اليكم يا دعاة الحق للانسان مأساتي
أغار الظلم والطغيان في أرجاء بلداتي
فما أبقى لنا وطناً ولا استبقيت في ذاتي
أعيش مرارة الترويع أخشى يومي الآتي
ومنذ خرجت للدنيا وحب الأرض يحدوني
طردت هناك في المنفى بظل القهر والهون
وكل عواصم الأعراب تغلق بابها دوني
لهم قد بعته عمري ولما شخت باعوني
أنا يا قوم منذ ولدت سار الكل في وأدي
ولمّا صرت بعد فتىً تآمر كلهم ضدي
وأثقال النوى والبعد قمت بحملها وحدي
طرقت قلوب أمتنا فضجّ القوم في طردي
صرخت على مسامعهم أما في القوم معتصم؟
ولمّا ارتدت الأصداء نحوي أفصح القلم
قلوب القوم يا أختاه بات يصيبها الصمم
فكيف الردّ من جدث ؟وهل تستنهض الرمم؟؟
فعدت هناك ألمس في خطى الأيام آثاري
أهيم هنا على وجهي وهامت فيّ أشعاري
لقد تاه الدليل وتهت في بيداء أسفاري
رحاب الضاد قد ضاقت على استيعاب أفكاري
أنا يا قوم ليس لديّ في أوطانكم أرب
ولكنّي عجبت هنا وحقّ لنفسي العجب
ألست هنا بعربيّ أم الاعراب ليس يسوسهم عرب؟
ذرفت دموع مأساتي وأرهق خطوي النصب
بلادي أمّي اغتصبت وفي المأساة مات أبي
طردت هنا بلا سبب فقلت لنفسي انتحبي
فليس ترين أرض العزّ في أثوابها القشب
وليس تفيض بالأثمار أرض التين والعنب
طريد هائم يشكو مصاب البعد واليتم
أصاب البعض غنم الهمّ حين وقعت في الغرم
مضيت أسائل الأيام والأفهام عن جرمي
وكيف انهالت الأسياف تسلب من دمي حلمي
غدوت كريشة في الجوّ ريح الكيد تقذفني
فلا الأعراب في بدو ولا الأرياف تعرفني
ولا الخرطوم تمهلني ولا صنعاء تقبلني
تراها ثارت الأمواج لمّا أبحرت سفني؟؟
أنا يا قوم رغم الكيد ما قطّعت أرحامي
ولا خنت الوداد ولو أصابوا طير أحلامي
فحقل أخوّتي تسقيه دفقةجرحي الدامي
أنا الإسلام رباني فلست أخون إسلامي
بلاد العرب موطننا كذا علّمت في صغري
فشامي منك يا صنعاء مثل القوس للوتر
أروني نخوة الأعراب والإسلام في كبري
ظلام القهر يكفيني.. أضيئوا في الدّجى قمري