التنظيم، ويعاقب من يشكلونه.
    ج ـ كل ما يتفوه به واجب النفاذ، ولا بد أن يتحقق فورا، لأن مشيئته هي القانون، ولها ما للعقيدة الدينية من قوة. ولأن الملك منزه عن الأخطاء والآثام، فلا يكون أمام المصري من خيار سوي أن يخر خاضعا له، مطيعا لأوامره.
    د ـ في وجود الملك لم تكن هناك حاجة إلي مؤسسات سياسية، فما ينطقه يغني عن القواعد القانونية المفصلة، وما يراه يختزل الكثير من أدوار الهيئات السياسية والاجتماعية. ومن الخطيئة سن ما قد يقيد من سلطة الملك وجبروته، ولذا كان القضاة يحكمون حسب الأعراف والتقاليد المحلية التي يرون أنها توافق الإرادة الملكية، وقد يغيرون هذه الأحكام إن شاء الملك ذلك، لأنه مصدر التشريع، الذي يجب أن يحكم القضاء باسمه.
    هـ ـ هناك تسليم جماعي بأن الإرادة الملكية لا تفعل إلا خيرا، ولا تسعي إلا إلي كل ما هو مفيد، ولذا لا يجب معارضة مشيئتها، أو الافتئات علي الاقتناع التام بأنها همزة الوصل الوحيدة بين الناس والآلهة، والذي يعرف رغبة الأخيرة، ويعمل علي تحقيقها.
    الشرك الخفي
    ولم يوار هذا التصور الثري تماما مع ملوك الفراعنة الذين رحلوا في الأزمنة الغابرة، ولم يتضاءل ليصبح مجرد تاريخ انقضي، بل أعيد إنتاجه، بأشكال مغايرة ودرجات أخف، طيلة التاريخ المصري. ففي "عهود الإيمان"، التي أتبعت نزول الرسالات السماوية، مارس أغلب المصريين مع حكامهم أنواعا من "الشرك الخفي"، حين أضفوا عليهم مهابة ومكانة، ما استحقها إلا القليلون منهم، والأدهي والأمر حين تعاملوا معهم علي أن بيدهم كل مقاليد الأمور، وراحوا ينافقون الضعيف منهم، ويكيلون له المديح، فيقوي ويتجبر عليهم، فيصبرون عليه.
    فالبطالمة حين غزوا مصر، بعد هزيمة الفرس عام 322 ق. م، أدركوا جيدا هذا التصور المصري، وأنه في بلد كمصر تحظي فيه الديانة بمركز السيادة، لا يمكن أن تسير دفة الحكم علي الدوام، إلا إذا كانت القوة الزمنية علي وفاق مع الزعماء الروحيين للشعب. من هنا جعل الملوك الإغريق والأباطرة الرومان "السلطة الدينية" تحت حمايتهم علي أن ترد الجميل بتأييد السلطة الزمنية، فقام الإسكندر الأكبر بزيارة معبد الإله بتاح في منف، ليتوجه كبيرا لكهنة هذا الإله. ولما تولي بطليموس الأولي عام 305 ق. م أسند إلي الكهنة ترويح ألوهيته المزعومة، وادعي أن الإله حورس أهدي إليه بوصفه "حورس الابن" كل أرض مصر المزروعة، وقدم له وثائق ملكيتها، وسجلا حوي وصفا دقيقا لتلك الممتلكات، وخطها الإله تحوت بيده في السجل السماوي. وقد عبد الملوك الإغريق مع الآلهة المصرية، فقد غدا الإسكندر الأكبر، الإله الرسمي للمملكة، كما تم تمجيد الخلفاء اللاحقين من الملوك والملكات والأباطرة الرومان، لكنهم ظلوا "آلهة للحكومة" وليسوا آلهة لكل أفراد الشعب المصري.
    من التأليه إلي التبجيل
    ومع دخول المسيحية إلي مصر في سنة 60 ميلادية، بدأت مرحلة جديدة، نزعت فيها الألوهية عن الحكام، لدي الأغلبية، وإن ظل الوثنيون علي تصوراتهم القديمة، لكن بدرجة أقل. وكان التحول الأكبر حين اعترف الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس بالمسيحية سنة 379 م دينا رسميا للدولة، فقويت شوكة مسيحيي مصر في مواجهة الوثنيين، حتي تم القضاء عليهم نهائيا، بإغلاق جامعة أثينا الوثنية في عهد الإمبراطور جستينان (527 ـ 565 م) لتبدأ صفحة جديدة من كفاح مسيحيي مصر ضد الرومان المختلفين معهم مذهبيا، والذين اضطهدوهم ليحملوهم قسرا علي اعتناق فكرة الطبيعة المزدوجة (الإلهية والبشرية) للسيد المسيح.
    فمسيحيو مصر لم يبجلوا حكام الرومان كما كان عليه الحال من قبل، بل قاوموهم وقدموا في سبيل اعتقادهم عددا من الشهداء خلال أربعة قرون كاملة، لا يقل إن لم يزد، علي أعداد الشهداء الذين قدمتهم كل البلاد المعروفة في أنحاء العالم الروماني في تلك الحقبة. وغلب علي مقاومة المصريين آنذاك طابع "العصيان المدني"، حيث كان الفلاحون يتركون أرضهم حين تثقل السلطات الرومانية كاهلهم بالضرائب. وكان الفنانون يغطون الرسوم الدينية الرومانية، ويعيدون رسم الأيقونات القبطية عليها، وكان الموسيقيون يعزفون في الصلوات الكنسية ألحانا مصرية كهنوتية قديمة، وليست الألحان الرومانية.
    وانتقل التبجيل إلي رجال الدين أنفسهم، الذين كان يقول الواحد منهم عند توليه البابوية: "افتحوا لي أبواب البر"، وزادت درجة هذا التبجيل بعد أن حمل البطريرك في القرن الثالث الميلادي لقب بابا، يعاونه عشرون أسقفا في خدمة الكرازة. أما العلاقة بالحكام فقد حكمها المبدأ المسيحي الذي يقول "ما لقيصر لقيصر، وما لله لله".
    وإذا كان المسيحيون المصريون لم يفتقدوا التصميم العنيد بحماية هويتهم الثقافية ضد الرومان، فإنهم افتقروا إلي توظيف سلاح المعرفة والعلم للخلاص من الحكم الأجنبي. ومن ثم لم نسمع طوال الحكم البيزنطي أن أحدا من أبناء الشعب النابهين ظهر لينقذ البلاد من براثن الاستعمار الأجنبي، أو يحد من نشاطهم الهدام، أو يطالب بأحقيته في الحكم. أما القيادات الدينية فما كان في وسعها أن تحل مشكلة غياب القيادة المؤهلة للخروج بالمجتمع من أزمته. فالبطريرك، وقد سلمه الشعب قيادته، كان يمنعه مركزه الديني، وكرامته الوطنية، من الخضوع لإرادة الأباطرة، ولكن كان مضطرا إلي مسايرتهم.
    الرابطة السياسية «الإيمانية»
    ولما فتح المسلمون مصر أحدثوا تحولا أكبر عن الماضي فيما يتعلق بتقديس الحكام. فعلي مستوي النص يمنع الإسلام اتخاذ الحكام أربابا من دون الله، وهو أن كان يأمر بطاعة أولي الأمر، فإنه يجعل ذلك مشروطا بعدلهم وتقواهم وعملهم للخير والحق، كما أنه لا يحصر أولي الأمر في أهل الحكم.
