أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: نافذة للذكريات ...

  1. #1
    الصورة الرمزية زبيدة خضير الزبيدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : كنت أسكن بغداد
    العمر : 47
    المشاركات : 195
    المواضيع : 25
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي نافذة للذكريات ...


    لأول مــــــــــــــــــــــرة ..
    كنت أنام مبكرة ولا أسهر لساعات الصباح الأولى ..
    أرقب نهايات الليل .. وانكماش الغسق .. وإيماضات الفجر الضاحك عندما يتسلل بهدوء لأنسجة سمائي الحالمة ..
    فوق الشرفات والشبابيك الملونة تنثر صمتها الضبابي حلم مصلوب على صدر جذع خادر ..
    كاحتفال الروح في غياهب عروق موشحة بأهازيج حب جديد ..
    فأنا أسكن في مدينة ليست بساهرة كما المدن الأخرى ..
    تغيرت وانكشفت أمور عدة عن زمان مسيرات أفراحنا الأولى وسكون أحزاننا الأخيرة ..فمدينتي لم تتقن السهر بعد كسائر المدن اللعوب ..
    أصبحت مدينة صمت تغفو كل يوم بعد آذان العشاء مثل حمامة على غصن شجرة غافلة تنتظر أصوات قد تنفجر .. ورياح قد تهب ..
    وادعة على أحلامها ترفض الهجرة والموت والمنفى معا ..
    وأنـــــــــــــــــــــا بذات هذا الزمن لم يكن من عاداتي النوم في مثل هذا الوقت ..
    في محاولة مني لقتل الكسل الذي يسكنني من فترة لأخرى بل صار رفيقي الملازم دون معرفة إحساس لهذا السبب الطارئ ..
    بقيت أتململ في فراشي ربما لدقائق
    أفكر في ..................
    لاشيء .. فقط ساكنة تسرح عيني في فضاء غرفتي الهادئة ..كنت أشعر خلال حركة عيني بدوامات ألم وتعب يحتل كل أجزاء جسمي ولا أتذكر لماذا
    حاولت النهوض على يدي فأحسست بصعقة انتابت إدراكي ..نظرت ليدي كانت لفافات من القماش الأبيض تتدثر بها وبدأت نجوم مضيئة تتراقص أمام عيني ،إذن أنا أعاني من كسر في يدي وقدمي أيضا ونوبة من الدوار ..
    فأسترجعت ذاكرتي أسباب نومي الباكر ....
    فقبل يوم واحد هويت من السلم بسقطة مأساوية إثر نزولي مسرعة لاهثة إلى الأسفل كنت حينها فرحة بعودة أبي الغالي من سفره الأخير بعد أن كنت قلقة جدا لظروف سفره المفاجئ ولوحده دون أن يأخذني معه على حسب عادته..
    ربما لأني كنت أرتاب حينها من طرق سفرنا الداخلي بعد أن أصبحت أكثر وحشة من مغارات لصوص الصحراء ..وأشد خطرا من شق كهف مظلم.
    سقوطي وصمت لحظات .. فبكائي المرير كطفلة صغيرة ثم مشفى وتداوي فرجوعي إلى البيت حزينة غاضبة على نفسي فنومي العميق هذا ..
    في حياتي كلها لم أذق طعم هزيمة مرض شديد ولا حزن مرير إلا مرتين ..
    كان كسرا في بدايات طفولتي الأولى في قدمي وجراحا في يدي في مكان موحش ومهجور ومن على شجرة ( توكي أحمر) *عجوز لأفرعها طرق وجسور عديدة في بيت مجاور لبيت جدي ..
    لكن مهلا .......
