|
رَدَّدْتُ في جَوِّ السَّماءِ نِداكا |
وَهَتَفْتُ دَوْمًا إِنَّني أَهْواكا |
وَعَبَرْتُ أَجْواءَ الحَنينِ أَشُقُّها |
وَقَطَفْتُ مِنْ أَثْمارِها لُقْياكا |
وَرَحَلْتُ مِنْ نَفْسي إلى قَلْبي إلى |
سِجْنِ الهَوى فاجْعَلْني مِنْ أَسْراكا |
قَدْ يَرْتَوي الضَّمْآنُ مِنْ كَأسِ الهَوى |
وَهَوايَ باقٍ يَكْتَوي بِهَواكا |
أَنا لا أَقُولُ القَوْلَ إنْ سالَ النَّدى |
ذُبْ يا نَدى لا شُغْلَ لي بِرِياكا |
بَلْ أَرْتَوي بِالقَطْرِ مِنْ رَشَفاتِهِ |
وَأَعُلُّ مِنْ ذاكَ النَّدى سُقْياكا |
أَشْكُوكَ إنْ جازَتْ شِكايَةُ مُغْرَمٍ |
قَدْ قَطَّعَتْ أَوْصالُهُ شَكْواكا |
فارْحَمْ بِفَضْلِ حَنانِكُمْ تَرْنِيمَتي |
لا تُثْنِني عَنْ حُبِّكُمْ رُحْماكا |
أنا لا أَمَلُّ مِنَ الفِراقِ وإنَّما |
رَقَّ الفِراقُ لِحالَتي فَشَكاكا |
وَلَمَحْتُ أَطْيافَ النَّسيمِ تَهُزُّني |
وَرَأَيْتُ أَطْيارَ الهُدى بِسَماكا |
وَعَزَفْتُ أَلْحاني بِساحَةِ حُبِّكُمْ |
وَسَقَيْتُ أَزْهارَ الوَفا بِشَذاكا |
وَتَرَكْتُ خَلْفي حُلَّةً قُدْسِيَّةً |
مِنْ وَصْلِكُمْ قَدْ زُيِّنَتْ لِسَماكا |
لَيْسَ الوِصالُ كَلامَ حُبٍّ عابِرٍ |
قَدْ قَطَّعَتْني بِالنَّوى دَعْواكا |
يَكْفِيكُمُ حَرْقٌ وَقَهْرٌ للجَوى |
يا قاتِلِي أَنا مَنْ شَدا بِهَواكا |
اِسْمَعْ فُدِيتَ أَزاهِرًا لمقالَتي |
إنَّ الوَفا يا صاحِ مِنْ قَتْلاكا |