ذات يوم أعدك أن تستفيق
لتختبر ذات الشعور بالغرق
وتحاول بجهد اكبر
أن تتشبث بخصال شعري
على أمل
أن تصل الشاطئ عبري
وتخبر المارقين عن قصص القمر
وتمارس دورك الرجولي كبطل
وأكون أنا
بضعا من ضحايا القدر
سامحني هذه المرة
لن انحني بأمل
ولن أتنازل عن دور البطولة
لتكون أنت وحدك البطل
وسأصل قبلك إلى الشاطئ
وسأعلن انتهاء ليل السهر
وسيستقبلني الشاطئ وحدي
وسيبني لي منارة
تخليدا لذكرى القمر
شالك الأحمر الليلة لن ارتديه
ولن أحاول بسذاجة امرأة
أن أتوشح الأسود لالتقيك
ولن اجلس على كرسيك البني
ارسم ملامحك يوم العيد
ولن أحاول أن استرق إليك النظر
ولن أعانق أثوابك على أمل
أن المح لون عينيك تحت المطر
وسأخلع كل ذكرياتي معك
وسأمزق كل أوراقي التي تركتها ذات يوم معك
وسأمحو من غرفتي كثيرا من الصور
وسأرسم لوحة بيضاء وشاطئ بحر وقمر
وامرأة تقف بقوة لترسم تفاصيل الليل
في سفن العمر
امرأة لا تعرف البكاء
ولا تجيد الانتظار
وترسم كل ليلة لوحة جديدة بلون الشجر
وتترك في كل مكان توقيع
امرأة ترفض أن تكون أسيرة لديك
امرأة لا تجيد كتابة البطاقات
ولا قراءة الشعر
امرأة أكثر ما تجيد
البكاء في الليل وتحت المطر
امرأة يعانق الموت كحلها
لتبتسم
وأكثر ما يغريها البحث عنك
تحت المطر
تموز وحده من يفهم الأحاجي
ووحده من يجيد البوح بالأماني
وألوان الليل فيه
توحي برائحة الموت
يوم التقينا
وتوحي أكثر
بتاريخ وفاتي
يوم ارتأينا
أن نغادر ليل المطر
أتراك كنت تعلم
أني لا أجيد العيش بعيدا عن عينيك
واني كلما حاولت الفرار منك غرقت بك أكثر
وان الليل حين يرغب أن يعانقني
يأخذني إليك
لينساني دهرا بين يديك
ويتركني هناك
أحاول بقوة أن أقف بشموخ
أن اكسر قيدي وأحاول البوح بجنون
لأسقط بقوة اكبر بين يديك
وكثير من بكائي يعانق صمت تموز
يهديك قصائد بوحي
صارخا بألم
صامتا كما القدر
مؤلما كحقائب السفر
مبتسما
كما رائحة التراب في ارض الضجر
ثائرا
كما ليالي الباحثين عن وطن
وحيدا كما أنا ورائحة الأرض
بعد المطر
أجمل الأشياء تلك التي تولد في عينيك
وأكثرها روعة
تلك التي ترتسم في ثنايا وجهك الأسمر
لتضيء ظلام العمر
وتهدي أولئك الذين يبحثون دهرا
عن كفن ابيض وارض
أطلقوا عليها لقب وطن
وتعانق أولئك الذين أرداهم البرد
قتلى على باب البشر
اكبر أحلامهم حائط وباب ملون
وربما وسادة
وتهديني ربما ابتسامة
تحيي الموت في ليلي
وتعيد إلى أرجائي
تفاصيل الشتاء ولون الخريف
ورائحة الربيع بعد المطر
أعدك أني بعد اليوم لن اغرق
واني كلما رسمت لوحة سأضيف إليها
ملامح الأبيض والأسود
وربما ارسم خطوطها بكثير من الأحمر
وسأرتدي صباح كل يوم
وشاحا مزركش
وسأروي للكون حكايتي معك
كيف سلبتني قوتي
لتهديني قوة اكبر
وتسلبني حريتي
وترسم في أركاني
كونا اكبر
وتهديني وشاحا وتهمس لي
أني امرأة لا تقهر
أعدك أني بعد اليوم لن انحني
ولن أتنازل عن ارض في لونها
أنا وأنت وصمت تموز
ورائحة القدر
أما نافذتي سأتركها مشرعة
لتستقبل العائدين من ارض المنفى
وأشارك العاطلين عن العمل
مهنة رسم الأمل