أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: المعري

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    المشاركات : 60
    المواضيع : 6
    الردود : 60
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي المعري

    المعري
    شعر / وليد حرفوش

    شيخَ المعـرةِ في أحداقِكَ اتقَــدَت شمسُ البصيرةِ في عُمـقٍ مـنَ العَجبِ
    عينـانِ تختـزلانِ الكونَ فلسفـةً عينٌ من الفكرِ معْ عينٍ مــنَ الأدبِ
    والعقــلُ بينهُما ، جــارٍ بقافيةٍ من ألفِ عــامٍ كنهرٍ طافَ بالحقبِ
    نجواكَ رَجعُ أنينٍ صاغَـهُ وجــعٌ لفَّ الحيـاةَ بحـزنٍ ذابَ في الكتبِ
    بل صغتَ روحكَ نبراساً بمـا وهَبَتْ شمسٌ بروحكَ أغنَت أمـةَ العـربِ
    في مُقلتيكَ خُيوطُ الشمسِ ما غزلت ثوبَ الضياءِ على جَفنٍ مـن الكَرَبِ
    يُمنَــاكَ تأخذُ بالدنيـا تُطوِّفُهَــا يُسراكَ كفٌ على عودٍ مـن الخشبِ
    فأنتَ والكون في حـالٍ مبعثــرةٍ بين الخلـودِ وبينَ المـوتِ والغضبِ
    من محبسيكَ شعــاعُ الروحِ منبلجٌ فالشمسُ عندكَ مــا زالت ولم تغبِ
    آثارُ نوركَ في الأفكارِ مــا انطفأت يا مؤمنَ الروحِ مهما غُصتَ في الكأبِ
    هـذا شعاعكَ في الآفــاقِ يخبرُنا عـن كلِّ ســرٍّ دفينٍ لاذَ بالحُجُبِ
    صَيَرتَ فكركَ أشعاراً رفعتَ بـها بُـرجَ الخلودِ بغيرِ المــالِ والحسبِ
    مـن مَـرَّ مثلكَ فوقَ الأرضِ يحفظهُ سِـرُّ الدرايـةِ بين العينِ والهُــدُبِ
    بالفلسفاتِ قَهَرتَ الليــلَ فانبعثَت روحُ التمردِ في جسمِ مـن النصبِ
    الفكرُ بعــدكَ مقموعٌ ومُرتَـزقٌ والكونُ يغرقُ في بحرٍ مـــن التعبِ
    ما جئتَ تبحثُ عــن كأسٍ وغانيةٍ بل جئت تدركُ سرَّ الـراحِ في العنبِ
    بل جئتَ تسـألُ عن أعماقِ طينتهِ عن قطرةِ السيلِ في غصنٍ من الحطبِ
    عن سرِّ روحٍ أنينُ الطهرِ عَذَبَهــا في لحظـةِ الشـكِ بينَ الطينِ واللهبِ
    روحٌ تَئِنُ على أعتــابِ محبسِهـا في غربةِ الطينِ في دنيا مــن الكذبِ
    شيخَ الزمانِ حكيمَ الدهرِ كم ولِدت من نسلِ آدمَ عبرَ الدهـرِ من عُصَبِ
    والرملُ يطحنُ ما جادت بــه أممٌ والفكرُ عندكَ لم يهـرمْ ولـم يَشِبِ
    لو عـادَ بالكوزِ خَـزَّافٌ لمصـدرهِ هل كانَ في دورةِ الأزمـانِ جسمُ أبي
    والروحُ كالشمعدانِ ، النـارُ تأكلُهُ والجسـمُ ذاوٍ على عودٍ مـن النُوَبِ
    الليلُ عندكَ أســرارٌ يذوبُ بـهِ هَـمُّ النهارِ على قنديـلِ مُغتَــرِبِ
    قنديــلُ عقلكَ شعَّ النورَ في قبسٍ مـدَّ العقـولَ بفكرٍ لاحَ كالشهـبِ
    رَسْمُ الدخـانِ على بِلَـورِهِ فِكَرٌ طافت عليـهِ بأمـواجٍ من السُحبِ
    أعماق فكركَ كم غاصَت بهـا أممٌ من فكرِ (دنتي) إلى (الخيامِ) في طربِ
    ما زلتَ تروي عقولَ الأرضِ قاطبةً والدهرُ يسبِكُ مـا سيَّلتَ من ذهبِ
    راقٍ بشككَ في محــرابِ مؤمنـةٍ منهـا بلغتَ رفيـعَ الصدقِ والرُتبِ
    من فكرةِ الشكِ لاحَ الحقُ من كِسَفٍ لـو أُنطِقَ الصمتُ لم ينطِق ولم يُجِبِ
    بينَ اليقينِ وبينَ الشكِ كنتَ تـرى نبـعَ الصفـاءِ بمهـدِ الفطرةِ الرَحِبِ
    تَسمـو بشككَ للعلياءِ مُرتَـقيـاً والناسُ تحسبُ أن الشيــخَ في ريبِ
    والناسُ أهٍ مــنَ الناسِ الألى نَهشَوا روحَ الأديبِ فضـاقَ الفكرُ بالكَلَبِ
    ما قصةُ العمرِ ؟ ما الآلامُ ؟ في دمِنـا تجري الحيــاةُ بكهفٍ مُنهكٍ تَعِبِ
    دربٌ على طُــرقِ الآلامِ أنهكنـا عمرٌ من الحزنِ في دارٍ مـن الصخَبِ
    لكم شقيتَ بسرِ الموتِ لـو كَشَفَت روحُ الحيــاةِ عـن الأسرارِ لم تَهَبِ
    فاهتزَ أيــكُ وريقِ الغصنِ عذبـه فــأسُ المنيةِ في كفٍّ لمحتطِــبِ
    جَـزَّ الحيـاةَ بغصنٍ أخضرٍ نَـضِرٍ أو راحَ يُشعِـلُ نارَ الموتِ في الرَطِبِ
    إن الحقيقــةَ في سلطـانِ هيبتِهـا لــولا تجَلـت بغيرِ الشكِ لم تَطِبِ
    فَرُحتَ تنزعُ أستـاراً تُغلفَهـــا باسمِ المعارفِ مــن أغلالِ مُغتَصِبِ
    والموت حصنٌ منيعٌ كيفَ تَـقحمُـهُ والناسُ تهرعُ بين الخلــقِ والعطبِ
    والمؤمنونَ تُخومُ الشـكِ تَـفصِلُهُم بين السعيرِ وبين المرتـعِ الخَصِــبِ
    لكنَ عقلكَ ردَّ القلبَ مُنشرحـاً صوبَ الحقيقةِ في ثوبٍ مــن الريَبِ
    في منطقِ الشكِ مِفتاحٌ لمعجـــزةٍ تاهت عـن العقلِ في تصديقِ مرتقِبِ
    لكنها بزغت من شكِ معتقـــدٍ في لحظةٍ جُعلت مجهولـــةَ السببِ
    فاكتم جراحـكَ في سردابِ مؤمنةٍ واخشع بصمتكَ في حـالٍ من العتبِ