    أما علي مستوي الممارسة فتضاءل تقديس الحكام في مصر إلي تبجيلهم، لكن في صورة تختلف كثيرا عن "الفرعونية السياسية" التي كانت سائدة في مصر القديمة. فالرابطة السياسية الإيمانية التي أوجدها الإسلام، تشكل إطارا مناقضا للفرعونية السياسية التي تقوم علي أن فرعون طاغية، وأعوانه ظلمة وهمج رعاع.
    ومنذ السنوات الأولي لدخول الإسلام إلي البلاد رأي المصريون كيف عوقب حاكمهم حين اعتقد أنه متميز عنهم، وذلك حين اقتص خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من حاكم مصر عمرو بن العاص، جراء قيام ابن الأخير بضرب صبي مسيحي فاز عليه في سباق الخيل، وتقاعس ابن العاص عن أن يأخذ للمسيحي حقه، ما دفعه إلي أن يشكو إلي ابن الخطاب، الذي جعل المسيحي يضرب نجل عمرو.
    لكن انتهاء مرحلة تأليه الحاكم لم يتبعها تحرر نفسي كامل من الشعور بالضعة حيال الحاكم، أو كف عن النظر إليه علي أنه شخص غير عادي، أو أنه بيده النفع والضرر، أو الثواب والعقاب، وأن قدرته علي فعل أشياء كثيرة لا حدود لها. ولقد عبر المؤرخ المرموق شفيق غربال عن هذا الأمر قائلا: "لقد تحرر المصري بفضل المسيحية والإسلام من ربقة الخرافة والعبودية لغير الخالق، وتحرر الشعب من رق المقدونيين والرومان. ومع ذلك فإن هذا الفرد المتحرر لم ينل الحرية التي تتيح له فرص اكتمال شخصيته، فقد بقي التمييز والتفرقة ما بين الحاكم والمحكوم قائما، وحال ذلك دون تمتع الفرد بنصيبه الكامل من الجزاء والمسؤولية". واستمرت علاقة المحكومين بالحاكم في مصر علي وتيرة منذ الفتح الإسلامي حتي دخول الفاطميين، فاستعاد إضفاء طابع ديني علي الحاكم جزءا من ميراثه التاريخي القديم، فالدولة الفاطمية قامت علي أساس تشابكت فيه السياسة مع الدين إلي حد أن كل تنظيم سياسي في هذه الدولة كان انعكاسا لروح التصور المذهبي الفاطمي (الإسماعيلي) نفسه، حتي صارت أصدق مثال للدولة الدينية العقائدية (الثيوقراطية) في الإسلام، استنادا إلي المكانة المقدسة التي أضفيت علي الإمام، وهو الحاكم، وعلي "داعي الدعاة"، المنوط به الإشراف علي نشر المذهب الشيعي الإسماعيلي.
    أمراء المؤمنين لا الخلفاء
    فقد حرص الحكام علي تلقيب أنفسهم بالأئمة أو أمراء المؤمنين، وليس "الخلفاء"، حرصا منهم علي إظهار صفتهم الروحية وسلطتهم الدينية. فالإمام الفاطمي هو متواجد في منصبه بموجب الحق الإلهي، ويختار ليكون وصيا للنبي صلي الله عليه وسلم ولعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتنتقل الإمامة من الأب إلي الابن الأكبر، شرط وصية الإمام السابق بذلك. وقد وصل الأمر بأحد هؤلاء الأئمة وهو الحاكم بأمر الله أن ذهب في عام 408هـ/ 1017م إلي حد اعتبار نفسه تجسيدا لله علي الأرض، أو أنه "الملك الإله"، بما يشبه إلي حد بعيد ما كان سائدا في مصر القديمة.
    ومن دون شطحات الحاكم بأمر الله، فإن الحاكم الفاطمي (الإمام) كان ينظر إليه علي أنه "خليفة الله في الأرض"، والمفسر الأول للشرع، ومصدر كل العلم، وولي الله الذي بإمكانه أن يشفع لمن يريد من أتباعه. وهاهو "داعي الدعاة" المؤيد في الدين الشيرازي، يفصح عن كل هذه المعاني ويرسم تلك الملامح، حين يصف أول لقاء له بالمستنصر بالله قائلا:
    "فلم تقع عيني عليه إلا وقد أخذتني الروعة، وغلبتني العبرة، وتمثل في نفسي أنني بين رسول الله وأمير المؤمنين صلي الله عليهما ماثل، وبوجهي إلي وجهيهما مقابل، واجتهدت عند وقوعي إلي الأرض ساجدا لولي السجود ومستحقه، أن يشفعه لساني بشفاعة حسنة بنطقه، فوجدته بعجمة المهابة معقولا، وعن مزية الخطابة معزولا، ولما رفعت رأسي من السجود، وجمعت علي أثوابي للقعود، رأيت بنانا يشير إلي بالقيام، ولبعض الحاضرين في ذلك المقام، فقطب أمير المؤمنين ـ خلد الله ملكه ـ وجهه عليه زجرا، علي أنني ما رفعت به رأسا ولا جعلت له قدرا، ومكثت بحضرته ساعة، لا ينبعث لساني ولا يهتدي لقول، وكلما استطرد الحاضرون مني كلما، ازددت إعجاما ولعقبة العي اقتحاما، وهو ـ خلد الله ملكه ـ يقول: دعوه حتي يهدأ ويستأنس. ثم قمت وأخذت يده الكريمة فترشفتها وتركتها علي عيني وصدري، وودعت وخرجت".
    من هنا استعادت مصر العلاقة المريضة بين الحاكم والمحكوم علي مدار ما يربو من قرنين من حكم الفاطميين (358 هـ/ 969م ـ 567 هـ/ 1171م)، فمثلوا بذلك ما يشبه التحول الجديد في تاريخها، بعد شبه القطيعة التي أوجدتها المسيحية والفتح الإسلامي حتي نهاية حكم الإخشيد. لكن المصريين لم يتفاعلوا كلية مع تلك العلاقة المريضة، إذ لم يعتنقوا جميعا المذهب الإسماعيلي، إلا أن القلة التي انساقت وراء الطرح الديني والسياسي للفاطميين مارست هذا الطقس غير السوي في علاقتها بالحاكم وتابعيه حتي جاء صلاح الدين الأيوبي، فوصل ما انقطع، وأعاد الحاكم إلي حدوده الطبيعية، بتواضعه في التعامل مع من حوله، بل ومع أعدائه الألداء.
    حكم العبيد
    لكن المصريين لم يكفوا عن ممارسة عادتهم التاريخية في إضفاء هالة علي الحاكم، حتي إن لم يكن يرغب، فلقبوا صلاح الدين بالسلطان، تعظيما له وتكريما لشخصه، ليأتي خلفاؤه، من الأتراك وغيرهم، أيوبيين ومماليك، ليتمسكوا بهذا اللقب.
    ورغم أن المماليك كانوا عبيدا إلا أن توسلهم بالدين إلي جانب تحصنهم بالقوة، منح حكمهم شرعية، فانتقل الناس من رفضهم الصريح، الذي وصل إلي حد أن نادي الشيخ الجليل العز بن عبد السلام بأن حكم الرق قائم عليهم، إلي تقبلهم، ثم تبجيلهم. فقد استعان حكام المماليك الأوائل بالنفوذ الروحي والتاريخي والشرعية السياسية للخلفاء العباسيين، بعد سقوط بغداد تحت سنابك خيل المغول في 1258م، فاستقدموهم إلي القاهرة، وأعطوهم وجودا رمزيا وشكليا، فبدوا بذلك في منزلة المحافظين علي الخلافة، المدافعين عن ديار الإسلام، لاسيما بعد أن تمكنوا في أول اختبار لهم من كسر الاجتياح التتري، ثم توالت انتصاراتهم المظفرة علي التتار والصليبيين من بعد. علاوة علي ذلك اهتم سلاطين المماليك ببناء المساجد والمدارس الدينية، وقربوا إليهم العلماء والفقهاء.
