هي مَلحمة من ملاحم العراق العربيّ المسلم، والعراقيين الأباة المجاهدين، الذين ما سكتوا يوماً على ضَيْم، ولا استسلموا لمحتلٍ مجرمٍ أثيم!..

الملحمة هذه، تخلِّد قصةً هزّت العراق كله.. وهزّت أعماق نفوسنا، وستهزّ بإذن الله عز وجل عروش المحتلين المجرمين، وأذنابهم وأعوانهم الخاسئين الساقطين!..

إنها الملحمة، التي تحكي قصة المجاهدة العراقية الشابة الأسيرة: (فاطمة).. التي ما تزال نزيلة سجن (الديمقراطية الأميركية والتحرير) في (أبو غريب)!..

فاطمة شابة مجاهدة مسلمة مؤمنة.. تقاوم الاحتلال في الأقبية المظلمة.. الاحتلال الذي زعم أنه قدم لتحريرها وتحرير العراق.. الاحتلال الذي سيحصد ثمار أفعاله الدنيئة الإجرامية، هو وأذنابه من أبناء العلقميّ، الذين كانوا أشد حقداً وطغياناً على العراق والعراقيين من أميركة نفسها.. فسُحقاً لهم جميعاً.. وتباً لهم ولخسّتهم ودناءتهم!..

فاطمة الأبيّة، هي العراق كله.. العراق المجاهد الصابر المصابِر المرابِط الأسير!..

فاطمة هي بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية المزدهرة!..

فاطمة هي المقاومة المجاهدة التي أقضّت مضاجع الأوغاد!..

وفاطمة هي التحرير المقبل القريب بإذن الله، والغد المشرق الذي سيشعّ نوراً وتحريراً وجهاداً إلى كل عالمنا العربيّ والإسلاميّ، من طنجة إلى جاكرتا.. مروراً بالقدس الشريف، وفلسطين الجريحة!..

فاطمة هي الأمة التي ستدوس أعداءها وأذنابهم الرعاديد، وستدكّ عروش نواطير أميركة الخونة المتواطئين!..

فاطمة هي العزّ القادم.. والمجد الذي ننتظره.. والمنهج الربّاني الإسلامي الذي سيعم الأرض بإذن الله الجبار المنتقم!..

فإلى فاطمة، بل إلى (ملحمة) فاطمة :

هِيَ حُرَّةٌ كَرِقَّةِ النَّسِيم

مُؤمِنَةٌ تَعْبُدُ اللهَ ..

تُصَلِّي الصَّلاةَ كُلَّهَا ..

تَذْكُرُ رَبَّهَا ..

تَصُومُ فِي سِرِّهَا ..

تَقُومُ لَيْلَهَا ..

تَحِنُّ عَلَى نَخِيلِ أرْضِهَا ..

كَالأمِّ الرَّؤوم !..

تَقْرَأُ مَا تيَسَّر مِن سُوَرِ :

الأنْفَالِ ..

والإسْرَاءِ ..

والفُرقَانِ ..

والأحْزَابِ ..

والرَّحْمَنِ ..

.

.

وسُورَةِ الرُّوم !..



* * *

تُقَبِّلُ هُدُوءَ اللَّيْلِ ..

تسْتقْبِلُ خَيْطَ الفَجْرِ ..

بِدَمْعَةٍ خَاشِعَةٍ ..

ولِسَانٍ لاعِجٍ بالذِّكْرِ !..

تَرْكَعُ وتَسْجُدُ ..

بِقَلْبٍ خَافِقٍ بالطُّهْرِ !..

هِيَ حُرَّةٌ :

لِبَاسُهَا تَقْوَى ..

حِجَابُهَا عَفَافٌ ..

طَهَارَةُ رُوحِهَا ..

مُطَوَّقَةٌ بالزَّهْرِ !..



* * *

هَيَ فَاطِمَه

تنامُ بالبَيَاضِ حَالِمَه ..

تَصْحُو حَالِمَه ..

فِي نَهَارِهَا ..

تَبْقَى حَالِمَه ..

ومُقاَوِمَه !..



* * *

هَبَّتْ رِيَاحُ الشَّرِّ ..

غَلَّقَتْ الأبْوَابَ فَاطِمَه ..

لِتَبْقَى سَالِمَه !..

لَكِنَّ الشَّرَّ وَحْشٌ ..

يَتَضَوَّرُ جُوعَاً ..

يَمْتَلئُ حِقْدَاً ..

كَالغَاشِمَه !..

اقْتَحَمَ دَارَهَا ..

ولَمْ يَعْثُرْ إلا عَلَى فَاطِمَه !..



* * *

في القَبْوِ عَانَتْ فَاطِمَه ..

عَانَتْ بَغْدَادُ ..

عَانَى العِرَاقُ ..

كُلُّ العِرَاقِ عَانَى ..

مِن سَطْوَةِ الوَحْشِ !..

وتَتَابُعِ النَّعْشِ ..

بالنَّعْشِ !..



* * *

صَبَرَتْ أرْضُ الرَّشِيدِ ..

بَحَثَتْ عَن مُعْتَصِمٍ ..

فَلَمْ تَعْثُرْ ..

إلا عَلَى مَنْ يَبْكِي فَاطِمَه ..

أو : يَضْحَكُ عَلَى فَاطِمَه !..

تَعَذَّبَتْ .. صَرَخَتْ ..

تَعَلَّقَتْ بالسَّرَابِ ..

تَمَسَّكَتْ بالحِجَابِ ..

تَمَنَّتْ لَوْ تَنْدَثِرْ ..

تَحْتَ التُّرَابِ !..

مَا عَادَتْ فَاطِمَةُ .. حَالِمَه !..



* * *

حِينَ انتَفَضَتْ فَاطِمَه

ما وَجَدَتْ .. إلا أمَّةَ العُرْبِ ..

نَائِمَه !..

مُسْتَهْتِرَةً .. هَائِمَه !..

غَيْرَ مُبَالِيَةٍ ..

بالأيَّامِ الحَاسِمَه !..



* * *

صَاحَتْ بَغْدَادُ :

ورَبِّ فَاطِمَه :

سَنَقْلِبُ عَالِيهَا لِسَافِلِهَا !..

ورَبِّ فَاطِمَه :

سَتَكُونُ القَاصِمَه !..

ورَبِّ فَاطِمَه :

سَنَمْحُو أمَّ الظَّالِمَه !..

بالحِرَابِ ..

والخِضَابِ ..

والإرهَابِ ..

سنَمْحُو العَارَ ..

ونَمْسَحُ عَن وَجْهِ الأرْضِ ..

بالرَّصَاصِ ..

والصَّارُوخِ ..

والرَّاجِمَه ..

سَنَمْسَحُ أمَّ النَّاهِمَه !..

ورَبِّ فَاطِمَه :

سَنَكْتُبُ بِدَمِنَا ..

للمُحْتَلِّ ..

سُوءَ الخَاتِمَه !..

ورَبِّ فَاطِمَه :

سَتَبْقَى أرْضُ المَنصُورِ ..

كَريمَةً .. وأبيَّةً .. وعَزِيزَةً ..

ومُقَاوِمَه !..

ورَبِّ فَاطِمَه :

سَتَكُونُ الحَاطِمَه !..

ورَبِّ فَاطِمَه :

سَتَكُونُ الحَاطِمَه !..

ورَبِّ فَاطِمَه :

سَتَكُونُ لَكِ -يَا أمْريكَةُ- الحَاطِمَه !..



* * *
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف