|
ستونَ عامًا وأمطارُ السَّما حُممُ |
والأرضُ من نفثةِ التنِّين تضطرمُ |
مسخٌ يعربدُ.. نحو القدس منتبذًا |
مسرى الرسول ..وفي أظفارهِ نَهَمُ |
دمُ الْقرابينِ لمْ يُطْفِئْ لهُ شبقًا |
فَشهوةُ الذَّبحِ في عينيهِ تَحْتَدِمُ |
والهاربون منَ التِّنِّينِ ماعلموا |
أنَّ القضاءَ بأن يلْقَوهُ مُنحسمُ |
فكلُّ وادٍ يؤدِّي نحو قُمقُمِهِ |
هُمْ يهْرُبُونَ إليْهِ ...آهِ لوعلموا |
يهرولون بباقاتِ الورودِ لهُ |
لو أنهم حملوا أرواحهم سلِموا |
لم يسلمِ الغيمُ من نيران نفثتهِ |
ولا الحمامُ ولاالزيتونُ والحرمُ |
غنَّى الحمامُ فدوَّت منهُ ثائرةً |
"أهَهُنَا لترانيمِ الحياةِ فمُ" |
كلُّ القلوبِ هنا أمستْ ملغمةً |
فالنبضُ توقيتُ موتٍ خلفهُ "لَََغَمُ" |
هذا حِزامٌ من الأحشاء مشتعلٌ |
وتلك أُنملةٌ..رصاصةٌ.. تصِمُ |
ومزنةٌ من دماءِ الصِّيدِ هاطلةٌ |
فوق البراكين يجري سيلُها العرمُ |
من كل شريانِ حرٍّ لايفجرهُ |
إلا فتيلُ خُنوعٍ نزعُهُ.. شيمُ |
والموتُ متقدُ العينين مندفعٌ |
جوعانُ ينتهبُ الأرواحَ..يلتهمُ |
تكادُ تنبتُ منْ أشلاءِِ من هلكوا |
رؤوسهمْ و جذورُ النخلِ تزدحمُ |
وكيف لا؟ وأكفُّ الكفر تدفننا |
في كل مجزرةٍ والساقياتُ دمُ |
كأنَّما النخلُ أيديهم تلوحُ لنا |
وتحتهُ العشب من هاماتهم لِممُ |
ألوَّحتْ لوداعٍ المجد هاربةً |
من حمأة الذلِّ لما ألقيَ السَّلمُ |
ماهزَّها الريحُ إن أبصرتَ رعشتها |
بل في نواشرها يستغرقُ الألمُ |
أم لوَّحت لترى الآفاقُ قبضتها |
وأنها لاختراق اليأس تعتزمُ |
تصفِّفُ التمر في أعذاقها أملاً |
إذا تساقطَ كي يستيقظ الكرمُ |
حفيفُها همهماتُ الصبر تعزفهُ |
ينساب في أذن الدنيا لها نغمُ |
تقولُ إن مشطتها الريحُ ناشرةً |
فروعَها كفتاةٍ لفَّها اليُتُمُ |
إناسنخرج من أعماق نكستنا |
مهما استبدَّ العدا واستحكمت غُممُ |
ستون عامًا وجرحٌ في عروبتنا |
مازال ينكأهُ الإذعانُ والقممُ |
جرحُ الكرامةِ كم أعيا الأساةَ وهل |
بغير شرب رحيق الموت يلتئمُ |
ستون عامًا أماشاخت مصيبتنا |
أم ليس ينخرُ إلا عظمَنا الهرمُ |
ستون عامًا وذي الأصنامُ جاثمةٌ |
إذا هوى صنمٌ جا بعدهُ صنمُ |
ياوحدةً كسراب البيد نطردها |
قد صار أقربَ من إدراكِها الحُلُمُ |
أنفاسُنا من سياطِ الذلِّ لاهثةٌ |
