أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ألم .. وملل .. وأمل

  1. #1
    الصورة الرمزية إبراهيم محمد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2003
    الدولة : لست أدري
    العمر : 39
    المشاركات : 202
    المواضيع : 22
    الردود : 202
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ألم .. وملل .. وأمل

    بداية أعتذر عن طول غيابي في المشاركة ومهما قدمت من أعذار فإنني مقصرلذلك أرجو منكم المعذرة
    هذه قصة واقعية حصلت مع صديق لي يهمني أمره كثيراً فكتبتها بإحساسي
    أتمنى ألا تحرموني من نقدكم أولا وآرائكم ثانياً..
    فإلى صديقي الذي يعلم...مع اشواقي التي ليست تموت
    .
    .
    .
    .
    - - - ألم .. وملل .. وأمل - - -


    إلى متى؟ قالتها فسكتنا سوياًّ, واحترت أنا واحتارت كثيراً, وليس من كلام سوى رد يتكرر, بالله انظري...بالله انظري إلى حالي فكيف تسألين وأنت أدرى الناس به ؟!! أنا امرؤ في هواك نشأت, وعلى حبك ترعرعت, ومنه لم أفطم وبه أقوى على الدنيا ولا أتحطم, ومخلصاً لك كنت وسأظل الى الأبد, وتسألينني إلى متى؟!! يا حبيبتي قد يطول أمرنا لنجتمع وقد يطول فراقنا ويماطل بنا الزمان وتكبر جراحنا قبل أن تلتئم.
    تقول:" لكنني انتظرت كثيراًُ وفترة طويلة, وصبرت وتحملت لأمرنا رغم النظرات العليلة, والناس يسألون: (متى نفرح؟...متى بك نفرح يا عروسة؟ ) وأنا قد مللت التسويف وتكرار الإجابة ذاتها "قريباً.. إنشاء الله قريباً" ولكن يا عمري هل بيدي حيلة ترينها هذا ما كتب الله علينا, أتظنين أنني أنسى لحظة أو ثانية؟ أتظنين أني أنام الليل دون أن أبكي كالطفل ودموعي تغمر مهجتي كالسيل, أو أنه يهدأُ لي بال أو أن عواطفي تستريح من انتفاضتها, كلما رأيتك فرحت وحزنت وبكيت, فرحت لظهور البدر على محياكِ برؤيتي, وحزنت على قلبي وقلبك والحال الذي نحن فيه, ولكن تأكدي أن دوام الحال من المحال, وقد يكون الحال إلى أحسن.. وقد يكون الحال إلى أسوأ.
    "أيا حبي إنني قد مللت الإنتظار, وأهلي لا يرحمونني فإما أن تُعَجِّلَ الأمر وإما أن تنهيه" لطمتني بكلماتها وانصرفت إلى صديقاتها, فدار الهمس بينهن واشتغلت مكائن الشهقات وكَثُرََتِ الودودة بينهن, تقول إحداهن: (لماذا فعلتِ ذلك؟ كان الأجدر بك أن تواسينه وأن تكوني عونا له على حاله)
    (مالذي حصل بينكما؟هل هو نفس الموضوع؟ يا لكِ من حمقاء)...تسأل متأخرة منهن
    (اتركيها عين العقل ما فعلت)...تباًّ لكِ
    تتسائل أخرى (وهل أنتِ جادة فيما قلته؟)
    فتجيب على كل ذلك: "قد حسمت أمري بعد تفكير عقلاني وعميق فحبنا يجب أن ينتهي إما الزواج وإما الفراق"
    هنا تلطمني بأخرى فَتَسَْوَدُّ الدنيا في وجهي, وأترك المكان وأرحل, إلى أين أرحل والطرق كلها أُغْلِقَت أمام عينَيّ, ماذا أفعل بعد الذي دار وحصل, لم أجد بداًّ من التوجه إلى بيتي, وفي طريقي كنت شارداً أتأمل كل ما حولي عَلِّي أجد شيئاً ينسيني ما جرى فالتأمل يولد الأمل بالنسبة لي, ولكن هل يُذْهِبُ النسيان ألمي وحزني, أحسست بالطريق قد طال كثيرا والدنيا اضْيَقَّتْ وكأنني داخل ممر في مدينة الأشباح, ومن وقف في الحافلة يرمقني بنظرات خفية كأنه الجلاد في زيه الأسود, وكل الركاب صمتوا إلا عجوزتان ثقبتا سمعي وهُنَّ يتحدثن من خلفي دون أن أدري فيمَ يتحدثن وأغنية تخترق جمجمتي كأن صاحبها يسألني أنا -ماشي وين؟-, وأخيراً وصلت البيت وأنا لا أعلم كيف وصلت أو كم مضى من وقت على وجودي في الحافلة, أفتح الباب وأتجه نحو غرفتي وأرمي بنفسي فوق سريري, فتسيل دموعي وأرى الليل قد جاء مبكراً ليشمت, أم أنني أتوهم؟ المهم أن كل شيء حولي صار سواداً في سواد, وأفكر وأفكر حتى أمل التفكير فيما جرى وماذا سأفعل وكيف أوضح لها وضعي وصدق نيتي رغم يقينها بذلك, وتعود الدموع لتطرق باب عينَيّ من جديد, أناجي نفسي وأناجي ربي:
    ربِّ إن لي قلباً ضعيفاً فلا تحرمه من عطف يحتاجه...
    ربِّ إن حبي عفيف فلا تغلق الباب أمامه...
    ربِّ إن أمنيتي هذه الليلة أن توفق بيني وبينها وأن تصبِّرها وتصبِّر أهلها حتى نتم ما بدأناه...
    وأسكت... ثم أتذكر:
    ربِّ سامحني لي أمنية أخيرة , حرر قلبها من شكها وكلام صديقاتها وارأف بحالي وحالها...
    ثم أخلد للنوم علَّهُ يريحني قليلا مما أنا فيه. في اليوم التالي أذهب للجامعة والخوف من القادم ينتابني وعلامات الأستفهام ترتسم في بالي, ماذا أقول لها وكيف أواجه طلبها وكيف أوضح لها أنني لم أستطع فعل أي شيء وأن مياهي لا تزال راكدة في مكانها لم تَجْرِ بعد؟ كنت أجر قدماي مثل محكوم يُقادُ إلى ساحة إعدامه,أحس بالطريق قصيراً هذه المرة وكأن شأنه شأن غيره من عثرات الزمان التي تكاتفت عَلَيَّ, وعندما وصلت الجامعة وجدتها جلست مع من إذا رأيتهن معها خُيِّلَ لي أنني في القرن السادس عشر أرى عروساً جميلة ترعى قطيعاً من الغنم في سهل أخضر والفراشات تداعبها, وأتحسر على وردة نضرة نمت بين شوك, وأخيرا تلحظ وقوفي إحداهن فتهمس في أذنها فإذا بها تنظر نحوي وبالطبع أنظار القطيع من خلفها اتجهت فضولاً, أتت إليَّ وكلها ثقة في نفسها ففرحتُ لذلك وانبثقت امامي بارقة أمل, لكنها قبل التحية قالت: "ماذا فعلت؟" كادت دمعتي تسيل لعجزي عن إجابتها ولكنني تماسكت وبحثت عن رد فإذا بها كلمة تخرج مني دون استئذان وقلت أحبك, قالت:"أعلم ذلك ولكن هل من جديد؟" قلت لا, فقالت :"بالأمس تقدم لي محام في الإدعاء العام وقد وعده والدي بالإيجاب وأظنه سيرغمني على ذلك وإن لم تتقدم فليس لي حجة أواجهه بها لأرفضه فهو.........." وبدأت بسرد مواصفاته وميزاته, لكنني قاطعتها قائلاً: كيف أتقدم وأنا لم أكمل دراستي بعد وأنتِ تعلمين أنه لم يبقَ لي على التخرج سوى أشهر قليلة وقبل ذلك تعلمين الوضع الذي أنا فيه, "أظنه سيعود اليوم ومعه أهله وبناءً على كلامك أظننا وصلنا إلى طريق مغلق وهذه هي النهاية" ثم رحلت, أحسست بزلزال يشقَّ قشرة رأسي وتدمرت تحت أنقاضه بقايا كرامتي أمامها ثم انهمرت دموعي لكنها ليست دموع كل مرة, كانت تسيل على مهجتي في صمت وهي تحرقها ثم تقطر في قلبي لتزيد من نيرانه حرقة, واسودت الدنيا من جديد وسقطت مني الأقلام والدفاتر وكدت أسقط أنا أيضاً فإذا بصديق لي يمسك بي ويسحبني من مهب النيران وينقلني إلى بيتي, هناك وبعد أن واساني ورحل بقيت في قفصي وأحزاني لمدة لا أتداركها والأفكار والظنون تغدوا بي وتروح, والتساؤلات تظهر أمامي دون أن أجد أجوبة أو تفسيراً لما حصل والحزن والهم والكآبة قد أطالوا البقاء عندي هذه المرة كأنهم شربوا كأساً من نهر أحزاني فسكروا عليه, وحتى مللت البقاء في كابوسي الذي أعيشه منذ تلك اللحظة, قررت الخروج عَلِّي أُرَوِّح عن النفس, ذهبت إلى حديقة مجاورة وجلست على كرسي وأنا أفكر في كتابة شيء عن الذي كان, قطع حبل تفكيري ضحكة لا أعلم من أين, نظرت إلى المصدر فوجدته من عاشقين قد طاب لهما اللقاء, كانت نظرة ثم الألم ولنفس السبب صَمَتُّ كثيرا حتى تاه القلم, والروح اعتصرت الأسى من حلم قد انهدم, فبعدما عقدت الأمل غابت البسمة وعاد الشقى, خرجت من الحديقة لأجد نفسي أمشي كئيباً في الزقاق, أرى دخاناً يتصاعد في السماء وبخار يلتف حولي والبرق يختفي تارة ويظهر أخرى, وبين كل هذا أضيع, أعود لأحلم بالشيء الذي أريد..