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    المعري وما أدراك مالمعري ..
    شاعرنا الكريم حرفوش لافض فوك
    الكتابة عن المعري لها وقع خاص ونحن أمام هذه الشخصية الفذة والتي
    لم يتسن لأحد أن يجاريها في تاريخ الأدب العربي قديمه وحديثه،لما نبغت فيه من شتى علوم الأدب والفلسفة
    والحكمة علاوة على الشعر والنثر والنقد والقصص
    مع الإلمام بمختلف علوم الدين
    بارك الله لك قصيدتك وسوف يكون لي عودة اليها
    أخي الكريم
    دمت للخير معطاءً
    ولك عاطر تحيتي،

  3. #3
    الصورة الرمزية سلطان السبهان شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2004
    الدولة : شمال الجزيرة !!
    المشاركات : 3,808
    المواضيع : 145
    الردود : 3808
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    كتبت معلقة في مدح المعري يا أخي
    حتى جعلته إمام الأئمة !
    وليس هو إلا شاعر شاك متحيّر
    فهل أجد لديك جواباً عن قول المعري مثلا :


    أُمورٌ تَستَخفُّ بها حُلومٌ،
    وما يَدري الفتى لمن الثُّـبورٌ
    كتابُ محمّدٍ، وكتابُ موسى،
    وإنجيلُ ابنِ مَريمَ، والزّبور


    وقوله :

    في اللاذقية ضجةٌ ما بين أحمد والمسيــح
    هذا بناقوس يدق وذا بمئـــذنة يصيــــــح
    كل يعظّم ديـنه ياليت شعري ما الصحيح

    وهو ينتقد الدين و كل الأديان و مفهوميه الدين من مفهوم تاريخي إنه مجرد وسيلة لتصنيف و ترويض الرعاع:

    أفِيقوا أفِيقوا يا غُواةُ! فإنما
    دِياناتكمْ مكرٌ من القُدَمــــــــــاء
    أرادُوا بها جَمعَ الحُطام فأدركوا
    وبادوا وماتتْ سُنّةُ اللؤماء



    وقوله :
    أما الإله فأمرٌ لست مدركه
    فاحذر لجيلك فوق الأرض إسخاطا

    وغيرها وغيرها مما يقال فيه كما قال : تناقض مالنا إلا السكوت له

    سررت بالقراءة لك أخي وليد حرفوش وتقبل رأيي .
    شاعر جميل
    ما دام أن الموت أقرب من فمي
    فمجرّد استمرار نبضي معجزة .........

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    للحقيقة عندي دراسة قديمة عن المعري وكنت قد احتفظت بها على حاسوبي ولكن للأسف ما وضعت معها اسم الموقع فالرجاء ممن يعرفه يذكره مشكوراً مأجوراً ..


    أبو العلاء المعري والأضداد



    أثارت عبقرية المعري حسد الحاسدين

    فمنهم من زعم أنه قرمطي ، ومنهم من زعم أنه درزي،

    وآخرون قالوا إنه ملحد

    ورووا أشعاراً اصطنعوا بعضها وأساؤوا تأويل البعض الآخر ،


    فما السر في ذلك ! وما الأدلة على علو كعبه في الدين ودفاعه عنه ومن شهد له !

    وما هي العبارة الوحيدة التي أطلقها على نفسه فزلزلت قلوب الحاسدين ورجعوا وأنابوا ؟

    وهو القائل في تمجيد الله وتوحيده ما لم يقل به قائل من عالمٍ أو حكيمٍ أو فيلسوف..

    وفي تمجيد الرسالة المحمدية وما دعت إليه من توحيد الله.. ياللعجب !

    ذلك ما سأكشفه لكم بحول الله وستجدون ما يسركم وأكثر في ثنايا هذا التوثيق المتسلسل العظيم الشيق

    والجميل داعمه بمراجع لا يشك في علمها الغزير شاك..

    وكل فرحي وجميل متعتي في أن أتابع ذلك الإبداع المتوشّح بكل ألألوان التي تسعد من يسترق النظر

    حتي لو لبرهة .. تستجديك تأدباً "في أن تبق ممتطياً" زهو الألق وشفيف الترتيب في حضرة جمال

    المُتلقَّى منه، والمتلقي له تأدباً ، وتبقى بكيفك راغباً راضياً وأنت في حضرة الحضور ..

    فصّلت لكم تفصيلاً هذه المساحة الرحبة الخاصة بأبي العلاء المعري نستشرق طلاوة الجلوس عنده

    في عشقٍ وحبورٍ وأدب .. ننثني حياءً في محرابه العامر ..

    ونحلق في سموات شتي من صنوف النصانيف وهي الأقرب لدواخلنا كصفصاف راق النهل منه..

    أبو العلاء المعري سيدي وجدت المتعة عندك فعشقتك وفي حينها ألزمتُ نفسي لتسجيل الحضور منافحاً

    عنك سيدي المعري في أي ترتيب لايهم ،ولكن الأهم في أني أشبعت غريزتي المتوثبة للزود عنك وسلي

    لسيفي وقلمي ،

    بعد أن نهلت من منبعك الذي لا ينضب أيها العلم المفردة ( المعري )

    ..أمجد..
    أبو العلاء المعري

    هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي .

    ولد سنة 363هـ في مدينة (المعرة) بين حلب وحماة ،

    وكناه والده بأبي العلاء وفي ذلك يقول تواضعاً:

    دعيــت أبــا العــلاء وذاك ميـن

    ولكــن الصحــيح أبــا الــنزول


    نشأ المعري في بيت علم ووجاهه ، وأصيب في الرابعة من عمره بالجدري فكف بصره . درس علوم

    اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه على نفر من أهله ، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء ، وقرأ

    النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه ويدل شعره ونثره على أنه كان عالما بالأديان والمذاهب وفي

    عقائد الفرق ، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار . كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة

    الذهن والحفظ وتوقد الخاطر . سافر في أواخر سنة 398هـ إلى بغداد فزار دور كتبها وأخذ عن علمائها

    ، وكانت بغداد في ذلك الوقت مجتمع علماء العصر في كل العلوم والفنون . عاد إلى المعرة سنة 400

    هـ وشرع في التأليف والتصنيف ملازما بيته ، ودعا نفسه رهين المحبسين ، أي حبسه عن النظر بعد

    عماه ، وانحباسه في منزله لم يغادره حتى توفي ، وفي ذلك يقول:

    أرانــي فـي الثلاثـة مـن سـجوني
    فـلا تسـأل عـن الخـبر النبيـث

    لفقــدي نــاظري ولــزوم بيتـي
    وكــون النفس فـي الجسـم الخـبيث


    عاش المعري بعد اعتزاله زاهدا في الدنيا ، معرضا عن لذاتها ، لا يأكل لحم الحيوان ، ولا ما ينتجه

    من سمن ولبن أو بيض وعسل ، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن . يعتبر المعري من الحكماء والنقاد ،

    وقد جمع في مؤلفاته الكثيرة ألوانا من المعرفة ، صاغها في شعر متين ونثر رصين . لقد زادت

    مؤلفاته على السبعين بين منظوم ومنثور وأشهرها : ديوانه المعروف (لزوم ما لا يلزم) أو

    (اللزوميات) ، وديوانه (سقط الزند) ، (رسالة الغفران) و (الفصول والغايات) .


