أحدث المشاركات

برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»» يغمس خبزة بالماء» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: شطيرة بطيخ !!

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي شطيرة بطيخ !!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    شطيـرة بطيـخ

    مد رأسه خلف ظلال الطيور المحلقة فوق الشمس ، فتثاقلت عليه أوجاع القلب المغموس في طست الأحماض المُرهقة ، لاك بأصابعه صلابة القضبان ليعتصر الألم الذي يفتت أحشاءه المقبلة على الانفجار ، حصر نظراته بين قمم الجبال الملتفة من حوله ،حتى أوغلت في صدره ريبة الانطلاق بعد تلك السنين التي قضاها بين أنصاب هذا المكان المتخم بأبخرة الأفواه المحترقة ، اعتاد على صوت الطعنات ، ووقع الأقدام ، وجادية السوط ، وصوت القهر المنطلق من بين أنياب البشر المتعجرف بآمال العظمة ،لم يتصور أبداً أنه سيعود ليأكل من تلك الأطباق المختلفة التي كانت تنظمها له أمه عند رأس المائدة المنتظرة صباحه ، وظهيرته ، ومسائه ، حرك طرف لسانه يمسح شفتيه الملوثتين ببقايا العدس المضحك ، تذكر عندما أَجهز عليه أول مرة ، بعد حرمانه من الطعام والشراب طيلة ثلاثة أيام متتالية ، كانت بمثابة حضانة الاستقبال التي تخبيء خلفها تلك الأدوات المتفردة من أحذية سوداء باهتة ، وأكف سمراء تلصق بها قضبان من لحم ، وبعض من رذاذ الشتائم المحلقة ، وأشياء أخرى يجهلها حتى هذه اللحظة ، إلا شيئاً واحداً قد عرفه مصادفة عندما كان ينتظر دوره في طابور دورة المياه المستباحة ، اكتشف وللمرة الأولى وبعد كل هذه السنوات التي قضاها تحت أقدام هذا المكان ، أن هناك كوة تفتح وتغلق في جسد هذا السور الملتف ، المتوج بأنياب حديدية تغيظ الشمس،و التي مزقت جسد أحد زملائه عندما حاول الفرار ، من تحت طائلة عرش المملكة ، كنا نسمع صوت لحمه يتمزق ، و فرقعة عظامه عندما كانت تتطحنها أسنان الكلاب المتعطشة للحظات الهروب ، هاجت رائحة الخوف في المكان ، بعد أن أنضجت جلودنا بأزنام السياط المصهللة بالندم ، عدت ... عاد سريعا بذاكرته عند قفا من يقف أمامه في دور الانتظار ، حبست أنفاسي ، ارتعدت عندما تذكرت أنه لا يُسمح لنا بأن نعمل عقولنا هنا أو هناك ، من يفكر يخضع لجلسات الكهرباء ، و يحرم من العدس المعسول بالجوع أيام وأيام ، هززت رأسي وتأملت تعاريج قفاه المتخمة بالشيخوخة ، انطلقت بكلمة نظر لها كل المنتظرين ، حتى الكلاب نالت حظها من التلفت ، والتبصص –إياك أن تفكر-كانت هذه هي الكلمة الفضائية المنطلقة بنهي الواقع المتسرطن داخل خلايانا المخدرة ، تمدد وقت الانتظار هذا اليوم ، تذكر شطيرة البطيخ التي جادوا علينا بها أمس على( سرفيس) العدس كوجبة إضافية بمناسبة حلول شهر رمضان ، بيضاء مائلة للحمرة ، نحيفة غير منتظمة ، ، علم أنها السبب وراء طول البقاء في طابور قضاء الحاجة باليوم التالي ، كان ينحني على كفيه المسندتين أسفل بطنه المنتفخة ، وخزته برأس حذائي من الخلف -قلت لك إياك أن تفكر أبداً – التف بجسده نحوي حتى كاد أن يشبه شطيرة البطيخ وهلال رمضان وأشياء أخرى أراها جيدا ،ثم هز رأسه بعدم الوقوع في هذا الخطأ مرة أخرى ، قفز خلفنا أحد العظماء عندما وصل إليه همسنا ، سار يتفحصنا ، أمسك رأسي ، عصرها بإصبعيه ، ثم قذف بها لتضغط على عنقي ، وترتد في مكانها ، تركني ، ثم اقترب منه ، تشمم رائحته ، أمسك برأسه هو الآخر ، أحكم إلصاق كفه بجبهته ، احمرت عيناه ، و صرخ في وجهه – فيمَ كنت تفكر يا ابن ...؟؟ – دفعه بقوة ، ألقاه على الأرض ، داس عنقه بحذائه ، ضربه بهراوته على ظهره ، لم يصرخ ، لم يتأوه ، لم ... لكن دموعه كانت تتبخر على الأرض الإسفلتية عندما انتشرت بقع صفراء على سرواله الأبيض ....
    **** **** ****
    ألقتنا السيارة المعتمة على قارعة الطريق ، رحلت مع غمامة الصوت المزمجر ، نظر كل منا صوب الآخر ، كأننا نرى أنفسنا لأول مرة ، ابتسمنا ... الآن آن لنا أن نقفز ، ونمرح ، ونمزح ، ونضحك ، ونسهر، ونبك دون ألم ، أو .. - بكينا – رقصنا، قفزنا ، ضحكنا ، صحنا بأصواتنا لنسمع الصدى:
    - نحن أحرار الآن؟
    - نعم أحراراً .. أحراراً
    - الآن سأدخن ،و أشاكس بنات أفكاري ، أتزوج من خطيبتي و..
    - مهلاً مهلاً .. ههههه هههههه هههه
    - ما الذي يضحكك ؟!
    - تتزوج من خطيبتك ، و هل تعتقد أن خطيبتك في انتظارك يا محمد هههههه ؟
    - محمد؟؟!، لأول مرة أسمع أحداً يناديني باسمي منذ .. خمسة عشر عـ ... خمسة عشر عاماً .. ياااااااه ..
    - نعم. خمسة عشر عاماً يا محمد .
    - لقد كبرت إذن ...
    - بل كبرنا معاً..
    **** **** ****
    كنا نذوب وسط زحام المدينة ، الشوارع مسخت ، البيوت ، العمارات ، السيارات تحورت ، زخم وضجيج ، صراع ، وسباق نحو الذهاب أو العودة ، هذا يحمل حقيبة ، وهذا يحمل كتباً ، و آخر يحمل خبزاً ، وهذه تسير شبه عارية ، كل شيء يجري ، يجري ويلهث ، كشريط سينما أجبر على الإسراع بالمشاهد ، أو كأننا سقطنا في فيلم من أفلام (شارل شابلن) بحلة جديدة ، الألفاظ تتقافز حولنا من أناس يتحدثون بأجهزة صغيرة ، تشبه أجهزة العظماء ، نفهم بعضها ، والبعض الآخر لا يفهمنا ، ولا نفهمه ، كيف سنتعامل مع هؤلاء البشر؟ ، كيف سنتحدث إليهم؟ ، النساء تمردن ، الألوان أصبحت أكثر لمعاناً ، الإعلانات تتحرك بمنتجات جديدة ، لافتات المحلات تزهو بالأضواء والأسماء ، أشكال ملونة ، ووجوه مصورة ، أبطال لأفلام سينما نقرأ أسماءهم لأول مرة ، الناس تنظر إلينا كأننا بعثنا من الكهف ، لم نعد نعرف من أين نذهب ومن أين نأتي ، تهنا ، تفرقنا اختفى عني (محمد) وسط أبراج اللحم المتأفف ، سقطت يدي من يده دون أن أشعر ، أو يشعر هو ، دلفت إلى زقاق صغير ، شعرت ببعض راحة للماضي العالق على جدران المحال والمنازل المتهالكة ، الضوء خافت جداً ، و حرارة الجو مرتفعة ، من الممكن أن يأتي العظيم ليجس جبهته فيعلم أنه يفكر ؟؟ - ابتسمت – مازلت أبحث عن (محمد) ، أو عن طريق منزلنا ، لا أستطيع أن أفكر ، تجمد عقلي أمام اتخاذ القرارات وحسن التصرف ... سمعت صوتاً جهوراً يأتيني من بعيد ، الصوت يقترب ، من الشارع المجاور ، دفعني الفضول لاكتشاف الفاعل ، اتجهت نحوه ، وكانت المفاجأة ، بائع جوال يدفع أمامه عربة خشبية محملة بثمار البطيخ ، ابتسمت ، عندما حدثتني نفسي بأنني لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً أرى بطيخة كاملة .