    ومع الزمن، نسي المصريون حكاية الرقيق، و"مملكة العبيد" كما يقول المؤرخون الغربيون، وراحوا يضعون حكام المماليك في منزلة مرموقة، فاتخذوا لهم أعيادا، وأقاموا لهم الاحتفالات، إما لعودتهم منتصرين في المعارك، أو لشفائهم من مرض ألم بهم، أو بعد وفاتهم. فعندما عاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون منتصرا علي التتار سنة 693 هـ/ 1293 م، زينت القاهرة من باب النصر إلي القلعة، وجاءت فرق الغناء من كل مكان، وغالي الناس في وضع الزينات. كما زينت القاهرة للسلطان نفسه، عندما شفي من إصابة ألمت به أثناء خروجه للصيد. وعند وفاة السلاطين كان يمد سماط عظيم من الطعام، يحضره الأمراء والمقدمون والعسكر، ثم يقبلون الأرض ويد السلطان، وتضرب البشائر بالقلعة إعلانا بتولية السلطان الجديد، وكالعادة تزين القاهرة بجميع الزينات قبل دفن السلطان الراحل.
    وحكم العثمانيون مصر باسم الدين، فزعموا أمام الشعب المصري أنهم حماة الدين، وأن دولتهم هي امتداد لـ"الخلافة الإسلامية"، التي أسقطها المغول عام 1258، فكان للسلطان العثماني هيبة وجلالة في نفوس المصريين، بعضها لأسباب دينية. لكن هذه الهيبة لم تجد علي الدوام من ينفخ في أوصالها من رجال الدين، فالبعض لم يقتنع بها، وانتهي الأمر بالإمام محمد عبده، الذي رأي أن الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم، فلا عليه نزل الوحي، ولا من حقه الاستئثار بتأويل النص القرآني والسنة النبوية.
    ولما سقطت الخلافة عام 1924، أراد الملك فؤاد في مصر إحياءها، فتصدي له الشيخ علي عبد الرازق بكتابه الشهير "الإسلام وأصول الحكم"، ليؤكد أن "الخلافة" لم ينزل بها نص، ولم ينعقد لها إجماع، وليس لها دليل في السنة، إنما هي اجتهاد بشري لصحابة الرسول صلي الله عليه وسلم، في تصورهم للحكومة، وأن الإسلام ليس دينا ودولة، إنما هو دعوة دينية خالصة لا تشوبها نزعة ملك أو حكم. ورأي عبد الرازق أن ضياع الخلافة لم يؤثر سلبا إلي أركان الإسلام ولا مصلحة الأمة، وأنهي كلامه قائلا: "الدين الإسلامي بريء من تلك الخلافة التي يتعارفها المسلمون، وبريء من كل ما هيأوا حولها من رغبة ورهبة، ومن عزة وقوة. الخلافة ليست في شيء من الخطط الدينية، كلا، ولا القضاء، ولا غيرهما من وظائف الحكم ومراكز الدولة، وإنما تلك كلها خطط سياسية صرفة لا شأن للدين بها، فهو لم يعرفها ولم ينكرها، ولا أمر بها ولا نهي عنها، وإنما تركها لنا لنرجع فيها إلي أحكام العقل وتجارب الأمم وقواعد السياسة".
    من التبجيل إلي التكفير
    قرون طويلة عاش فيها حكام مصر مقدسين أو مبجلين، يحيطهم الجلال وتكللهم الهيبة، من دون أن يدري من ذهبوا في القرون الغابرة أنه سيأتي يوم، وينقلب فيه الدين إلي غير صالح السلطان، فبعد أن كان التدين يعبد أمامه طريقا وسيعا بات يتيح لفئة تناوئه فرصة تكفيره، استنادا إلي تأويل ذاتي وضيق لنصوص القرآن الكريم.
    ونعني بهذه الفئة بعض الجماعات والتنظيمات السياسية ذات الإسناد الإسلامي، التي دبجت بياناتها وتأويلاتها ابتداء من ستينيات القرن المنصرم، لتكفر رئيس الجمهورية، ومن حوله، بل ومؤسسات الدولية، مهما كانت صغيرة أو مقصية عن بؤرة صنع القرار، أو مركز الهيمنة والتحكم في جسد الدولة المصرية الفارع.
    وبدأت هذه المسيرة، المقطوعة من تاريخ مصر، بما رآه سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق"، الذي اعتبر فيه أن المجتمع الراهن جاهلي. وتلقفت الجماعات والتنظيمات التي تشظت، بشكل لافت، هذه الفكرة، وراحت تعمق فكرة تكفير الحاكم. ففي كتابه الموسوم بـ "رسالة الإيمان" يقول صالح سرية أمير ما عرف بتنظيم "الفنية العسكرية"، الذي قاد محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس السادات عام 1974: "إن الحكم القائم في جميع بلاد الإسلام هو حكم كافر، ولا شك في ذلك"، مستندا في ذلك إلي غياب "الحكم بما أنزل الله"، ويري أن كل من والي الحكومات والأحزاب والجماعات الكافرة فهو كافر، وأن تحية العلم شرك والسلام الجمهوري شرك وتحية قبر الجندي المجهول شرك. وتبنت "جماعة المسلمين" المعروفة أمنيا وإعلاميا باسم "التكفير والهجرة" الموقف نفسه، إذ حكم أميرها شكري مصطفي علي مؤسسات الدولة جميعا بالكفر، وطالب باعتزال الأجهزة الحكومية ومؤسساتها والامتناع عن أداء الخدمة العسكرية أو قبول الوظائف العامة. وفصل محمد عبد السلام فرج مؤسس "تنظيم الجهاد" في كتيبه الشهير "الفريضة الغائبة" هذه النقطة كثيرا، متخذا موقفا مشابها، إذ رأي أن الحاكم مرتد، وأن أبواب الكفر التي أخرجته من ملة الإسلام عديدة، ولذا وجب قتاله. وفي رسالة لعبود الزمر، أمير جماعة الجهاد الذي لا يزال يقضي فترة عقوبة لاشتراكه في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، يقول : "شرف الله الجماعة بقتل السادات علي أيدي بعض رجالها"، ويطالب بـ"الخروج علي الحكام الكفرة وقتالهم وخلعهم، وتنصيب إمام مسلم واجب بإجماع علماء المسلمين علي كل مكلف".
    وتتفق جماعتا "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية" ـ قبل أن تراجع الأخيرة موقفها ـ علي الحكم بكفر رئيس الجمهورية كفر عين، فهو خارج عن ملة الإسلام، لأنه لا يطبق "شرع الله"، ويستبدله بقوانين بشرية وضعية، ويستهزئ بالشريعة الإسلامية، ويستحل ما حرم الله، ويجعل نفسه ربا من دون الله فيحل ما رحمه، ويتخذ من صفة الألوهية، وهي حق التشريع المطلق، الذي لا يكون إلا لله تعالي.
