|
سبحـت في راحتيك الحصبـاء |
وسمت بحملك الجليـل غبراء |
يا خير من ســار على قــدم |
وأقلـت أرض وأظلت سمـاء |
صلى عليك الله ما خـط قلــم |
وأشرقت شمس وأضاء ضياء |
وأغاثنـا غيث ومـاج مــوج |
وحملت أرض وفاض فضـاء |
ولدت كالشمس البهيـة نــورا |
فرائعة النهــار منك حيـاء |
وولـد على راحتيـك الهـدى |
فأضاء المشرقين منك سنـاء |
وخاصم الليـل البهيم سدولـه |
فتوارت في حيائهــا الظلماء |
فأكرمهـا بك الكريــم سكنـا |
ولباسـا لمن استباحـه العراء |
و ليلـة ما لليـالي مثلها قـدر |
ولا ألف شهر لفيضها عطـاء |
أملي أن تجمعنـي بك جنــة |
فجوارك بالجنان نعم الجـزاء |
تعلقت بهـواك العـذري نفسي |
كما تعلق بالنخيل الشم اللحـاء |
خبت لمولـدك نيـران فـارس |
تغشاها نفحات منك وأضـواء |
فاللهب المسعور بالتنور ساجـد |
أبى الضرام أن يضام صفـاء |
و(إيوان كسرى) خرت منابـره |
أبى الحطـام أن يقـام عـلاء |
فالرمال في شغل عن تماسكهـا |
فحبـك لا يشغلهم عنـه بنـاء |
فترى الشرفات السامقات فتاتـا |
يبارك تناثرها الرهيب فنــاء |
وكتبت ( سـاوة )إليك رسالـة |
فغيض من حرارة الهيام مـاء |
وأرسل النخيـل للجليل ثنــاءه |
فبدا للأكمام في الثنـاء ثنــاء |
والطير(الأبابيل) كتبت مولــدا |
فعام (الفيل) بين الأعوام بقـاء |
حمى الله بك البيـت الحــرام |
لمولدك الشريف تقهر الأعـداء |
وفدا الله من الذبـح أبـــاك |
لخلقـك العظيم تكرم الآبــاء |
ما شرتك من أبيك نوق عاتكـة |
ولا بالنذر العجيب باعك الفـداء |
فأنت دوحـة ظل لكل غليلــة |
فالقلب رحيم والسجيـة غنــاء |
وما حلمت (حليمة) مثلك رضعا |
وما حملت (آمنـة) مثلك أبنـاء |
فما بمثلك قــط حملت حـواء |
وما بمثلك قـط ولـدت نسـاء |
(الشيمـاء) بلغت بالاخوة منزلا |
ما طاولتها فيه أعلامنا الشمـاء |
وما جاد الجواد على مرضعـة |
مثلما جادت على (حليمة)الأثداء |
و(بجاد) بالاخوة حاز ســؤددا |
تلك منازل لله ينزلها من يشـاء |
ما غار (الحراء) بعـد تعبـدك |
بل سما على الجبال (حــراء) |
هزك (الأمين) فارتعدت فرائصه |
حتى تلاقت بصعدائك الصعـداء |
فقـال (اقرأ) بسـم الله قائلهـا |
فقرأت منك عين وفـم وأحشـاء |
أمي والأميــة دونك عميـاء |
فكيف يشـرب من فيضك العلماء |
كأنمـا قال الله جلت قدرتــه |
انتم وما تعلمتم لعلمي هبـــاء |
ل(خديجة) النسيبة بدت شمـائل |
فالقطف أحمد والشجرة عصمـاء |
ف(ميسرة) الخادم يحكى عجائبا |
من رحلة الشام والغمام رواء |
والصدق أبلـج والأمانة قصـة |
والنفس أزكى والرصانة رداء |
الهوى جيـش والنفـس تواقـة |
فهواك والهائمات عليا غـذاء |
فلا تردني كصخرة (الأقصـى) |
يوم راودها في هواك (إسراء) |
أبى الشوق العصي أن يردهـا |
فما لمغنم في هـواك انتهـاء |
ولا كجـذع حن يوم هجرتـه |
ولولا حضنك لأنطقـه البكـاء |
إذا السمـاء مـدت إليك يـدا |
ألا يراودني شوق إليك ووفـاء |
فارحم حبيبا كثرت عوازلــه |
حتى رجاه في حبك الرجــاء |
وافتح لي من حنـانيك حضنـا |
يضمني فلا تظمأ بعده أعضـاء |
أغرتك الجبال بفيضها ذهبــا |
فما لذهب الجبال فيك إغــراء |
كل النفـائس دونـك ناقصـة |
إذا قيس بنفسك الكريمة الثـراء |
خاصمت في هواك الجم عجزي |
وأنكرت قلبا يمهلـه الجفــاء |
وكل نبضة لا تهديـك سلامـا |
أنا والباقيـات منهـا بــراء |
ما عذري أنا وقد هـام صخـر |
تفجر من أحشـائه الصم مـاء |
يا سيدي كل نبضي عليك صلاة |
يزكيهـا شـوق عظيـم وأدواء |
فدولـة الأشبـاح أتتك هـائمة |
لعجزها الصامت فيك العـزاء |
فخيول الروح تعـدوا مسرعـة |
فهل بعد طـول المسيـر لقـاء |
سلم عليـك الحجـر صبابــة |
ولولا الأذى لصافحتك أرجـاء |
و شكا الجمـل إليك عشــيرة |
تنام عشيـة فلا تقـام عشـاء |
فشكاتي والجمـل إليك سـواء |
لكننا نصلى والصلاة منها رياء |