    محمد سامي البوهي

    17/9/2007

  2. #2
    الصورة الرمزية عطاف سالم شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : في قلب النور
    المشاركات : 1,795
    المواضيع : 112
    الردود : 1795
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    أسعد الله مساءك أخي العزيز / محمد البوهي
    أحييك على ابداع متجدد
    ولي عودة لنصك
    تحيتي وكل تقديري

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    وحالة قهر بوهية الملامح والعرض ، أحييك عليها ،

    لي عودة بما يليق بالقصة .

    أديبنا ،

    محبتي واحترامي

    مأمون

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم مشاهدة المشاركة
    أسعد الله مساءك أخي العزيز / محمد البوهي
    أحييك على ابداع متجدد
    ولي عودة لنصك
    تحيتي وكل تقديري
    الأستاذة الأديبة والأخت العزيزة / عطاف

    هنا انتظرك حتى ولو بعد حين ، تروق لي وجهة نظرك ، وقراءتك الواعية .

    احترامي

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي

    البوهي ...
    اعجبني هذا النفس السردي المتميز بنبرة حضور الوعي الواهم/الغارق في الشقاء/ في وضع بنية النص التركيبية/ رؤية متجددة تحمل على عاتقها عرض الصورة الاجتماعية المستوحاة من صميم المعيش اليومي .. فقد توازت في القصة صورتان تجسدان أزمة الحياة /محمد الذات/ والخطيبة الواقع/.. ولعل اختيارك للعنوان كناية عن الفضاء الذي تتحرك فيه المعاناة الفردية باعتبارها صورة خاصة دالة على العام ..وكما هي عادتك تجيد الخيم.
    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

    رمضان كريم

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : الكويت(وقلبى فى مصر)
    العمر : 45
    المشاركات : 150
    المواضيع : 7
    الردود : 150
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    الرائع دائماً /محمد البوهى
    عندما رأيت العنوان "شطيرة بطيخ" حدثتنى نفسى بأن أدخل لأرى ولأرى فقط., فكماتعلم وكعادتى السنوية فى رمضان أصبحت اليوم صائماً. توقعت أن أجد عندك السلوى والمواساة لبعض عطشٍ, فلقد فاتنى السحور ليلة أمس ..
    تركت ماورائى وماأمامى وحتى مابجانبى لأظفر بنظرة على تلك الشطيرة وتمنيت لوكانت قد فارقت الثلاجة من ثوانٍ معدودات ,,,أعلم أن كل ماكان يمكن أن أفعله هو الخوض معها فى حوار غير محدد الملامح لعله يخبرها عن شوقى لها وحنينى إلى أن أقبلها...

    دخلت إلى "شطيرة البطيخ " وكل أمل باللقاء معها حانقاً على جوعى وعطشى ,المُبررين, والذيْن سأُثابُ عليهما, مشفقاً على حرمانى من اللحوم والفاكهة والعصير لساعات قليلة..
    وخرجت بعد قراءة القصة وأنا أحمد الله –حمداً كثيراً – على كونى أتنفس بحرية ...