    بين التأليه والتكفير: القديم لا يموت كله
    تندرج علاقة المصري بالحاكم في إطار السمة الغالبة علي المجتمع المصري وهي الاستمرار، أي استمرار الكثير من سمات عناصره الثقافية، وبخاصة فيما يتعلق بعاداته وتقاليده والألفاظ التي يتحدث بها المصريون وغير ذلك، فالمصريون إن كانوا لم يعودوا يؤلهون الحاكم، بل إن قطاعا من النخبة السياسية والثقافية والاجتماعية في مصر المعاصرة تسخر من بعض سلوك وأداء الحكام وتنتقدهم إلي حد الجلد، في حين يطلق العوام النكات التي تنال من هيبة الحاكم، فإن ما في البطانة من قدرة علي إفساد الحاكم بتدليله وتبجيله وإضفاء عليه من عظيم الصفات ما ليس فيه إطلاقا، وكذلك ما في سلوك العوام من ضعف واستكانة حيال الحاكم، هو تجل لخاصية الاستمرارية هذه، أو أنه بعض رواسب "الحاكم الإله" في مصر القديمة.

  7. #7
    قاص
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 598
    المواضيع : 65
    الردود : 598
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    هذا المقال نشر بجريدة أخبار الأدب وهي أشد الصحف انتقادا للوزير ومعارضة لسياساته وتصدر عن دار أخبار اليوم ولعل في نشره ما يقدم الصورة من زاوية أخرى
    رقصة الختام ..أم مناورة جديدة للبقاء!
    فاروق حسني والحجاب والإخوان والوطني أيضا..!
    الأزمة تأكيد علي فشل السياسة الثقافية علي مدي 20 عاما
    محمد شعير



    لماذا تنحصر المعارك التي يجب علي المثقف أن يخوضها بين طرفين يرفضهما معا؟
    لماذا عليه أن يختار بين أصولية تعتبر نفسها متحدثة باسم الله وفساد بيروقراطي يتحدث أيضا باسم الدين؟
    هل هو قدر المثقف؟
    موقعة الحجاب الأخيرة من هذا النوع من المعارك...
    تيارات دينية اختصرت الإسلام في مظاهر شكلية ونسيت جوهره الحقيقي، واستغلت تصريحا لوزير الثقافة يعلن فيه رأيه في الحجاب، ليتقدم 130 عضوا بطلب لسحب الثقة في مفارقة مدهشة، لأن هذا العدد الذي اعتبر ( طرحة الرأس) قضية رئيسية لو تحرك وقت احتراق أكثر من 50 مسرحيا في مسرح بني سويف ما كان لفاروق حسني أن يظل في منصبه.، ولو اهتموا هم أنفسهم بما يحدث بقضايا الثقافة الحقيقة لوجدوا مئات الأسباب التي تستدعي ( سحب الثقة) من الوزير أبسطها قصور الثقافة المتهالكة في محافظات كل عضو من هؤلاء الأعضاء أو سرقات الآثار المستمرة ولكنهم يطبقون المثل المصري( تعال في الهايفة واتصدر)!
    وبعيدا عن التفسيرات التآمرية ( ذات الدلالة ) التي تري أن تصريحات فاروق حسني جاءت بعد أن أدرك أنه علي وشك أن يغادر منصبه، ففضل أن يخرج ( شهيدا) و(مناضلا) علي أن يخرج في صمت. أو التفسير الآخر الذي يري أن ما قام به الوزير محاولة ذكية للبقاء في الوزارة لإدراكه بذكاء لطبيعة النظام الذي يرفض أن يلوي أحد ذراعه ويجبره علي شئ، فإذا اتفقت الآراء جميعها علي أن يرحل (وزير ما ) فسوف يظل وفق منطق العناد، وأصحاب هذين التفسيرين يستندون إلي أن الوزير هو الذي سعي إلي نشر تصريحاته ( كما قالت الزميلة فتحية الدخاخني في المصري اليوم )، ولم يكن الأمر دردشة شخصية كما أعلن فيما بعد في محاولة للتنصل مما قال!
    التفسير الثالث أن ما قام به الوزير لم يكن سوي لعبة سياسية منه بالاتفاق مع النظام لإلهاء الجميع عن القضايا الأكثر إلحاحا مثل التغييرات الدستورية والقوانين الجديدة التي تحاول السلطة تمريرها مثل إلغاء مجانية، أو لاختبار مدي قوة الإخوان المسلمين وتأثيرهم وحرقهم أمام المثقفين بعد أن اكتسبوا أرضا جديدة في علاقتهم بالمثقفين في الشهور الماضية وهو ما يذهب إليه الروائي صنع الله إبراهيم الذي يؤكد أن النظام يلجأ بين الحين والآخر إلي افتعال قضايا سطحية للغلوشة علي فضائحه وعلي تدهور شعبيته وعجزه عن التصدي للقضايا الأساسية التي تمس مصالح مجموع الشعب مثل الغلاء والهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وتدهور الخدمات، ومن هذا القبيل تأتي تصريحات فاروق حسني ضد الحجاب. ويري صاحب ( تلك الرائحة) أن الاجتهادات قد تختلف يشأن الحجاب، وهي مخلفة بالفعل، ولكن هذه القضية ليست من القضايا الملحة التي يمكن أن نتعارك بشأنها، في الوقت الذي نتعرض فيه لخطر التفكك والانسحاق تحت الاملاءات الأمريكية، ويتعرض فيه الشعب الفلسطيني للإبادة دون أن تحرك السلطة ساكنا، ونحتاج فيه إلي وحده متينة ضد الطغيان والفساد.
    الروائي علاء الأسواني يؤكد أنه أعلن كثيرا في مقالاته أنه أقف بمنتهي القوة ضد سياسات وزير الثقافة وكان ينبغي عليه أن يصر علي استقالته بعد محرقة بني سويف التي راح ضحيتها أكثر من خمسين مثقفا ومسرحيا، وكان أيضا ضد مصادرته لديوان أبي نواس والروايات الثلاثة وهو مواقف لا تتفق مع حرية التعبير. ولكنه ضد التي يتعرض لها الوزير لأنه كما يقول الأسواني : ( يعبر عن رأيه ولا أفهم هذه الحملة الشرسة ضده لأن ما قال به يتفق تماما مع ما يؤمن به أي مثقف مستنيرسواء عندما قصد أن الدين تحول إلي استعرض، أو في رايه عن الحجاب أو أن مصر لا يجب أن تسير خلف العرب قاصدا بذلك تأثير الفكر الوهابي)
    ويضيف صاحب ( عمارة يعقوبيان ) : ( لكن من الواضح أن الحكومة تزايد علي الإخوان المسلمين وهو أمر يدفع بمصر كلها إلي حالة من الإرهاب الفكري والظلام، ولا أفهم إطلاقا أن السيد كمال الشاذلي يستبد به الغضب لأن وزير الثقافة قال رأيه في الحجاب، رغم أن الكثير من ممارسات الشاذلي ضد الديمقراطية وضد الدين أيضا, أري أن هناك فعلا تحالفا بين الحزب الوطني والإخوان لأنهما ليسا علي طرفي نقيض كما يبدو لأول وهلة، بل إن بينهما كثير من المشتركات. والأخطر في المر كله ما ينادي به الإخوان إذ يطالبون الآن بتشريع يمع الحديث في الدين إلا برخصة دينية ، هذا خطر لأنه يحول الدين إلي كهنوت، اليدن الإسلامي ضد الكهنوت.
