أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رانمــــــــــــــارو ................... الجزء الثاني

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي رانمــــــــــــــارو ................... الجزء الثاني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم جميعا

    أقدم لكم الجزء الثاني من رواتي الأدبية الأولى : رانمارو

    أنا أكتب في هذا الجزء حاليا

    في الفصل العشرين الآن

    لم أنتق اسم له حتى هذه اللحظة

    لمن يرد قراءة الجزء الأول كاملا عليه بزيارة هذه الصفحة :

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=22078

    أرجو أن تسمتعوا بالجزء الثاني

    تحيتي

    الساحر.

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يوم الجمعة الموافق 23-3-2007
    الساعة الثامنة مساءا
    نقرأ الفاتحة و ندعو لنا بالتوفيق
    رانمارو الجزء الثاني
    الفصل الأول
    الاجتماع الأول
    سقطت آشعة الشمس متلألأة على صفحات هذه البحيرة الصغيرة لتسطع آشعتها المنعكسة في أعين رانمارو , ياكو , هارونا , تاكامي , ريميكا , ساكورا , هيكارو , و ناجومي , كانوا يجلسون حول تلك البحيرة مستلقين على الأرض العشبية في راحة و كسل , تحدثت تاكامي قائلة :
    -لازلت لا أصدق ما حدث , ففي خلال فترة أقل من شهرين قد أصبحت لنا قرية جديدة , يا لهذا الحلم الجميل !
    ابتسم ياكو وهو يقول لها :
    -أنت تقولين فترة أقل من شهرين , بينما حقيقة بدأ الأمر منذ أكثر من خمسة أشهر تقريبا , حينما قابلت رانمارو و ساكورا أول مرة !
    ارتفع صوت طفلة صغيرة بنبرتها الحادة الجميلة وهي تتسائل :
    -ماذا ؟! من ساكورا هذه ؟!
    حدقت هيكارو و ناجومي و تاكامي بياكو , فقال محدقا برانمارو الذي كان سارحا بخياله بعيدا عن مجلسهم :
    -هذه هي الفتاة التي أنقذت رانمارو من الموت , و هي التي كانت معه حين قابلته , و هي التي كانت سببا في معركة باكوشو !
    تحدثت ريميكا قائلة :
    -وهي تلك الفتاة التي أشار إليها هذا الخائن بأنه قد تحكم فيها حتى تقتل الساحر منقذة رانمارو من الموت و الهلاك !
    تمتمت تاكامي في شرود محدقة برانمارو بصوت خفيض حزين :
    -لهذا السبب أصبح يشرد كثيرا هذه الأيام , لكن أين هي ؟!
    هز ياكو كتفيه و قال :
    -لا أعلم , و لا يعلم رانمارو كذلك , فعندما ذهبنا لانقاذ هارونا تركناها في منزلي , لكن بعد عودتنا من المعركة لم نجدها , وعوضا عنها وجدنا ورقة وداع لرانمارو , لم يصدق رانمارو ذلك الأمر , وأخذ يقلب البيت رأسا على عقب , لكنه أخيرا اقتنع بأنها قد هربت و غادرته وهي في أمس الحاجة إليه , نظرا لكونها بشرية , فأخذ رانمارو يبحث عنها لمدة شهرين كاملين دون انقطاع , و أيضا دون فائدة !
    قالت ناجومي وقد تغيرت معاملتها بشدة بعد تضحية رانمارو في المعركة الأخيرة من أجل القرية , فقد أدركت أنه طيب غير والديه :
    -هل تعني أنه لم يكن يبحث في تلك الفترة عنّا ؟!!
    أومأ ياكو برأسه في صمت و حزن بمعنى الموافقة , فاتسعت عيناها دهشة , في حين عبرت تاكامي عن دهشتها هذه بسؤالها :
