عبوس ..
أيها المساء المدثر بالغربة .. هل تعلم كيف يتبسم
الغريب في وجه العبوس الجاثم على صدر الأفق .
و كيف تعبر الأنفاس القادمة من مرجل الهموم
على صراط الوحشة الموصل إلى هاوية الضيق.
وأين تكمن كوة الأمل المنزوية خلف ركام البعد المتراص
منذ تلك السنين التي شُد فيها حزام الرحيل ليلاً .
هل يستوعب صرصار الليل أن صوته يزيد كآبة الظلام
و يتفنن في بناء غابات من الحزن حول خاصرة الفرح.
وهل تعلم أن القلم الذي يكتب في صفحاتك القاتمة
يتقيأ حبره كلما هاجت فيه شجون الحرف المحترق هماً.
وأن أوراقك المتيبسة لا تعرف معنى احتضان المعاني
ولا تنبت فيها بذور الأمل إلا لتهزأ من تساقطها سريعاً.
ابق اذاً قاتماً معتماً وسابحث عن صباح يشرق على عالمي دونك.
ع.م