مشاركة طيبة ووعظ أطيب
نسأل الله ان ينفعنا وإياكم بها يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
إنَّا لنفرحُ بالأيام نقطعها *** وكل يوم مضى جزءٌ من العمرِ
وجاءت السنة لتؤكد على أهمية الوقت وقيمة الزمن، وتقرر أن الإنسان مسئول عنه يوم القيامة، فعن معاذ بن جبل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه .
وأخبر النبي أن الوقت نعمة من نعم الله على خلقه ولابد للعبد من شكر النعمة وإلا سُلبت وذهبت. وشكر نعمة الوقت يكون باستعمالها في الطاعات، واستثمارها في الباقيات الصالحات، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ» [رواه البخاري
قال الجوهري وهو
(أبو العباس الجوهري (ت. 393هـ) عالم لغوي مسلم صاحب معجم (تاج اللغة وصحاح العربية أو الصحاح أو الصحاح في اللغة) المُتَوَفَّى سنة 393هـ فقد قام الجوهري بتجربته الفريدة في الطيران في نيسابور؛ حيث صنع جناحين من خشب وربطهما بحبل، وصعد سطح مسجد بلده، وحاول الطيران، أمام حشد من الناس، إلا أن النجاح لم يحالفه فسقط شهيد العلم.) قال هذا العالم تفسيرا للحديث :
فإن من لايستعملهما فيما ينبغي فقد غُبن
لكونه باعهما ببخس ولم يحمد رأيه في ذلك
وقول النبي صلى الله عليه وسلم "كثير من الناس"
دليل على أنّ الذي يوفّق لتقدير الوقت
والحرص عليه قليل فكن يا رعاك الله من ذلك القليل
قال ابن الجوزي :.....من استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط
ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون
،لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم
فالصحة والفراغ رأس مال الانسان فليحرص كل منا على رأس ماله