    فشتان ما بين البيتين .. كان بيت جدي كحدائق تجاور القمر في منطقة هادئة نسبيا يطلق عليها أسم ( الوزيرية ) أصغر بيوتها ب1000 م² مساحة بفناء واسع وأشجار عالية تتوزع على جانبي الطريق المؤدي لمدخل البيت ترحب على استحياء بزوارها .. تطرز الشمس سمائها وتغزل من حرير جدائلها الذهبية قصص الصباح ويعانق ألليلك مساؤها تحت هالة قمر مزدهي بأحلام من غشي النعاس عينهم ..
    تتهادى أشجار نخيلها كغجرية ملول تحب مللها مرة و تشتاق.. لهسهسات أساورها الفضية مرة أخرى
    كان الزقاق جميلا..كقطعة فردوس نائم في أعالي سماء
    حتى عصافيره بمختلف الأنواع والأشكال وحتى الألوان تزقزق من بدايات الفجر لنهايات مغيب أصيل الشمس ...
    كانت أمي تأخذني لبيت جدي في فترات ليست بالمتباعدة وكنت أجلس في مقعد سيارة أبي سعيدة جذلى بزيارتي له..
    ولمحبتي الشديدة في البقاء عند جنة جدي تلك ولعدم حصولي على صديقة بسني في الحي الذي أسكنه كنت أهمس في أذنه دائما أن يطلب من أمي البقاء في جنته ليوافق هو بسعادة غامرة في الحال ..
    فقد كان كما تعلقت صورته في ذاكرتي رجلا تقياً .. نقيا ً يفترش الضوء وجهه وتغمر محياه بسمة هادئة ..
    أما أمي فقد كانت تتردد دائما .. ربما لأنها كانت تخاف والدي الذي كان لا يقبل ببقائي هناك حرصا منه على تربيتي الخالصة على يديه ..
    ولأنه كان يكره أفكار جدي المتصوف والمتطرف حسب رأيه ..كان يخشى أن أتعلم أفكاره ومنطقه وحتى لغته وهذا ما حصل لي بالذات فكنت نسخة عن جدي بعقلي ومعتقداتي وروحي وثقافتي صورة طبق الأصل ..
    عدا الصبر
    فنشأت لا أعرف صبرا على شيء أبدا .
    وكانت كيمياء حقيقية قد توطدت بيني وبين ذلك الشيخ السبعيني الهادئ ..
    لما لا ؟ وأنا غرسا صغيرا له ..
    نمت بداخلي مشاعر لا توصف له،وأصبح جدي صديقي الاستثنائي ،برقته وشفافية كلماته العذبة ..وقصصه المخملية الرائعة التي تأخذني لعالم الجنيات الساحرة وخيوط الأحلام الملونة برائحة الطفولة .
    وتعرفت هناك على بنت كانت تكبرني بعامين كان أسمها (عالية) تأتي لتلعب معي في الحديقة الخلفية للبيت تسكن في بيت يقابل بيت جدي ،واتذكرها رقيقة ، وساذجة لا تعرف غير اللعب والثرثرة .. في البداية كنت أقضي نصف نهاري الطويل معها تتعالى أصواتنا وكركراتنا مع الغيم ،وقبل المغيب أذهب لجدي ليقرأ لي بعض من قصصه الرائعة ويعلمني الكتابة والقراءة.
    بينما هي كانت في الصف الثاني وكانت لا تهوى المعرفة والعلم قال لي جدي عنها لا فائدة ترجى منها هي لا تصلح إلا لللعب ولن تتعلمي منها شيئا أبدا .
    وكان أخوها الصغير بعمري ( غازي ) طفل لم أحبه على الإطلاق ولم يوده قلبي منذ لحظات تعارفنا الأولى ..
    ولد مشاغب ، بغيض بوقاحة لم أعهدها في أحد من قبل .
    كان يتكلم بسرعة ولا يمشي على الأرض أبدا يصعد على الحائط تارة وينط على الأرض ويعدو كحصان جامح تارة أخرى ..
    يتسلق الأشجار مثل طرزان .. بل كان جدي يسميه مازحا (شيتا )ونصحني أن أبتعد عنه قال لي انك تعظميه عندما تسميه طرزان ..