    -ولم إذا أعاد النظر في موضوع القرية مرة أخرى ؟!!
    ابتسم ياكو في حين ردت هارونا قائلة :
    -الفضل كله يرجع إلى ساكورا الصغيرة !
    قالتها مشيرة بسبابتها اليمنى نحو تلك الطفلة التي كانت تلعب في الماء بيدها في سعادة مترقبة لتلك التموجات المتكونة على سطح البحيرة , حدق الجميع بها في ذهول في حين تمتمت ريميكا :
    -ساكورا ؟! كيف ؟!
    قالتها وهي تلتفت محدقة بهارونا , فقال ياكو مفسرا :
    -الأمر كله بسيط , فرانمارو قد غرق في أوجاعه و آلامه , ابتلعه محيط أحزانه المظلم مانعا أي ضوء من الاقتراب منه , فتناسى مهمته التي قد وعد و أقسم على أن يقوم بها , لكنه عندما قابل ساكورا الصغيرة , شعر كأنه أصبح تحت قرص الشمس مباشرة ,
    قالها و التفت محدقا بأخيه في حزن و تابع بصوت حزين :
    -لولا ساكورا لما استطاع أن يقفز من بحر أحزانه نحو شط اليابس المنير , لولا أنه تذكر ساكورا وما قد تعاهدا عليه آنفا لماَ قبل أن يعرض نفسه للخطر مرة ثانية من أجل الآخرين,
    التفت محدقا بهارونا في عينيها و تابع :
    -فهو قد لام نفسه على ضياع ساكورا منه , لا , بل لام محاولته لانقاذ الآخرين متمثلة في انقاذه لهارونا كسببا لرحيل ساكورا !
    اتسعت عينا هارونا ذهولا , لم تدر ماذا عليها أن تقول , شعرت فجأة بحمل ثقيل قد هبط على قلبها البللوري في قسوة , فتحطم إلى أجزاء من الكريستالات التي لا ترى بالعين المجردة , انتشلها ياكو من وسط أحزانها بمتابعته :
    -لكنه أدرك حين مقابلته لساكورا الصغيرة مدى كونه مخطئا , فالعكس هو الصحيح , فقد اتفقا هو و ساكورا على نصرة الحق و مساعدة المظلوم و دعم الضعيف و رد المسلوب و تقوية الحق , لا بالرضى بالذل و الهوان و الاستكانة لمنظر الضعف و الاستسلام للجبن و ترك الظلم يتفشى في الأنحاء , لهذا فقد اندفع كالسهم يدافع عن الحق , يدافع عن حلمه الذي بدأه سويا مع ساكورا , وها هو قد حققه من غيرها , لهذا فهو حزين , أعرف كل هذا لكنني لا أقدر على المساعدة , أعلم مقدار حزنه لكن لا أقدر على التخفيف عنه ولو بكلمة , فما رأيكم ؟!
    صمت الجميع تحت تأثير كلماته , ففي قلوبهم شعروا بمدى حزن زعيمهم , مدى ثقل مسئوليته , مدى عظمته , فهو كان يضحك في وجوههم و بداخله بركان من البكاء , يساعدهم في محنتهم وهو أكثرهم حاجة إلى المساعدة , صمتوا تحت وطأة الشعور بالذنب , أما رانمارو فكان في واد آخر تماما ..
    ((-هذا اللعين جنتو , لو لم يتدخل ..
    -ماذا ؟! هل كنت لا تريده أن يتدخل ؟!
    ألم تدرك بعد فارق القوة الرهيب بينك وبين أعدائك ؟!
    -اصمت , لا يهمني فارق القوة , لكن ماذا جنيت ؟!
    -لقد حققت حلمك في النهاية , حلمك و حلم ساكورا ..
    -لكنها ليست بجواري كي تشهد معي تحقيق حلمي , اثبات برائتي
    -لقد وعدتك بأنها ستكون بجوارك حين تظهر برائتك , فلا تجزع و كن متفائلا..))
    التفت رانمارو حوله محدقا بزملائه , فوجد الوجوم سائدا عليهم , ففهم ما حدث , لقد عرفوا بماذا يشعر , حاول أن يقول لهم شيئا لكن صوت آخر غريب عنهم جاء مقاطعا ما انتواه بقوله :