    كنت أتمني أن يوجه هذا الغضب العنيف ضد تصريح وزير الثقافة إلي معاناة الإنسان المصري، المأكولا ت السرطنة ، وإلي تزوير الإنتخابات، والحياة الأدمية التي يعيشها الملايين في مصر. ومن جانبه يري الباحث في شئون الأديان نبيل عبد الفتاح أن تصريحات الوزير هي جزء من ظاهرة ( الاستعراض السياسي) التي انعكست من قبل علي أداء سياسة وزارة الثقافة نفسها التي تقوم علي الاستعراض بدلا من الفاعلية الحقيقة. وتكشف كذلك هذه التصريحات عن ظاهرة برزت منذ أيام الرئيس السادات ومازالت مستمرة حتي الآن هي ظاهرة ( قنابل الدخان السياسية) التي يتم إطلاقها بين الحين والآخر وتحديدا في لحظات الاحتقان السياسي والديني والطائفي والاقتصادي، اي في لحظات الاستقطاب الحاد وترمي هذه التصريحات إلي التغطية علي قضايا جوهرية أخري. كما أن القوي المتصارعة مع النظام وخاصة الدينية منها ( الإخوان المسلمين تحديدا ) تحاول توظيف القضايا الخاصة بحريات الرأي والتعبير في الإثارة وممارسة الضغوط علي النظام والمجتمع، وللأسف كلا الطرفين يحاول توظيف هذه القضايا والملفات من أجل إثبات مدي شرعية مواقفه السياسية والفكرية من وجهة نظر دينية. ويضيف عبد الفتاح أن المعركة الأخيرة كشفت أن هناك خطابا دينيا يهدف إلي تديين كافة الأمور والظواهر وقضايا الجدل العام بهدف تحقيق انتصارات سريعة علي حزب سياسي ضعيف يحاول نوابه وقادته المزايدة السياسية باسم الإسلام أيضا، لتتحول بذلك القضايا الحياتية الرئيسية للمصريين ضحية وتصبح حقوق المواطنة والعقيدة تحت مطرقة النظام وسندان الإخوان المسلمين. وهذا النمط من الممارسة يشير إلي نزر خطر كامنة في أفق السياسة المصرية يهدد الاستقرار السياسي.
    ويري عبد الفتاح أن إستراتيجية الحزب الوطني في التعامل مع الأزمة الأخيرة كشفت عن ضعف الدولة وتآكل مواريثها السياسية الحداثية، وإصابة أركان النظام وفاعليه الرئيسيين بالوهن الشديد وعدم قدرة أعضائه في البرلمان علي المناورة السياسية، كما كشفت عن وجود صراع يتجاوز مسألة الحجاب إلي صراعات حول الترتيبات السياسية بعد تعديل الدستور، وغياب أجندة للصفوة الحاكمة حول قضايا الجدل والحوار السياسي تتمايز عن أجندة الإخوان المسلمين. أما عن موقف الإخوان فهم يعيدون إنتاج أخطائهم، فقد كشفت الأزمة عن مضمرات سياسية تخالف برنامج الجماعة المعلن، وهو ما يتناقض مع مطالبهم بالحريات العامة وبين ضغوطهم التأويلية للدين.، كما كشفت عن رغبتهم في فرض تأويلهم الديني الخاص وتحديد ما يعد من ثوابت الدين وما هو معلوم منه بالضرورة. وهذا الموقف قد يؤدي إرهاب المثقفين من الإخوان ويؤدي إلي العودة إلي تركيبة التحالف التي قامت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات بين عناصر من المثقفين والنظام.
    نحن إذن أمام استراتيجيات تهدف إلي تديين قضايا الجدل العام وذلك عبر المزايدة السياسية الدينية التي يحاول فيها كل طرف إثبات أنه أكثر إسلامية والتزاما من الطرف الآخر، ناهيك عما يتضمنه ذلك من إيماءه ضمنية حينا وصريحة حينا آخر بأن كليهما يمثل سلطة ناطقة باسم الدين وتتلاعب به في السياسة، وهو ما يتنافي أساسا مع مفهوم المواطنة في دولة حديثة.
    ومن جانبه يري المحلل السياسي ضياء رشوان أن تصريحات الوزير الأقدم في الحكومة المصرية أتت في وقت تموج فيه البلاد وتهتم نخبتها وبعض من شعبها بالقضية السياسية الأكبر وهي التعديلات الدستورية المقرر إجراؤها وما سيتتبعها من تعديلات مهمة في التشريعات والممارسات المرتبطة بالنظام السياسي كله، والأكثر رجحانا في ظل السعي الدائم من الحزب الوطني الحاكم، الذي يمثله الوزير في الحكومات المتعاقبة منذ عشرين عاما، لتفكيك المعارضة القوية لتوجهاته في التعديلات الدستورية والسياسية، أنه يسعي عبر التصريحات النارية لوزيره الأقدم إلي إثارة قضية أخري موازية تستقطب اهتمام الرأي العام وتستدرج القوي السياسية بعيدا عن مطالبها الأكبر بتعديلات دستورية ديمقراطية، والأرجح أيضا أن تلك التصريحات تهدف بصورة خاصة إلي تحقيق هدفين سياسيين رئيسيين علي هذا الصعيد: الأول هو استدراج الكتلة الأكبر في المعارضة السياسية والبرلمانية في البلاد، أي الإخوان المسلمين، إلي تلك المعركة 'الفرعية' حتي يفرغوا فيها ما لديهم من طاقة كان يمكن أن توجه لمعركة التعديلات الدستورية والسياسية 'الأصلية'، ويتمثل الهدف الثاني في تفكيك الوحدة النسبية التي توصلت إليها قوي المعارضة المصرية جميعا حول برنامج الإصلاح السياسي والدستوري المتعارض جذريا مع ما ينتويه الحزب الحاكم، وذلك بإثارة تلك القضية 'الخلافية' بينها والتي يراهن الحزب الحاكم علي أن يؤدي اتساع الجدال حولها إلي تحقيق ذلك الهدف).ويري رشوان أنه إذا كان الحجاب حقا علامة علي 'التخلف' فعلي الوزير أن يحاسب حزبه الحاكم عليه أو يتركه لاختلاف توجهاته ورؤيته عنه، وكان ينبغي علي المستهدفين بهذه التصريحات أن يتوقفوا عند حدود رفضها لمن يرفضها ونقدها سياسيا لمن يختلف معها من تلك الزاوية، ولا يجب الانجرار إلي ما يريده الحزب الحاكم وحكومته ووزيره نحو معركة 'موازية' تبعد الأنظار وتستهلك الجهود بعيدا عن المعركة الحقيقية للتعديلات الدستورية).
    المثير في ملابسات هذه المواجهة، أنها تؤكد فشل السياسة الثقافية علي مدي عشرين عاما، لأن ( تخلف) المجتمع مسئولية الثقافة والإعلام بالأساس، وظاهرة انتشار الحجاب هي رد فعل علي واقع سياسي واقتصادي وثقافي بائس وكما يلاحظ الكاتب الصحفي اللبناني بيار أبي صعب: ( أنٌ العقدين الأخيرين اللذين شهدا تصاعد موجة ارتداء الحجاب في أوساط مختلفة، شارك خلالهما الوزير فاروق حسني في الحكومة بلا انقطاع. فما هي البدائل 'المدنية' التي قدمتها حكوماته المتعاقبة كي تستردٌ الناس المحبطين من الخيارات الغيبيٌة، وردود الفعل المتشنٌجة؟
    لذا فتصريح فاروق حسني * والكلام لبيار: ( تنويري، لكنٌه 'تنويري شيك'، أي بعيد عن الناس، وغير معني بالتقدٌم والتطوٌر الفعليين. ربٌما لا يعرف الوزير أنه شريك في المسؤولية عن كل الآفات المتفشية في المجتمع، وأن العودة الي الحجاب بعد قرن تقريبا علي هدي شعراوي، هو غالبا موقف احتجاجي ضدٌه، وضدٌ السلطة المسئولة عن كل الهزائم والانهيارات.