    الحرية ..تلك النعمة التى يجهل قدرها كل من لم يُحرم منها ..
    أنت تقضى – أحياناً – أوقاتاً ليست بالقصيرة فى الحمام
    لكن ماذا لو أغلق أحدهم باب الحمام عليك لخمس دقائق ؟؟؟
    ستشعر أن الله قد أعطى أمره لملك الموت كى يقبض روحك..
    ياااالله ..وهل هناك أروع من ذلك الشعور بأنك حر..

    فى قصة الأخ /محمد البوهى
    رَمَزَ للحرية بالبطيخة الكاملة والشطيرة هى الحرية المزيفة التى لاتسمن ولاتغنى من جوع
    جسد لنا المعاناة فى أنك ليس لك حتى حق التفكير وهذا هو أصعب مايمكن أن يعانيه الفرد فى حياته
    ان لايفكر إلا بالأمر وإن فكر وجد مالايُرضى أحد..
    الصورة التى رسمها البوهى فى قصته عن عدم التكيف مع المجتمع بعد كل تلك السنوات هى أكبر دليل على ان الإنسان عندما يفقد حريته فسيحتاج إلى وقت ليمارس حياته بشكل طبيعى حتى وإن نال الحرية ...
    فالحرية هنا ليست كمانعرفها وهى ألا تُفرض عليك قيود من أى نوع ..لا.. فالحرية هنا أن تستطيع أن تمارس الحرية ..لاحظنا حالة الضياع التى يعيشها البطل ظن أن الحياة ستتوقف له حتى يخرج من محبسه .وأن الدنيا لن تتغير ...حتى أنه لم يتذكر أنه حُبس لمدة خمسة عشر عاماً إلا عندما تفوه بالرقم ...
    إنها مسألة سلب الحرية من الفرد ومحاولة المجتمع طمث هويته والوقوف دون ممارسة تلك الحرية ,,إن فوضى المجتمع بكل شرائحه وإتجاهاته ومشاكله اليومية وقفت حائلاً دون الشعور بأنه وبعد الخمسة عشر عاما أصبح طليق ..حتى أن " العظيم" – وهو رمز الجبروت والسلطة - يمكن أن يظهر له هنا فى عالمه الجديد..
    أترك النقد لأهله وأسجل إعجابى بالفكرة والموضوع والعنوان الشيق جداً والزائف..
    كل سنة وأنت حر

  7. #7
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 14
    المواضيع : 2
    الردود : 14
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    الأديب محمد سامي:
    قلمك يدور في كل الزوايا ويلتقط كالكاميرا كل صورة...كلماتك تنم عن إحساس مرهف
    دمت مبدعا
    عزة عزالدين

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي مشاهدة المشاركة
    وحالة قهر بوهية الملامح والعرض ، أحييك عليها ،
    لي عودة بما يليق بالقصة .
    أديبنا ،
    محبتي واحترامي
    مأمون
    المغازي يا من تغزو القلوب بلا جيوش وبلا حاجة لهدم أسوار المدن

    أنتظرك ، مفترشا أرض أحرفي بالزهور ..

    تحيتي لك

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    البوهي ...
    اعجبني هذا النفس السردي المتميز بنبرة حضور الوعي الواهم/الغارق في الشقاء/ في وضع بنية النص التركيبية/ رؤية متجددة تحمل على عاتقها عرض الصورة الاجتماعية المستوحاة من صميم المعيش اليومي .. فقد توازت في القصة صورتان تجسدان أزمة الحياة /محمد الذات/ والخطيبة الواقع/.. ولعل اختيارك للعنوان كناية عن الفضاء الذي تتحرك فيه المعاناة الفردية باعتبارها صورة خاصة دالة على العام ..وكما هي عادتك تجيد الخيم.
    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار
    رمضان كريم
    كالنحلة تتراقص بين خلاياها لتمدها بالعسل ، لا تكل ولا تمل ، ويتوجب علينا شكرها ..

