أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: وَغشينِي النُعَاس.

  1. #1
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي وَغشينِي النُعَاس.

    وَغشينِي النُعَاس


    كلماتٌ مهتزة؛ تتراصُ على زجاجٍ يفصلُ بيننا, تُفرقها مسافاتٍ من صمتٍ يطولُ بلا سببٍ واضح..
    أعقدُ مساحاتِ التعجب بين حاجبيَّ, أسأله:
    - ما بالكَ الليلة على غيرِ عادتكَ؟
    صمتٌ يطول.. يُوترنِي, تَختمُه كلماتٌ تظهرُ فجأة كأنما أنبتَها العدمُ..
    - ....
    تُسكتني الدهشةُ قليلًا.. أحارُ.., غريبةٌ الحروف, وبعيدةٌ المترادفات, متخاصمةٌ في عقلي, يندلقُ الذهولُ.

    جزيئاتُ الزجاجِ تتراقصُ .. عجبًا.. لم أعرف أبدًا أن الزجاج َيُمكن أنْ يسيل.. يتقاطر, تحاورنِي الفأرةُ.. بعد صراعٍ مضني أمسكُ بها, أخُطُ بأناملٍ مخدرة كلماتٍ مذبوحة.. تُزهَقُ روحُها قبلَ أن تصل...
    يُجاوبُه الصمت, يطول.. يطول.. يطول
    - اسمعي ..

    تضيعُ كلماتُه , وتضيعُ الحجرة , لا شئ مألوف الليلة, بقايا من ضوءٍ أحمر ترقصُ بالقربِ من زرِّ الإغلاق, تَضحكُ, تُغريني بِصفعِها, أمدُ يدًا مشلولة .. أُخرسُها.. أُغلقُ الجهازَ بالخطأ, وأُغلقُ أذنيَّ بالخطأ, وأغلق عينيَّ بالخطأ, أعصرُهما.. و.. تنفتحُ أبوابُ الجحيم.. أحاولُ الهروب, يُجهضني المقعدُ. أتشبثُ برفوفِ مكتبةٍ تتصدعُ تحتَ وطأةِ أصابعي الواهنة, يُعانقني الانهيارُ.. أنهارُ وتنفرطُ فوقي حباتٌ من كتبِ العمر, تعدو خلفَ بعضها, "البدايةُ والنهاية".. " الفاروقُ عمر".. "فقهُ السنة ".... "عُطيل" .. "زادُ الميعاد".. " صحيحُ مسلم.. "الرحيق المختوم".. و.. و ..

    أضحكُ, أقهقهُ, أنتحبُ.. أحادثُ العدم... كنتَ مني!.. كنتَ دمي! كيف يذبحني دمي ؟؟؟ كيف؟ كيف؟
    يتشبثُ بي الانكسارُ, أحشرجُ: يَارب..
    أحاولُ الوقوفُ.. مُحال.. تتلقاني الأرضُ ثانيةً, أضربُ فوقَ عنقِ الصدمة وتضربُ مني الرعشةُ كلَّ بَنَان, أنظرُ بابَ غرفةِ النوم...
    مَا أقصاه!

    تحشرُني الحسرةُ في زُمرتها الخائبة, أُساقُ إلى الموتِ ناظرةً بعيني َّ نهايةَ المصير... نهاية غباءِ الثقة. تخذلُني رُكبتاي, تئنُّ.. أزحفُ بِحملي, مردفةٌ فوق ظهري أمواجٌ من ظلمي لنفسي, من فتنةٍ من خيباتِ الثقة بخائنٍ يتقولُ بِفُتاتِ صدقٍ لمْ يَكن يومًا سوى مكاءً وتصديةً لشديدِ كذِبه.. لِمَ .. لِمَ؟؟ لِمَ؟؟ أتأوهُ...

    أنظرُ بابَ الغرفة, أزحفُ, قطراتٌ من مِلح الخديعة يُريكَها الذهولُ لعينيَّ قوافلَ من سنابكٍ تكتسحنِي. تُذهب رِّيحِي, وتنْكُصُ بقايا احتمالاتِي على أعقابِها, وتُشرِّد الخيانةُ بعقيمِ زحفِي. يركُمنِي الغدرُ بعضِي فوق بعضِي, يُبعثرني. أتشتتُ؛ بعضٌ فوق عُدوةٍ دُنيا من اليأس, وآخرٌ فوق عُدوةٍ قصوى من النِّزف, يتجرجرُ الجَمعان, يلتقيانِ على فِراش الهزيمة. أرتمِي في حُضن وِسادة مأهولة بالانتظار, أتقوقعُ.. أبكي.. أبكي..أبكي....................