أداعب النفس بالمزيد, أصمت... أفكر ... أغيب كثيراً عن الحقيقة ثم أخرج فجأة .. ثم أعود للخيال, أفند أحلامي واحداً تلو الآخر... حلماً حلماً, أبحر فيها قدر المستطاع وكل وقتي لو أمكن ذلك, ولا أرى في الأشياء من حولي سوى بدايات أحلام وأمل جديد في الحياة, أختار ما أشتهي من مواقف وأُسَيِّرُ الأمور كما أشتهي ويحصل كل ما يجوب في خاطري من أمنيات ولكن..في الخيال, ألتفت يمنة ويسرة وأرسم المشاريع والمخططات لسؤال ينتابني دوماً ومنذ زمن بعيد {كيف سأغدو؟؟؟}وأظن أنني في نفس المرحلة, ويذهب العمر ويأتي وأنا أخطط {كيف سأغدو؟؟؟} وأظن أنني في نفس المرحلة أيضاً, أغيب مرة أخرى فيه قبل أن تنكشف لي الأمور التي أحاول التهرب منها أو أعود لوحدتي التي تقتلني, أحاول جاهداً ألا أخرج منه, كم هو جميل هذا الخيال, فجأة وبنظرة باغتتني من شخص مر بجواري خرجت منه فحلَّ الصمت وعدت للألم ثانية.
    صرت أهوى التأمل في وجوه الناس من حولي, يمر أحدهم ضاحكاً..وآخر مبتسم, أرى شخصاً عابساً وجهه والعرق يتصبب من جبينه والتجاعيد تتسابق للظهور عليه من حرارة المكالمة, قد ابتل قميصه من عرقه رغم أننا في الشتاء!!! ياله من شخص دميم, هذا آخر يمشي بكل أناقة وهدوء يحمل حقيبته وينظر إلى ساعته الثمينة فتقف سيارة أمامه ليستقلها ويغادر, لا أظن مثله ممن فُرِشَت لهم السعادة طريقاً يحبون الإختلاط بالناس, طفل يركض نحو الشارع ضاحكاً, هل هو يعشق الموت؟!!! أم أنه -مثلي- قد كره الحياة!! ركضت أمه خلفه...من الموت أنقذته وبضربة أبكته, ضربة مليئة بالحنان, تداعبه هي الأخرى فتجف الدموع بسرعة لأنه غادر من حقيقتنا التي نعيشها إلى عالمه -ليت لي دموع مثلك يا صديقي- ويمر آخر وآخر...وآخر, سؤال يطرق البال:
    ترى فيمَ يفكرون هل هم -مثلي أيضاً- يبحرون في الخيال؟
    أعود إلى الدار وأفتح الباب فتئن مفاصله لحالي, أرمي بالمعطف والشال على الأريكة والبرد وحزني يقطعان جسدي, نظرت إلى المعطف!! قد بَلِيَ المعطف هو الآخر وتألم أيضاً دون أن أشعر به, أذهب إلى المطبخ لتحضير قدح من الشاي وأحضر الماء لأغليه فأجد فقاعاته تتصارع مثل وجوه الناس التي رأيتها أم أنها ترفض غير الصعود إلى القمة...فتمدني بالأمل, أعود لأفتح التلفاز فلا أجد جديداً, كالعادة إما هز الأرداف والبطون أو الحديث عن احتلال من مجنون, بعد أن أنهيت قدح الشاي توجهت إلى سريري وجلست فيه وعدت لأناجي ربي من جديد:
    ربِّ ها قد كان ما كان, ضاع حبي مني وضاع الحلم وأنت ترى حالي الذي أنا فيه فأخرجني منه فرب ضارة نافعة وإنها لأقدار منك رضيتها
    ربِّ كل الأشياء رضيت وقنعت فاطرد الكآبة من مخدعي
    ربِّ إن حبيبتي قد ضُلِّـلَت فلا تحرمها السعادة بعدي
    بعد ذلك..قنعت بواقعي كآخر كل ليلة وأطفأت الضوء وخلدت إلى النوم.
    تذكرت...أشعلت الضوء من جديد:
    ربِّ سامحني...مرة أخرى لي أمنية أخيرة, أبقِ لي ذرة أمل في كل ما أراه حتى لا أضيع فإن لي قلباً ضعيفاً.
    هم يقولون لي -وما أسهل القول- أن أنسى ...
    ولكن كيف أنسى وأثر موتها أراه على وجهي ..
    كلما نظرت في المرآة ؟!!