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدى ليلة مشاهدة المشاركة
    الرائع دائماً /محمد البوهى
    عندما رأيت العنوان "شطيرة بطيخ" حدثتنى نفسى بأن أدخل لأرى ولأرى فقط., فكماتعلم وكعادتى السنوية فى رمضان أصبحت اليوم صائماً. توقعت أن أجد عندك السلوى والمواساة لبعض عطشٍ, فلقد فاتنى السحور ليلة أمس ..
    تركت ماورائى وماأمامى وحتى مابجانبى لأظفر بنظرة على تلك الشطيرة وتمنيت لوكانت قد فارقت الثلاجة من ثوانٍ معدودات ,,,أعلم أن كل ماكان يمكن أن أفعله هو الخوض معها فى حوار غير محدد الملامح لعله يخبرها عن شوقى لها وحنينى إلى أن أقبلها...
    دخلت إلى "شطيرة البطيخ " وكل أمل باللقاء معها حانقاً على جوعى وعطشى ,المُبررين, والذيْن سأُثابُ عليهما, مشفقاً على حرمانى من اللحوم والفاكهة والعصير لساعات قليلة..
    وخرجت بعد قراءة القصة وأنا أحمد الله –حمداً كثيراً – على كونى أتنفس بحرية ...
    الحرية ..تلك النعمة التى يجهل قدرها كل من لم يُحرم منها ..
    أنت تقضى – أحياناً – أوقاتاً ليست بالقصيرة فى الحمام
    لكن ماذا لو أغلق أحدهم باب الحمام عليك لخمس دقائق ؟؟؟
    ستشعر أن الله قد أعطى أمره لملك الموت كى يقبض روحك..
    ياااالله ..وهل هناك أروع من ذلك الشعور بأنك حر..
    فى قصة الأخ /محمد البوهى
    رَمَزَ للحرية بالبطيخة الكاملة والشطيرة هى الحرية المزيفة التى لاتسمن ولاتغنى من جوع
    جسد لنا المعاناة فى أنك ليس لك حتى حق التفكير وهذا هو أصعب مايمكن أن يعانيه الفرد فى حياته
    ان لايفكر إلا بالأمر وإن فكر وجد مالايُرضى أحد..
    الصورة التى رسمها البوهى فى قصته عن عدم التكيف مع المجتمع بعد كل تلك السنوات هى أكبر دليل على ان الإنسان عندما يفقد حريته فسيحتاج إلى وقت ليمارس حياته بشكل طبيعى حتى وإن نال الحرية ...
    فالحرية هنا ليست كمانعرفها وهى ألا تُفرض عليك قيود من أى نوع ..لا.. فالحرية هنا أن تستطيع أن تمارس الحرية ..لاحظنا حالة الضياع التى يعيشها البطل ظن أن الحياة ستتوقف له حتى يخرج من محبسه .وأن الدنيا لن تتغير ...حتى أنه لم يتذكر أنه حُبس لمدة خمسة عشر عاماً إلا عندما تفوه بالرقم ...
    إنها مسألة سلب الحرية من الفرد ومحاولة المجتمع طمث هويته والوقوف دون ممارسة تلك الحرية ,,إن فوضى المجتمع بكل شرائحه وإتجاهاته ومشاكله اليومية وقفت حائلاً دون الشعور بأنه وبعد الخمسة عشر عاما أصبح طليق ..حتى أن " العظيم" – وهو رمز الجبروت والسلطة - يمكن أن يظهر له هنا فى عالمه الجديد..
    أترك النقد لأهله وأسجل إعجابى بالفكرة والموضوع والعنوان الشيق جداً والزائف..
    كل سنة وأنت حر
    الصديق المتذوق
    الشاعر الرائع
    حمدي ليلة
    تجيد التذوق ، كما انك تجيد القراءة ، تقرا بتذوقك ، وتتذوق بصدق مشاعرك .. وتعقل بقلبك النقي ..

    صباحك خير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. شطيرة من الشوق ساخنة
    بواسطة علي عطية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 28-10-2020, 05:19 PM
  2. قراءة نقديه لقصة( شطيرة البطيخ) للكاتب محمد سامي البوهي
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-10-2007, 09:08 PM