انتخابات تحت حراب يهود

سيف الدين عابد

قالت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان أصدرته بعد اجتماعها برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله وتلاه أمين سر المنظمة ياسر عبد ربه “قررنا بدء التحضير لإجراء انتخابات محلية ورئاسية وتشريعية خلال الأشهر القادمة، تحقيقاً لإرادة الشعب الفلسطيني، وكحد أقصى في سبتمبر القادم”. وأضافت “ندعو كل الأطراف الفلسطينية إلى وضع تحفظاتها جانباً وخاصة أي قضايا خلافية والتركيز على إجراء الانتخابات، فالخلافات السياسية والأمنية يجب إحالتها للمجلس التشريعي الجديد القادم للبت فيها”.

أذكّر المسلمين في فلسطين بما يلي:

1. هذه الانتخابات التي تدعو اليها اللجنة التنفيذية مبنية على أساس اتفاقية أوسلو الخيانية التي توافقت عليها منظمة التحرير مع كيان يهود، وأنها تقوم على أساس ما تمّ الاتفاق عليه بينهما من تقسيم لفلسطين ومن " بيع وتفريط وتنازل" عن فلسطين المحتلة من قبل يهود ما قبل عام 1967م.

2. أن المقصود من هذه الانتخابات هو افراز فئة تُعطى صلاحية التفاض مع بني يهود لإتمام البيع والتفريط بناءً على ما الزمت نفسها به سلطة أوسلو.

أن الإدعاء بأن اتفاقية أوسلو قد " 3. ماتت "، والعمل على ايهام الناس بذلك مع وجود كلّ بنودها حيّز التنفيذ هو قمة التضليل وأس الخيانة.
اتفاقية أوسلو لا تموت إلا بالإعلان الصريح بذلك من قبل منظمة التحرير ولجنتها التنفيذية وبالتنصل من كلّ تبعاتها والتزاماتها صراحة وبلا مواربة.

أن هذه الانتخابات - ان جرت – 4. فإنها انتخابات خالية من أي مضمون سيادي، فهذا الكيان الذي يراد اجراء انتخابات فيه لا حدود تحدّه، ولا سيادة فيه ولا كلمة إلا لبني يهود.

5. لقد تمّ بيان حرمة هذه الانتخابات وحرمة المشاركة فيها بأي شكل من الأشكال، لما فيها من تضييع للبلاد، وإقرار لبني يهود على ما احتلوه من فلسطين، وتأمين لحدودها مع كيان سلطة أوسلو.

6. لقد علم اخوتنا في حركة حماس عظم الشرك الذي وقعوا فيه حين قبلوا بالمشاركة في الانتخابات السابقة، وعلموا أنهم لا يستطيعون من خلال وجودهم في هذه السلطة المسخ إلغاء أية معاهدة أو اتفاقية مع بني يهود، وعلموا أنهم سيكونون أداة لإعطاء "الصبغة الشرعية" على التنازل عمّا بقي من فلسطين.

7. الواجب تجاه مثل هذه الانتخابات هو رفضها ومقاطعتها وبيان حرمتها ومخالفتها لدين الله، ففلسطين أرض خراجية وهي حقّ لكل مسلمي الدنيا، ولا يقرر فيها أمراً أحدُ ُ كائناً من كان إلا وفق أحكام الله وشرعه.

8. وشرع الله يحتم على المسلمين كافة أن يحرروها من نير الاحتلال ويخلصوا أهلها من الظلم الواقع عليهم من بني يهود وممن قبل بهم وعاهدهم.

9. وأخيراً: فإن الإدعاء بأن هذه الانتخابات هي " تحقيقا لإرادة الشعب الفلسطيني" محض كذب وافتراء، فأهل فلسطين مسلمون، وأصحاب الحق فيها مسلمون، ينقادون لشرع الله وأحكامه، وهذه الانتخابات ليست تحقيقا لارادتهم، فما يريدونه هو خلع بني يهود منها، وخلع أذنابهم منها، وتعبيد الناس فيها لله رب العالمين.