أشكوا إليك ذنوبا جئت أحملهـا |
فاشفع يا حبيب الله لمن جـاءوا |
إذا أطـاع القلب فيك الهـوى |
فان للمحب لمن أحب انتمــاء |
شجرة الأنبياء أعـدت لك متكأ |
زينه الرضا وعطره الصفــاء |
(فبحيرة) الراهب أضناه الهوى |
فلا دير يشغله عنك ولا إطـراء |
فالنور من مشكاة الله يعــرفه |
تسطع به شمس وقيظ وفيحــاء |
هذا الفتى النـبي كنت أنتظـر |
تضاء به الدنيا وتخمد به أنـواء |
أخشى عليه من اليهود مكيـدة |
فما الحرص أغنى المسيح والعذراء |
فالنبوة أغلى من كل تجــارة |
وخيـر من كل عـلاج الوقـاء |
برحيل الأحبـة طلبت ملجـأ |
من(ثقيف الهدا) فسفهك السفهـاء |
دمك الشريف من قدميك ينزف |
يحني الأرض فتكنه لك البطحـاء |
تبرأ الى الله من ذنب لم تفعله |
ربنا لاتؤاخذنا بما فعل الأشقيـاء |
ففتح عليـك الله بالحب جنـة |
خادمها(عداس)والأعناب اهـداء |
فشكوت إلى الله قلــة حيـلة |
فالملائكة تترى والأمنيات نجـاء |
فغضبك رحمة واللسان دعـاء |
والحلم أحمـد والسريرة نقــاء |
والبراق يسرج والبروج تزيـن |
و(جبريل) رواح بالسرية غـداء |
القدس مرسى والأقصى معارج |
والأنبياء صفوف والليلـة غـراء |
فاليسـر من رحم العسر مولده |
المخاض عسير والرب معطـاء |
ركبت (البراق) فالآفـاق تهللت |
وتزينت لمقدمك العزيـز عليـاء |
فالسدرة المنتهى واللقـاء غرام |
والتحيات سلام والروح اصغـاء |
وغار(ثـور) يتجرع صبـره |
كم جاشت في أحشائه الأحشـاء |
وجبل النـور والذكرى عزيزة |
بما شرفت به(ذات النطاقين)أسماء |
أما باض على أعتابك الحمـام |
فعيون الناظرين والطين سـواء |
والعنكبوت خلـع عليك نسيجه |
فبشرف السفارة يشرف السفراء |
كل الكون علي الخـالق هيـن |
كهوان العنكبوت إذا عـم البلاء |
(الصديق) ألقم الثعبان إصبعـه |
يفديك فلمثـلك يطـيب الفـداء |
فجاء الثعبـان البك معتــذرا |
ليقاتـله قبل الأفاعي الحيــاء |
بسـم الشافي شفيــت لدغـة |
مسحتها فالسم والتريـاق سواء |
ضيفت(أم معبد) وأنت ضيفهـا |
فالحليب دفـاق والشاة عجفـاء |
والقوم زهول والعيـون صاغرة |
والظامىء اللاهث هو السقـاء |
(سراقة بن مالك) يطلب عـودة |
لا الخيل تحمله إليك ولا بيـداء |
أبيت أن يعـود منـك خائبــا |
فسـواري (كسرى) منك عطاء |
ببيعتي (المنى) فتحت سفـــارة |
(العباس) عراب والحجيج جلساء |
و(صهيب) سفير ويثرب مقصـد |
والليـل أليل والملائكة رقبـاء |
يا خير من احتكم إليـه البشــر |
تزين بحكمتك الشريفة الحكمـاء |
تلاقى في محبتـــك الـورى |
فتآلف تحت لـوائك الأعــداء |
فلا (أوس) عادت بعدك (خزرجا) |
ولا خاف من الضواري الرعاء |
تهللت لمقدمك الجليـل منـازل |
فما أناخت إلا بأمر الله (قصواء) |
طلع من (ثنيـات الوداع) بـدر |
فأضاء المدينـة نـور وبهـاء |
أعتقت في حبك الرقـاب فترى |
الأسلاب الـرق هـم الطلقـاء |
(فبـلال الحبشي) صار سيـدا |
يرفع الآذان عذبا فيلبى النـداء |
و(سلمان الفارسي) على موعـد |
فبعد دياجيـر الظلام الضيـاء |
كل من لا يهواك تالله جاهــل |
وكل عـين لا تراك عميــاء |
كم ذلت في بغضـك ملــوك |
فمن اعتـز بغيــر الله أذلاء |
فأين (خيبر) والحصون منيعـة |
أين القلـوب الغلف والأسمـاء |
ببصـاق منك سجلت ملحمـة |
ورمد (علي) على اللواء لـواء |
تلاقى يوم الفرقـان بك بدران |
بـدر للدجى وبـدرخلده الدماء |
ف(جبريل) الأميـن جاء مقاتلا |
ملائكة الرحمن لأعدائك أعـداء |
في (أحـد) الحبيب قامت غزوة |
للباطـل صـولة وللحق بقـاء |
الدم على وجنتيك سطر عــزة |
فمن زعم قتلك من الأعداء ناءوا |
(حمـزة)الأسد بين الشهداء سيد |
شرفت بعطره الأرض والشهداء |
(عمر) فاروق و(عثمان) نوران |
والإسلام دولة والعدالة سمحـاء |
فويـل لمن عادى لله رجــال |
من نار لتغيظهـا الرهيب نـداء |
أحبك فعسى أن أبلـغ منزلـة |
أكون فيهـا والأنبيـاء استـواء |