    -سيدي رانمارو , سيدي أكيهيرو يطلب مقابلتك لأمر عاجل !
    حدق رانمارو في هذا الشاب الذي جاء ليستدعيه لمقابلة أكيهيرو , حقيقة الجميع بعد المعركة الأخيرة أصبح يكن له الاحترام , الأمر الذي أصبح يضايقه , فهو لا يحب كونه البطل المظفر الذي يبجله الجميع , بل هو يحب أن يكون في مكانته الطبيعية , و هو كونه ضعيف عن قادة و رؤساء العائلات النبيلة بالمدينة , و بقريته المستقبلية , لكن السبب وراء ذلك التبجيل نابع من مقدرته على كسر حاجز المستحيل بالتغلب على تعويذة الخائن بصورة لا يعلمها أحد حتى الآن , حتى قرنائه لا يعلمون , لكنه لم يشأ أن يخبرهم , حتى يترك شيئا يتحدثون و يمزحون فيه في أوقات الصعاب القادمة بكثرة , قام رانمارو من جلسته بعد أن حيا أصدقائه , تبع الفتى ملاحظا كونه يسترق النظرات محدقا به , فسار رانمارو بسرعة حتى أصبح بجواره ثم قال ناظرا للفتى :
    -أنا رانمارو , و أنت ؟!
    قالها وقد توقف مادا يده اليمنى للأمام كي يصافح الفتى , اتسعت عينا الفتى ذهولا , و خر راكعا فورا مطأطأ الرأس نحو الأرض قائلا في اندفاع وسرعة :
    -أنا آسف سيدي رانمارو العظيم , أنا خادمك تانشي !
    حدق رانمارو بالفتى وبداخله غيظ كبير , لكنه قرر كسر هذا الحاجز و تحرير نفسه من هذا السور الذي أحاط به و كاد أن يخنقه , فهبط لأسفل على قدميه حتى أصبح في مستوى تانشي و قال له :
    -لا تنحني لي مرة ثانية !
    رفع تانشيني رأسه , لكن ليس اتباعا لكلام رانمارو , بل من الذهول مما قاله , فأومأ رانمارو برأسه موافقا وعلى شفتيه ابتسامة هادئة , فابتسم الشاب واغرورقت عيناه بالدموع وهو يقول :
    -شكرا لك سيدي..
    -لا تقل سيدي..
    قاطعه رانمارو بحدة , فاتسعت عينا الفتى خوفا منه , فسارع رانمارو بمتابعة حديثه بقوله بنبرة هادئة :
    -نادني باسمي فقط , را..نم..ار..و , فقط رانمارو دون سيدي !
    تمتم الفتى في ذهول :
    -ولكن سيدي ..
    -ماذا أخبرتك ؟!
    قالها رانمارو بصرامة نوعا ما , فابتلع الفتى ريقه و معه كلمة سيدي وقال :
    -حسنا س.. رانمارو !
    ابتسم رانمارو بسعادة , و شعر بطمأنينة تجتاح قلبه , فقد كسر حاجز التبجيل الذي لا يستحقه , قام من جلسته و نفض ملابسه وهو ينظر نحو القصر قائلا :
    -هل السيد أكيهيرو يريدني هناك ؟!
    أومأ تانشي برأسه , فابتسم رانمارو قائلا :
    -حسنا إذا , هيا بنا نذهب إليه تانشي !
    قالها وجذب تانشي من ركوعه فانتصب واقفا بسرعة , و سار مع رانمارو و رأسه مطرقة نحو الأرض , ود رانمارو لو يبدأ معه حديث ما لكن الوقت كان ضيقا , إذ برز وجه أكيهيرو مبشرا ومرحبا برانمارو من على قمة درج مدخل قصره الفخم قائلا :
    -عزيزي رانمارو , مرحبا بك مرة ثانية !
    ابتسم رانمارو وهو يصعد الدرج نحو أكيهيرو , وحينما وصل إليه ابتسم في وجهه مرحبا ثم استدار نحو الداخل فتبعه رانمارو في صمت , في حين ظلت عينان متعلقتان بتبجيل و ذهول و اعجاب بهذا الفتى الذي دخل تابعا لأكيهيرو , ظل تانشي يراقب رانمارو , فقد أثر فيه حقا رغم قصر مدة تعامله معه !
    *************************