    فديوانه اللزوميات هو مجموعات من الشعر ، تقصر وتطول ، وتشتمل على أغراض مختلفة في

    الحكمة والنقد الاجتماعي والدعوة إلى تحكيم العقل وتزهيد في الحياة والتقشف وفي الحض على فعل

    الخير وذم للناس لما انطوت عليه أخلاقهم من كذب وخداع ونفاق وغدر ، كما اشتمل على رأيه في

    الزواج والمرأة والنسل ورأيه في الحكام ورجال الدين ، وغير ذلك من الأغراض الأخرى . وفيه التزم

    قافية ذات روي واحد في القصيدة ومن ثم دعي باللزوميات .

    ففي أخلاق الناس وتنكرهم لذوي الفضل يقول:

    أولـوا الفضـل فـي أوطـانهم غرباء
    تشـــذ وتنــأى عنهــم القربــاء


    وفي طلب الوحدة والعزلة عن الناس يقول:


    هـــذا زمــان ليس فــي أهلــه
    إلا لأن تهجــــــره أهـــــل

    جميعنــا يخــبط فــي حــندس
    قــد اســتوى الناشــئ والكهــل

    حــان رحــيل النفس عــن عـالم
    مــا هــو إلا الغــدر والجــهل

    قــد فنــي الــوقت فمـا حـيلتي
    إذا انقضـــى الإمهــال والمهــل

    إن خــــتم اللــــه بغفرانـــه
    فكـــل مـــا لاقيتـــه ســهل


    وفي رياء الناس يقول:

    قـــالوا فــلان جــيد لصديقــه
    لا يكذبــوا , مـا فـي البريـة جـيد

    فــأميرهم نــال الإمــارة بـالخني
    وتقيهـــم بصلاتـــه متصيـــد

    كـن مـن تشـاء , مهجنـا أو خالصا
    وإذا رزقــت غنــى فـأنت السـيد

    واصمـت فمـا كـثر الكلام من امرئ
    إلا وظــــن بأنــــه مـــتزيد


    وفي البعد عن الناس تجنبا لأذاهم يقول:

    يقولــون هـلا تشـهد الجـمع التـي
    رجونـا بهـا عفـوا مـن اللـه أو قربا

    وهـل لـي خـير فـي الحضور وإنما
    أزاحــم مـن أخيـارهم إبـلاً جربـا

    لعمـري لقـد شـاهدت عجمـاً كثـيرة
    وعربـا , فلا عجما حمدت ولا عربا .


    وفي رأيه في الدنيا وفي طباعها وطباع أهلها يقول:

    يــا أم دفــر , لحـاك اللـه والـدة
    منـك الإضاعـة والتفـريط والسـرف

    لـو أنـك العـرس أوقعـت الطلاق بها
    لكـنك الأم , هـل لـي عنك منصرف

    صــدقتك صـاحبي لا مـال عنـدي
    وقــد كــثر الضيـافن والضيـوف

    أنـــاس فــي أكــفهم عصــي
    وقـــوم فــي أكــفهم ســيوف

    دراهمهــــم نقيـــات ولكـــن
    نفوســـهم إذا كشـــفت زيــوف


    وفي الرياء والخداع بمظاهر الدين يقول:

    إذا رام كيـــداً بــالصلاة مقيمــا
    فتاركهــا عمــداً إلـى اللـه أقـرب

    رويــدك قـد خـدعت وأنـت حـر
    بصــاحب حيلــة يعــظ النســاء

    يحــرم فيكــم الصهبــاء صبحـاً
    ويشــربها عــلى عمــدٍ مســاء

    يقــول لكــم غـدوت بـلا كسـاء
    وفـــي لذاتهــا رهــن الكســاء

    إذا فعــل الفتــى مـا عنـه ينهـى
    فمــن جــهتين لا جهــة أســاء


    وفي رأيه في حكام زمانه يقول:

    وجـدت النـاس فـي هـرج ومـرج
    غــواة بيــن معــتزل ومرجــي

    فشــأن ملــوكهم عــزف ونـزف
    وأصحــاب الأمــور جبـاة خـرج

    وهــم زعيمهــم إنهــاب مــال
    حــرام النهــب أو إجــلال فرجِ

    غــدا العصفــور للبــازي أمـيرا
    وأصبــح ثعلبـا ضرغـام تـرج

    أفــي الدنيـا , لحاهـا اللـه , حـق
    فيطلــب فــي حنادســها بسـرح

    يسوســون الأمــور بغــير عقـل
    فينفــذ أمــرهم ويقــال ساســة

    فــاف مــن الحيــاة وأف منــي
    ومــن زمــن رئاســته خساسـة


    وقوله في ظلم الحكام وشكواه من ظلمهم للرعية:

    مــل المقــام فكــم أعاشـر أمـة
    أمــرت بغــير صلاحهـا أمراؤهـا

    ظلمــوا الرعيـة واسـتجازوا كيدهـا
    وعــدوا مصالحهـا وهـم أجراؤهـا


    وقوله:

    يكـفيك حزنـاً ذهـاب الصـالحين معاً
    ونحــن بعـدهم فـي الأرض قطـان

    إن العــراق وإن الشام مـذ زمـن
    صفـران , مـا بهمـا للملـك سلطان

    ســاس الأنــام شــياطين مسـلطة
    فـي كـل مصر , من الوالين , شيطان

    مـن ليس يحـفل خـمص النـاس كلهم
    إن بات يشرب خمراً , وهو مبطان

    تشــابه النجـر : فـالرومي منطقـه
    كـمنطق العرب , والطائي أرطان

    متــى يقــوم إمــام يسـتقيد لنـا
    فتعــرف العــدل أجيـال وغيطـان

    صلـوا بحـيث أردتـم , فـالبلاد أذى
    كأنمــا كلهــا للأبـل أعطـان


    وفي الحض على فعل الخير يقول:
    ولتفعـــل النفس الجــميل لأنــه
    خــير وأحســن لا لأجـل ثوابهـا