    لذا فلا فرق كبير بين موقف الإخوان من الثقافة والحرية وبين موقف السلطة ( وبينها فاروق حسني بالطبع، وهو ما تؤكده مواقفه المختلفة وقت الأزمات التي تتعلق بحرية التعبير والتي لم يكن له موقف واضح فيها. ولذا كان موقف الكثير من المثقفين إما الصمت أو الدفاع ليس عن شخص معين وإنما عن مبدأ ( حرية التعبير) والحق في مجتمع مدني يقوم علي حق المواطنة بعيدا عن تميزات الدين والجنس والسياسة.



    من أرشيف الوزير: دفاعا عن الحرية







    إن ألف نسخة فقط من الكتاب قد بيعت بينما تم سحب باقي النسخ إلي مخازن الوزارة
    (تصريحات الوزير عقب تفجر أزمة وليمة لأعشاب البحر)






    أؤيد حرية الإبداع ولكن يتعين عليٌ حماية قيم المجتمع بصفتي مسئولا
    (تصريح الوزير في أعقاب ما عرف بأزمة (الروايات الثلاثة) التي صدرت عن هيئة قصور الثقافة وصادرها الوزير استجابة لطلب الإخوان وقام بإعفاء خمسة من قيادات الهيئة من مناصبهم!





    لا نستطيع أبدا أن نمتهن مقدسات شعب عنده إيمان ، عندنا حرية نعم، ولكن السؤال هو كيف تتعامل مع عقلية معينة بشكل غير مسئول. . حتي المثقف لابد أن تكون لديه مسؤولية تجاه مجتمعه، وإلا تصبح مثقفا عدميا أو منسحبا، لأن المسؤولية داخل كل إنسان، فالمسؤولية تحدد اختيارك. وعندما تصبح في موقع أو منصب يصبح الأمر أصعب، ستفسر الأشياء وتتمحص فيها تماما حتي تتخذ الموقف المناسب





    الحرية مسؤولية ولا توجد حرية مطلقة في أي مكان من العالم، وخاصة أن الفيلم والرواية يهدمان الأسس الراسخة للمسيحية، والإسلام يعتز ويحترم السيد المسيح عليه السلام. . وبالتالي كان من الصعب الموافقة علي تدمير عقيدة قطاع من المصريين وإيذاء القطاع الآخر وهو قطاع المسلمين
    (تصريحات للوزير في أعقاب مصادرة رواية شفرة دافنشي ومنع عرض الفيلم المأخوذ عنها في مصر)






    أقول لك وأنا عاصرت حكومات متعاقبة، لم ترقص أية حكومة علي أنغام التطرف، وأنا واحد من الوزراء الذين كافحوا ضد هذا الأمر
    (من حوار صحفي للوزير مجيبا علي سؤال هل ترقص الحكومة علي حبال التطرف ( مجلة

  8. #8
    قاص
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 598
    المواضيع : 65
    الردود : 598
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    وهذا مقال جديد لمحمد شبل
    الإخوان راهنوا علي جعل كل نساء مصر حاضنات لأعضاء مستقبليين في الجماعة رغم أن بنات حسن البنا ومؤسسو الجماعة لم يكن محجبات

    في مواجهة تيار الخطب والشرائط وكتب الأرصفة والفضائيات
    < الإخوان راهنوا علي جعل كل نساء مصر حاضنات لأعضاء مستقبليين في الجماعة رغم أن بنات حسن البنا ومؤسسو الجماعة لم يكن محجبات
    < يجب أن ينهض في مواجهة الإخوان من يرفع الدليل من الكتاب والسنة لإثبات حقيقة الحجاب وموقفه من حيث الحل والإباحة والكراهية والتحريم
    < عدم حجاب المرأة ليس من الكبائر هذا إذا كان من الذنوب أصلا
    < المناخ يتحكم في اللباس طولا وقصرا وخفة وثقلا فما يصلح للبس في السعودية لا يصلح في فرنسا أو روسيا
    < ألا يفكر أحد في شعور المرأة غير المحجبة هذا الجو العدائي المشحون ضدها وهي تتحرك في المجتمع
    < مقولة وزير الثقافة وجهت العقول إلي تيار داهمنا من الخطباء والشرائط وكتب الأرصفة والفضائيات وتجب مواجهته!!
    الحجاب من دون تهويل
    مقولة وزير الثقافة الأخيرة عن «الحجاب» من أشجع الأقوال وأهمها فقد نطقت فيما أري بما وجه العقول إلي هذا التيار الذي يداهمنا من الخطباء والشرائط وكتب الأرصفة والفضائيات واللافتات وأشكال الرجال والنساء.
    وأيده أخونا الكبير «جمال البنا» فقال: الحجاب أمر شخصي يخضع لإرادة المرأة ونفي أن يكون فريضة أو يدخل في عقيدة أو شريعة.
    لكن جماعة الإخوان التي تقود ـ ويدعمها الأشياخ ـ منذ السبعينيات مظاهرة دينية تمجد الشكل والطقوس فيما سمي بـ «الصحوة الإسلامية» أخذت عن الحجاب شعارا عمليا يضاف إلي الشعار النظري الذي يقول: «الإسلام هو الحل» وراهنت علي أن تجعل من نساء مصر جميعا أدوات تحت لوائها يدفعون بالنشء في تيار الجماعة والأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا كله إخوان!!
    لذلك قام رءوس الجماعة يحاربون تصريح «فاروق حسني» لأنه يهز خططهم من الأساس ويهدد هدفهم الذي اعترف بأنهم مشوا فيه خطوات كثيرة علي طريق التحقيق!!
    والأمر يتطلب في وسط هذا الضباب الفكري من ينهض في مواجهة الإخوان الأشياخ رافعا الدليل من الكتاب والسنة لإثبات الوضع الحقيقي للحجاب أو تغطية الرأس.
    وموقفه من حيث الحل والإباحة والكراهة والحرمة.
    < هل غير المحجبة مسلمة؟
    وفي الواقع فإن الحجاب بولغ في أمره كثيرا عمدا وقصدا حتي تساءل الناس هل غير المحجبة مسلمة أم غير مسلمة؟ وأرسلوا تساؤلاتهم إلي الصحف الدينية.
    وكان رد هذه الصحف صادما إرهابيا لا يستند إلي أي دليل وإليك بعضا منه:
    إن التبرج «عدم التحجب» فيه معصية كبيرة لله ورسوله وقد عد رسول الله «صلي الله عليه وسلم» التبرج من الكبائر المهلكة!!
    إن المرأة التي تخلع الحجاب مرتدة ولا ترد علي جنة!!
    بل إن الإرهابيين في الجزائر والأفكار واحدة هنا وهناك توعدوا غير المحجبة بالقتل.
    وجاء ذلك في مقال «إبراهيم نافع» «وقت أن كان رئيسا للأهرام» بعد أن زار الجزائر فقرأ علي الجدران لافتة تقول: «للمنقبة الجنة» وللمحجبة الهداية وللمتبرجة البندقية!! فهم لا يعترفون إلا بالنقاب زيا رسميا ويدعون للمحجبة بأن تهتدي وتنتقب ويهددون المتبرجة «غير المحجبة» بالقتل!!
