أعذب الشعر والصغار
المبالغة صفة ملازمة للبعض، وهي مناسبة و تزيد المواضيع الأدبية بأنواعها جمالاً، وقد قيل سابقاً: أعذب الشعر أكذبه، لابأس في هذا فالمبالغة في وصف الكرم قد تغري الناس بأن يتزينوا به، لكن هل من المنطق المبالغة في وصف المواضيع العلمية؟ هل من المنطق أن نسمي الأشياء بغير أسمائها؟ هل من المعقول أن نسمي الذكي بالعبقري رغم الفرق الكبير بين كل من الصفتين، فالأولى تدل على سرعة التعلم والقدرة على التعامل مع الأمور المنطقية مثل الرياضيات وحل المسائل بالسرعة المناسبة، أما الثانية (العبقرية) فإنها تعني الإبداع في أكثر من علم واحد، وهذا الأمر لا أراه مناسباً مع الصغار، لأننا أدخلناهم مدخل الذكاء و سعينا لتطوير قدراتهم فيه من خلال التدريب والتحضير، لكننا لم نصل بهم إلى مستوى الإبداع " كصغار" حتى نقول أنهم على طريق العبقرية فيما هم مبدعون فيه وإننا نسعى لأن يحققوا الإبداع في موضوع غيره.
توضيح الأسس المنطقية لعملية بناء المبدعات والمبدعين أمر مهم لبناء القدرات على أساس متين عند الصغار، وقد شاهدت مثالا على هذا البناء في احدى المدارس عند طفلة لأبوين يعملان في حقل التدريس و كلاهما من مدرسي الرياضيات، والصغيرة تفكر بشكل منطقي وعقلاني متميز بأي موضوع ولا تخشى الأسماء الكبيرة في المجال العلمي، وهذا مهم جداً مع الصغار لبناء القدرات على الإبداع والتميز فيه مما يفتح الأبواب للعبقرية للصغيرة في المستقبل، البدايات الصحيحة دائما تحقق الأهداف بيسر أكثر من غيرها.
تعليم التفكير الناقد يعني تعليم الصغيرة / الصغير التفريق بين الرأي والحقيقة، وما هو منطقي من الأحاديث والمقولات وما يخرج عن المنطق فيهما، كأساس يمكن البناء عليه واستكمال تعليم التفكير، بعد التجهيز من خلال الحفظ للمواضيع المناسبة قبل ذلك، مما يؤدي إلى نمو حقيقي في شخصية الطفل نتيجة للقدرات التي تم بناؤها عنده، ثم يمكننا أن نضع الصغير في مواجهة الجمهور، لتأكيد التطوير للشخصية والإستمرار في بنائها عنده، ومن المناسب أن يتكرر وقوف الصغيرة أو الصغير أمام الجمهور مرتين أو ثلاثه في العام الدراسي الواحد على أن يتم ذلك خارج إطار المدرسة، ولاداعي لأن نستخدم العذب من الكلمات لندفع بالصغار للطموح بلا أدوات توصلهم إلى تلك الغاية، أفضل التحفيز بما هو صادق و يدفع بالصغار إلى الأمام وبذلك نحذف المبالغة أيضاً من حياتنا اليومية، عذب الكلام مع الصدق أفضل كأن نقول للصغير : ستصبح عبقرياً أو من الحكماء عندما تكبر.

باسم سعيد خورما