    حجـــة إن أقمتهـــا لضعيــف
    حجــة فــي حقوقهــا مــبرورة


    وفي التنازع بين الموت وحب البقاء يقول:
    تـود البقـاء النفس مـن خيفـة الردى
    وطــول بقـاء المـرء سـم مجـرب

    عـلى المـوت يجتـاز المعاشـر كلهم
    مقيــم بأهليــه ومــن يتغــرب

    ومـا الأرض إلا مثلنـا الـرزق تبتغي
    فتــأكل مـن هـذا الأنـام وتشـرب

    وفي تحريمه الخمرة والحض على تركها يقول:
    وأمــا الخــمر فهـي تـزيل عقـلا
    فتحــت بــه مغــالق مبهمــات

    ولــو نــاجتك أقــداح النــدامي
    عــدت عــن حملهــا متندمــات

    تــذيع الســر مــن عبـدٍ وحـرٍ
    وتعــرب عــن كنــائز معدمـات

    وزينـــت القبيـــح فباشـــرته
    نفــوس كــن عنـه مخزمـات


    لـو كـانت الخـمر حلاً ما سمحت بها
    لنفســي الدهـر , لا سـرا ولا علنـا

    فليغفــر اللــه كـم تطفـي مآربنـا
    وربنــا قــد أحــل الطيبـات لنـا

    ويقول:
    أيــأتي نبـي يجـعل الخـمر طلقـة
    فتحـمل ثقـلا مـن همـومي وأحزاني !

    وهيهـات لـو حـلت لمـا كنت شارباً
    مخففــة فـي الحـلم كفـة مـيزاني

    ويقول أيضاً:
    لا أشـرب الـراح أشري طيب نشوتها
    بـالعقل أفضـل أنصـاري وأعـواني

    لـو كـان يعـرف دنيـاه مصاحبهـا
    أرادهـــا لعـــدو دون إخــوان

    وإن كــفتني عــذاب اللــه آخـرة
    فمــا أحـاول منهـا فـوز رضـوان


    وفي زهده في الزواج والولد ورأيه في غالب النساء

    وأنهن يكفرن العشير كما جاء في الحديث
    يقول:
    كـــأن حــواء التــي زوجهــا
    آدم لــم تلقــح بشــخص أريـب

    قــد كــثرت فـي الأرض جهالنـا
    والعــاقل الحــازم فينــا غـريب


    وقوله:
    تـواصل حـبل النسـل مـا بيـن آدم
    وبينـي ولـم يـوصل بلامـي باء


    صحــبنك فاســتفدت بهــن ولـدا
    أصــابك مــن أذاتــك بالسـمات

    ومــن رزق البنيــن فغــير نـاء
    بــذلك عـن نـوائب مسـقمات

    فمــن ثكــل يهـاب ومـن عقـوق
    وأرزاء يجــــئن مصممــــات

    وإن نعــط الإنــاث فــأي بـؤس
    تبيــن فــي وجـوه مقسـمات

    يــردن بعولــة ويــردن حليــا
    ويلقيـــن الخـــطوب ملمومــات

    ولســن بدافعــات يــوم حــرب
    ولا فــي غــارة متغشـمات

    ودفـــن , والحــوادث فاجعــات
    لإحـــداهن , إحــدى المكرمــات

    وقــد يفقــدان أزواجــا كرامــا
    فيــــا للنســـوة المتأيمـــات

    يلـــدن أعاديــا ويكــن عــارا
    إذا أمســين فـي المتهضمـات


    ونراه يدعو إلى الزوجة الواحدة ويكره تعدد الزوجات فيقول:
    وواحــدة كــفتك فــلا تجــاوز
    إلــى أخــرى تجــيئ بمؤلمــات

    وإن أرغمـــت صاحبــة بضــر
    فـأجدر أن تـروع بمعرومـات

    زجـــاج إن رفقــت بــه , وإلا
    رأيـــت ضروبـــه متقصمــات


    إذا كــنت ذا ثنتيـن فـاغد محاربـا
    عـدوين واحـذر مـن ثـلاث ضرائر

    وإن هــن أبــدين المـودة والرضـا
    فكـم مـن حـقود غيبـت في السرائر

    قــرانك مــا بيــن النسـاء أذيـة
    فتكـفيك إحدى الآنسات الغرائر


    وفي الرأفة بالحيوان وتحريم قتله يقول:
    تسـريح كـفك برغوثـا ظفـرت بـه
    أبــر مـن درهـم تعطيـه محتاجـا


    غـدوت مـريض العقـل والدين فالقني
    لتســمع أبنــاء الأمـور الصحـائح

    فـلا تـأكلن مـا أخـرج المـاء ظالما
    ولا تبـغ قوتـا مـن غـريض الذبائح

    ولا تفجــعن الطـير وهـي غـوافل
    بمـا وضعـت , فـالظلم شـر القبائح

    ودع ضـرب النحـل الـذي بكـرت له
    كواسـب مـن أزهار نبت فوائح

    فمــا أحرزتـه كـي يكـون لغيرهـا
    ولا جمعتـــه للنـــدى والمنــائح


    وفي تسييد العقل وزينته يقول:
    خـذوا فـي سـبيل العقـل تهدوا بهديه
    ولا يرجــون غــير المهيمـن راج

    ولا تطفئــوا نــور المليــك فإنـه
    ممتــع كــل مـن حجـي بسـراج


    رتجــي النــاس أن يقــوم إمـام
    نــاطق فــي الكتيبــة الخرســاء

    كـذب الظـن، لا إمـام سـوى العقل
    مشــيرا فــي صبحــه والمســاء

    فــإذا مــا أطعتـه جـلب الرحمـة
    عنــــد المســـير والإرســـاء

    إنمــا هــذه المــذاهب أســباب
    لجــذب الدنيــا إلــى الرؤســاء
    **

    رويدك أيها القارئ الكريم انتظر بشوق،

    فلي عودة وفي معيتي الكثير لأنه استُفزت فيَّ قريحتي .

    وكل حبي .. حتي أعود ..

    .. أمجد ..
    رسالة الغفران

    أما رسالة الغفران ، فهي رسالة كتبها المعري رداً على رسالة بعث بها إليه علي بن منصور بن طالب

    الحلبي ، المعروف بابن القارح ، وقد طاف فيها برحلة خيالية شاقة قاد فيها ابن القارح أرجاء العالم


    الآخر ، وأذاقه من ألوان النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر . وقد أخذت هذه

    الرسالة في شكلها وظاهرها صورة الرسائل الإخوانية ، لكن أبا العلاء -الذي لم تكن تربطه بابن

    القارح رابطة سابقة- لم يعن بالمسائل الإخوانية قدر ما عني بسرد محفوظه من اللغة والأخبار

    والأشعار والإعلان عن براعته والتحدث عمن لقيه من الأئمة والشيوخ .

