منذ عدة سنوات .. كتبت احذرمن خطر الأصولية المسيحية الذى يجتاح مصر منذ سنوات بعيدة .. والذى تقف وراءه الكنيسة المصرية .. مستغلا حالة الضعف والتخاذل والإنهزامية التى تمر بها مصر والعالم العربي والإسلامي كله والإنبطاح أمام الضغوط الأمريكية والصهيونية المترقب لأى فرصة للتدخل فى شئوننا .. ولا أظن أن تلك الحقيقة محل خلاف الآن .. فمظاهر الإنبطاح والتخاذل والتدخل معلنة وواضحة ومجاهر بها أمام الخلائق .
وقبل أن اعود للحديث عن الخطر الأصولي المسيحي الذى يجتاح العالم ويجتاح مصر على وجه الخصوص .. أود أن اؤكد أن الحرص على الوحدة الوطنية للبلاد .. هو من الثوابت التى يجب التأكيد عليها بقوة .. باعتبارها ضرورة حياتية .. وواجب تفرضه عقيدة الأغلبية .. غير أن البعض للأسف الشديد فى الكنيسة المصرية .. يتعامل مع مسألة الوحدة الوطنية على اساس انها صفقة أو سبوبه يعقدها مع الدولة .. يحاول من خلالها الحصول على المزيد من المكاسب الطائفية .. والإتجاه بالكنيسة المصرية نحو تكريس المزيد من الشعور بأنها دولة داخل الدولة .. وان ارتدى قادتها أمام العالم وامام المصريين .. مسوح الرهبان وظهروا بمظهر الحمل الوديع والمعتدى عليها والتى لاتملك من أمرها شيئا ؟؟
لقد جاءت الأحداث الطائفية الأخيرة لتبرهن على أن هناك بالفعل من يعتبر الوحدة الوطنية مجرد صفقة .. أو مجرد هدنة مؤقتة بينه وبين الأغلبية .. امرأة مسيحية تستمع إلى أحد البرامج الدينية .. فتقتنع عن طيب الخاطر بالإسلام .. ويشرح الله صدرها للإسلام .. فتعلن اسلامها وتلجأ إلى الشرطة المصرية لحمايتها .. وهنا فقط يخرج الحمل الوديع من جحره ويعطي اشارة البدء لإثارة الشغب .. فى اكثر من محافظة .. للضغط على الحكومة بإعادة زوجة القس التى اسلمت عن طواعية والإدعاء كذبا وزورا انها اسلمت تحت ضغوط واكراه .. وهناك من هدد الحكومة باللجوء إلى أمريكا واسرائيل للتدخل .. وهناك من طالب بقطع المعونة الأمريكية عن مصر .. وهنا يكمن الخطر.. خطر الإستعانة بالمستعمر الأجنبي الذى ينتظر أية فرصة للتدخل واقتناص الفرصة لتفتيت الشعب المصري .. فتضطر الحكومة المصرية صاغرة أن تعيد الزوجة التى اسلمت واحتمت فى حمى الحكومة إلى أهلها حتى يتولوا تأديبها وربما حرقها .. أو نفيها فى أحد الأديرة التى لاتخضع للسيادة المصرية .. مهدرة فى ذلك حقها الدستورى والقانوني فى طلب الحماية .. حتى تكون عبرة لغيرها ممن يفكر فى اعتناق الإسلام .

لقد تحدثت قديما عن خطر التيار الأصولي العنصري الذى يسيطر على الكنيسة المصرية والذى يرى ان الأغلبية المسلمة هى مجرد استعمار قديم اتى مع فتح العرب لمصر .. وعليها واجب الخلاص منه واعادة الناس إلى دينها السابق .. ويغريه فى ذلك التجربة الصهيونية فى فلسطين .. وهناك من يحلم بما هو أكثر من ذلك .. هناك من يحلم بكنيسة ارثوذكسية عالمية فى مقابل الكنيسة الكاثوليكية .. على ان يكون مقرها القسطنطينية أو استانبول .. وعلينا ألا ننظر لهذه الأحلام باستخفاف أو سخرية .. فالتاريخ هو من علمنا ذلك .. وحتى وان بقيت هذه الأحلام .. مجرد أحلام واوهام .. فسوف يصيبنا منها الكثير .. فى ظل محاولات كثيرة ومدروسة لتحقيقها .. وقد تكون تلك المحاولات قاسية جدا .

