الفردانية قمة السعادة :
وجودنا في الحياة الدنيا الغاية منه هو تحقيق سعادة الدارين سعادة الدنيا الفانية ، وسعادة الآخرة الأبدية ،والدنيا و إن كانت زائلة فالسعادة فيها شرط وجودها وإلا ما كان لها أي معنى و أي طعم والسعادة فيها مطلب شرعي وغاية ربانية ودعوة حبيبنا صلى الله عليه وسلم :{ الدنيا متاع .....} ومن سعد في الدنيا سعادة حقيقية أي سعادة الباطن من راحة النفس وبهجة القلب و طمأنينة الروح ، ورأى السعادة في ذاته لا في غيره ، عاش وجودا حقيقيا ضمن به السعادة في الدنيا وتكون الآخرة بين يديه إن هو أرادها لأن ليس هناك ما يشغله عنها أو يصرفه منها فهو لوحده في الكون يمثل وجود الإله في الأرض يفر إليه لا منه إن أراد ذلك .
الحياة الجمعية حقيقة اجتماعية وظاهرة بشرية بل وكائنية ، لكن قد لا تكون حقيقة عقلية ووجدانية وروحية فكثير من الخلائق من يختار الحياة الفردانية والعيش مع ذاته ويتخذ من نفسه صديقا له ورفيق العمر ، يبنى وجوده مع ذاته ويرفض إما في صمت أو علانية "العيش المشترك والتفكير الجمعي ، و الوجود الجمعي الذي يسيطر عليه أسلوب التصنع والتكلف"،.
يختار بعض الأشخاص الفردانية كسبيل للحياة ليس من منطلق العجب بالنفس أو حالة مرضية أو أنانية مفرطة ، وليس كوضع فطري غريزي وإنما تأتي كتعبير عن حالة رفض لواقع جمعي صنعه الأنانيون والانتهازيون والمرضى النفسيين وكنتيجة لصراع داخلي تتطاحن فيه المبادئ والقيم و الحق مع الواقع الذي يقبل بالتناقضات وينتعش فيه " الفرد" على الجماعة ويسيرها بمنطقه هو لا بمنطق المشترك والكل لكن يوهم بأنها حياة جماعية .
الفردانية من حيث مقاصدها وغايتها تعبير صحيح عن واقع وحقيقة العقل الجمعي المشترك الذي يقبل بالكل ولا يقصي أحدا، وهي تعبير عن المساواة الحقة بحيث يصبح الكل تعبير حقيقي عن الجماعة . بينما الحالة الاجتماعية هي تعبير عن فرد أو أفرد متسلطين فسروا الواقع والدين والمصلحة بمزاجهم و بمنطقهم الخاص الذي امتزج فيه الشعور باللاشعور والمنطق بلا منطق. من هنا فالفهم الحقيقي للوجود المستقل للذات في التفكير والاختيار "الفردانية: هو سبيل لتخليص البشرية وتقدمها وتحقيق للسعادة الجماعية وهي خاصية من خصائص التطور الاجتماعي، فالفردانية هي من تنتج نقيض الواقع وتحدث ما يسمى بالطفرة أو الاختراع أما العقل الجمعي غالبا ما يعتكف على السائد ويرفض الجديد ويرهن نفسه بالماضي ولا يقبل بتغير الأفكار لأن في ذلك تغيير لتموقع الأفراد المتحكمين والمتسلطين ... يتبع