|
يا مصرُ من قلبي عليكِ سلامي |
مغنى الجمال.. ومعقل الإسلامِ |
يا نجدة الملهوفِ، ياذخرَ الهدى |
كيف اجتوتكِ عواصفُ الأيامِ |
ماذا دها مصر العقيدة إذْ ذوت |
أنوارُ ذاك المطلعِ البسّامِ ؟!! |
ناءت عليكِ المومياءُ بكلكل ٍ |
أنْسَتْكِ رمسيساً وكلَّ موامي!! |
لا "النيلُ" نيلُك، فانظري أمواجَهُ |
هزأت بلهْثاتِ الفؤادِ الظامي |
لا "العدلُ" عدلكِ.. كم ليالٍ عربدتْ |
بلظى الذليل.. وشهقةِ الأيتام! |
لا "الغاز" غازُك، فارقبي أشذاءه |
ضُخت إلى أبناء عمِّك سامِ |
لا "الأرضُ" أرضُكِ، لم يعدْ في ثديها |
إلا اللعاعة أو رمادُ ضرام |
لا "الأمنُ" أمنُكِ، والكرامةُ أُزهقت |
والخوفُ يُزرعُ والقلوبُ دوامي |
لا "الخير" خيرُكِ، والطفولةُ في الضنى |
مفطومةٌ من قبل يومِ فطامِ!! |
لا "الجيش" جيشكِ- ذوالملاحم والفدا- |
باكي السلاحِ.. ممزّق الآكامِ.. |
أين الحميّةُ –ياشذى الوادي- وقد |
كنتِ الندى والمنتدى والحامي |
أين الجوارُ وفي ذماركِ غزّةٌ.. |
سجنا من الأنات والآلامِ ؟!.. |
ما بالُ أزهرك الشريف مكمما |
كالعبدِ في ذُلٍّ وفي استسلام! |
أين العقول النيّراتُ تسيرُ في |
فلكِ النبوغِ ومعرج الإلهـام؟! |
أين الحضاراتُ التي أبدعْتِهـا؟! |
كيف انْتَكستِ لظُلمةٍ وسقـام؟! |
أين الرؤوسُ الشامخاتُ إلى العُلا |
يا ويحها! أتُداسُ بالأقدامِ ؟! |
أرضَ الكنانةِ والشهـــامة والتُّقى |
عودي منارةَ عزّةٍ وسلامِ |
هذي جموعُكِ بالرجاء تدرّعت |
تعلو المعاقل مثل سيلٍ طامي .. |
فتأملي فرعون يغرق في لظى |
لُججٍ من الجبروتِ والأوهامِ |
فاجلي بنور الله كلَّ غيـــاهب ٍ |
وابني معالم مجدك المتسامي.. |
عودي بحسِنكِ رمزَ كلِّ فضيلة ٍ |
كالشمس.. كالأنغامِ.. كالأنسامِ |
قد يمكثُ الطغيـــانُ فينا حقبةً.. |
لكنّ عُقبى النصرِ للإســلامِ.. |