    تابع الجميع مغادرة رانمارو مع هذا الشاب , فقالت ريميكا بعد أن ابتعد رانمارو قليلا :
    -ماذا تقترحون ؟! أريد حقا مساعدته , ماذا عنكم ؟!
    حدق الجميع بها , فقالت هيكارو :
    -أنا كذلك أتمنى مساعدته , لكني لا أعرف ماذا علي أن أفعل !
    تحدث ياكو قائلا بصوت خفيض ناتج عن التفكير :
    -لا أعلم , لكن أن نجد ساكورا و نقنعها بالعودة سيغير من حزنه هذا !
    شعرت هيكارو بقبضة ثلجية تعتصر قلبها حين قال ياكو كلماته , أخرجتها كلمات ناجومي القائلة :
    -الأمر ليس بتلك السهولة , فأنت قد أخبرتنا سابقا أن الشيء الوحيد المتبقي من ساكورا هو ذاك السهم الذي أنقذت به حياة رانمارو , و هو الذي استخدمه قبلا في ايجادها , كذلك هو يحتفظ به بجواره طول الوقت , فكيف لنا من أن نجدها ؟!
    تمتمت تاكامي :
    -لابد لنا من وسيلة لايجادها , الله وحده أعلم بما يمكن أن يقرره رانمارو في نفسه من الحزن !
    تحدثت ساكورا الصغيرة بطفولية بريئة :
    -ولم لا نتحدث معه في هذا الشأن ؟!
    حدق الجميع بها بأعين متسعة , فلم يفكر أحد منهم قبلا في شيء كهذا , لكن الأمر كان فيه مخاطرة و مجازفة كبيرة , هكذا جالت الفكرة ذاتها في عقول الجميع , وعندما تبادلوا النظرات فهموا أنهم قد فكروا في ذات الفكرة , لهذا أطرقوا رؤوسهم في حزن و صمت , منهم من تنهد , و منهم من اكتفى بالتحديق بالأرض العشبية , عسى أن تخرج هذه الأرض بذور لأفكار يستخدمونها للتخفيف عن قائدهم , عسى...
    ***********************
    تابع رانمارو أكيهيرو وهو يدخل عابرا الردهة الواسعة نحو حجرة مكتبه , كان قد اعتاد على المكان نظرا لمكوثه فيه غالبية وقته , جلس أكيهيرو على الأريكة الوثيرة و أشار بيده اليسرى نحو الأريكة المقابلة وهو يقول :
    -تفضل مستريحا بني !
    كان لا ينفك عن مناداته بهذا الاسم بعد معركته الأخيرة , فهو من وقتها قد تأكد من براءة الغلام كما توقع آنفا , تحرك رانمارو عابرا منتصف الحجرة , مارا بتلك المنضدة البيضاوية الزجاجية المذهبة , حتى وصل إلى الأريكة , ثم جلس عليها مستريحا , غائصا بجسده بين ثنياتها , حملق رانمارو في عيني أكيهيرو السوداوتين , تنهد أكيهيرو و قال فاتحا الحوار :
    -كيف حالك اليوم ؟!
    رد عليه رانمارو :
    -جيد نوعا ما , وكيف حالك سيدي ؟!
    ظهرت شبح ابتسامة خفيفة على وجه أكيهيرو الذي قال :
    -ألم أخبرك ألف مرة قبل ذلك ألا تناديني بسيدي ؟! أنت سيدي و سيد العائلات كلها , فأنت القائد و الزعيم الذي حقق أحلامنا جميعها !
    ضيق رانمارو من عينيه قليلا من الحزن , فقد أثار أكيهيرو بتلك النقطة آلامه عن كيفية تحقيق حلمه دون وجود رفيقة دربه , و حبيبة قلبه , تنهد أكيهيرو ثم قال له :
    -حسنا , فلنتحدث عن أشياء هامة و بالغة الخطورة ..
    اجتذب أكيهيرو بتلك العبارة انتباه رانمارو , فتابع قائلا :
    -نعم لقد نجحت في الاختبار و التحدي و فزت بتكوين القرية على أرض مدينتنا , لكن الأهم من ذلك هي الخطوات التالية ..
    حدق رانمارو بعدم فهم في أكيهيرو الذي تابع :