    ومن الراجح أن أبا العلاء كتب هذه الرسالة في النصف الثاني من حياته ،

    فحياته تنقسم إلى قسمين واضحين متميزين ،

    كان في أولهما يعيش دنيا الناس ويأخذ فيما يأخذون فيه من لهو وجد، محاولاً أن يشركهم في حياتهم ،

    وأن يناضل بكفايته وامتيازه ليظفر بمكان له فيها .

    وكان في القسم الثاني من حياته معتكفاً في دنياه منصرفاً على التأمل والإملاء ،

    وعلى هذا يكون من الراجح أيضاً أنه نظم ديوانه (سقط الزند) في النصف الأول من حياته ، حين كان

    زنده وارياً بنشاط الشباب ، فمدح وداعب ومارس نوعاً من النسيب ورثى ومارس نوعاً من الهجاء

    اللطيف الخفيف ،

    ويبدو أنه نظم (ضوء السقط) في النصف الثاني من حياته ،

    فقد أسقط منه بعض ما كان غير راضٍ عنه ،

    كذلك نظم اللزوميات في النصف الثاني من حياته ، وجمع فيه الحكمة والمنطق ، وما ألم به من

    تجارب الحياة ومعاشرة الناس ، وما لمس من سوء الحكم والتهافت على الدنيا وما آل إليه الدين

    ليصبح وسيلة للوجاهة والتكسب والخداع وغير ذلك من الأمور التي كانت تسود المجتمع ،

    فسكب في لزومياته تأملاته التي تصدر عن عقل وتفكير ، وتتفتق عن حكمة بالغة ، جعلت المعري

    يرقى على مراتب الحكماء والفلاسفة وأن يُوصف بحق أنه شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء .

    وأما (سقط الزند) فهو ديوان شعر يشتمل على قصائد في أغراض مختلفة ، فيها المديح

    والرثاء والفخر وما سوى ذلك من الأغراض المألوفة عند شعراء زمانه ، وقد سلك في شعره طريقة

    أبي تمام والمتنبي ، وهي جزالة اللفظ وحسن المعنى ، وقد دعاه (سقط الزند) لأن السقط أول ما يخرج

    من (الزند) وهو ما تقدح به النار . وهو أول شعره وما سمح به خاطره .

    فمن قوله وهو يرثي الفقيه الحنفي أبا حمزة ، قصيدته التي ضمنها كثيرا من الحكم

    والتي يقول في مطلعها :

    غــير مجـد فـي ملتـي واعتقـادي
    نــوح بــاك ولا تــرنم شــادي

    خـــفف الــوطء ، مــا أظــن
    أديـم الأرض إلا مـن هـذه الأجسـاد

    سـر إن اسـتطعت - في الهواء رويدا
    لا اختيــالا عــلى رفــات العبـاد

    رب لحــد قـد صـار لحـداً مـراراً
    ضــاحك مــن تزاحــم الأضـداد

    ودفيـــن عــلى بقايــا دفيــن
    فــي طــويل الأزمــان والآبــاد


    تعـــب كلهـــا الحيــاة فمــا
    أعجـب إلا مـن راغـب فـي ازدياد

    كــل بيــت للهــدم : مـا تبتنـي
    الورقــاء والســيد الـرفيع العمـاد

    بــان أمـر الإلـه، واخـتلف النـا
    س , فــداع إلــى ضــلال وهـاد

    والــذي حــارت البريــة فيــه
    حــيوان مســتحدث مــن جمـاد

    واللبيـب , اللبيـب , مـن ليس يغـتر
    بكــــون مصـــيره للفســـاد

    وقال يفخر بنفسه:

    ألا فـي سـبيل المجـد مـا أنـا فاعل
    عفــاف وإقــدام وحــزم ونـائل

    أعنـدي , وقـد مارسـت كـل خفيـة
    يصــدق واش أو يخــيب ســائل

    تعــد ذنــوبي عنــد قـوم كثـيرة
    ولا ذنــب لـي إلا العـلا والفضـائل

    وقـد سـار ذكـري في البلاد فمن لهم
    بإخفـاء شـمس ضوءهـا متكـامل

    وإنــي وإن كــنت الأخـير زمانـه
    لآت بمــا لــم تســتطعه الأوائـل

    ولمـا رأيـت الجـهل فـي الناس فاشياً
    تجــاهلت حـتى ظـن أنـي جـاهل

    فواعجبـا , كـم يـدعي الفضل ناقص
    ووا أسـفاً، كـم يظهـر النقص فاضل

    إذا وصــف الطـائي بـالبخل مـادر
    وعــير قسـاً بالفهاهـة بـاقل

    وقـال السـهي للشـمس أنـت خفيـة
    وقـال الدجي للصبح لونك حائل

    فيــا مـوت زر، إن الحيـاة ذميمـة
    ويـا نفس , جـدي , إن دهـرك هازل


    وللمعري تصانيف كثيرة تجاوزت السبعين ، منها كتاب الأيك والغصون ، وشروحه لديوان أبي تمام

    والمتنبي والبحتري ، وقد دعا شرحه لديوان أبي تمام (ديوان حبيب) ، ودعا شرحه لديوان المتنبي

    (معجز أحمد) وتناول البحتري بالنقد وسمى شرحه لديوانه (عبث الوليد) .

    وله كتاب (الفصول والغايات) وهو كتاب في العظات والزهد .

    والمعري على علو كعبه في فنون العلم والمعرفة وكثرة تصانيفه التي ترفعه إلى مرتبة كبار الحكماء،

    كان متواضعاً تواضع العلماء والأعلام ، وليس أدل على ذلك من قوله :

    ومــا أنــا إلا قطـرة مـن سـحابة
    ولــو أننــي ألفــت ألـف كتـاب


    وقوله :
    خــذي رأي وحســبك ذاك منــي
    عـلى مـا فـي من عوج وأمت

    ومــاذا يبتغــي الجلســاء عنـدي
    أرادوا منطقـــي وأردت صمتـــي


    وقوله :
    وإذا انتســبت فقلــت إنـي واحـد
    مــن خلقــه فكـفى بـذاك تنسـبا



    **

    رويدك أيها القارئ الكريم انتظر بشوق،

    فلي عودة وفي معيتي الكثير .

    وكل حبي .. ريثما أعود ..

    .. أمجد ..
    ( أنا الشيخ المكذوب عليه )
    أبو العلاء المعري

    (العدل والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري)
    كتاب : الصاحب كمال الدين ابن العديم المتوفي سنة 660هـ وأحد أعلام عصره

    وقد أثارت عبقرية المعري حسد الحاسدين..

