رائحة الموت
بخطوات كسولة خرج وهو يحمل هواجساً راحت تتوقد وتزيد في انغراسها في فكره ،بعدما سمع كلام طبيبه الذي صعقه بالحقيقة التي أخذت تشده بقوة إلى صور مظلمة وقاسية تنتقل به من فكرة وأخرى تسحق صور الطموح واللهو التي كان عقله متخم بها والتي كان كثير الثرثرة عنها يفتخر بها في كل مكان ، ولكنه الآن مكبل بالصمت يخرج من داره الذي طغى عليه شيء من الفخامة والذي كان محط انظار الجيران عادة ما يترقبونه ويبادرونه بالتحية طمعا في التقرب إليه لنيل شيء من ماله الذي كان يصرفه بدون اهتمام أو حرص ، غابت ضحكته وصوته الذي كان يسمع صداه في المكان ، لقد أصبحا شبحا يعود في المساء ويدلف إلى داره في خفيه ولصوصيه غريبه محملا بهمه ، يلاحقه الرعب والخوف وتزداد ضربات قلبه عندما تقع عيناه أو سمعه على حدث أو خبر .
....انتقل الى رحمة الله بعد معاناة مع المرض الذي لم يمهل طويلاً .
.... لقد مات في ريعان شبابه .
.... شارك الجميع في حمله إلى قبره .
عاودت كلمات طبيبه تجهز عليه ويتردد صدها في داخله ، يؤسفني أن أقول أن مرضك منتشر في جسدك ولا يمكن السيطرة عليه أنه في مراحل متقدمة ، قاوم بمحاولة فك قيد تلك الكلمات التي كانت تؤرقه مع الوقت الذي يمضي بقوه ، وفي نهاية اليوم التالي كان يحمل على اﻻكتاف لكي يغلفه التراب .
رد مع اقتباس