    وقد أظهر لي كرها منذ البداية وكان يقول عني إنني ابنة التركي البغيض المغرورة والمدللة .
    دائم الحيلة ..عفريت صغير له منطق في الكذب ومذهب في النفاق يدير رؤوس كل الذين حوله ..
    كانت أمه التي تشبه ابنتها عالية صديقتي تلك إمرأة طيبة جداً ..
    تصدق كل ما يقوله من أكاذيب وتهويل للأمور وتزييف للحقائق ،كنت أستغرب وأنا أرى تعابير التصديق في وجهها الحنون الطيب وهو يحكي لها عن كل ما يحصل له في يومه .
    لأكتشفت بعدها إن سر هذا التصديق والموافقة على كل ما يطلبه أنه الولد الوحيد لديها لأربعة بنات .
    فكان السيد المطاع يأمر بأي شيء ليلبي الجميع أوامره . فعلمت أنه أفسد لكثرة تدليلهم له ..
    وكانت لا تأتي فرصة نلعب فيها معا إلا تطاول علي وعلى جدي وعندما أنهره بالكلام يسارع ويشد ظفائر شعري بقوة لتنهمر دموعي بغزارة ..
    وأصرخ أنادي أمه ليدعي إنني كاذبة وأنه لم يمس شعرة من رأسي وإني طلبت منه الذهاب ( لبيت فاطمة المهجور ) ولم يوافق ..
    وكان بيت فاطمة المهجور هذا منزل إمرأة رائعة الجمال ماتت وهي عروس صغيرة في ليلة زفافها كما قد روت لي أم عالية القصة ....
    أجبرت فاطمة على الزواج برجل عجوز من أغنياء المدينة، له أملاك لا تعد ولا تحصى رآها مرة مع أمها البائعة المتجولة فسلبته صمته وفتوره الدائم ،وطلبها للزواج وكتب مهرها هذا البيت الذي يجاور بيت جدي ليغريها لكنها على ما يبدو فضلت الموت على الأموال ..
    ولينطوي أكثر على نفسه وليشتد عليه الحزن والوجوم لفقدها وكان قد سافر إلى لندن ليغيب بها إلى الأبد وليظل البيت على حاله ..
    مظلم ، موحش في الليل وقديم جدا ..لا يسكنه أحد إلا رجل متوسط العمر وأمه العجوز المسنة الذين حلوا به قبل سنوات عديدة ليحرسوا المكان .
    وكان البيت ذا سياج عالٍ جدا ،كثيف الأشجار والأدغال .. مستواها يصل لأعلى السياج وسور الحديقـــــــة الكبيـــــــر تنمو بداخل سوره شجرة ( توكي أحمر) غريبة وكبيرة الحجم بشكل مخيف ومتشعب كنت أظن حينها أنها شجرة إلى ما لا نهاية ..
    حتى أن نصف جذعها قد خرج من بطن السور إلى خارج المنزل قطرها كبير يصل إلى متر تقريبا بتحدبات وتقعرات غريبة أسفلها يابس وأعلاها أخضر تسكنه الطيور ..
    في عملية تضاد تدهش الأبصار وتأخذ بالألباب تتوالد فيها طرق وجسور كما كان يقول غازي يستطيع الرائي أن يشاهد من أعلاها كل (بغداد )بحسب روايته ..
    وأغراني كلامه وتمنيت وبدأت أفكر كل ليلة في صعود شجرة التوكي هذه ومشاهدة بغداد تلك وكنت أظنها إمرأة .. بل أني كنت متيقنة تماما إنها فاطمة تلك الحسناء الرائعة في ثياب بيضاء حريرية في روعة ربيع قادم وأزهار حدائق جدي وقصصه المخملية ما قبل النوم.
    وكان بي حنين غريب يتملكني لتلك الفتاة التي أسمها فاطمة لم أعرف سره ولم أسبر غوره أبدا ..
    كان خيالي يسرح بي كل ليلة إلى تلك الشجرة أحلم بالصعود إليها ومشاهدة الفردوس المفقود في مخيلتي
    ورحت أسأل وأبحث كل يوم عن غازي رغم كرهي الشديد له فقط لأشاهد وأراقب عملية الصعود إلى شجرة التوكي
    ومعرفة طرقها وممرات الدخول لبيت فاطمة المهجور كنزي الجديد.. بعيدا عن أعين الحارس ومزاجه المتعكر دائما ووجهه الذي لا أذكر ملامحه لخوفي ورعبي
    وأنا أسمع صوته المزمجر متوعدا لكل من يقترب بالويل والعقاب ..
    كانت أمنيتي حينها رؤية فاطمة وصار حلمي الوحيد الذي أخفيته سرا حتى عن جدي
    توسلت بغازي لأول مرة وطلبت منه أن يأخذني معه في رحلته اليومية فوافق بعد ممانعة
    وأتفقنا على صعود الشجرة معا قال لي: في الغد الباكر ،وطلبت منه أن يفكر لي بحيلة تمنعني من الخروج مع جدي لبستانه
    وأعطاني واحدة مجانا فقد كان يمتهن الحيل والأكاذيب، كانت عينيه تلمع إثارة وهو يقص على مسامعي الخطة ..
    وفي يوم الاتفاق صباحا خرج جدي لبستانه وحيدا بعد أن أدعيت المرض وعدم قدرتي على المشي
    فأستغرب لذلك وأراد هو الأخر أن يبقى معي إلا إنني أقنعته بأنني سأكون بخير وسأتعافى .
    وأستطعت بذلك أن أجعله يخرج من دوني ..
    كانت لحظة خروجه كلحظة مراسم وأفراح العيد وقتها ..
    أخيرا سأحقق أمنية الصعود لشجرة التوكي وأشاهد بغداد أي فاطمة ..
    ولطالما هزني الشوق لمشاهدة وجهها الملائكي الذي رسمته مخيلتي لها..
    جاء غازي حسب الاتفاق وبدأنا بصعود الشجرة كانت عالية جدا وخشنة الملمس لكنه بخطواته الرشيقة كقط بري كان قد وضع إشارات لأماكن الصعود الرئيسة ..
    وصعدت معه برهبة شديدة كان يرتفع بسرعة أرعبتني وكنت كلما أصبح أعلى أشعر بالخفة والخوف معا ..
    لم أشاهد إلا البيت بأسطحه وكانت الشجرة قد أرسلت فروعها القوية للجهة الغربية منه وفيه بيت الحارس
    مرت عيوني على خرائب وأحجار وأدغال صفراء وخواء بارد بدأ يلفح مخيلتي كان لا أثر للحياة في أية جهة منها
    بقيت أمرر عيني من الأعلى إلى الأسفل فجأة لمحت أمرآة بلباس أسود وشعر أبيض كانت تحت الشجرة وكانت قد انتبهت لوجودي في أعلى الشجرة
    فصرخت هي بصوتها العالي وصرخت أنا معها يــــــــــــــــــــــــ ـــا الله .....
    أهي فاطمة ...
    أيعقل تلك العجوز الشمطاء ؟؟؟
    كانت بشعة بشعرها الأبيض وثوبها الرث الأسود وأخاديد وجهها الأصفر .
    رأته أولا وبدأ عويلها وصراخها يحفزني لأن يضيع عقلي مع ذبذبات صراخها وبدأ غازي الكاذب الهروب ضاحكا واختفى بلمحة بصر وليختل توازني ولأهوي أنا إلى أرض فاطمة ..
    كسرت حينها يدي وقدمي وجرحت وتلطخ وجهي وجسدي في طين تلك الأرض التي طالما حلمت بها مخيلتي .
    ...................
    بقي جدي مدة طويلة مندهشا عندما سمع مني القصة باكية
    وعلى إيقاعات غضب والدي من أمي بأن جدي لا يصلح أن تبقى معه طفلة بحجم شقاوتي..
    يومها كان قد انتهى عهد السكون والبقاء في بيت جدي
    وكان درسا قاسيا .. ما زال طعمه مرا في ذاكرتي
    إلا إن خيال فاطمة الرائع ...
    مازال يهدهدني ..كلما مر حلما بداخلي .





