مرة أخرى سامرتني الحروف لأتحدث عن حبك ..حبك الذي أهديتني .
أي حب هذا الذي لا يعرف الفتور ..أي حب هذا الذي إن تكلمنا عنه ظلمناه،لأننا مهما كتبنا فلن نفيه حقه .
من منا لا تثير لواعجه بسمة على ثغر طفل ..ومن منا لا تغازل أنامله ضفائر طفلة تلونت بلون السنابل ..فإن كنت أما فسينبض قلبك لأطفالك لمجرد رؤية أي جمال في حياتك ..زهرا أو فراشا ..دمية أو ثوبا ..أو أرجوحة .
أهمس في أذن طفلي ..أداعبه ..تأسرني ضحكاته ..وأذكر أمي تقبلني وتحضن مني كل أركاني،ويسكنني دفء الشمس كلما تذكرت عينيها .
ما زالت همساتها تدغدغ مشاعري ..يا طفلتي الحلوة غدا ستعرفين كم أحبك يا وجه القمر ؟!
عندما أذكرك ...اعذريني يا غاليتي لو تجرأت على قولها ..كيف لي أن أنساك وأنت ذاكرتي ،وهل ينسى الفضل إلا جاحد ،فوربي أنك ملء القلب والعيون ،يذيبني همك ،ولا أفتأ أحدثك رغم غياب الصور .
يا عطاء الله لكل البشر ..علميني ماذا أفعل عندما يلفني الشوق إليك ؟
وأي طريق يسلكني ليعود بي إلى أحضانك ولو لليلة ..أكون طفلتك المدللة ..وكأني أسمع همسك تقولين لي أني لا زلت طفلتك المدللة ..أليس حقا ما أسمع ..
هل تعرفين يا غاليتي أني أراك في عيوني كلما نظرت في مرآتي ؟!
فإليك يا من يتدفق العشق من ينبوع عينيها فتسيل جداوله على امتدادات جفائنا .
إلى من يستمد الطهر اسمه من روحها .
وإلى من تسعى مفردات العطاء لتجد مكانا بين صفحاتها
إلى موطن العشق الذي ينشد رضا الله ..
إلى عيون تشع عندما تفتح ..وتضيء عندما تطبق
وإلى تلك القلوب المفعمة بالطهر والعفاف والساكنة في خلجات الفضيلة ...
إليك ..وإلى كل أم ولدت الحياة ..قلوب للحب .