    فمنهم من زعم أنه قرمطي ،

    ومنهم من زعم أنه درزي

    وآخرون قالوا إنه ملحد

    ورووا أشعارا اصطنعوا بعضها وأساؤوا تأويل البعض الآخر ،

    غير أن من الأدباء والعلماء من وقفوا على حقيقة عقيدته

    وأثبتوا أن ما قيل من شعر يدل على إلحاده وطعنه في الديانات إنما دس عليه وألحق بديوانه ،

    وممن وقف على صدق نيته وسلامة عقيدته الصاحب كمال الدين ابن العديم المتوفي سنة 660هـ

    وأحد أعلام عصره ،

    فقد ألف كتابا أسماه : (العدل والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري)

    وفيه يقول عن حساد أبي العلاء : "فمنهم من وضع على لسانه أقوال الملحدة ، ومنهم من حمل

    كلامه على غير المعنى الذي قصده ، فجعلوا محاسنة عيوبا وحسناته ذنوبا وعقله حمقا وزهده فسقا ،

    ورشقوه بأليم السهام وأخرجوه عن الدين والإسلام ، وحرفوا كلامه عن مواضعه وأوقعوه في غير

    مواقعه" .

    وقد درس على أبي العلاء كثير من طلاب العلم ، ممن علا شأنهم في العلم والأدب ،

    ومنهم أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي (المتوفي سنة 447هـ

    وأبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي ،

    وأبو الطاهر محمد بن أبي الصقر الأنباري ،

    وأبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي .

    فلم نجد أحد منهم إلا مثنياً على علم المعري وفضله ، معجباً بشدة فطنته وقوة حافظته ، معترفاً بحسن

    عقيدته وصدق إيمانه .

    ونحن نضرب المثل على بعض ما دس عليه حساده،

    وما حرفوا من شعره وما أدخلوا عليه من فساد ،

    فقد ورد في اللزوميات البيت التالي:
    قــد تــرامت إلـى الفسـاد البرايـا
    واســتوت فــي الضلالـة الأديـان


    والبيت المروي على هذا النحو يلصق تهمة الإلحاد بأبي العلاء ،

    إذ ينسب الضلالة إلى جميع الأديان ،

    غير أننا إذا رجعنا إلى كتاب (شرح المختار من لزوميات أبي العلاء)

    لابن السيد البطليوسي المتوفي سنة 521هـ أي بعد أبي العلاء بسبعين سنة ،

    وجدناه ينشد البيت على هذا النحو:
    قــد تــرامت إلـى الفسـاد البرايـا
    ونهتنـــا -لو ننتهــي- الأديــان


    ورواية البطليوسي أوثق من رواية اللزوميات المطبوعة ، لأنها أقدم من مخطوطاتها التي اعتمدت

    عليها . على أن القصيدة التي ورد فيها هذا البيت تدل على تحريفه المتعمد فهو في القصيدة يمجد

    عظمة الخالق .

    والمعري نفسه علم بما يدس حساده عليه فكان يقول : أنا الشيخ المكذوب عليه ،

    وهذا ما جعل بعض من اتهمه بالإلحاد يرجع عن اتهامه ،

    كما فعل ابن الوردي حين اتهمه في كتابه (تتمة المختصر في تاريخ البشر) ،

    ثم رجع عن اتهامه وأثنى على حسن اتقاده وسلامة يقينه بعد أن أطلع على كتابه (ضوء السقط) ،

    وفي حاسديه يقول أبو العلاء:
    بــأي لســان ذامنــي متجــاهل
    عــلي وخــفق الـريح فـي ثنـاء

    تكــلم بــالقول المضلــل حاسـد
    وكــل كــلام الحاســدين هـراء


    ويقول أيضا:
    تعـــاطوا مكــاني وقــد فتهــم
    فمــا أدركــوا غـير لمـح البصـر

    وقـــد نبحــوني ومــا هجــتهم
    كمــا نبــح الكـلب ضـوء القمـر


    ثم نراه يستخف بحاسديه جهلا أو كيدا فيقول:
    وكــم مــن طـالب أمـدي سـيلقى
    دوين مكــاني الســبع الشــدادا

    يؤجــج فـي شـعاع الشـمس نـارا
    ويقـــدح فــي تلهبهــا زنــادا

    ويطعــن فـي عـلاي وإن شسـعي
    ليـأنف أن يكـون لـه نجـادا

    فــلا وأبيـك مـا أخشـى انتقاصـا
    ولا وأبيــك مــا أرجــو أزديـادا

    لــي الشــرف الـذي يطـأ الثريـا
    مــع الفضــل الـذي بهـر العبـادا

    وكــم عيــن تــؤمل أن تــراني
    وتفقــد عنــد رؤيتــي الســوادا

    ولــو مــلأ السـهي عينيـه منـي
    أبــر عــلي مــدى زحـل وزادا

    أفـــل نــوائب الأيــام وحــدي
    إذا اجـــتمعت كتائبهــا احتشــادا

    قلتُ: : وهذا ما زلزل قلوب حاسديه وبثهم بثاً ، ولا يفوتنا أن ندرك أنه في تلك الحقبة التي عاشها أبو

    العلاء المعري كانت فترة فتن وبدأ الدين الذي نشره الصحابة رضوان الله عليهم يأخذ أشكالاً من

    المذاهب فكال بعض علماء هذا المذهب التهم لعلماء ذاك المذهب ، وعلماء هذا المذهب حقد على

    أولئك من علماء مذهب آخر ، وكثر الفساد واستشري بين الناس فمنهم من كان يظهر الدين ويعمل

    السيئات ومنهم من يجاري الجواري والنساء والغناء وهو يحفظ القرآن وكذا الأمراء والحكام في

    زمان المعري ، فكان النقد لهم من قبله والنصح فلما وجد في نفسه منهم نفاقاً وحسداً لزم داره

    ومسكنه وشرع في التأليف والتهذيب والزهد ، فحسده واتهموه بما ليس فيه كما ورد في السرد عاليه .

    وقد دخل عليه عالم خلسة وكان يسيئ له فخرج وقال : سمعته يردد آية من كتاب الله وتدمع عيناه

    العمياوان ، فعلمت منه الإيمان وأدركت هيبته ومخافته وصدقه من الله وأن الرجل محسود.

    **

    رويدك أيها القارئ الكريم انتظر بشوق،

    فلي عودة وفي معيتي الكثير .

    وكل حبي .. ريثما أعود ..

    ختامه مسك

    وكيف يجوز أن يتهم بالإلحاد

    وهو القائل في تمجيد الله وتوحيده ما لم يقل به قائل من حكيم أو فيلسوف .