    * في لهجتنا العراقية نسمي التوت الأحمر توكــــــــــــّي

    * كتبت هذه القصة منذ سنوات عديدة وقمت نشرها في ملتقى الواحة كما كتبتها في وقتها بأحساسي وأنا طفلة بدون أهتمام لا بالاملاء او بالكتابة الأدبية للقصة إلا إني قد قمت بالتعديل عليها منذ سنة تقريبا وأرجو من يقرأها أبداء رأيه بالنصين الأول والثاني
    شاكرة كل من يمر على النص



  2. #2
    الصورة الرمزية صادق البدراني شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2012
    الدولة : بين القلوب النقيّة
    العمر : 49
    المشاركات : 628
    المواضيع : 16
    الردود : 628
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    العزيزة الرائعة زبيدة خضير الزبيدي
    ..
    صار واضحاً عندي انك ابنة مدينة من مدن العراق المقاومة للأحتلال
    بل ومررت على اشارة ذكية ملفتة للنظر . تلك التي كانت في الماضي تدّعي على التصوف تطرفاً .حتى جاء من نسف هذا الادعاء
    وهذا لعمري ما استيقنته افكاري من مفردات توسطت احاسيس الكاتبة بوضوح في (وادعة على أحلامها ترفض الهجرة والموت والمنفى معا)
    في اشارة الى التطرف الجديد المصاحب للاحتلال . ذاك الذي اختلق التهجير والموت والنفي .

    قرأتُ هنا رواية بأسلوب قصّي ممتع بالفعل اخذت احداثه تنقلات مدهشة ورشيقة باسلوب نثريّ
    كان لحبكة السرد فيها اثر واضح لولا انشغالك بالتذكر وتصفح كسرك الاول بروعة تفصيل غريب
    لكنه كان على حساب المشهد الرئيس الذي انطلقت به القصة على فراش سهدك سيدتي الفاضلة.دون استدراك الاصل فيها بالعودة ماسكة ادوات الوصف والتجسيد الى لب الصراع الاول.
    لكنني هنا رأيت ان هذه القصة القديمة هي فحوى الموضوع لاستهلاكه الجزء الاكبر هنا من واقع التصوير.
    كان حتى للاسماء في اعتقادي اثر في اثراء النص بالمعنى المبطن حتى وان جاء تجسيدا للواقع ليس الا .

    بل وجدتني بمنتهى البشاشة استقرؤ لافتة رفعتها الكاتبة ضد الكذب . رغم براءة فحواه
    ولم يكن ختام القصة في الصراع الا تأكيدا على ان اصحاب القلوب البريئة لن يمهد الله لهم طريق الكذب في ساعات ضعفهم .. والحمدلله
    اسعدني بحق ان اقرأ لك ما نسجت حروفك من ابداع وتألق يستوقف المتخصصين بصدق.
    فخور انني مررت من هنا اصافح بفرات مكاني ، دجلة مكانك يا ابنة الرافدين.

    رغم كونك اعترفت بعدم التغيير والتدقيق . لكنني اتوقف هنا لاكتمال الجمال مشيرا الى بعض ما وجدت .... ولم يقتطع من روعة نصّكِ سهما على الاطلاق
    .................
    - كانت لفافات من القماش الابيض تتدثر .... تتثر . اظن انها لو كانت تغطي او شئ كهذا لانكشف اللبس في المعنى وكانت ابلغ
    - اذن (اذاً) انا اعاني من كسر في يدي .... لو تركت لخيال المتلقي او اكتفىت الكاتبة بما تذكرته فيما بعد ، لكانت ابلغ.
    - تطرز الشمس سمائها ...... سماءها .
    - مزدهي ..... مزدهٍ .
    - غشي النعاس عينهم .... أعيُنهم .
    لما لا ؟ ......... لمَ لا؟ .
    - وانا غرسا صغيرا له ......... وانا غرسٌ صغيرٌ له . او ربما صيغت ب / وأنا غرسه الصغير .
    - امه التي تشبه ابنتها ......... تشبهها ابنتها ..
    - لأكتشفتُ بعدها ...... أكتشفتُ . او واكتشفتُ ....
    - كانت عينيه ............. كانت عيناه .
    - وكنتُ كلما أُصْبِحُ اعلى ........ وكنت كلما اصبَحْتُ اعلى .
    - وكنت قد انتبهت لوجودي في على الشجرة ........... وكنت قد انتبهت لوجودي في اعلاها . استكمالا للرسم البلاغي.
    - ايعقل تلك العجوز ؟.......... ايعقل انها تلك العجوز ؟.


