أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الإعلام والناسخ والمنسوخ

  1. #1
    الصورة الرمزية أمل فؤاد عبيد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : فلسطين
    العمر : 59
    المشاركات : 149
    المواضيع : 62
    الردود : 149
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي الإعلام والناسخ والمنسوخ

    تكرر الصور الإعلامية او المادة الإعلامية قوالب مفرغة من المضمون الإنساني الحقيقي ولكن .. ليس هذا بالشكل العام والمطلق إنما يبقى هناك مساحات من التوعية والتثقيف التي تلازم بعض المواد الإعلامية ولكن على مستوى الإعلان والسلع الإعلانية .. فإنها تصنع كاريكاتيرات مقولبة او مصمتة .. او مصممة على مقاس موحد .. بمعنى أنها من تعني بالجانب الاستهلاكي لدرجة انها تعمل على صناعة مستهلكين مبرمجين تماما .. وهذا يتوقف ايضا على الجوانب النفسية .. بقدر ما يتوقف على القدرات والإمكانات التي من خلالها يتحقق اكبر عائد من الإعلان على مستوى افقي وعامودي وهو محاولة ان يصبح المنتج من ضمن برنامج العميل المفضل لاطول وقت ممكن وهي ما يحدد استمرار الاستهلاك .. وهو ما يدلل من ناحية أخرى على مستوى كمي وكيفي .. ومن ثم عند التدقيق في تقنيات التسويق الإعلاني نجد انه يعتمد على تقينات وآليات توظف عناصر تخدم التسويق او تعمل على جلب اكبر عدد ممكن من المستهلكين .. مثل الموسيقى او الممثل او المنتج ذاته وطريقة عرضه بطريقة مثيرة وهذا يعتمد اسلوب التفضيل التي تقف حائلا امام اتاحة ممكن الاختيار امام بدائل كثيرة ..
    إن هذا النوع من الآلية يعتمد على استلاب العقل لوعيه لذاته او فهمه لذاته .. وهو يعتمد ايضا على آلية الناسخ والمنسوخ إذا جاز لنا ان نستخدم المصطلح الديني في هذا المجال .. ذلك ان الإعلام يعمل على نسخ العقول وتوظيف منسوخها في خدمة المال .. او العائد المفترض إذا كان على مستوى الانتماءات او التفضيلات او التسويق او مجال التفضيل الإعلامي من مواد .. وهذا إذا كان يؤكد على الحرية .. إلا أنها في ذات الوقت حرية مستلبة وليست حقيقية .. كيف يكون الفرد منا حرا وهو محاصر بكم من الإغراءات .. التي تفرض عليه .. أكثر من طريقة في التفكير .. ليست هي من صلب عقله او اختياره .. هذا على مستوى المادة الإعلانية .. والتي ننتقل منها الى اسلوب الإعلام في توظيف المعلومة والتي هي في حقيقتها منسوخ الحقيقة .. ولا يبقى من وجهها سوى الوجه الذي يراوغ حقيقة طلب الصواب .. ومن ثم .. تغيب الحقيقة المعلوماتية وسط ضبابية المنسوخ منها .. ولا يكون هناك من ثم ترسيخ لمفهوم الانتماء الحقيقي .. إنما هي قشور تتبع المصالح التي تتحقق وقتيا من جراء فرض ما يفرض من معلومات .. كما الحديث الشريف عندما لا يؤخذ في مجاله بما هو منسوخ ويبقى قيد التحقق والتحقيق .. او لربما كما قيل في مجال القرآن عن الآيات التي تنسخ آيات اخرى رغم عدم حقيقة هذا في القرآن إلا ان معنى الناسخ هو التضارب الظاهري الذي يضل به عند القراءة السطحية .. ولا يؤخذ بالسياق الذي جاءت فيه الآيات .. ومن ثم قد نجد بدا في تطبيق هذه القراءة وهذا النقد في مجال التداول الفكري والإعلامي وكيفية نسخ العقول بما يخدم الضلالية التي لها أبعاد أكثر من مجرد تدجين العقول فقط .. وإنما سلب ممكنات الوفاء بحقوق شرعية الفرد وفقا لما ينتمي اليه .. ومن ثم ايضا يصبح الفرد عاريا من مبرراته الكافية والمقنعة لما يمسك به امام تضارب الأقوال وما يبثه الإعلام في عقول الآخرين .. ليضرب الشك قرار الإيمان فيما نؤمن به .. هذه عقول تستغل بطريقة ممنهجة ليست لمدى قريب .. وإنما هي خططت لتصل الى ما وصلنا اليه .. فقدان مصداقية حتى ما له مصداقية .. حقيقية .. ومن ثم فرغ الإنسان من مضمونه الحقيقي ليتم تعبئته بما لا يخدم مصالحه الحقيقية .. حتى في مجال العروض الفنية .. تم توظيف لفت النظر لما هو رخيص في مقابل الاهتمام بتفاصيل أكثر قيمة او أكثر حساسية .. مثل توظيف الجنس في الأغاني وايضا الإعلانات لجذب المشاهدين وهذا يعمل على تحويل العقول الى ما يبعد به عن التفكير في القيمة الحقيقية للسلعة او المضمون ومن ثم يستطح الإنسان بقدر هذا الإستلاب وهذه التعمية من خلال محاولات تغيير خرائط وبرامج العقول .. وايضا منطق المقايضة والمتاجرة في مجال كل ما يحمل في قراره قيمة الإنسان وفرض سلطته .. ليصبح الساطع فقط يغني عن غور حقائق الأشياء وحقائق الطبيعة التي ترسخ في الإنسان جذر وجوده .. ومن ثم تؤسس لمكانة إنتمائه الحقيقي .. فما يبقى من سطح الصورة سوى ملامح لا معنى لها ولا تنظر .. بمعنى أصح تلغى شخصية الإنسان وما يبقى منه ذو قيمة هو ما يملكه فقط .. وهذا ما يحدث أيضا في كل ما يمكن ان يستخدم اسلوب المعلومة المقولبة التي تجذب لأهداف المؤسسين وليست إلى ذاتها وما تشير اليه من مبادئ .. لقد سقط مفهوم المبدأ والأساس وما بقي في الواقع من الفرد هو فقط الثوب الخارجي الذي قد يقوم بتبديله حسبما تمليه عليه حاجات التغيير والتبديل . ومن ثم ايضا أثر هذا على أساس اليقين في مفهوم الإيمان حيث الواقع فرض حسياته وقوانينه الخاصة وتغيراته وتفاضيله ومفاضلاته على حساب الكثير مما يمثل جذر الحياة الذي يؤسس ضمير الإنسان وقلبه ووعيه والهدف من هذا كله .. ورغم هذا إلا أن الإعلام في وجهه الإيجابي هو عملية توسيع مدارك وليس مجرد وسيلة للتغيير او التفضيل .. وايضا تشذيب للمشاعر والنفوس وتوكيد لعنصر الإبداع والتخييل والفهم وتحرير الإحساس والشعور من كل ما يحول بينه وبين تساميه .. فهو في هذا الوجه يعتمد على أساس فكرة عقل العقل لذاته وامتياز العقل في هذا الجانب هو الاختيار الحر بناء على مبدأ ثباته وايضا تحوله .. حيث التحول لا يكون جزافا من غير مبررات مقنعة او ضرورية .. لان التغيير بمفهومه ليست تحولا بقدر ما هو استدراج العقل لتوسيع زاويا رؤيته وإدراك أكثر الجوانب خفاءً .. لذا هذا التداخل بين التلقي والإرسال لابد له من منظمات متقدمة تعتمد حرية العقل وهو ما يبدأ في التعليم الأولي والثانوي .. ان يعقل الطفل عقله ومداركه ومواهبه .. وهكذا نخرج من دائرة التلقين السلبي والمعيق والعقيم .. وللحديث بقية