    أستجدِي من الله بصيصَ نجاة.. وبعدَ دهورٍ من العذاب أتتْني أَمنةٌ مِنه ورحمة....

    وغَشينِي النُعاس.
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    بعض حروف تكتبنا ..
    وبعضها يشير بإصبع ملتو إلينا ..
    فكل ما نكتب لا بد يشير إلينا حتى لو كان ما نخطه تأثر بما نراه ونسمعه لكننا أبدا لم نعشه سوى لحظة تقمص ..
    لكن هنا السرد مختلف أيتها النجلاء ..
    هنا بوح قاتم اللون متخثر ، يندفع متعثرا من صمام مسدود ، ليصعد لرأس أثقلها الزمن بخيبات كسرتنا على أعتاب
    الخذلان والخيانة ..

    الخداع تلون يجيده من يحسن التخفي خلف أقنعة الزيف التي تتبدل حسب المواقف والمصالح ..
    ولا يقع في مكائدها إلا من يحسن الظن بالناس لأنه يراهم بعين ذاته ..

    نصك فتح جراحات عميقة ظننتها التأمت إلا أنك حككت قشرة واهنة حبست نزفها ..

    أترك صفحتك بذهول الملدوغ ..

    ربما اعود هنا كي أحصد مزيدا من العبرة والعبرات ..

    كنت هنا غارقة في حزنك ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #3
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    ما أروعك أخت : نجلاء !
    نص راق بامتياز ، مشاعر الدهشة ، والذهول ، والصدمة الأولى ، لخيانة جاءت هذه المرة عبر فضاء السايبر ، عبر العنكبوتية ، حين تتحول المشاعر الى حروف ، فتتماهى معها ، ويصبح لكل حرف معنى ، ولكل رمز تعبيري علاقة بالحدث ، وتفسيراً لكل ما ينطق به من يحادثك ..
    تلك المشاعر التي لا تختلف باختلاف التقنية ، أو المكان ، أو وسيلة البث ، مشاعر أنثى مصدومة ، تجرعت الخيانة ، فلم تقو على الكلام / النهوض / تتسبث مرتين بشيئين مختلفين ..
    الأول : رفوف المكتبة - البدايات التي سبقت معرفتها بالشابكة- البدايات التي شكلت وجدانها ومعرفتها وشكلت شخصيتها .. هذه اللقطة كانت مقصودة بكل تأكيد :
    "وتنفرطُ فوقي حباتٌ من كتبِ العمر, تعدو خلفَ بعضها, "البدايةُ والنهاية".. " الفاروقُ عمر".. "فقهُ السنة ".... "عُطيل" .. "زادُ الميعاد".. " صحيحُ مسلم.. "الرحيق المختوم و ...و ..."
    ثم التشبث الثاني ، اللجوء الأخير ، يكون في استجداء بالواحد الأحد ، الحي الذي لا يموت ، الله
    وما بين الدموع ، والذهول ، يمن الله عليها بنعمة لا يوجد أعظم منها في مثل هذا الموقف : " النوم "
    "أستجدِي من الله بصيصَ نجاة.. وبعدَ دهورٍ من العذاب أتتْني أَمنةٌ مِنه ورحمة....

    وغَشينِي النُعاس"

    نص راق من كاتبة راقية
    أحييك أختي : د.نجلاء طمان

    أرشحها لقصة الشهر

    على فكرة لي قصة تدور في نفس العالم العنكبوتي ، بعنوان " تماهي "
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=30240
    أموتُ أقاومْ

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.76

    افتراضي

    نص باذخ لعله من أجمل ما قرأت لك
    اقتناص بديع للحظة وسردية رائعة
    نجحت برسم دخيلة شخصية البطلة وطبيعة تفاعلها مع الحدث ببراعة جعلت مفاصل القاريء تتفاعل مع انفعالاتها

    وتناص أحببته مع الآية الكريمة (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ (154) آل عمران) أضفى بعبرة مستفيضة اسقاطا منطقيا لشكل الرحمة الإلهية في لحظة الألم
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    أسلوب راق وتصوير بديع
    د. نجلاء الطمان دمت بهذا الألق والإبداع وشكرا على هذه اللغة الراقية الرائعة

    تقديري ومودتي

  6. #6
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 13
    المواضيع : 1
    الردود : 13
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    عمل راق يستحق الأشادة ..
    ما أجمل الارتماء بين يدي الخالق حين تشتد قتامة الحياة ..