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 393
    المواضيع : 6
    الردود : 393
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    السلام عليكم

    أخي الحبيب / طبيب

    رائع هذا التقمص ، فللحظة ظننتك من عانى وتألم .

    صحيح أن ردي متأخر ، ولكني أظن أن موضوعك لم يعطى حقه وقد نزل نسيانا أو من

    عدم انتباه ، فقد وجدته بينما كنت أبحث في أرشيف واحتنا القديرة .

    جميل جدا ماكتبت من فكر ونثر ، وإني أراك كاتبا مجيدا بقلمه .

    أستاذي الحبيب علّي أخذت على كتابتك شيئا ربما أكون محقا وربما قلة دراية مني ولكن

    أقول ما أراه بعد إذنك إن سمحت لي :

    فالموضوع جميل جدا إلا بعض الإطالة والتكرار في بعض من فقراته وكنت أرى

    الإختصار والإيجاز مما يسمح لك بعرض جوانب أكثر دون ملل .

    مع العلم أن رأيي لا ينقص من جمال ما كتبت شيئا ولعلي أكون قد جانبت الصواب .

    تحياتي لطبيب أديب .
    وَلَم أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبَا...كَنَقْصِ القَادِرِيْنَ عَلَى التَمَامِ
    المتنبي

  3. #3
    الصورة الرمزية إبراهيم محمد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2003
    الدولة : لست أدري
    العمر : 39
    المشاركات : 202
    المواضيع : 22
    الردود : 202
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي


    عزيزي سلطان زمن

    بداية اشكرك على مرورك الذي سرني وعلى اعادة النبض لهذا الموضوع الذي اتعبني كثيرا
    فقد اتعبني لمكانة صاحبه عندي
    وقد اتعبني في تقمصه لما يحتويه من ألم يصعب على اي انسان
    وقد اتعبني ايضا في نقله...
    اما بالنسبة لطول الموضوع فصدقني انني حاولت اختصاره قدر الامكان لكن قلمي خانني وكان يستمر في السرد ولا يرغب بالتوقف لان القصة تحتوي على الكثير فاستوجبت مني الاطالة...فعذرا لذلك
    تحياتي لردك ولنقدك الذي كان موضع ترحيب
    فشكرا لك

    مع اشواقي التي ليست تموت


    طبيب

المواضيع المتشابهه

  1. قطرات ألم ... وأمل
    بواسطة ياسر سالم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 04-09-2014, 01:41 AM
  2. من ألم إلى ألم
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 23-09-2013, 12:27 PM
  3. ألَمٌ .. وَأمَل ..
    بواسطة محمد حمود الحميري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-02-2013, 01:20 PM
  4. ألم .. وأمل ..
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى بَرْقُ الخَاطِرِ وَبَوحُ الذَّاتِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-04-2012, 02:45 PM
  5. ألم ... وأمل
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 15-06-2011, 11:55 AM