    -لقد انتهيت من الاجراءات الخاصة بالتقدم بطلب تكوين القرية , لكننا نتحدث هنا عن انشاء دولة , تكوين قرية , بكل ما فيها من خدمات و علاقات و أعداء و حلفاء , أرجو أن تكون مدركا لكل هذا !
    اتسعت عينا رانمارو على آخرهما , فهو وقد أمن لبرهة جانب الاعدادات لتكوين القرية , لكنه الآن يفاجأ بوجود المزيد و المزيد , فتابع أكيهيرو :
    -بالنسبة للقرية , فنحن بالطبع نحتاج لأدوات المعيشة , و هذه ستوفرها السيدات بشراءها أو بصنعها بالتعاويذ , لكن يتبقى النقاط المهمة ..
    اقترب من رانمارو محدقا في عينيه و هو يقول ضاغطا على كلمة يقولها :
    -الدفاع , العلاقات الخارجية , المدرسة و التعليم , و الادارة !
    كان رانمارو على علم بهذه النقاط عدا العلاقات الخارجية , فقد عرف عنها من هيكارو و كذلك من تابيتو الخائن , لكنه لم يعرف التفاصيل , ويبدو أن الوقت قد حان ليعرف تلك التفاصيل ..
    -بداية فلنتحدث عن الدفاع !
    قالها رانمارو كي يضع أول نقطة في بداية هذه الصفحة الجديدة في تاريخ القرية , فتنهد أكيهيرو , و رجع بظهره للوراء مستريحا في تلك الأريكة الوثيرة , ثم قال :
    -الدفاع عزيزي يتضمن شيئين , أولاهما تقوية دفاعات القرية و ثانيهما التدريب المستمر للقوات و محاولة رفع مستواها ..
    صمت كي يقترب من تلك الورقة التي قد أحضرها بفرقعة من اصبعه , تلك الفرقعة التي ذكرته بما فعله تابيتو أو كايتو الخائن معه حين قابله , أمسك أكيهيرو باصبعه و أخذ يحركه على الورقة , كانت ورقة بردي مصرية , يبدو أنها الورق المستخدم في الكتابة في عالمهم , بدأت نقاط الحبر تتناثر بسرعة على الورقة متبعة اصبع أكيهيرو السبابة الأيمن في سلاسة و رشاقة حتى بدأت الكلمات تتضح و الخطوط تظهر لرانمارو , رسم أكيهيرو دائرة كبيرة , ثم نظر لرانمارو و قال شارحا :
    -لو افترضنا أن هذه هي أرض القرية ..
    قام بعدها بتحريك اصبعه فوق عدة نقاط على محيط هذه الدائرة , فتكونت نقاط سوداء كثيفة عند النقاط التي قد حددها , ثم تابع :
    -سنفترض أن هذه هي نقاط الدفاع و المراقبة الأولى , هنا سيتركز المراقبون و المدافعون عن القرية في نوبات ستظل طوال أربع و عشرين ساعة , هدفهم هو تأخير أي هجوم يأتي على القرية , و تنبيه القيادة بالهجوم مع ارسال معلومات عن العدو , بالطبع هذه المهمة خطيرة , نعم ستكون فعالة في أوقات معينة , لكن دورها في تلك الأوقات سيكون عظيما , هل استوعبت فكرة المراقبة ؟!
    كان رانمارو بالفعل مدركا لما كان يقوله أكيهيرو , ففي معركة انقاذ هيكارو , تلك التي هاجموا فيه تلك القرية الصينية , كان لرانمارو و زملائه تجربة مع هذا النظام , كذلك يعلم فائدته , فأومأ برأسه , فتابع أكيهيرو شرحه :
    -هذا بالنسبة لنقطة الدفاع الأولى , أما عن بقية طرق للدفاع فهذه يجب مناقشتها حين تكوين القرية , حين نعرف تصميم القرية , و بالتالي سنقوم بتوزيع القوات و تكوين الفرق الخاصة بالدفاع..
    قالها ثم رسم باصبعه دائرة صغيرة في منتصف الدائرة الكبيرة و رسم بدخلها نجمة , ثم حدق بعيني رانمارو و هو يقول في جدية شديدة :