    فمن ذلك قوله :
    ليفعــل الدهــر مــا يهــم بـه
    إن ظنـــوني بخـــالقي حســنة

    لا تيـــأس النفس مــن تفضلــه
    ولـو أقـامت فـي النـار ألـف سـنة


    وقوله :
    نحــن عبيــد اللــه فـي أرضـه
    وأعــــوز المســـتعبد الحـــر

    بفضـــل مولانـــا وإحســـانه
    يمــاط عنــا البــؤس والضــر

    أمــا يــرى الإنسـان فـي نفسـه
    أيــــات رب كلهــــا غـــر


    وقوله :
    إذا سـألوا عـن مـذهبي فهـو خشـية
    مـن اللـه لا طوقـا أبـت ولا جـبرا


    وقوله :
    لا أرض رأي ولاة قـــوم لقبـــوا
    ملكــا بمقتــدر وآخــر قــاهرا

    هــذى صفــات اللـه جـل جلالـه
    فـالحق بمـن جـهر الغـواة مظـاهرا


    وقوله :
    إذا آمــن الإنســان باللــه فليكـن
    لبيبــا ولا يخــلط بإيمانــه كفـرا


    وقوله :
    إن شــئتما أن تنســكا , فاســكنا
    وأنفقــا المــال الــذي تمســكان

    واعتقــدا , فــي حــال تقواكمـا
    أنكمــــا باللـــه لا تشـــركان


    وقوله :
    للمليــــك المذكـــرات عبيـــد
    وكــــذاك المؤنثـــات إمـــاء

    فــالهلال المنيـف والبـدر والفرقـد
    والصبـــح والـــثرى والمـــاء

    والثريـــا والشـــمس والنـــثرة
    والضحـــــى والســــماء

    هــذه كلهــا لــربك مـا عـابك
    فـــي قـــول ذلــك الحكمــاء

    وقوله :
    مــولاك , مــولاك الــذي مالـه
    نـــد وخــاب الكــافر الملحــد

    آمــن بــه والنفس تـرقى وإن لـم
    يبــــــق إلا نفس واحـــــد

    تـــرج بــذاك العفــو منــه إذا
    ألحـــدت وانصـــرف اللاحــد



    وقوله :

    اذكـر إلهـك إن هببـت مـن الكـرى
    وإذا هممـــت لهجعـــة ورقــاد

    واحـذر مجـيئك فـي الحساب بزائف
    فاللـــه ربـــك انقـــد النقــاد

    تغشــى جــهنم دمعـة مـن تـائب
    فتبــوخ وهــي شــديدة الإيقــاد

    وقوله :
    فتبــارك اللــه الــذي هـو قـادر
    تعمــى وتقصـر دونـه الأوصـاف


    وقوله :
    إلــــه الأنـــام ورب الغمـــام
    لنــا الفقــر دونــك والملـك لـك

    إذا أنــا لــم أغــن فــي لــذة
    أســفت وضــاق عــلي الفلــك


    وقوله :
    هــو الفلـك الـدوار , أجـراه ربـه
    عـلى ما ترى , من قبل أن تجري الفلك

    لـه العـز , لـم يشـركه فـي الملـك
    غـيره فيا جهل إنسان يقول : لي الملك



    وفي تمجيد الرسالة المحمدية وما دعت إليه من توحيد الله يقول :

    دعــاكم إلـى خـير الأمـور محـمد
    وليس العـوالي فـي القنـا كالسـوافل

    حـداكم عـلى تعظيـم من خلق الضحى
    وشـهب الدجـى مـن طالعـات وآفل

    وألــزمكم مــا ليس يعجـز حملـه
    أخـا الضعـف مـن فرض له ونوافل

    وحــث عـلى تطهـير جسـم وملبس
    وعـاقب فـي قـذف النسـاء الغوافل

    وحـرم خـمرا خـلت ألبـاب شـربها
    مــن الطيش ألبـاب النعـام الجـوافل

    فصــلى عليـه اللـه مـا ذر شـارق
    ومـا فـت مسـكا ذكـره في المحافل




    هذا قليل من كثير أوردناه لدحض قول القائلين بإلحاد المعري أو نسبته إلى بعض الفرق المغالية ،

    فالمعري كان مؤمنا وموحدا وسليم العقيدة ، ولكنه كان يشك في سلوك رجال الدين ، ويرى أن بعضهم

    قد أتخذ الدين وسيلة للكسب ، وظاهرة نفاق لمليك أو أمير أو أصحاب سلطان، وفي ذلك نراه يقول :

    وإذا مــا ســألت أصحــاب ديـن
    غــيروا بالقيــاس مــا رتبــوه

    لا يدينـــون بـــالعقول ولكــن
    بأبـــاطيل زخـــرف كذبـــوه


    ويقول :
    إذا رجــع الحــصيف عـلى حجـاه
    تهـــاون بــالمذاهب وازدارهــا

    فخـــذ منهـــا بمــا أداه لــب
    ولا يغمســك جــهل فـي صراهـا

    وهــت أديــانهم مـن كـل وجـه
    فهــل عقــل يشــد بـه عراهـا


    وقد ورد في شعر أبي العلاء كثير من الأمثال الحكمية نتم بها قولنا في أبي العلاء :

    لا يعجـبنك فـي جـنح الدجـى قمـر
    فــإن عقبـى محـاق غايـة القمـر

    وحــب العيش أعبــد كــل حـر
    وعلـــم ســاغبا أكــل المــرار

    يئســت مـن اكتسـاب الخـير لمـا
    رأيــت الخــير وفــر للشــرار

    ولـــم نحــلل بدنيانــا اختيــارا
    ولكــن جــاء ذاك عـن اضطـرار

    غــدا العميـان فـي شـرق وغـرب
    يعــدون العصــي مــن اليســار

    قـد يخـطئ المـوت ملقـى في تنوفته
    ويهلـك المـرء فـي قصـر له حرس

    عنــب وخـمر فـي إنـاء وشـارب
    فمــن الملــوم أعـاصر أم حاسـي
    ِِِ
    بعـض الرجـال كقـبر الميـت تمنحه
    أعــز شـيء ولا يمنحـك تعويضـا

    إذا مــا الأصــل ألفـي غـير زاك
    فمــا تزكـوا مـدى الدهـر الفـروع

    عجـبت للمـالك القنطـار مـن ذهـب
    يبغــي الزيــادة والقــيراط كافيـه

    وكـثرة المـال سـقات للفتـى أشـرا
    كــالذيل عـثر عنـد المشـي ضـافيه

    جـاران , ملـك ومحتـاج إلـى زمن
    عليهمــا فتسـاوى البـؤس والـترف

    يريــد خــلا خـليلا كـي يوافقـه
    فـي الطبـع , هيهات إن الناس أخياف

    لـولا التخـالف لـم تـركض لغارتهـا
    خــيل ولـم تقـن أرمـاح وأسـياف

    لســان الفتـى يـدعي سـنانا وتـارة
    حسـاما , وكـم من لفظة ضربت عنقا

    وارى الفتــى بلـغ المكـارم والعـلا
    بـــالحظ لا بســنانه والمنصــل

    ومـا آدم فـي مـذهب العقـل واحـد
    ولكنـــه عنـــد القيـــاس أوادم

    وعـظ الزمـان فمـا فهمـت عظاتـه
    وكأنـــه فــي صمتــه يتكــلم

    لـو جـاورتك الضـان قـال حصيفها
    الــذئب يظلــم وابــن آدم أظلــم

    توفي المعري عن 86 عاما ودفن في منزله بالمعرة يزوره عارفو فضله . رحمه الله .