    مستمتعاً اترك اثري
    فتقبلي مروري الثقيل عزيزتي الزبيدة

  3. #3
    الصورة الرمزية زبيدة خضير الزبيدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : كنت أسكن بغداد
    العمر : 47
    المشاركات : 195
    المواضيع : 25
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي



    بالرغم من مضي زمن طويل على كتابتي القصة إلا إنني لم ازل تلك الطفلة التي تعيش لحظاتها .. حتى بمشاعري وأنا اعيش اللحظة ..لحظة السقوط من الشجرة ولحظة كسر ساقي ولحظة بكائي بدموع غزيرة ولحظة كتابتي للقصة .
    لم يتغير بها شيء رغم محاولاتي الكثيرة للتغير ..فقد حاولت الإضافة والقص إلا أنني لم أنجح أبدا
    نعم يا سيدي فلم تزل مدينتي لا تتقن السهر والحياة الطبيعية بالرغم من مرور عقد على تغيراتنا المزيفة .
    ولم تنضج بعد أحزاننا ، وبقيت في حاضنة الخدج طفل لم يكتمل تكوينه بعد .
    ينتظر أعجوبة من السماء .
    هي مدن لا تستسلم للموت ولا الهجرة ولا المنافي التي أرادوها لنا نحن أهل العراق
    لم يزل دمنا نقيا .. يقاوم أمراضهم وجراثيمهم المقيتة .. ولم أزل متطرفة في أرائي ومعتقداتي .. وما زلت معجبة ومؤمنة بكل ما علمني جدي
    وكل ما زرعه فيّ من مشاعر رائعة .



    سعيدة جدا لمرورك العابق والعاطر وردا ليلكياً من حدائق تجاور القمر
    أثريت صفحتي بكلماتك ونقدك .. أشكرك جدا أيها الشاعر
    تحيتي وتقديري الدائم .

  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    قدرة فائقة على السرد المفصل رغم الإسهاب في الوصف ببعض المواضع إلا أنه زاد من جمال النص
    براءة طغت على الجو العام للنص جعلتني أعيش جو لطيف مع البطلة متابعة لفكرها البكر
    رائعة أخت زبيدة
    دام ألقك
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    قصة تمتلكتني بمشاهدها ومعانيها وما حملت من شعور، وسردية جميلة وددت لو حظيت منك بشي من العناية لتخليصها من بعض هنة نحوية وأخطاء في رسم الكلمات وشيء من إسهاب أظنها كانت بدونه لتبدو أروع

    أهلا بك أديبتنا في واحتك
    وبانتظار جديدك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    الصورة الرمزية زبيدة خضير الزبيدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : كنت أسكن بغداد
    العمر : 47
    المشاركات : 195
    المواضيع : 25
    الردود : 195
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي



    كانت القصة لحظة الكتابة بشعور عالي وكبير بالغضب من كل شي ..ولأني أحببت بأجراء بعض التعديل عليها وعرض النصين للنقد لرفد المستقبل القصصي لقلمي ..
    نعم ،لم أجري تغيرا جذريا للقصة لقرارة في نفسي ترسخت إن التعديل الكثير عليها سيفسد أحساسي وقتها ..
    وأتذكر مرة كنت قد عرضت النص على كاتبة تختص بكتابة القصة القصيرة وكان أول ما أثارها في القصة هو الحديث عن الذكريات وان القاص لا يجوز له الكتابة عن نفسه وقامت بحذف شخصية جدي وغازي ،فأحسست بقلبي وقتها يعتصر من الألم ..ولم أقر لها بذلك وتركت الموضوع وقتها وأجريت هذا التعديل البسيط عليها و كنت قد كتبتها سنة 2005 وقتها كانت الأحداث تتسارع في العراق بعد السقوط ..
    وأصبحت الطرق مشاعا للمسلحين المارقين ممن أمتهنوا القتل على الهوية والسلب ووالخطف وكنت أخاف على حياة والدي وأخوتي بعد موت جدي لسنوات خلت
    وكنت كمن فقد روحه يوم فقدت روح جدي لهذا تحولت للسهر والكتابة الدائمة لكل ما أشعر به وبقيت لفترة طويلة أشعر أن روحه تلازمني لولا رحمة من الله ..
    وبالطبع في القصة صفحة موجودة من صفحات تاريخ العراق سياسيا فقد سكنت افراحنا الماضية وبدأت أحزاننا بمجرد أستهلال العام 2003 وأنقلب الحال بنا وكان لابد لي وأنا القارئة لكل كتب التاريخ ،ولغزارة ما زرع في جدي من مشاعر وتراث وتاريخ
    بدأت أكتب كل ما علمنيه من أحداث وأمور حدثت وتحدث في العراق والعالم
    فمثلا .. كان غازي من عائلة كردية تمتع أسلافه بالعهد الملكي وعندما كبرت وبدأت بإستيعاب التأريخ وجدت أن الأكراد يكرهون الأتراك .. ولهذا كان غازي يكره جدي بالرغم من أن جدي لم يؤذيه ولا مرة ،ووجدت نفسي بين الأحتلال والحكومة الجديدة وبين الموت والمنفى .. فأخترت المنفى .. لأنجب من يردني يوما إلى مدينتي من جديد .وكراهة العودة تحت ظل حكومة عميلة لا تمتلك الا القتل والتعذيب في سجونها السرية والتغييب والأقصاء .

    شاكرة للأخت والأديبة آمال المصري و للأستاذة ربيحة الرفاعي هذا المرور الغالي والمتميز على صفحاتي .
    تحية مودة وتقدير كبير لكل من مر هنا .. وأعطى نقده ..وإنطباعه عن القصة





  7. #7

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    رأيت هنا مقدرة فطرية وجيدة على القص والأداء السردي المنطلق والمميز بصور أدبية مؤطرة ، ولكني رأيت أن لغتك لا تزال دون مستوى هذه المقدرة وأنصحك بالعنياة بها تنقيحا وتطويرا إلى جانب محاولة التركيز على التكثيف في الطرح وتمتين الأسلوب في الأداء قليلا.

    كانت قصة ممتعة على أية حال وأثق بأن القادم منك سيكون أجمل وأكمل.

    دمت بخير وعافية!

    وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,106
    المواضيع : 317
    الردود : 21106
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    نص ساحر جمع جمال السرد المشوق الممتع
    وحلاوة القص , والوصف , مستخدمة تعابير
    رشيقة بمشاعر عفوية , طفولية , مزجت الخيال
    بالواقع , لتجعلنا نستمتع بقصة رائعة , ربطت
    القارىء متابعا , متشوقا , إلى آخر حرف .
    لقلمك أسلوب جميل .. والقادم سيكون أجمل .

  10. #10

المواضيع المتشابهه

  1. لامكان للذكريات
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-04-2008, 04:56 PM
  2. نافذة على الجنة
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-05-2004, 06:15 AM
  3. نافذة على اللغة / أخطاء شائعة
    بواسطة محمود مرعي في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 24-12-2003, 10:20 PM
  4. هل لي الى عينيك نافذة ؟
    بواسطة منذر ابو حلتم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-08-2003, 12:27 PM
  5. نافذة على الأنتفاضة في الأدب الفلسطيني
    بواسطة زياد مشهورمبسلط في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-05-2003, 08:24 PM