    -هنا يوجد الملك , القائد , الزعيم , موته يعني موت و تدمير القرية و انتهائها , حياته تعني استمرار القرية و بقائها حتى ولو تم تدميرها رأسا على عقب , أرجوك أدرك تلك النقطة جيدا , فحياتك أثمن من حياة شخص واحد , فهي حياة عشرات تعتمد عليك , لهذا ..
    قالها ثم حرك اصبعه على الورقة راسما حولها دوائر أكبر و أكبر , ثم قال :
    -لهذا السبب فالجميع سيكون خط دفاع لك , لا تتحرك من المكان الذي به إلا عند الضرورة , حينما يكون العدو قويا جدا إلى الدرجة التي يجب حينها انضمامك للصفوف ..
    ظل محدقا بعيني رانمارو , في حين ظل الأخير يفكر في مقدار ضعفه , كيف عليه أن يكون محميا وسط الجميع , خائفا , مذلولا , لكنه كان يدرك صحة كلام أكيهيرو , اعترف بذلك في قرارة نفسه , لهذا فقد أومأ بعد هنيهة لأكيهيرو , الأمر الذي دفع الأخير للتنهد راحة من ايصال هدفه لزعيمه ..
    -نأتي الآن إلى النقطة الثانية , كيف نقوم بتطوير الدفاع ؟! بالطبع كون وجود شخصية من عالم الكويو معنا سيساهم بشكل قوي و مباشر في تنمية قدراتنا, فالقرية التي لا تحتوي على شخص من تلك العائلة تعتبر مفتقرة لعوامل القوة و النمو و التطور , لكن كل شيء يحتاج للتدريب , أليس كذلك ؟!
    قالها غامزا بعينه لرانمارو , فالأخير قد وصل لمرتبته هذه بعد تدريب شاق و متواصل مع وحشه , الأمر الذي أنهكه كثيرا و استنفذ قوته , لكنه أتى في النهاية بثماره , مال رانمارو نحو الورقة و أشار بيده نحوها قائلا بصوت خفيض دلالة على التفكير :
    -هذا يعني من ضرورة وجود أكاديمية لتعليم المقاتلين كيفية القتال , هذا يتطلب ليس التدريب الفردي , بل التدريب الجماعي , أليس كذلك ؟!
    أومأ أكيهيرو برأسه وهو بداخله يشعر بسعادة , فلقد بدأ رانمارو في الدخول و الاندماج في خضم مسئولياته , وقريبا سيصبح قائدا عظيما بحق , أخرجته كلمات رانمارو من وسط أحلامه هذه بقوله :
    -لكني أقترح شيئا آخر..
    نظر أكيهيرو باهتمام إليه , في حين تابع :
    -لمَ لا نجعلها أكاديميتين ؟! أكاديمية للتدريب القتالي الجماعي , و أخرى للقتال الفردي ؟!
    ضيق أكيهيرو من عينيه و قال متمتما :
    -أكاديميتين ؟! أعتقد أنك تبالغ قليلا رانمارو , فالأمر لا يستحق !
    قال رانمارو في اصرار :
    -لا , على العكس , فالأمر يستحق ..
    قالها و أخذ الورقة و لفها بحيث 180 درجة , كي يشبع الرغبة البشرية في الاستحواذ على الرغم من عدم وجود كتابات عليها كي يعدل من وضعية قرائته لها , ثم وضع اصبعه السبابة اليمنى و حركه , ثم توقف مندهشا , فهو كان يريد أن يحرك اصبعه على الهواء كي يشرح لأكيهيرو ما يريد قوله , لكن الأمر بدا كأن الحبر يتساقط من اصبعه على الورقة , حيث تكون خطا صغيرا مشيرا إلى المسافة التي قطعها اصبعه على الورقة , حدق في أكيهيرو الذي ابتسم قائلا :
    -هذه ورقة عليها تعويذة كتابة , فيكفي المرء تحريك اصبعه عليها فتتم الكتابة , أليست بديعة ؟!!
    ابتسم رانمارو سعادة من العالم السحري و عجائبه , لكن لم يكن لديه الوقت للسعادة أو الانبهار , فعاد لجو الجدية مرة أخرى و تابع ما كان يخطه باصبعه , حيث رسم خطا طويلا أسفل القرية , و قال بعد انهائه :
