بكتْ السماء
أحمد حسيـن أحمد
إليها أينما كانت ، نزيفي بيوم مولدها
١
بكتْ الســـماءُ تأسفــاً
واسـتقـطبتْ آهاتي
من ألفِ عامٍ والسماءُ حزينةٌ
لمــــّا هــجرتُ سماتي
فارقتها
في يومِ مولدها السعيد مودّعاً
ثمَّ استـــخرتُ شتاتي
وأنا الذي أسكنتها قلمي
لهيباً حارقاً
وأنا الذي أحببتها
كالـطيرِ للشجراتِ
واليوم أوقدتْ السماء بريقها
وهَمَتْ بغيثٍ
لاهب القطراتِ
٢
سفرٌ ، وشرخٌ في الوجيعِ الدامي
ما أزهرتْ أحلامنا
بلّ أينعت آلامي
لا توقدي الشمعاتَ هذا اليوم
لا تتزيني
بلْ أوقدي أكوامي
إنّــي رحلتُ الى السرابِ
أظنّــهُ غيثاً هما
فتيـبّــستْ أقدامي
٣
عيدُ التشرّدِ كانَ عيدي العابسُ
عيــــد الشروخِ الُمرتجى
عيــــــدٌبهــيٌّ يابسُ
لوتعلمي أيُ السرارات انتشتْ
بدواخلي
و أنا أموتُ كما يموتُ الفارسُ؟
٤
عـودتُ نــفسي أنْ أباتَ على الطوى
حبساً وسجنا
ما زالتْ الاشواق من نفسي ولا
شابتْ وشبنا
قطّــعتُ أوصالَ الهوى حتْى البقايا
ما زالَ من قلبي الهوى
وازدّدتِ حُســنا
لــو إنَّ في هجري دواءً يُرتجى
ما متُّ وهْنا
٥
من قبـــلُ عيدكِ ذا قد مرًّ عيدي
إنْ تـــسألي كيفَ انقضى
خـلفَ الحدودِ؟
مــرّي على قبري الذي أودعتهُ
سـرَّ الخلودِ
بــمكانِ لقيانا وكنتُ أضمّكِ
ضـــمَّ البوارج للحديدِ
تجــديــنني أسقي المكانِ مجدّداً
بدمي وجودي
٦
إنْ متُّ واستلمت يداي كتابها
مسكَ اليميـنِ
لن أدخـل الجنــّاتَ منتشياً ولن
أســعى لنيلِ الخلدِ
في اليومِ المبيـنِ
حتّـى أراكِ هناكَ تستبقيـنَ
أو فامضي بدوني
٧
بـــكتْ الـــسمـاءُ تودّداً وترحمّـا
لا لستُ أعرفُ كيف أفرحُ عندما
تتودّديـنَ وتختبي بمشاعري
أنا أرفـضُ أنْ تــدّسي البلسما
في جنــحِ حلمٍ خافتٍ لا ينبغي
أنْ يــحتوي قلقي ويوقدُ أنجما
عيدي هو اللقيا ولستُ أرومها
بالحلمِ تأسرني وما
أحببــتُ إيقادَ الشموعِ تفائلاً
لكنّها غيثي
وذاغيثــي هما
٨
جودي
فعصفـي راقـدٌ بيـنَ الزنودِ
إنْ أيـقضتهُ احتقنتْ أصولي
واستفاقَ تألقي عبقَ الجدودِ
لا تفرحي
عيدي أتى بســفيـنِ أعداءٍ لنا
سحقوا وجودي
لما استفــزَّ قريحتي خطبٌ
وحـطَّ على قرى بلد الرشيدِ
٩
والله لو وضعوا سروري
في مطـــنفـســةٍ يطالُ سرورها
الملكُ القديرُ
ما عفتها تحبو بأرضٍ
داسها الاغرابُ
وافترشوا حصيري
١٠
أقحمتها شرخي
وكنتُ أحبُّــها
حـــبُّ البساطــةِ للفقيرِ
ما همّـــهاالإعياءُ ، لا
لمْ تبتغِ الاسفارُ
فهيَ حبيبتي وحبوري
مُــذْ خانَهــا الاعرابُ
واحتقروا مصــيري
١١
بكـتْ الــسماءُ فمزّقتْ أكبادي
هلْ يُبتلــى بالضيمِ إلاّ
مَـــنْ يطوف سُهــادي؟
أحببتها
كانــتْ مواقدسهرتي وعمادي
وقتَ الشتاءِ
وبـرّدها يأتي إذا
مــا قدّرتْ أبعادي
لا تسّتحمّوا
والخريفُ مجنــّدٌ بعتادِ
هذا الذي قــدْ دجــّجَ الاجنادَ
ليسَ مسالماً
لا ليــسَ نــعرفهُ وتلكَ بلادي
لا تقبلَ المحروم من إرثٍ
ولا مَــنْ نسـلهُ رجسٌ أتى بفسادِ
١٢
فلتوقــدي شـمعاً ولا تتبسمي
إن نحـنُ قتّلنا العدو السادي
هي فرحتي
يومَ الجلاء سنلتقي
والموتُ للأوغادِ
ألمانيا ١/١٠/٢٠٠٣