|
يا زهرة بجمالك المتفاني |
يا من أفقت الزهر بالبستانِ |
يا بسمة الثغر المليء بشاشة |
يا من سلبت النوم من أجفاني |
يا درة بين الجواهر قد خبى |
نور الجواهر من سنا اللمعان |
يا روضة قد زرتها فتلونت |
أغصانها الخضراء بالألوان |
يا نجمة في ليلة غاب القمر |
فتلالأت أنوارها بكياني |
يا من سلكت بحبها درب الهوى |
جبلا وسهلا في ظلال أماني |
يا عذبة بالشعر قد خاطبتها |
فتدللت شوقا أعد من ثاني |
يا من قرأنا بالعيون عبارة |
قبل ابتداء من فم ولسان |
يا من أطلت الثوب حتى لامست |
أطرافه الكعبان والقدمان |
وأثرت في وقع الحياة فضائلا |
ذاك الغنى فيك قد استهواني |
كنت الدلال إذا استبد بي الهوى |
فسقيت من نبع الوفا تحناني |
كنت الصباح إذا الليالي أطبقت |
لتخففي من وطأة الأحزان |
كنت الدواء إذا الهموم تواردت |
كنت المياه ونشوة الظمآن |
كنت النسيم إذا الرياح تعاقبت |
كنت الربا ولقد ملكت جناني |
لكنها الأقدار إن هي أحكمت |
لا لن تغيرها يد الإنسان |
ما كل مرء قد تمنى هل ينل |
إلا وقاسى لوعة الحرمان |
ولأنني فضلت حبي للوطن |
عن حب حسناء بها اطمئناني |
فقتلت قلبا في هواها نابضا |
وكأنني من امهر الفرسان |
لكنني لم أقتل الطيف الذي |
يحيلى بعين من رؤى الولهان |
إن كنت أغمضت العيون رأيتها |
ترنو إلي بطيفها المزدان |
وإذا فتحت العين كانت تبتسم |
ملأ الشفاه كأنها تلقاني |
ما كنت أنسى من أسرت بحبه |
إلا إذا همد الهوى بلباني |
هذي هي الأزمان قد آلت بنا |
حيث الجفاء وهاجس الهجران |
وأنا الفتى قد أرقتني هواجس |
هل يجتمع شمل بلا عنوان؟ |
فتناثرت صفحات ماضٍ للورا |
وتقطعت أوصالنا لنعاني |
حارت بنا تلك القلوب ونحن في |
لهف على اللقيا بكل أوان |
ما عادت الأيام تجمع شملنا |
لكنها الأحلام بالوجدان |
أسفي على تلك الحدود لأنها |
جارت على الحب الذي أرواني |
وقضت على الوصل الذي أفضى لنا |
سر احتفاء قد أصاب عناني |
ولكم وددت لأن أعود إلى ربى |
لكنها هجرت ولم تنساني |
ومضت سنون لا أكاد أرى لها |
طيفا كمن لن ترتأى من ثاني |
وتفاخرت تلك الحبيبة ترتدي |
ثوبا قصيرا مع خطى الأزمان |
وتناست الثوب الجميل يحفها |
من رأسها ولأخمص القدمان |
أهي الربيع أم الخريف وقد أتى |
في حلة جارت على الأبدان |
قتلت بقلبي كل حب قد سما |
وترنح الطيف الذي واساني |
ناشدتها في ذات يومِ توقفي |
يا من أفقت الزهر بالبستان |
ما لي أرى زهر الربيع بلا شذى |
مذ غيرت فيك رحى الأزمان |
لا عذر فيما قد تقولي إنني |
آسف على الماضي الذي أعماني |
كم من عهود عذبة راحت بنا |
وعيوبك تخفى على الإنسان |
أسفي على الأشعار قد أهدرتها |
في وصف من كانت بلا إحسان |
يا أخت لا تمشي وراء ظلالهم |
وامشي بظل من سنا الإيمان |
يا بنت حواء أفيقي واعلمي |
أن الضلال مسالك الشيطان |
كيف الشعوب إذا الأمومة ضللت |
كيف البناء إذا الأساس يعاني |