    -هذا الخط يمثل طريقنا في المستقبل بعد بناء القرية !
    ثم رسم رأس سهم عند نهاية الخط , و عنده رسم دائرة و كتب بداخلها كلمة (( الهدف)) , ثم تابع حديثه ناظرا بأكيهيرو :
    وهدفنا كما تعلم هو أن نقضي على كارا و بوكاهاتسو , و لذلك ..
    رسم دائرتين فوق الخط , ثم تابع :
    -ولذلك فسنجد معارضة قوية من أقوى منظمتين في عالمنا , و هما كارا و بوكاهاتسو , و لو نظرنا لأعدادهم و لأعدادنا ..
    حينها قام برسم خطين يخرج كل منهما من دائرة التي تمثل المنظمتين , حتى تقابل الخطين مع الخط الرئيسي , و حينها شخبط على بقية الخط نحو الهدف , و رسم علامة (( X)) على الهدف و تابع ناظرا في عيني أكيهيرو :
    -ولو نظرنا لأعدادهم و لأعدادنا فستجد أن روح شخص واحد كفيلة بقلب الموازين , لهذا يجب أن يقوي كل فرد من قدراته القتالية بالشكل الذي يحميه و يجعله يحافظ على حياته في ظل الهجمات التي ستشنها المنظمتين لاصطياد رجالنا , و لهذا فيجب وجود أكاديميتين !
    ظل أكيهيرو مضيقا من عينيه محدقا بالورقة في صمت , كان يفكر في الكلام الذي قاله رانمارو , في عقله كان يعلم أن ما قاله الفتى صحيح , لا , بل الواقع أمرّ من ذلك , فهناك يتربص بهم عدوهم الغامض , ذاك الذي نجح في اسقاط قرية الريح البيضاء و هي في أوج قوتها , لهذا فحالة السكون و الهدوء هذه لابد ألا يستكين إليها , بل عليه أن يخطط لحرب ضروس , و كما قال رانمارو , فحياة رجل واحد قد تغير مصير الحرب , تنهد بعمق وحزن شديدين , ثم قال وهو يشير نحو الدائرة بسبابته دون أي تركيز :
    -ولكن هذا يعني كون القرية تحت وطأة الخطر الدائم , و بهذا الشكل فلن نصمد في وجه العدو كثيرا , حتى ولو وصلنا إلى قمة قوة جميع الأفراد هنا , فما العمل من رأيك ؟!
    صمت رانمارو , فهو بداخله لم يعرف ماذا يريد حقيقة , لكن وسط هذا التخبط , وسط هذا الظلام الدامس لمعت نجمة في السماء , حدق بها , فإذا بها يراها تقترب , تقترب , تقترب منه حتى احتوته داخلها , حينها اتسعت عيناه من الدهشة , وحدق بأكيهيرو و قال له :
    -رباه , كيف لم أفكر بهذا من قبل ؟!
    ظهر الاهتمام جليا على وجه أكيهيرو وهو يقول له :
    -هل وجدت فكرة ؟!
    ابتسم رانمارو وهو يقول له :
    -نعم , و يا لها من فكرة !
    يتبــــــــــــــــــــــ ـع.....

المواضيع المتشابهه

  1. رانمــــــــــــــارو...أرجو من المشرفين و الاعضاء الاطلاع و ابداء الرأي
    بواسطة احمد خشبة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 22-03-2007, 03:16 PM
  2. المهارات الإملائية وأساليب تدريب التلاميذ عليها ( الجزء الثاني )
    بواسطة د. مسعد زياد في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-01-2005, 09:13 AM
  3. الوحدة الثالثة الجزء الثاني ( التنوين )
    بواسطة د. مسعد زياد في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-12-2004, 06:25 AM
  4. الجزء الثاني : أنواع التفكير
    بواسطة د. مسعد زياد في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-11-2004, 08:09 AM