بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخرجَ البخاري ومسلم عن أبي سعيدٍ الخدريّ – رضيَ الله عنهُ أنّه صلى الله عليه وسلم قال : "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القُذَّة بالقُذَّة، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه" قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ ، قال : " فمن ؟ " .
وهَاهو الزمانُ اليومَ يمطِرُ علينا وابلًا من تلك السُّنن ، والنّاسُ يتَتبعونَ مساقط تلك الفِتنِ لِيضعوا فيها دِلائهُم ويكونوا أوَّلَ من يَنهل !!
فانتقلَ إلينَا مِن عاداتِ أَبناءِ القِردةِ والخَنَازيرِ ما تَقشَعِرُّ مِنهُ جُلودُ الذَّينَ يَخشونَ ربَّهم ، وَصَارَ الإِنسُ يُقلِّدونَ مَن يَرتدِي ثِيابَ الإِنسِ في تَفاخرٍ بتلك الثِّياب .
بينَما يجلسُ أولئِكَ القِردة يتضاحكون بِأفواهٍ كانَ الثَّرى أَولَى بِها ، وهم يَنظُرونَ إِلى مَن تمسَّك بِدِينهِ وقَبضَ عَلى جَمرَتِهِ باحتقار ، وَيتَّهمونَهم بالتخلُّفِ والرَّجعِيَّة ، وَيُسَخِّرُونَ كُلّ عَتَادهم لِيُرتِّبُون حَملاتٍ مُتَتَابِعة مُحُاوِلينَ فيها فَصْل المُسلمٍ عن إسلامِهِ وَأنّى لهم ذلك ؟ فالإسلامُ للمُسلمِ كالقَلبِ للجَسدِ لا يَنفصِلانِ أبدًا .
فتراهُم يُحاوِلونَ تارةً إغواءَ المَرأةِ بِحُجَّةِ الدِّفَاعِ عنها وَيُريدُونها أن تُصبِح كَما الرِّجَالِ ، وَتَارةً يَشُنُّون حربًا على عَلَمٍ من أعلَامِ المُسلِمِين ، وَتَارةً يَنصِبُون أَفكَارَهُمُ المُنحَرِفة لِيُوقِعوا في شَرَكِها أَبنَاءَ المُسلِمين .. وتارةً وتارةً ... الخ
ثمَّ ؟ مَاذَا فعلنا للدِّفَاعِ عن دِينِنَا ؟ ... سَكتنا ...
لا سُكُوتَ المَشدُوهِ حَيرَة ، ولا سُكُوتَ الغَافِل أو الجَاهِل .
بَعضُنا سَكتَ راضيًا بل لَبِس معَ القِردَة ثِيابَهم ، وَبَعضُنا أُعجِبَ بِتلكَ المَلابِس ورُبَّما تَمنَّى لِبسَها وامتَنعَ لِأَسبَابٍ تعودُ للشَّخصِ أو البِيئَة – والرَّاضِي كَالفَاعِل –
وَبعضُنَا سَكتَ حَياءً ، أو خَوفًا ، أو ضَعفًا ، فَبقِيَ حيرانًا خائفًا وجلًا ،، والبَعضُ إِمَّعةٌ يُغنِّي مع المُغنين ويُصَلِّي مع المُصلِّين .
لن أتطرَّق إلَى الإِصلَاحِ فسبيلهُ معروفٌ واضِح ، لا أظُنُّهُ يَحتاجُ تَوضِيحًا ،، فَالحَقِيقَة شَمسٌ لن يُضيعها مَن قَصَدَها .
أَرجو أن أكون قد وُفِّقتُ لِنَقلِ مَا أُريدُ كما أُرِيد .. هذا ومَا كَانَ من صوابٍ فمن الله وما كان من خطأٍ فمن نَفسِي والشّيطان ، وصلّى اللهُ وسلَّم على نبينا مُحمَّد .