    يتبع بالمراجع..

    المراجع

    معجم الأدباء 1 / 162 . وفيات الأعيان 0 / 113 . الوافي بالوفيات 7 / 94 . النجوم الزاهرة 5 / 61

    . البداية والنهاية 12 / 215 . تاريخ بغداد 4 / 240 . كشف الظنون 2 / 1272 . تاريخ الأدب في

    إيران ص / 364 . تعريف القدماء بأبي العلاء (لجنة إحياء آثار أبي العلاء) . شرح سقط الزند (لجنة

    إحياء آثار أبي العلاء) . شرح اللزوميات (لجنة إحياء آثار أبي العلاء) . أبو العلاء وما إليه

    للراجكوتي . رسالة الغفران تحقيق بنت الشاطئ . شرح اللزوميات تحقيق وشرح إبراهيم الأعرابي .

    أعلام النبلاء للطباخ 4 / 77 . إنباه الرواة 1 / 46 . الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 1 /

    413 . الجامع في أخبار أبي العلاء للجندي . عصر الدول والإمارات (مصر والشام) لشوقي ضيف

    ص / 650 . الأعلام 1 / 150 . تاريخ الأدب العربي لفروخ 3 / 124 . مذكرات الأستاذ بدر الدين

    النعساني عن أبي العلاء . شرح التنوير على سقط الزند للخطيب التبريزي ، تاريخ الفكر العربي ص /

    413

    أوج التحري في حيثية أبي العلاء المعري

  5. #5
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.66

    افتراضي

    قصيدة جميلة جدا في فيلسوف كبير المعري رحمة الله عليه ..

    أحييك يا صاحبي .

  6. #6
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    الأستاذ الشاعر وليد حرفوش
    يسعدني أن أسجل هنا إعجابا كبيرا بما أمتعتمونا به والله
    معلقة جليلة تدل على شاعر كبير متمكن في العرض والجوهر
    ثم لا يفوتني أن أشكر الأستاذ الغنام على ما اتحفنا به من دراسة نثرية حول المعري
    شكر الله لكما ومزيدا من الإبداع في طريق الأدب والفكر الرصين الباني
    تقبلوا خالص التحايا
    ورمضانكم كريم

  7. #7
    الصورة الرمزية عبد القادر رابحي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 1,735
    المواضيع : 44
    الردود : 1735
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    الأخ الكريم وليد حرفوش

    سلامي و تحياتي..

    من ابن خلدون
    إلى المعري

    ثمة سياق خطي في الكتابة ينم عن إلمام بالفكرة المراد تسخيرها في الموضوع..

    لكن اسمح لي أخي أن اتسأل في حضرة هذا النص القوي عن إمكانية وجود مفازة أخرى لتوظيف هذه الشخصيات توظيفا أكثر إيغالا في روح المغامرة الشعرية التي تتوفر عليها حياة شاعر كالمعري؟؟

    مع وافر الإعجاب و التقدير..


    عبد القادر رابحي

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    المشاركات : 804
    المواضيع : 22
    الردود : 804
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    أرجو أن لايطغى الحوار عن المعري والألسن حوله بعد أكثر من ألف سنة

    من التجريح والتعديل

    والذي أعتقد أن جلها من الحساد وما أكثرهم في عصره !

    ارجو أن لايطغى على جمال القصيدة الرائعة لشاعرنا الكبير وليد حرفوش والذي نقلنا الى عمق التاريخ الأدبي من خلال أهم شخصياته على مدى العصور

    بوركت أخي العزيز وتقبل مروري وتحيتي

    ليوفقنا الله

  9. #9
    الصورة الرمزية عبدالملك الخديدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 3,954
    المواضيع : 158
    الردود : 3954
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    الاخ الشاعر : وليد حرفوش
    لقد انصفت رهين المحبسين
    قرأت له ديوان سقط الزند ورسالة الغفران فقط.
    ولا أمل من قراءة رسالة الغفران واستطيع ولله الحمد التفريق بين مافيها من أفكار تخص توجهه واسلوب حياته وبين ما فيها من أدبيات عامة ولغة جميلة وأسلوب أدبي مذهل .
    وكل الشكر والتقدير للاخ الغنام على اضافته الرائعة وهذا التقرير المتميز عن المعري.
    تحيتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    المشاركات : 60
    المواضيع : 6
    الردود : 60
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حمود الغنام مشاهدة المشاركة
    المعري وما أدراك مالمعري ..
    شاعرنا الكريم حرفوش لافض فوك
    الكتابة عن المعري لها وقع خاص ونحن أمام هذه الشخصية الفذة والتي
    لم يتسن لأحد أن يجاريها في تاريخ الأدب العربي قديمه وحديثه،لما نبغت فيه من شتى علوم الأدب والفلسفة
    والحكمة علاوة على الشعر والنثر والنقد والقصص
    مع الإلمام بمختلف علوم الدين
    بارك الله لك قصيدتك وسوف يكون لي عودة اليها
    أخي الكريم
    دمت للخير معطاءً
    ولك عاطر تحيتي،

    الأخ العزيز أحمد الغنام

    المعري من أكبر وألمع رجالات الفكر والأدب عبر التاريخ ، له وزنه في الغرب كما في الشرق
    يستحق منا أكثر من قصيدة ، يحتاج تكريما سنويا ومهرجانات عالمية ، لتقديره و الاحتفاء به

    أشكر لك مرورك الكريم
    ودمت لأخيك الوليد

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لماذا المعري والمتنبي !
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 27-01-2014, 03:05 PM
  2. المعري " أنا الشيخ المُفترَى عليه "
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 13-01-2013, 04:57 PM
  3. تذوق الشعر مع المعري
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-04-2012, 06:12 AM
  4. المَعَرِّيُّ وَأَشْعَرُ مَنْ بِالشِّامِ وَالعِرَاقِ
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-02-2012, 05:53 PM
  5. أسماء الكلب عند المعري
    بواسطة احمد خلف في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-07-2011, 04:20 AM