قلع قلب ..

أحضِر مقصاً .. وسكيناً .. وقفازاً ..

وصندوقاً من خشب ..

لوِّنه بكل أنواع الغضب ..

البِس القفازين ..

فالعدوى تنتقل بالدم ..

أو الجلد ..

أو المِعصم ..

ثمّ ..

سمِّ الله العظيم .. فإنه سيكون لك مفازاً ..

غطِّ الجانب الأيمن من الجسد المُسجَّى ..

وأدِر وجهكَ للأيسر ..

وكبِّر ..

أمسِك السكين من دون خوف .. أو ريب .. أو وهم !

وضع في فمك قطعة سكّر ..

ثم تحسَّس الانتفاخ ..

لا تقلق .. سينبلج بعدها في جسدك الصباح ..

وينقلب عودك أخضر ..

اِغرِز سكينك في صدرِك ..

وأَعمِل المقصّ المُجَنزَر ..

اِجْعَل الحفرةَ بعمق الحزن .. بل أكثر!

سيظهر عندك شيءٌ أحمر ..

يتحرّك بجنون ..

ينتفِضُ ويفور ..

ولا يهدأ ..

هذا يسمّونه قلباً ..

في حال العِشقِ .. يتورَّم!

اِقلعه!!

وإياكَ أن تطرحهُ أرضاً ..

أو أن يمسَّهُ أحدٌ بالبنصر!

ضعه في إناء ..

وأحكِم الغطاء ..

ثم اقلبه في الصندوق ..

وضع معه قماشة سوداء ..

وخنجركَ المعطَّر ..

وإن استغاثكَ لا تسمع !

كن كالأصَم .. كالحجر !

وارمقه بعين الحقد ..

وتجبَّر ..

ذلك الذي أتعسَ عمرك ..

وأرخى سدول الهمّ ..

وأحيا فيك الأرق ..

وأرداك قتيل العشق ..

وكان هو الفارس المظفَّر !

عُد إلى جسدك الذي تطهَّر !

إياك أن تترك حفرة القلب فارغةً فاهها!

اِئتِ بحديدٍ .. أو ترابٍ .. أو مرمر ..

هاتِ قلماً .. واحفر على شرايينٍ مقطَّعةٍ ..

بحروفٍ سئمَت الأنين .. والالتواء ..

كفاك عذاباً ..

كفاك مرارة ..

كفاك غراماً ..

كفاك قلباً ..

كفاك هراء!

ثمّ اطمُر الحفرة..

وخيِّط الجرح المُلثَّم ..

وارمِ القلب والأدوات في قعر البحر ..

بثبات!

اغسل يديك بماءٍ طاهرٍ مُطهِّر ..

وإن سألك أحدٌ ما خطب الجرح في الصدرِ غائر ..

إياكَ أن تتلعثم!

قل بقوة جأشٍ ..

أنا العاشق المخضرَم ..

تخلّصتُ من أتعبِ مضغةٍ ..

وضعتها في قمقم ..

هي كلمةٌ سواء ..

لن يكون هناك نبض ..

ولا ضعفٌ ..

ولا للتعاسة ارتواء !

هنا نقطة النهاية ..

لأسطورة الحب ..

وللموت .. نقطة ابتداء !

انتهَت العملية بنجاح ..

مبارك عليك ..

من الآن لا تخشى شيئاً ..

ستمضي في حياتك حراً ..

تعيش بقية العُمر محنّطاً ..

كالمومياء !!!

أسيرة الأقصى

سيكون بعد هذه الجراحة العنيفة جثة هامدة فلا يصلح حتى للتحنيط
أختي الكريمة أسيرة القدس
فكرة قاسية بعض الشيء لكنك صغتيها باسلوب أدبي راقي
شكرا لك
و دمت بخير
د. جمال

السلام عليكم ..

جزاكم الله خيراً أخي الدكتور جمال على المرور .. والتعليق ..

أعلم أن الفكرة قاسية .. وما كان الدافع لكتابتها إلا ألم أقسى منها ..

ولكن يبقى الأمل بفجر جديد .. ونور ينير الطريق .. والله أكرم !

بارك الله بكم ..

الأسيرة ..

شكرا لك أختي الكريمة أسيرة الأقصى
و أزال الله عنك و عنا و عن كل مسلم كل هم و حَزَن .
لقد قمت بقراءة ما كتبته هنا قراءة متأنية للمرة الثانية و حقيقة لقد أعجبتني جدا
فخاطرتك و كما أسلفت لك من قبل برغم قسوتها إلى أن فكرتها جديدة و اللغة فيها سليمة
فواصلي اختاه .. كلنا آذان صاغية و قلوب واعية

فقط ملحوظة لغويه هنا :

مبارك عليك ..

من الآن لا تخشى شيئاً .. هنا نقول لا تخش بحذف حرف العلة لوجود الفعل في صيغة الأمر

ستمضي في حياتك حراً ..



ما عدا ذلك .. فاللغة جميلة و الأسلوب راق بدون مجاملة


تقبلي ود أخيك

و أهلا بك من جديد

و سننتظر ما تكتبين بفارغ الصير

د. جمال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الرحمن أخي الدكتور جمال .. وبارك بك على المرور الثاني .. والتصويب ..

منكم نتعلّم ونستفيد أستاذي الفاضل ..

أسعد الله قلبك كما أسعدت قلبي بهذه اللفتة الكريمة منك ..

أسألك الدعاء ..

ودمت لأختك في الله ..

أسيرة القصى ..

السلام عليك يا صاحبة الجرح
جربت جراحتك وكم كانت قاسية ولكن الذي في ( القم ) قد تحرك وجعل العالم من أمامي
ينبض بكل ما فيه من آهات وآلآم وأوجاع فتغيرت الدنيا علي وأظلمت شمس النهار حتى أنني تساءلت من منا الذي قام بالجراحة للآخر قلبي أم أنا, ليتني طعنته حينما أخرجته
[font=System]وسؤالي لك سيدت الجراحة هل نجحت معك الجراحة حقا[/font] .

هل أخبرتي يوما اخية انك كمن يكتب على مآقي العيون بماء من الم؟
لقد احسنت الجراحة , لكنك تركت الاوردة المتصلة بالعضو التالف
تركت كيانا ممزقا تنهشه اصابع الندم
جعلت نفسك بين مطرقة وسندان ,ومن ثم غدرت بذلك العضو الغريب غربة الوطن!!!
ما ذنبه؟

ذنبه الوحيد انه بين اضلعك
استبحتي دمه , فمات الجسد
وسيبقى الالم , ما بقي الزمن

" أسيرة الأقصى "

ياااااااااااااااااااه من الوجع

ويا لقسوة تلك العملية

المؤلمة

لقد تخثر الدم فى شرايني

وتجذم الوريد من النزع

وتجردت المعاني من حروف الرحمة

فلكِ الصبر

وليّ الآه




تقبلي التحايا