لكن أهم ما فى موضوعي هذا .. أولا : هو التنبيه على ظاهرة خطيرة جدا .. وهى شعور المواطن المسيحي أنه فوق القانون .. أو انه من جنسية دولة أخرى .. وشعوره أنه مستهدف .. ودليلي على ذلك لجوء المواطن النصراني اليوم إلى الجهات الإستخبارية مباشرة .. مثل امن الدولة أو المخابرات العآمة لحل مشاكله الإدارية مع الجهات الحكومية .. فإذا انقطعت عنه المياه لأى سبب اعتيادي .. لجأ إلى أمن الدولة .. وإذا لم يحصل على بعض حقوقه فى العمل .. لجأ إلى المخابرات العآمة .. وهكذا .. ولذلك اطالب هذه الجهات الإستخباراتية بالإبتعاد تماما عن التعامل مع المواطنين سواء مسلمين أو مسيحيين .. إذا تعلق الأمر بمشاكل ادارية .. فيجب أن يعلم الجميع أن القانون فوق الجميع .

وثانيا : انه من غير المعقول أن تظل الدولة عاجزة عن مواجهة ظاهرة تحول الكنيسة المصرية أو شعب الكنيسة كما يحبون أن يطلقوا على أنفسهم .. إلى دولة داخل الدولة .. لها سفاراتها فى العالم أجمع تحت مسمى كنيسة للمصريين .. تخضع جميعها لسلطة البابا .. سلطة روحية ومادية بكل معنى الكلمة .. حتى اصبحت الكنيسة المصرية تمارس نشاطاتها الدينية محليا وعالميا بحرية كاملة بعيدة عن أعين الدولة .. بكل مايحمله من مخاطر معروفة .. وسط تدخل وترقب واستغلال أجنبي .. فى الوقت الذى لايسمح فيه للأغلبية بممارسة عشر معشار هذه الأنشطة الدينية .

وثالثا : كما أنه من غير المقبول .. ان يشهر البابا شنودة الثالث .. تهديداته وتحريضه للأقلية من حين لآخر .. باعتكافة وامتناعه عن القاء درسه لممارسة الضغوط على الحكومة المصرية .. و لتهييج الرأى العام المسيحي .. وتحريض الغوغاء بامتناعه هذا .. على الإعتصام والتظاهر كما حدث عشرات المرات .. وكما حدث مؤخرا .. ونتج عنه اصابه العديد من رجال الشرطة .. وتاريخ الرجل معروف من أيام السادات رحمه الله والذى تعامل معه بما يليق به .. فالرجل لايكف عن المطالبة بقائمة من المطالب الطائفية .. ومنها مثلا تعيينات فى المراكز الحساسة فى الدولة .. ونحن معه ولكن بشرط أن يضمن أن ولاء هؤلاء المسئولين سيكون للدولة وليس له هو شخصيا ولا للكنيسة .. وعليه أن يضمن أيضا أن احدا من هؤلاء المسئولين لن يجلس على كرسي الإعتراف مستبيحا كل أسرار الدولة .

ورابعا : ينبغي أن تواجه الحكومة المصرية وبحزم مواقع الإنترنت النصرانية التى اهانت القضاءواهانت الدولة والتى اظهرت الوجه القبيح لتيار اصولي شديد التعصب .. شديد الكراهية للإسلام والمسلمين .. ولنفسه ووطنه ومستقبله .