    وهكذا يرتكبون معصية كبري وإثما عظيما قال عنه الله في كتابه الكريم: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما» ومن البداهة أن عدم التحجب لا يخرج المرأة عن الإيمان.
    لست أدري كيف تشعر غير المحجبة في هذا الجو الملبد بالغيوم الفكرية ما هو شعورها وهي تتحرك وسط هذا الشك والرفض والمشاعر المضادة وهذا النذير بالويل والثبور وعظائم الأمور!!
    أين منا أجيال سبقت ـ من قريب ـ كان نساؤها يتحركن حاسرات الرءوس مطمئنات وكان الإخوان المسلمون أنفسهم يصاحبون نساءهم وبناتهم وهن يرتدين مثل نساء الإنجليز والأمريكان «بنات مؤسس الإخوان ومرشدهم الأول» حسن البنا كن غير محجبات وكان الأشياخ يسيرون علي نفس المنهج ولم نسمع من يقول إن الحجاب فريضة تضاف إلي الصلاة والصيام والحج وعلي رأس الأزهر شيوخه العظام.. محمود شلتوت ومحمد مصطفي المراغي ومصطفي عبدالرازق!!
    < الحجاب في كتاب الله
    إن الله أيها السادة الذي يزن أعمال عباده بميزان متناه في الدقة حتي إن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره لا يرضي أن نزن نحن أعمالهم بهذا الميزان الجائر!!
    دعونا ننظر في مسألة الحجاب في ضوء كتاب الله

    ورد ذكر لباس المرأة في آيتين:
    الآية الأولي: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن علي جيوبهن» «النور 31».
    فما الذي تطلب هذه الآية من النساء أن يغطينه ويسترنه؟
    لقد طلبت الآية مطلبين من النساء
    1 ـ أن يضربن بخمرهن علي جيوبهن.. وخمرهن جمع خمار وهو كل ما يستر.
    وليس الخمار هو خمار الرأس فقط وإنما هو أي غطاء للرأس وغير الرأس وجيوبهن جمع جيب وهو فتحة الثوب التي تدخل منها «الرأس» وقد كانت بعض النساء لا يغطين هذه الفتحة فتظهر منها أجزاء من الثديين وما بين الثديين فأمرت الآية بأن يغطين هذه الفتحات لستر الصدر.
    ومن الواضح أن الآية لم تذكر أي شيء عن تغطية الرأس.
    2 ـ الطلب الثاني الذي طلبته الآية هو: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها» والمعني: ألا يبدين من زينتهن إلا ما جرت العادة واستقر العرف علي ظهوره.
    هذا يختلف من بلد إلي بلد ومن عصر إلي عصر «ذلك لأن القرآن صالح لكل زمان ومكان» فما جرت العادة علي ظهوره من جسم المرأة يختلف من السعودية إلي فرنسا ومن روسيا إلي جنوب إفريقيا لأن المناخ يتحكم في نوع اللباس طولا وقصرا وثقلا وخفة.
    ومن هنا نقول إن المسلمة إذا عاشت في أوروبا ولبست كما تلبس الأوروبيات فهي لم تخالف الآية وقس علي ذلك المسلمة التي توجد في أي بقعة من بقاع الأرض.
    لكن يروي أن النبي «صلي الله عليه وسلم» قد حدد ما ظهر منها في الوجه والكفين.
    وهنا نقول: إن الحديث «إن صح» يكون قد حدد ذلك طبقا للعادة والعرف في وقتها.
    ومما هو جدير بالذكر أن هذا الحديث رواه «أبوداود» وقال: هو مرسل رواه خالد بن دريك عن «عائشة» «رضي الله عنها» وهو لم يسمع من عائشة «تفسير بن كثير».
    الآية الثانية التي ذكرت لباس المرأة هي قوله تعالي: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلالبيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما» «الأحزاب 59».
    وجاء بالتفاسير القديمة: الجلاليب جمع جلباب وهو الملاءة أو العباءة والآية تأمر النساء بأن يرخين بعضها علي الوجوه إذا خرجن لحاجتهن وذلك أقرب أن يعرفن بأنهن حرائر فلا يؤذين بالتعرض لهن بخلاف «الإماء» فلا يغطين وجوههن وتعرض المعاكسين للحرائر كان سبب نزول الآية. ويمكننا القول إن هذا تفسير فات آوانه فلن يعد هناك «إماء» لكن يجب التنبه إلي أن القرآن نزل لكل زمان ومكان لذلك فإني أشير هنا إلي ما قاله المفكر السوري.
    د. محمد شحرور في كتابه «الكتاب والقرآن» قراءة معاصرة.
    الجلباب هو اللباس الخارجي وهو يمكن أن يكون «بنطلون وقميص» أو «تايور» أو «بالطو» كل هذه الملابس تدخل تحت بند «الجلاليب» لذا قالت الآية: «يدنين عليهن من جلابيبهن» فعلي المرأة المؤمنة أن تغطي من جسدها الأجزاء التي إذا ظهرت تسبب لها الأذي.
    أي علي المؤمنة أن تلبس لباسا خارجيا وتخرج إلي المجتمع حسب الأعراف السائدة في مجتمعها بحيث لا تكون عرضة لسخرية وأذي الناس وإذا لم تفعل ذلك ستعرض نفسها للأذي.
    < هاتان هما الآيتان اللتان ذكرتا لباس المرأة..
    لكن هنا سؤال مهم لعله يجلي الحقيقة فيما صاحب «الحجاب» من تضخيم حتي اعتبره البعض حدا فاصلا بين الإيمان والكفر!!
    < الكبائر والصغائر
    ما العقاب الذي قرره القرآن للمرأة التي لا تتحجب؟
    إن القرآن نزل بأوامر ونواه وكل من يخالف يرتكب ذنبا والقرآن أرشدنا أن من الذنوب ما هو من «الكبائر» ومنها ما هو من «الصغائر» وأن من يجتنب الكبائر تغفر له الصغائر. فقال تعالي: «إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما» «النساء 31».
    وتكفير الصغائر عملية مستمرة كما جاء بالحديث النبوي: «الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» «رواه مسلم».
    فما هي الكبائر؟ قال الصحابي ابن عباس «رضي الله عنه» إنها كل ذنب فرض الله عقوبته في الدنيا وكل ذنب ختمه الله بالنار وأخر عقوبته إلي الآخرة» «تفسير ابن كثير».
    وعدم تحجب المرأة ليس من الكبائر فلا هو تقرر له عقاب في الدنيا ولا ختمه الله بالنار.
    إذن هو من الصغائر «إن كان من الذنوب أصلا»!!
    قد يتشدد البعض ويقول: إن حجاب المرأة ورد بكتاب الله «كما قالت د. سعاد صالح التي تريد أن تناظر وزير الثقافة وإلي هؤلاء هذه الرواية المعبرة: «في تفسير ابن كثير». يروي أن ناسا سألوا عبدالله بن عمرو في مصر فقالوا: نري أشياء من كتاب الله عز وجل أمر أن يعمل بها لا يعمل بها
    . فأردنا أن نلقي أمير المؤمنين في ذلك فقدم وقدموا معه فلقي عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» فقال: يا أمير المؤمنين إن ناسا لقوني بمصر فقالوا، إنا نري أشياء في كتاب الله أمر أن يعمل بها فلا يعمل بها، فأحبوا أن يلقوك في ذلك.
