لكي يصبح هذا العنوان ذا مغزى معين ، يجب علينا أولا أن نتفق سوية على معنى للحرية ، و الحرية هي من وجهة نظرى أن يكون الإنسان قادرا على إتخاذ قراراته بنفسه و تحمل نتائجها طالما كان تأثير هذه القرارات لا يتجاوزه إلى غيره ، و عليه ... فالحرية ليست مكسبا بقدر ما هي إلتزام ؟؟؟!!! إلتزام بتحمل النتائج حتي و لو كانت هذه النتائج غير متوقعة أو لم يعمل لها حساب ، ببساطة لا يمكن لأحد مهما كان أن يحكم على الآخر بأنه غير مؤهل للحصول على حريته أو أنه لا يستطيع الحصول عليها ، لأن هذا الآخر إرتضى بالوضع القائم عليه و لم يحاول تغييره ، و بالتالي فهو قد إتخذ قرارا و عليه تحمل نتائجه ....
هذه ببساطة الصورة المثالية ؟؟؟!!
و لكن الواقع يحكي غير ذلك ، فإما أن تكون في هذا العالم تابعا أو متبوعا ، و كلاهما لايستحق حريته ؟ ، فمن رضي بأن يكون قوة إحتلال و قبل بأن يسلب الآخرين حرياتهم ، أو يدعي أنه سيساعدهم للحصول عليها فهو غير مدرك لمعنى الحرية أو منتهك لها ، و بما أن فاقد الشىء لا يعطيه فسالب الحريات لا يستطيع صنع الحرية .
أما من قبل بأن يكون تابعا محتلا - و هذا حال جميع العرب لا أستثني أحدا - فقد إتخذ قرارا رضي فيه بأن يكون كذلك ، و من إتخذ قرارا يسلبه حريته فهو لا يستحقها .
و عليه فكلاهما لا يستحق الحرية من رضي بأن يكون قوة إحتلال و من قبل بأن يكون محتلا .