يجلس على تلك الأريكة " الفاخرة "
يمسك بجهاز التحكم للقنوات الأرضية والفضائية
العربية منها وَ الغربيـــة

يحتسي أفخر انواع " الشاي "
القادم من أفخر المتاجر
" الغربية اليهودية " ..!!!

ويقلب من قناة ٍ لقنـــاة..
وأنامله الخمسة " الأخريات "
تقلــّب حبـّات أفخر انواع المكسرات
وتلتقط بين الثانية والثانية
حبــّة " فستق حلبي "
حبــّة كبيرة لذيذة المذاق
من " الكـــاجو " الفاخر المحمــّص بأجود الطرق

فتستقر عينيه على ذاك المشهد
عبر قناة اخبارية عربية

لطفــل ٍ فلسطيني
أحلامه الصغيرة أمام عينيه ..
تــُنحر

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لشاب ٍ بعمر الورود
فرحة عيشه كما بقية رفاقه في الوطن العربيّ
تــُذبح

لامرأة ٍ كفيت خيرها من شرها
تحضــّر الخبز لتطعم أطفالها
تتوســد دمعة القهر والفجيعة وجهها كله
وهي ترى بقايا خزانة ثيابها ..
تتحطم
واطار صورة حلمــها أن تفرح بأولادها
من امامها
وأمام مرأى الجميع ..
ترحــل

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ومع ذلك ..
يضع تلك الحبــّة " الكاجو " بفمه
ويعيش متعة المذاق ...!!!!
وكــأنّ شيئاً لم يحدث...

يغيــّر القناة بكل ما أوتيَ من برودة اعصاب..!!

يسيل لعابه ..لرشفة ِ " شاي " دافئ
يقرّب الفنجان الفاخر ..إلى فمــه
تهتز شحنات التلفاز
لهذا المشهد
أشلاء لـــ 39 جثة عربية
تفترش المكان
حتى سياج الحدائق
وحواف النوافذ

وطفلين دفنـــا في التراب
تخرجهما أياد ٍ لا حول لها ولا قوة
تسرع بهما لتتولاهما رعاية ..رحمة ..الله
قبل ما علــّم ذاك الطبيب وذاك ما لم يكن ليعلمه..!!
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لكنّ ..الوقت قد فــات

..
.


اللــــه ..لذيذٌ هذا " الشاهي ... او الشاي "

يردد وعينيه .. تنظران للتلفـــاز
لتلك المشاهد التي أبكت الحجر الأصمّ

وتتوالى تلك الدقائق
وهو يستمتع بأجوائه
وبكل ما فــُرش امامه مما لذّ وطــاب
ومما يمتع النفس واللعــاب ..!!!!!


يجري ابنه ذا الـ 13 عاماً
وهو يلاعب أخيه الأصغر
بـ .. فرح وضحك ولعـــبْ

والوالـــد .. يمسك الفنجان نفسه
ليحتسي من جديد
وليتمتع بالمذاق الفريد

يجري ابنه
ليقع على الأرض ..
وتلتوي قدمه
فالامــر ..بسيط " صدقوني " ..!!

يجــنّ جنونه
يرمي لما بعد أقصى المساحات
كوب الشاي
ويبعثر طبق الكريستال
الذي يحوي أفخر انواع المكسرات

ويفــــزّ
يفـــزّ
يفـــزّ


من مكانه
والغضب
والخوف العارم
يملأ جوارحه..!!

ويحمل ابنــه
ذا الـ 13 عام
ويركض به
ويتوســل الأطباء
ان يسعفوه

لتعــود النفس الى الاطمئنان























ولا يهمّ
لا يهمّ
لااااااا يهمّ

ما يرى عبر التلفــاز
لأطفال
لشباب
لنساء
ولرجـــال بعثرهم البكاء
ولشيــوخ كبــار .. جعدت صور أشلاء أحبابهم
جفونهم التي ابتليت بشظايا الرمــاد ...

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لا يهمّ
لا يهمّ
لااااا يهمّ

لمن دمهم عربيّ
اسمائهم عربيــة

دينهم الاسلام
يصلون باليوم خمس مرات
ويحملون راية الاسلام
ويدافعون عنه
نعم عنــه
كيّ
لا تصل تلك الأيادي المجرمه
لأوطانهم
ويمرّ عليه
وعلى بقية " العرب "
ما يعــانيه ذاك العربيّ
" الفلسطيني ... العراقيّ .. "

ذاك المسلــم
" الأفغــانيّ ... الكشميريّ .. "

من اجرام وارهـــاب

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي









اعذروني
القلب يعتصر ألماً

والعين أعماها .. كثر البكاء




حاولت هنا
بكتابتي اللحظية " الكيبوردية "
تصوير ما هزّ قلوب
وعقول
ونفوس تعرف الانسانية

غربيــون هم " صدقوني "

لايمتــّون للاسلام وللعروبة بصلــة
هنــا " في باريس "

وما يملأ جميع الدول العربية
من صمت رهيــــب ..رهيـــب :323: :(

جعل وجهي أمام " الغرب "
كحبة صغيرة جداً






ويعلم الله مافي القلوب






سـ .... أختفي ..

لكن همســة بيني وبينكم

" هنيئــاً لهــم .. يوم لقائهم بالله عز وجلّ"

وَ

" كيف سنواري وجوهنا نحن .. امام الله عز وجلّ "



بقلــم ...

بُكاءُ الياسَمين ..