    قال فأجمعهم لي: قال فجمعتهم له فأخذ أدناهم رجلا فقال أنشدك بالله وبحق الإسلام عليك أقرأت القرآن كله؟ قال: نعم قال فهل أحصيته في نفسك؟ ثم تتبعهم حتي أتي علي آخرهم.. فقال: ثكلت «عمر» أمه أتكلفونه أن يقيم الناس علي كتاب الله قد علم ربنا أن ستكون لنا سيئات وتلا: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم».
    يا قوم الأخلاق تأتي في المرتبة الأولي يليها بالنسبة للمرأة الاحتشام في السلوك والمظهر ثم يأتي بعد الاثنين غطاء الرأس الذي لا يغني عن المرتبتين الأولتين بأي حال.. وبهذا يرجع الأمر إلي نصابه.. من دون تهويل!!

  9. #9
    قاص
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 598
    المواضيع : 65
    الردود : 598
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    وهذا مقال لعزت القمحاوي وهو من المعارضين لساسة الوزير ونشر بأخبار الأدب
    عزت القمحاوي
    ما فعله فاروق حسني لايختلف عن سلوك بعض صغار الكتاب الذين يشون بكتبهم تسولا للصدام مع الأزهر، بينما يمثل بتضخم ثروته رمزا من رموز الفساد الظهير القوي للإرهاب، كما أن أسلوب إدارته للثقافة المصرية كان سببا آخر لتنامي التطرف الحق
    أحترم خيار بعض مثقفينا الذين ارتأوا أن يصدروا بيان مؤازرة للوزير فاروق حسني الذي أشعل بخفة حريق الحجاب، وبينهم من نعتز بعطائه الفكري والفني، لكن بينهم أيضا من تضامن مع فاروق حسني في مواجهة حريق آخر واقعي، راح ضحيته ثمانية وخمسون من خيرة فناني ونقاد المسرح والجمهور المتعطش للفن في محرقة بني سويف المؤلمة في يوليو 2005، فماذا نعطي لهذا من الأسماء؟!
    ومن نافل القول أيضا أن بعضا ممن وقعوا اليوم في حريق الحجاب مثل الفنان الكبير يوسف شاهين كانوا ضد ما جري في بني سويف، وهذا يمنحنا الحق في التساؤل حول فكرة الثقافة من أساسها، ورؤية المثقف لفعل التنوير. وإلي أي حد يمكن للمثقفين العلمانيين أن يتطابقوا من دون دراية مع القوي الدينية التي يرونها في الطرف النقيض؟
    القوي الدينية تختصر الإسلام في الحجاب، فهل يليق بالمثقفين اختصار التطرف في الحجاب؟. وإذا كانت القوي المتزمتة تثور لكل بادرة مساس بالحجاب، بينما لم تثر لحريق البشر في بني سويف أو حرائق وتدمير الآثار، فهل يصح أن يرتكب المثقفون الخطأ نفسه ويعتبرون من يهاجم الحجاب تنويريا بالضرورة؟!
    هذه أسئلة كان يجب علي كل منهم أن يفكر بها قبل أن يجرد قلمه للتوقيع بسهولة مؤذية لمكانة المثقف في المجتمع، وأعني مكانة كلمته ومصداقيتها وبالتالي قدرتها علي قيادة التغيير.
    ما فعله فاروق حسني لايختلف عن سلوك بعض صغار الكتاب الذين يشون بكتبهم تسولا للصدام مع الأزهر، بينما يمثل بتضخم ثروته رمزا من رموز الفساد الظهير القوي للإرهاب، كما أن أسلوب إدارته للثقافة المصرية كان سببا آخر لتنامي التطرف الحق، وليس الحجاب (الظاهرة التي تتضافر في صنعها عوامل اقتصادية واجتماعية ودينية). أما عن طريقته الاستعراضية في إدارة الثقافة من العاصمة والانسحاب من المواقع الثقافية بالمحافظات فهي السبب الآخر. وأخيرا فإن للوزير المزمن تاريخا حافلا في خذلان حرية الإبداع، وقد كان ملهما في عدم التوفيق عندما أعلن أمام مجلس الشعب أنه ¢ينصاع للأزهر¢ في أزمة الوليمة، وما تبع ذلك من إحراق ديوان أبي نواس بعد طبعه، و مصادرة ثلاث روايات حتي أن الإخوان أعلنوا أنهم فوجؤا برد فعل الوزير علي سؤال نائبهم في البرلمان، وليس آخرا مصادرة شيفرة دافنشي، فكيف لمن أعطي ظهرة للثقافة بهذا الشكل أن يجر عددا من مثقفينا إلي قضية زائدة عن حاجة الواقع المتفاقم الأمراض؟!
    الوزير استدرج بمغامرته المثقفين إلي موضع الشاهد الزور الذي لانرضاه لأي منهم، لأن من يحجب بعض الحقيقة لايكون شاهدا عدلا، والبيان الذي حملته صحف الثلاثاء الماضي أشار إلي ¢قوي سياسية بذاتها دأبت علي التحدث باسم الدين باعتبارها وصية علي الإسلام¢ إلي آخر ما جاء بالبيان الذي اتهم قوي غامضة بالسعي إلي تحقيق أهداف سياسية من خلال الأزمة التي أثارتها حول تصريحات فاروق حسني بشأن الحجاب، في حين أن المعركة قادها في مجلس الشعب مائة وثلاثون نائبا طالبوا بسحب الثقة من الوزير، اتفق فيها الإخوان مع الحكومة، بل مع شخصيات من أركان السلطة والحزب الحاكم. وهذه الحقيقة كانت تحتم علي المثقفين أن يدخروا كلمتهم للبحث في مجمل النسق الذي يتحرك فيه المجتمع وتتحرك فيه الحكومة طوال الوقت، عن الرؤية الاستراتيجية لشكل المجتمع المصري ابتداء من التعليم وليس انتهاء بالثقافة.

  10. #10
    قاص
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 598
    المواضيع : 65
    الردود : 598
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    خبر أردت له الصحف مساحة
    تعقد مساء اليوم
    تظاهرة ثقافية عن حرية الرأى ومستقبل الدولة المدنية فى مصر

    تنظم جمعية الكاتبات المصريات فى السادسة والنصف مساء اليوم فى مبنى اتحاد الكتاب بشارع حسن صبرى بالزمالك، تظاهرة ثقافية بعنوان «حرية الرأى ومستقبل الدولة المدنية فى مصر».. يشارك فيها عدد كبير من الكاتبات والفنانات المصريات ونشطاء حقوق الإنسان.. التظاهرة تعقد على خلفية الضجة التى أثيرت أخيرا، بشأن قضية الحجاب.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ما يضير اصابعي
    بواسطة بيدرجبار في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 24-05-2014, 11:38 PM
  2. يَضيرُ البَغْيُ كُلَّ رَبِيعٍ * وَمَا نَيل السَقِيْم يضِيـرُ
    بواسطة تامر عمر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-01-2012, 05:19 PM
  3. صمت الكبار يطلق نباح الاقزام
    بواسطة اشرف نبوي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-05-2009, 10:39 AM
  4. ردا على القصة القصيرة * لا صياح ... ولا نباح ... * للكاتب المغربي * محمد التطواني *
    بواسطة فدوى أحمد التكموتي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-11-2007, 01:34 PM
  5. نباح الكلب الأخير..
    بواسطة يوسف الحربي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 24-10-2003, 08:53 AM