    تحية براقة لأدبك الجميل

  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.16

    افتراضي

    رائعة بكل ماأنتِ سيدتي
    بل يعجز القلم عن الرد ويتوارى خجلا
    كنت هنا لأتعلم من سموكم ورحلت غارقة في الدهشة
    وسأعود حتماً مرات أخر
    أرشحها لقصة الشهر
    باقات الياسمين لروحك النقية .... ومحبتي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
    ما أروعك أخت : نجلاء !
    نص راق بامتياز ، مشاعر الدهشة ، والذهول ، والصدمة الأولى ، لخيانة جاءت هذه المرة عبر فضاء السايبر ، عبر العنكبوتية ، حين تتحول المشاعر الى حروف ، فتتماهى معها ، ويصبح لكل حرف معنى ، ولكل رمز تعبيري علاقة بالحدث ، وتفسيراً لكل ما ينطق به من يحادثك ..
    تلك المشاعر التي لا تختلف باختلاف التقنية ، أو المكان ، أو وسيلة البث ، مشاعر أنثى مصدومة ، تجرعت الخيانة ، فلم تقو على الكلام / النهوض / تتسبث مرتين بشيئين مختلفين ..
    الأول : رفوف المكتبة - البدايات التي سبقت معرفتها بالشابكة- البدايات التي شكلت وجدانها ومعرفتها وشكلت شخصيتها .. هذه اللقطة كانت مقصودة بكل تأكيد :
    "وتنفرطُ فوقي حباتٌ من كتبِ العمر, تعدو خلفَ بعضها, "البدايةُ والنهاية".. " الفاروقُ عمر".. "فقهُ السنة ".... "عُطيل" .. "زادُ الميعاد".. " صحيحُ مسلم.. "الرحيق المختوم و ...و ..."
    ثم التشبث الثاني ، اللجوء الأخير ، يكون في استجداء بالواحد الأحد ، الحي الذي لا يموت ، الله
    وما بين الدموع ، والذهول ، يمن الله عليها بنعمة لا يوجد أعظم منها في مثل هذا الموقف : " النوم "
    "أستجدِي من الله بصيصَ نجاة.. وبعدَ دهورٍ من العذاب أتتْني أَمنةٌ مِنه ورحمة....

    وغَشينِي النُعاس"

    نص راق من كاتبة راقية
    أحييك أختي : د.نجلاء طمان

    أرشحها لقصة الشهر

    على فكرة لي قصة تدور في نفس العالم العنكبوتي ، بعنوان " تماهي "
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=30240
    أيها الأديب الكبير المتحسس طريقه عبر شعاب النقد بثقة !

    قد أكرمت صاحبة العمل بكل هذا الزخم

    فلكَ منها ومن عملها الفقير ما يغطي عين الشمس بغيمات الشكر


    غاية ودي تقديري

  9. #9
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.16

    افتراضي

    مبارك لك سيدتي الفوز
    وفي انتظار المزيد من إبداعاتك
    ودي وأجمل زهوري نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية ابراهيم السكوري أديب
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : المغرب
    العمر : 43
    المشاركات : 350
    المواضيع : 25
    الردود : 350
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    حياك الله يا د. نجلاء
    فعلا نص بادخ ، جميل الأسلوب ، رائع اللغة .. فيه حزن لذيذ لا ينسجه إلا كاتب مبدع .. فهنيئا لك ..
    العنوان جاء مناسبا كما رسمته نهاية النص .. و كم من هموم نعجز عن حلها فيأتي النعاس ليكفنا شرها ..
    دام إبداعك متالقا
    دع الأقــدار تـفـعـــل مــا تــشــاء
    وطــب نفســا إذا حكــم القضــاء

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة فى قصة " وَغشينِي النُعَاس" للأديبة د . نجلاء طمان
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-03-2018, 07:55 PM
  2. بيت النعاس
    بواسطة سعاد محمود الامين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 31-03-2015, 12:39 PM
  3. ينتابني النعاس
    بواسطة عاشق الحرية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-07-2008, 01:24 AM