قصيدة :
من خفاء الغيب
كشفتُ خفاء الغيب مقدار أُنملة
فدُكت حصونٌ من نهايات أسئله
شهدت بأن الغيب أعظم نعمة
وأن وراء الغيب سبعون مرحله
أرى شبحَ الأقدار كالليل جاثمٌ
قُبَيل غروب الشمس يشحذ مقصله
أرى عرجةَ للموت تخطوا بطيئة
على نسم أنفاسٍ وروحٍ مجندله
أرى الموت أعمى لا يلوح لناظر
وفي كفه بعض الأماني المؤجله
هنا غصن زيتونٍ وبِيضُ حمائمٍ
مطوقة الأعناق .. تقذف قنبله
هي الكذبة الكبرى وأبلغ حكمة
تناولها الأوباش آيٍ مرتله
تواترها الأغرار وحياً مقدساً
ورتّلها بعض العقولٍ المقفله
يرددها أهل القصور ليسمعوا
سمعنا أطعنا والوجوه مهلله
سلامٌ كوجه النور سِلماً وهدنةً
على كل من يحيى سنيناً مطوله
وبين النقيضين نحار كأننا
بين الذي لا تستطيع تأوله
كفرتُ بقرصِ الشمس مادام بينها
وبيني خفافيش السلام المضلله
سأحيىَ بلا وطنٍ وأرسم قصةً
ستروى ولو كانت حروفي مكلله
محمد الجابي 1433/3/6 هـ