عشرون عاما


عشرونَ عاما و السلامُ مُؤَجَّلُ
ستجيءُ قافلةُ الكلام و تَرْحَلُ

و تظلُّ وَحدكَ في الوجودِ مُشَرداً
و الأمنياتُ بزهرٍ عُمْركَ تذبلُ

دعْ عنكَ أحزان الخريفِ و دَعْ يداً
تركتْ يديكَ فإنّ عُمركَ أجملُ

أملُ الجذوعِ بأن تظلَّ و نيسها
في و حشة الريح التي لا تَسألُ

و بأنْ تظلّ بصَفْوِ صَدركَ باسماً
فالحبّ أجملُ للفؤادِ و أكملُ

عشرونَ عاما مِنْ مرارةِ فقدها
تركت جبينك في المدى يتأملُ

و الضعفُ أتعبَ كاهلاً في مهدهِ
و العزمُ في سُرَفِ السّما يَتَرهّلُ

بلغَ الرقيمُ برسمِ عمركَ حدّهُ
فاخلعْ كهولتكَ التي لا تُحمَلُ

و البس عباءةَ شاعرٍ بجنونهِ
سقطَ الذين ترهلواْ و ترجّلواْ

أقبلْ على الصبوات حتي يرحلواْ
و ارحلْ عنِ الدنيا إذا ما أقبلواْ

لا تحتملْ في الدربِ صُحبةَ يائسٍ
إن الذبولَ من الكراهةِ يَقتُلُ

لا تحترقْ في الشعر لو منْ عشقهِ
فالنجمُ مِنْ فرطِ التوهجِ يأفلُ

كُنْ مُلهما بالحب أو كُن عاشقا
إنّ الغرام بغيرنا لا يُقبَلُ

عشرونَ عاما لمْ تَزلْ مُتعطشاً
للحبّ و الأنثى إليك تُهَرْولُ

ستجيءُ أيامُ الوداعِ فتنقضي
رحلاتُ عُمركَ كُلُّها و الموئلُ

و تقولُ مَرْمِيّا على عتباتها
عشرونَ عاما و السلامُ مؤجّلُ