تراتيل عاشق
مددت يد الشوق على أمل اللقيا، فأنا المنفي حبيب الروح ، وأنا الذكرى وإن طال الغياب ، خذيني بالحلم ...ازرعيني زهرة ياسمين قرب كنيسة أو مسجد أو جدار ، فأنا المشتاق ، فهل يكحل حلم الأماني العيون ...؟!! .
" فلو كنت معي لتنازلت عن حنجرتي، وشربت الماء المثلج من جدول يسكن جبلا... لو كنت معي لاعتذرت عن كل مواعيدي حتى مواعيد الموت التي حددتها " .
خذيني برمش العين أغنية فقد جاد الحنين ، وجن الليل والقمر، فأنا العاشق الأبدي ... يا حلمي الجميل لا تحزني ، أنا المخبئ بين العيون ، وشارع يضج بالصور، كما تضج به الذكرى والمهج ، من محرابك عرج النبي محمد ، ومن تلك التلال جاء صلاح الدين فاتحا ، ومن مآذنك علا صرح التعايش وشُيد للعدل أعلى منزلة ، لا تذرفي الدمع من مقل أعياها الشوق والأمل ، خذي العشق أنثريه فرحا ، وسرب اليمام طيريه ابتهاجا ، أما الشهيد فهو يحيا بيننا مبتسما ، فيا روعة الذكرى وذاك المشهد .
يا قدس أوصلني الحب إلى محرابك عاشقا، فهل تقبلين ذاك العاشق الهرم، أنا الذي حارت به الدنيا ، وقاتلتني جيوش من عجم ، ومن عرب ، كل المطارات لي فيها حكاية ، حتى السجون هللت ، بئس الضيافة ، و بئس المقام ، كل المنافذ في وجهي أوصدت... عجبا فهل نحن أغراب...؟!!.
يا قدس في غزة الجريحة لم يعد لي منبر للحب أو يمام ، ضاعت أماني العاشقين واختفت أقمارنا خلف الغمام ، هي جولة للقتل أحياها عابر مسكون بالظلمة مملوء بالحقد ، هي المناصب ضيعتنا... لن يسقط الحلم وسط الزحام، هي جولة للظلم ... هي غمة ستزول وينتصر النهار، هي غربة قد أمعنت في ذبحنا، فأدمت قلوب المتعبين....لكننا سنعزف من بقايا الفرح المسكون فينا أغنية عاشق ، ننثرها على طول البلاد ، ومن شرايين قلوبنا نصنع أشرعة السفن العائدة، وان خذلتنا شوارع المدن البعيدة والصديقة... حزينا برتقالنا... أرهقه صحارى الظمأ فحن لربيع أخضر يسكنه الصفاء, فيأخذني الطريق وحيدا، إلى رباك والحنين، فنحن لا نبيع تاريخنا، وان ضيعتنا المنافي بلا ضياء... بلا فرح ولا قمر... سيصدح القلب بنشيد عودتنا ... خذي فرحي وتراتيل عشقي امنحيني لحظة اللقاء، ليحملني الشوق حيث روعة الوطن والانتماء.... دعيني أغفو قليلا عند محراب العيون.... لترقص الفراشات فرحا، ويرقص القلب طربا، ليطبع العائدون على وجنتيك قبلة النهار، دون مخافة من رقيب 0