  2. #2
    الصورة الرمزية شاهين أبوالفتوح قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : بلادي
    المشاركات : 270
    المواضيع : 42
    الردود : 270
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    .. ومن ثم ايضا يصبح الفرد عاريا من مبرراته الكافية والمقنعة لما يمسك به امام تضارب الأقوال وما يبثه الإعلام في عقول الآخرين .. ليضرب الشك قرار الإيمان فيما نؤمن به ..
    .. ليصبح الساطع فقط يغني عن غور حقائق الأشياء وحقائق الطبيعة التي ترسخ في الإنسان جذر وجوده ..
    الأستاذة / أمل فؤاد عبيد
    أسجل إعجابي بمهارتك في تناول هذا الموضوع الهام ، مقدمة ومضمون وخاتمة .. وفي انتظار البقية.
    احترامي
    شاهين

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    مالفرق بين الاعلام الغربي ... واعلامنا ؟

    اعلامنا ينحى منحى شاعر القبيلة ويتكلم بلسان وعاظ السلاطين
    اعلامنا لايعرف متن هام قاله احد الصحابة :لا يعرف الحق بالرجال بل يعرف الرجال بالحق
    لا ، بل يعكس هذا المتن

    اعلامنا كأي مهنة اليوم تحكمه ممارسات آليات ... الشطارة في المغالبة
    لاتحكمه المبادىء

    \
    اما اعلام الغرب فانه يجيد اللعب على ذقون سكان الارض اجمع

    قال لي صديقي الفرنسي ممازحا

    هات اي قضية مغلوطة تريد لها ان تروج وهات معها مبلغ كذا

    واعطني ثلاثة اشهر وساجعل القضية مفضلة يلهث بها كل لسان

    اتدرون كيف؟
    انه سيشتري بالنقود قناة فضائية

    اما اللعبة الاعلامية الجديدة فهي : تأخير ماحقه التقديم
    وتقديم وتفضيل وتكرار ماحقه التأخير


    فهل من معتبر؟

    \

    بالغ تقديري لحرفك وفكرك النير أستاذة امل
    الإنسان : موقف

  4. #4
    الصورة الرمزية أمل فؤاد عبيد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : فلسطين
    العمر : 59
    المشاركات : 149
    المواضيع : 62
    الردود : 149
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اشكر الاستاذ شاهين على تسجيل ملاحاظاته وأيضا الأخ الفاضل خليل فدوما أجد لديكم جميعا ما يبعث لدي دفق استمرار النبض والتفكير ..

المواضيع المتشابهه

  1. الناسخ والمنسوخ من آيات القرآن الكريم-حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-06-2016, 04:41 PM
  2. (دعوة للحوار)الناسخ والمنسوخ بعد جلاء الحقيقة
    بواسطة محمد علام الدين العسكري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-12-2010, 03:52 PM
  3. أخطاء لغوية شائعة الاستخدام ، تنتشر في بعض وسائل الإعلام المختلفة ( منقول )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 04-07-2009, 08:47 AM
  4. كتاب الإعلام والقيم يتحدث عن ممارسات الإعلام العربي والغربي تجاه المرأة
    بواسطة حسنية تدركيت في المنتدى قِرَاءَةٌ فِي كِتَابٍ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-03-2009, 07:59 PM
  5. لجنة محامين لمقاضاة «من يسيء إلى الكويت» في وسائل الإعلام
    بواسطة علي قسورة الإبراهيمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-04-2003, 03:15 AM