وفي وحول الخنا قد ساخت القدمُ |
وحولنا من حياض العزِّ لوهُديت |
حداةُ موكبنا المستعذبُ الشبمُ |
فيمَ التلفتُ في آثار من تبعوا |
خطى الصليبِ ومن إلهُه النَّعمُ |
وبيننا كلماتُ الله مشرقةٌ |
وهديُ أحمدَ من أرواحِنا أَمَمُ |
فمالناغيرُحبلِ الله معتصمٌ |
ومالنا غيرُبابِ الله ملتَزمُ |
ستون عاما سنون التيهِ قد ضربتْ |
على الذين أضاعوا السيف وانهزموا |
أيا فلسطينُ إن أنكرت نجدتنا |
فقد تمكن من آذننا الـصَّممُ |
أما رأينا سنى الفسفور متقدًا!! |
بلى ..وهل تستوي الأنوارُ والظُّلَمُ!! |
شمسٌ عليكِ من الفسفور ساطعةٌ |
وفوقنا ظلمات الخوف تلتطمُ |
هلاسألتِ حبيباً(1) عن ملامِحنا |
فوجهنا بظلام الجهلِ مُلْتثمُ |
قدشوهته تجاعيدُ الخضوعِ أمَا |
رأيتهِ عن لقاء المجدِ يحتشمُ |
سليهِ عن يومِ عمورية انتفضتْ |
آسادنا لخضمِّ الموت تقتحمُ |
سليهِ أين مجيبُ المستغيثِ بهِ |
تكادُ تنهضُ من إقدامها الرِّمَمُ |
أين الأباةُ حماةُ الدين ماغضبوا |
لقُدْسِنا أمْ خلتْ من أُسْدِها الأجمُ |
حبيبُ قد كذبتْ أسيافُ نصرتنا |
وفوقنا "القمرُ الغربيُّ" يبتسمُ |
اليومَ لاشُهُبُ الأرماحِ لامعةٌ |
ولاغيورٌ لدين الله ينتقمُ |
أعداؤنا فوق هام النَّجمِ قد جلسوا |
ونحْنُ في خيمةِ الأعرابِ نختصمُ |
أتستغيثين ياحوراءُ باكيةً |
بمن لك الله مافي القوم معتصمُ |
أتعجبين لماذا الأرضُ هامدةٌ |
وذروة الدين لاترقى لها هممُ |
لأنَّ جنَّتَنَا صارتْ مشرَّبةً |
بالزيتِ والخمرِ فالكبريتُ مُتَّهمُ |
زيتونُها من عيونٍ لاترى أملاً |
وتينُها من أنوفٍ مابها شَمَمُ |
يقلِّبُ المجدُ كفيهِ إذا ذُكرت |
أضغانُ أمَّتنا ووجهُهُ وجِمُ |
ومن تخلُّفِنا التاريخُ ممتعضٌ |
يكادُ يركلُنا من سفرهِ القلمُ |
أين العباشمُ يادمشقُ غضبتهم |
تزلزلُ الأرض فتحًا تنطوي لهمُ |
من كابلٍ خيلهم تجري لقرطبةٍ |
تصهالها في سبيل الله ينتظمُ |
أين الهواشمُ يابغدادُ باسمهمُ |
عُرى الصليبيةِ الصفراءِ تنفصمُ |
لاتشربُ الشمسُ إلا فيضَ رايتهمِ |
ولاتَغُلُّ حصادًا عنهمُ الدِّيَمُ |
أين المماليكُ يامصرُ الألى وقفوا |
سدًّا بهِ فيضانُ الكفرِ يرتطمُ |
أما هنالكَ بيبرسٌ ألا قُطُزٌ |
سورُ الخلافةِ ياللدَّينِ منهدمُ |
ألا صلاحٌ تغيثُ القدسَ نخوتُهُ |
وآلُ عثمانَ آلُ الفتحِ أينَهمُ |