|
مهما سَمَوتُ فأنتِ فوق سمائي |
|
|
لله أنتِ مدينةَ العُظماءِ |
ماذا أقولُ وأنتِ مَن قد أنجبتْ |
|
|
عَبرَ العُصُورِ فَطاحلَ العلماءِ |
أرْضَعْتِهم شَمَمَ العُلا وكَسَوتِهم |
|
|
للنائباتِ شمائلَ الُنبَلاءِ |
يا طَفْلَةَ النَهْديْن فاضا كوثراً |
|
|
فاضت عليه قرائحُ الشعراءِ |
أُمَّ النواعيرِ الشَجيِّ أَنينُها |
|
|
كم أَّرقتْ بالشَجْوِ حُورَ الماءِ |
كم أَلْهَبَ الأشواقَ رَجْعُ حنينِها |
|
|
وسَرى كَمَسْرى الراحِ في الأعضاءِ |
حَمَلَتْ لنا ماءَ الحياةِ جَداولاً |
|
|
ومَضتْ تَبُثُّ الخِصْبَ في الأنحاءِ |
وسَقتْ رياضَ الحُبِّ خَمْرةَ حُبِّها |
|
|
فتَدَلَّتِ الأغصانُ بالنَعْماءِ |
وتَراقَصَ النَوارُ تحتَ ظلالِها |
|
|
فإذا الُمروجُ تَمُوجُ بالآلاءِ |
وكأنّما نامتْ على الأرضِ السما |
|
|
بنُجومها وببدرِها اللألاءِ |
أُمَّ البطولة والفصاحةِ والحِجا |
|
|
ومنارةَ السارين في الظلماءِ |
وعشيقةَ النهرِ العَصِيِّ على المدى |
|
|
ومسارحَ الأطيابِ والأشذاءِ |
عُذراً فما وفّيتُ قدرَكِ إنما |
|
|
هي قبضةٌ من نورك الوضاءِ |
مها وقفتُ على المديحِ قصائدي |
|
|
وسَخَوْتُ بالألقابِ و الأسماءِ |
تَبْقَيْنَ يا تاجَ المفاخرِ كلِّها |
|
|
فوقَ المديحِ وفوقَ كلِّ سخاءِ |
ويحَ الخُطوبِ فكم أراشتْ سَهْمَها |
|
|
وارتدَّ سهمُ الغدرِ في الأعداءِ |
لك يا حماةُ على الرزايا والبَلا |
|
|
درعٌ متينٌ من نسيجِ إباءِ |
مرَّ الغُزاةُ جحافلاً مُخْتالةً |
|
|
ومضوا على هُونٍ بلا خُيلاءِ |
لله درُّ بَنيك كم ذا علَّموا |
|
|
نَهِمَ العُيونِ مَزيَّةَ الإغضاءِ |
ومن اشتهى سُكْنى العُقابِ وصيدَه |
|
|
وله جَناحا بومةٍ عَجْفاءِ |
فقد ابتغى صعباً فهاضَ جَناحُه |
|
|
دونَ السفوحِ وخاب كلُّ رجاءِ |
يا صَفْوةَ الأيام ما زلنا على |
|
|
عهدِ الوفاءِ فوارسَ الهيجاءِ |
عَلِمَت عَروسُ المجد كم جُدْنا لها |
|
|
يوم الفِدى بقوافلِ الشُهداءِ |
ما نحن مَن إنْ يخطبوها أرخصوا |
|
|
مَهراً ولو خُضْنا بِحارَ دماءِ |